44/05/04
الموضوع: باب الالفاظ/ مبحث الأوامر/ الإجزاء
الروايات الواردة في تكرار الامتثال ومجمع الماهيات
كان البحث في أن اتيان المأمور به على وجهه أو على حده شرعا او عقلا يقتضي الإجزاء وكنا قد استعرضنا الروايات الواردة في أبواب الجماعة يعني ثلاث طوائف من الروايات.
الطائفة الأولى الواردة في صلاة الجماعة مع العامة في الباب السادس وقرأناها والطائفة الثانية الروايات الواردة في مطلق صلاة الجماعة والطائفة الثالثة الروايات الواردة في صلاة الآيات. الروايات لسانها مختلف فيه لسان «ويجعلها الفريضة» كأنه تبديل الامتثال ولسان آخر في هذا الباب باب الرابع والخمسين من أبواب صلاة الجماعة «فإن له صلاة أخرى» يعني على كلا التقديرين سوف يثاب على كليهما ولسان آخر «يحسب له أفضلهما وأتمهما» ولسان آخر «مطلق الأمر بانه يصلي جماعة إماما او مأموما» لسان آخر في صحيحة الحلبي «اذا صليت وانت في المسجد وأقيمت الصلاة فان شئت فاخرج وان شئت فصل معهم واجعلها تسبيحا» يعني نافلة من النوافل. مع أن الجماعة صورية ومتابعة لكنه سوغه وتكون نافلة.
موثقة عمار فيها التعبير «أيجوز أن يعيد الصلاة معهم؟ قال نعم وهو الأفضل» الإعادة ليست مشروعا بل أفضل. كيف افضل؟ سنبين ، لا ينويها نافلة بل ينويها فريضة فكيف يجتمع الاستحبباب والوجوب؟ ذاتا واجبة وفرديا التكرار مستحب.
الرواية الأخرى رواية ابي بصير فيها سهل بن زياد والامر في سهل سهل يعني أنه شيخ الاجازة وكان وتدا ومؤاخذة الاشعري عليه من أن فضل بن شاذان متساهل في الضبط العلمي مع أنه شيخ الاجازة صحيح. في أحد الفضلاء المحققين عنده رأي أخير ان الذين اخرجهم احمد بن محمد بن عيسى القمي كانت خطة ديموقراطية لتحويل الري من ذاك الطرف الى هذا الطرف. من ثم الذين أخرجوا من قبل أحمد بن محمد تمركزوا في الري وفعلا قلبوا الري وعنده شواهد كثيرة على هذا ولا بأس به. إن سياسة احمد بن محمد بن عيسى الاشعري كانت ولائية يعني يفتح عاصمة الري بهذا الأسلوب. بهذا الفعل من احمد بن محمد رجالات أقوياء من قم باسم الإخراج نزحو الى الري حينئذ تبدل جو الري الى الشيعة.
الكلام بأن الأمر في السهل سهل كلام الشيخ البهائي وهو الصحيح بل الكليني روى عن سهل آلاف روايات فكيف يكون كذا. آلاف روايات ليست مزدوج الطريق.
قال قلت لابي عبدالله علیهالسلام: أصلي فأدخل المسجد فتقام الصلاة وقد صليت؟ فقال صل معهم يختار الله احبهما اليه.
هذه الرواية مثل الرواية السابقة «افضلهما واتمهما» فهذا المعنى عليه طريقان وان اختلف اللفظ. هذا ترابط في مضامين الروايات. دراسة المتون مهمة ولا يلتفت اليه الا المجتهد.
صحيحة حفص بن ابي البختري عن أبي عبد الله علیهالسلام في الرجل يصلي الصلاة واحدا ثم يجري بالصلاة جماعة؟ قال: يصلي معهم ويجعلها فريضة.
مر بنا إعادة الفرادى فرادى في جماعة صورية متابعة. يعني حتى في تكرار الفرادى بنحو فرادى. نفس هذا التعليل يختار الله افضلهما يعني إذا يعيد الانسان الصلاة ويكرر بشكل افضل امتيازا فمشروع.
قرأنا الروايات الواردة في صلاة الايات.
إشكالات السيد الخوئي: اما الروايات الواردة فيها «أعد» فهو أمر في صلاة الايات استحبابي مستقل ولا ربط بنفس الامر الأول. «أقم الصلاة لدلوك الشمس» فهو امتثال للامر الاستحبابي الثاني. وليس امتثالا للامر الأول. هذا اشكال السيد على الطائفة الأولى من الروايات في صلاة الايات.
اشكال السيد على طائفة إعادة الصلاة تقية مع العامة. فيقول هذا أمر بالتقية ولاربط له بالأمر الفريضة. يصلي خوفا او مداراة فامر تقية وليس تكرارا للامر الأول.
بالنسبة الى الطائفة الثالثة التي فيها إعادة مطلق الصلاة حتى مع الموافقين يقول هذا امر استحبابي أيضا ونحن نعول «يجعلها فريضة» الى ان هذا تفضل ثواب من الله عزوجل لانه معنى ممتنع. ليس المعنى ان الامتثال قابل للتكرار بل إما يحمل على الامر الاستحبابي أو يعطي الله ثواب الفريضة و أكثر على الامتثال الندبي. لان ما قررنا امتناع عقلي لا يمكن رفع اليد عنه.
هذه الأجوبة لا يلتزمها السيد الخوئي في كل أبواب الفقه مثلا مر بنا أن الاجارة في العبادات السيد الخوئي فكك بين الطبيعة النوعية والهوية الفردية. هذه نكتة مهمة ويجب ان يلتفت اليها الفقيه. حتى الشيخ الانصاري في موارد عديدة. افترض انت تأتي بشيء بصلاة او زيارة. هذا الذي تأتي به فيه عدة هويات. هوية فردية وهوية نوعية وهوية صنفية وهوية جنسية والاحكام تختلف فيه بحسب الهويات المجمعة فيه. قل هوية او قل ماهية. هذا التعبير موجودة في الأصول يعبرون الماهية الفردية والهوية الفردية يعني الشيء يكون مجمعا لعدة ماهيات وعدة هويات.
هناك في بحث الاجارة في العبادات السيد الخوئي قال ان الإجارة على الواجب فيها إشكال او لازم ان تكون بلا عوض فقال: ما المانع فيه. تجهيز الميت النوعي واجب وخصوصيات تجهيز الميت والهوية الفردية مثل السدر الأكثر والاعتناء بالغسل الأكثر. هذه الأمور ليست وظيفة الواجب النوعي بل هذه الأمور هوية فردية وماهية وخصائص فردية. هذه حينئذ مستحبة ويمكن أخذ الأجرة عليها ولا مانع. الدفن واجب لكن العناية الخاصة فيه مستحب.
شبيه هذا المطلب في الموظف او المسئول الحكومي إذا أخذ الرشوة على وظيفته الحكومي فحرام. غير القاضي فيه مطلقا حرام. السيد الكلبايكاني قال هكذا. إذا أخذ الموظف الحكومي الرشوة بإزاء ما هو وظيفته الرسمية فحرام عليه. المعطي قد لا يكون حراما عليه إذا اضطر اليه. استثني السيد الخوئي إذا كان يقوم الموظف بخدمة أخرى ليس موظفا عليها. مثلا طبق النوبة لازم يكون لكن يعطي وقتا إضافيا يأتي من نفسه ساعة أخرى او يتابع ويلاحق هذا الملف بنفسه مباشرة او في دائرة أخرى .يعني الوظائف التي ليس موظفا عليها. أخذ الأجرة مقابل هذا الجهد الإضافي استثني. فالمقصود ان المقارنات والخصوصيات الفردية تختلف عن الماهية النوعية. ذكر ذلك السيد الخوئي في الاجارة على العبادات. فالقضية النوعية واجبة مثلا دفن الميت لكنك اخذ الأموال على الخصوصيات ما مانع فيه. ان الشيء يكون مجمعا لماهيات عديدة وهويات عديدة وهذه الهويات والماهيات تختلف.
السيد الخوئي في الشعائر الحسينية. هنا فتوى من السيد يسألونه عن الشعائر يرتكب فيها بعض المحرمات فماذا نصنع؟ قال اياكم ان توقفوا الشعائر. بل تبعدوا هذه المحرمات عن الشعائر بالرفق. لكن أصل الشعيرة اياكم أن توقفها. حينئذ أصل الشعيرة من ركن الدين ويستدل عليه بخمس وجوه. إجمالا هناك السيد الخوئي يفرق بين الهوية الفردية والهوية النوعية. الشعائر فيها الماهية الجنسية وهي من اأكان الدين ومن أوجب الواجبات. وهذا التحليل لماهيات الأفعال العبادية او الشعائرية او غيرها او التوصلي المعاملية ان لم يتنبه المجتهد الى هذا التحليل فحينئذ يقع في غفلة من جهات عديدة مثل هذه العبارة الدارجة غير الصحيحة: «الزيارة مستحبة و الستر والحجاب واجب» هذه العبارة مغلوطة جدا. هذه هي الماهية الفردية للزيارة وخطأ ان لا نحلل.
الصلاة المكررة تأتي بها بنية الفريضة والا بدعة أن آتي بأربع ركعات متصلا من نفسي. فهذا البيان من السيد الخوئي فيه غفلة واضحة. فإن المأتي به تكرار لنفس الأمر الأول فالصحيح إذا هذه الطوائف من الروايات دالة بكل وضوح على التكرار. اجتماع الماهيات الفردية والنوعية والصنفية لا مانع منها لكن لا ينفي ان الماهية النوعية كررت. وهذه الروايات على مقتضى القاعدة ومن ثم اختلفت ألسنتها. بعضها تبديل الامتثال وبعضها الامتثال بعد الامتثال وبعضها مجموع وبعضها استغراق. للكلام تتمة.