الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الأصول

44/06/18

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: باب الالفاظ/ مبحث الأوامر/ الإجزاء

القسم الثالث من الإجزاء، إجزاء الحكم الظاهري عن الواقعي او الظاهري مثله

مراحل الحجية

الحجية والخفاء في العقائد والفقه

كان الكلام في ان الحجية كسائر الاحكام الظاهرية او كسائر الاحكام الواقعية لها مراحل وبالامكان التفكيك بين مرحلة الفعلية ومرحلة التنجيز او ربما نقول ان الوصول ليس الوصول الشخصي او الوصول النوعي من جهة الادراك بل من جهة سبب الادراك وهذا مبحث مهم في الحجج ونظام الحجج وميزان المعرفة ان الميزان ليس الأفراد ولا ادراك الافراد بلا لميزان إدراك الأفراد بل الميزان هو السبب وسبب العلم نفسه هل هو موزون او غير موزون؟ لذلك في علم المنطق عندما يبحثون عن التصور والتصديق يبحثون عن الميزان والسبب وليس يبحثون عن الالمدرك. نفس السبب القياس الاقتراني او الاستقراء ولا يبحثون في المدرك والعاقل وإنما يبحثون في نفس ماهية التصور.

فاذا الحجية تابعة الى وصول السبب لكن ليس الوصول النوعي او الفردي بل الوصول الموزون، بل على كل هو لو سلمنا الوصول بل يمكن ان نقول أوسع من الوصول. على كل شواهد على المطلب اجمالا ان المقلد او المجتهد اذا قصر في الفحص عن الحجية يؤاخذ لأن العلم وجوبه نفسي لكنه بالتالي طريقي فاذا ينبه على ان الحجية موجودة وان لم تصل فردا أو نوعا. وكذلك عندما يقال قاصر او معذر لان موجب الحجية موجود لكنه معذور لا سيما اذا قلنا انه معذور امتنانا من الشارع وليس معذورا عقلا. إجمالا الصحيح ان الحجية شأنها شأن بقية الاحكام ولها المراحل. هذا خلافا لما ذهب اليه النائيني او الكمباني او السيد الخوئي.

هنا معنى آخر للحجية يمكن تصوره لا سيما في العقائد لان هناك مبحث من مختصات بيانات اهل البيت ان لله حجة ظاهرة وحجة مغمورة او مستترة فمع كونه مستترا لكنه حجة. بالنسبة الى صاحب العصر والزمان اسمه وهويته وعنوانه ما شئت فعبر غير مستتر يعني معروفا لكن المعنون خفي علينا لا أنه لا وجود له. لكن هناك نمط من الحجج المغمورين يعني بعبارة أخرى في بيانات القرآن واهل البيت علیهم‌السلام ان الحجة تنقسم الى قسمين قسم حجج ظاهر معروف يعني واصل حجيته غير الدجالين وهناك حجج واقعية لكنهم مغمورين ومستترين. لكن الخضر معنونا مستور او النبي ادريس او النبي الياس هؤلاء تسالم المسلمون تقريبا على حياتهم رغم خفائهم. هذا جواب عن حقيق الوحي على من يطعن على صاحب العصر والزمان أنه قائم بالأمر بالفعل وقائم بأمور البشر وأمور الأرض ومسئوليات الإلهية وهو خفي. الحجة المغمور كيف هو؟ ان هناك حجج لكنها مغمورة هذا المغمور والخفي في بيانات الوحي على درجات وليس على درجة واحدة الى ان نصل الى الملائكة خفيين في خفيين. نوع الملائكة آمن الرسول بالله وكتبه وملائكته سيما الملائكة المقربين لهم حجية وان كان حجيتهم دون حجية سيد الأنبياء واهل البيت. المقصود مما ينبه على ان استتار الحجية في الوحي درجات وليس درجة واحدة شدة الاستتار يعني ان هناك كما يقول بعض المحققين ان الباقي من الأنبياء ليس فقط أربعة فيه جملة من الأنبياء لا زالوا احياء لكنهم مستترين. في الرواية إشارة اجمالية لكن التعداد ما وقفت عليه. يعني ليس كل الأنبياء رحلوا. بعضهم عمرهم آلاف مثل النبي ادريس وهو جد النبي نوح. لا زال حيا. ولعل في بعض الروايات أشار ان موسى لم يلتق بادريس وكان مشهد فرعون في مشهد ادريس وكان حاضرا في قضايا كثيرة مع ذلك النبي موسى لم يدر به كما انه لم يدر بالخضر الا آخر حياته وفترة وجيزة التقى بالخضر وبعد ذلك ستر. المقصود اذا واحد ينبش في الروايات يرى ان الحجج المستورين الذين مركزها صاحب العصر والزمان لا الدجالات بدرجات مختلة. حسب الأدلة القرآنية القطعية والروايات القطعية آباء النبي عبدالله وعبد المطلب وأبو طالب وعبد هاشم وعبد مناف كلهم كانوا حجج. اطلق في الروايات عليهم انهم حجج التي رواها الصدوق وقريش ما كانوا يعرفونهم ربما بعض اوصياء النبي عيسى ما كانوا يعرفونهم. أي معنى لحجية ابوطالب وعبدالله وعبد هاشم؟ اذا كان معنى الحجج ليس التنجيز والتعذير بل لها معاني عديدة كما يعترف علماء الأصول ربما سبعة اقوال في ماهية الحجية او احدى عشر قولا. يأتي في بحث خبر الواحد او الظنون.

احد معاني حجية النبي وحجية اهل بيته علیهم‌السلام وحجية الله فوق النبي والائمة هو ان الله معلم غير ان الله حاكم وولي ورب وخالق ومالك. بل الله معلم او ان الرسول معلم ان الائمة معلمون يعني احد غايات حجية النبي انه يوجد العلم. وينبه الى ما هو حجة والى ماهو برهان بالتالي هذا المعنى يكون حجة «يعلمهم الحكمة» الكتاب اعجازه ذاتي والحكمة برهان ذاتي. ادع الى سبيل ربك بالحكمة» الداعي الى الحكمة الذي ينصبه الله يسميه الله حجة. يعني مرشد اصطفائي من الله لكن مرشد اليه ظاهر. الحكمة برهانها ظاهر. اذا الحجة المستترة احد معانيها انها هادية ومرشدة الى الحجة الظاهرة بالبرهان او الاعجاز. هذا احد معاني الحجج المستترة ولو لم يدرك قريش ان عبد الله حجة او أبو طالب حجة لكنهم يثيرون العلم والحكمة. لاحظ كلام سيد الاوصياء في اول خطبة نهج البلاغة غاية بعثة الأنبياء ليثيروا دفائن العقول ويرشدهم ويقويهم الى دفائن العقول. ويذكروا منسي نعمته وهذا أيضا حجة. ويستؤدوهم ميثاق فطرتهم. غرائض ملائكية في الانسان هدف بعثة الأنبياء. ليس هدف الحجة فقط التعذير والتنجيز والتنذير بل مرشد اصطفائي من الله لاجل ان يحدث العلم لدى البشر والمكلفين سيما الميرزا النائيني يتبنى على الحجية يعني العلم التعبدي. لذاك هذا الذي يثيره الجمهور على الشيعة على انه كيف امام وهو خفي او يثيره الوهابية انه لابد من نص جلي في القرآن على امامة علي بن ابيطالب وولده سلام الله عليهم، على منطق القرآن الحجية حتى الامامة والنبوة ليس ضروريا يكون معلنا مع انه في اميرالمؤمنين ورد مآت الموارد او عشرات الموارد بنص التنزيل امامته ومحكم الايات امامة اميرالمؤمنين ونبه عليه الائمة لكن مع ذلك يبين في زيارة الغدير ان ورود حجية امامة الائمة في تأويل القرآن حجة على البشر وان لم يكن في تنزيل القرآن. مما يدلل على ان الحجية لها معنى أوسع. تعبير الامام علیه‌السلام ان لله حجتان حجة مغمور ومشهور يدل على الحجية خطأ ان نفسرها انها نص صريح وظاهر حتى مراحل الخبر دورها يبقى. يثيرون دفائن العقول وان لم يعرفوا. دليل برهان تاريخي حضاري ان اباء النبي قاموا بدور في ترقية البشر وتنمية البشر حسب هذا البرهان التاريخي اعظم من النبي إبراهيم وعيسى وموسى بغض النظر عن النصوص القرآنية ان دورهم اعظم. انهم بنوا مدرسة في الحجاز وعقلية الحجاز لا النبي إبراهيم ولا عيسى ولا نوح ولا موسى هذه المدرسة سيأتي يدرس فيها اعظم مدرس وهو سيد الأنبياء. هل من الحكمة ان الله عزوجل أستاذا اكبر أستاذ الى ناس هم ما داخلين الابتدائية. ليس معقولة وليس حكمة. ان اباء النبي اعدوا عقلية في الحجاز لم يقم بتعليمها واعدادها الأنبياء اولي العزم. هم قاموا في حضارات أخرى. هذا برهان تاريخي حضاري. كيف يبعث الله عزوجل اعظم الأنبياء الى أناس لم يدخلوا الى المرحلة الابتدائية. ما معقولة. اما هو يتنزل وهذا خلاف الاحكمة او هؤلاء لا رابط بينهم وبينه وهذا أيضا خلاف الحكمة اذا لابد من الأرضية عندهم. بحيث يدركون اعجاز معجزة عقلية ومنطق العقل وبلاغة القرآن في المنطق العقلي لا في اللسان فقط. مع انهم لم يعرفوا بالنبوة ولم يعرفوا بالوصاية لكنهم قاموا بالدور الحضاري الأعظم من دور الأنبياء الماضين. مما يدلل على ان الحجية لها معان عديدة. المعلومات التي يوصلها اليهم هي عظيمة. احد اهداف بعثة الرسول هو ان يزكيهم. احد أدوار الحجية ان له دور في تطهير الأرض وتطهير نفوس البشر. هذا دور آخر. كما ان الاتقياء لهم دور في المجتمع والصلحاء أيضا. نفس الصلاح و التقوى لكنه غير الدور النظري. بعث في الاميين رسولا يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة» لذلك اعظم مسؤولية بينها الله عزوجل في مقامات سيد الأنبياء واهل بيته «ارسلناك شاهدا» والشاهد هو المربي والمراقب والمحاسب. هذا ملخص معنى الشاهد في القرآن. لذلك بعض يقول كيف دائرة اصطفائية ثانية وما نودي بحجيتهم كما نودي بحجية الدائرة الأولى ما فيه مانع لان دور الدائرة الثانية انهم مربين. ابوالفضل العباس علیهم‌السلام كم ربى علماء الشيعة وصلحاء الشيعة؟ وكذلك زينب وآمنة وخديجة سلام الله عليهم لهم أدوار اصطفائية وعلمية فالحجية غير منحصرة بما اعلن وشوهر بل الحجية لها معاني عديدة. هذا البحث بمناسبة مراحل الحكم في الحجية

نرجع الى البحث الاصولي. الان كلامنا كيف ان الظن الأول يجزئ عن الظن الثاني؟ سواء حجيته موجودة او غير موجودة. لان الظن الثاني حجيته الان واعتباره الان لكن متعلق والمكشوف لهذا الظن لا ينحصر بالزمن الثاني بل يشمل الزمن الأول فكيف يبنى على إجزاء الظن الأول؟ بلحاظ الزمن السابق. من ثم النائيني او السيد الخوئي قالوا بعدم الإجزاء ان الظن السابق لا يجزئ عن الظن السابق والمظنون. السيد اليزدي والمشهور في الحقيقة قالوا ما الذي انصرم من الظن السابق؟ صحيح ان المظنون تبدل زمنه او متعلق المظنون، كان يقلد الف والان يقلد فقيه باء. فرض البحث تقليده لفقيه الف الان نقول على الشرائط غاية الامر استجد فقيه اعلم. هنا نكتة مهمة اعتبار العام السابق او الفقيه السابق بحسب الأدلة لا زال باقيا ولم ينعدم والمعتبر تصرم والمعتبر زمنه زال لكن الاعتبار لم يزل. يعني الان نقول ان الفقيه السابق في الزمن السابق كان واجدا شرائط الحجية وكان حجة. لازلنا نقول ان ادلة الاعتبار شاملة للظن السابق على حذف شمول الأدلة لهذا الظن الفعلي. المشهور يقولون أي ترجيح لهذا على هذا ؟ كلاهما اعتباران متقارنان. احتمال الخلاف كما ان هناك موجود هنا أيضا اموجود.

وصلى الله على محمد وآله الطاهرين