الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الأصول

43/11/04

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: باب الالفاظ/ مبحث الأوامر/ قول الاشاعرة في الكلام النفسي

 

كنا في الأبعاد الكلامية للوجوب ومر أن الاشاعرة حيث أنهم رأوا أن المعاني تسبق الألفاظ والإنشاء وأن هناك جملة من الموارد ينوجد الإنشاء لكن المنشأ غير مراد جدا في الأوامر الامتحانية كما هم صوروها بالتالي هم رأوا أن طبقات من المعاني أو ما تتوجه اليه النفس غير موجود في الألفاظ و إنشاء الألفاظ فمن ثم اصطلحوا لهذه المعاني الكلام النفساني بضميمة أن الباري تعالى لم يزل متكلما وإنما هي من صفات الذات وصفات الذات عندهم بالتالي أزلية قائمة بالذات.

من جهة يعبرون عنها أزلية ومن جهة يعبرون عنها قائمة بالذات. لو قالوا عين الذات ربما ينحل المشكلة بل إنما قالوا قائمة بالذات. إذاً ليست قائمة بنفسها وليس وجودها عين الذات بالتالي حادثة ومتقومة بالذات مع ذلك قالوا أنها أزلية.

الذي أظنه أن الاشاعرة سمعوا من بيانات اهل البيت من دون أن يتقنوها باعتبار أنهم رأوا أن الأسماء قائمة بالذات والإسم مخلوق أو ماشابه ذلك. من ثم تورطوا أنها لو كانت قائمة بالذات إذاً هناك فرض أن الذات غير متصفة بالكمالات وهذا لا يمكن لأن الذات المفروض فيها الصمداني وليس خلو من الكمالات فكيف تكون الصفات حادثة وكيف هي عين الذات؟ بالتالي سمعوا شيئا ولم يتقنوا أطرافه.

لسائل أن يسئل على نظرية أن الصفات ليست عين الذات تحققا وإنما عين الذات حكاية فكيف تصوير الذات في مرتبة سابقة قبل الصفات الذاتية وقبل الأسماء والصفات وتكون الذات كاملة؟ نعم الذات كاملة. حتى التعبير بكمال الذات اسم وصفة ومن باب ضيق الخناق لأن الذات بلاشك أكمل من الصفات و الأسماء، من ثم خلقت وأوجدت الصفات. «ثم» ليست «ثم» الزمانية إنما هي ثم رتبية لأنه في عالم الأسماء ليس عالم الزمان والمكان وبالتالي ليس فيها المقادير إنما فيه الرتبة.

الذي لاريب فيه أنه من عالم المخلوقات وأنه مجرد تجرد تام عن الجسم والجسمية و و و هو هذا العالم عالم الأسماء والصفات. أنها مجرد ومخلوق لكنه لا يشم فيه المخلوقية ومتمحض في الخلوص عن المخلوقية لكنه يري كمال الذات الإلهية فهو قائم بالذات أزلي بالذات الألوهية.

فليس هناك زمان، نعم حدوث رتبي وليس حدوث زماني. إذاً في بيانات أهل البيت عليهم السلام لم يزل الله عالما لكنه ليس يعني أنها حادثة بالذات ومخلوقة بالذات بل الذات واجدة لكل كمالات الأسماء وفوقها من باب ضيق الخناق نعبر لا أن الذات خلو من كمالات الصفات أو كمالات الأسماء.

لذلك الفلاسفة أصروا أن هذا يرجع الى أن الذات عين الصفات. عين الصفات تفصيلا ليس تفصيلا ذهنيا بل تفصيل في الوجود وهذا التفصيل مخلوق أما العلم ليس عين القدرة وعين الأولية وعين الاخرية والله تبارك تعالى فوق الأولية. على كل إذا أراد الفلاسفة هذا فهو صحيح والا فالصحيح أن الصفات على كثرتها مخلوق بهذا المعنى وتحققها يغاير تحقق الذات وهي مخلوقة بالذات وقائمة بالذات لكنها حاكية عن الذات عندما يقال حاكية عن الذات إذاً تحكي الكمالات بلاشك لكن لا تحكي الكمالات بشكل متكثر حادث بل هو شيء واحد أحد، لكن فيه كل الكمالات ربما تعبير بسيط الأشياء كل الأشياء وليس بشيء منها. بالتالي ليس بشيء منها ليس بشيء من الكثرة المخلوقة الحادثة.

إذًا النشأة فوق هذه التفاصيل. الأسماء والصفات هي بالتالي حقائق واقعية مهولة لا أنها مجرد معاني وخواطر كما ظن ذلك الاشاعرة أو المشاء على مبناهم في الصور المرتسمة. فإذاً هم اخطأوا في كيفية تصوير الصفات الذاتية ليس كمال الذات بهذه التي هي قائمة بالذات. كيف هي قائمة بالذات والذات تتكامل بها؟ لا يمكن. هو حاكي عن كمال أسبق في الذات جامع لجميع الكمالات لا أن الذات تتكامل به. من ثم ذكرنا أن الأشاعرة سمعوا أمورا من أهل البيت لكنهم لايقدرون أن يتقنوها طبعا لا يقدرون والفلاسفة والمتكلمون أيضا تورطوا وتصويرها ليس بشيء سهل. كيف الذات خلو من الصفات في حين أن الصفات المفصلة كأعيان حقائق مهولة هي قائمة بالذات حادثة بالذات واوجدتها الذات الإلهية.

هذا بالنسبة الى أصل الصفات أما بالنسبة الى أن الكلام من الصفات الذاتية إن أرادوا أنه لم يزل الله له الأسماء والآيات أيضا في بيانات اهل البيت أن الأسماء تكلم الهية. أول اسم خلقه الله أو طبقة من الأسماء خلقه الله هو التكلم من الله نطق من الله. إذا أرادوا هذا الذي سمعوها من أهل البيت هذا صحيح لكنها غير المعاني النفسانية التي هم ذهبوا اليه. المعاني النفسانية قائمة بالمخلوقات النفسانية والساحة الربوبية منزه عنها. مثل ان نقول عيسى كلمة الله ليس نطق صوتي أو معاني ذهنية الباري تعالى أجلّ من هذا الشيء ولو تصوير المشاء في علم الباري صور مرتسمة يعني نفس هذه الصور الذهنية فرضوا بها عالم المشيئة عالم قائمة به الصور الذهنية من هذا القبيل.

هذا التصوير أحد مراحل علم المخلوق وأحد عوالم علم المخلوق ولا مانع منه لكن حصر علم الله به حاشا. الذات الإلهية عالمة قبل ان تخلق المشيئة وقبل أن تخلق العوالم الأخرى. لابد لهم تصوير يسبق على ذلك فإذا أرادوا الكلام هذا المعنى الذهني هذا خطأ لأنه من عوالم متاخرة وإذا أرادوا ذاك المعنى الذي ورد في بيانات عقلية عن أهل البيت أن اصل إيجاد الأسماء وأصل التجلي هو نطق وهو تكلم هذا صحيح لم يزل الله وله الأسماء الحسنى كون له الأسماء الحسنى يعني التكلم والنطق، لكن النطق بحسب تلك العوالم يعني الظهور والتجلي. ظهر بالاسم المستأثر ثم الاسم المستأثر ظهر بثلثة أسماء؛ الله تبارك وتعالى أو العلي العظيم أو العلي الأعلى عدة بيانات في طبقات عالم الأسماء ذاك التكلم والنطق بهذا المعنى صحيح. أما التكلم الذي يريدونه المعنى النفساني فهذا من العوالم النازلة هي النفس الكلية أو العوالم النفوس المهولة ليست بجزئية تلك من العوالم النازلة وليست من العوالم الصاعدة وليست من عوالم الأسماء. هذه مؤاخذة أخرى على الكلام النفسي عند الاشاعرة.

مادام هم يقولون نفساني يعني الروح و الروحاني عالم الأرواح مع عالم الاجسام من عالم فوق العرش لكن دون عالم الأسماء بعوالم كثيرة. أقصد من جهة سلسلة طقات العوالم. هذه مؤاخذة أخرى.

نقطة أخرى في كلام الأشاعرة فسروا الكلام النفساني بالطلب وهذا ليس صحيحا. اعتراض الاخوند أيضا ليس صحيحا لأنه فسر الطلب عين الإرادة. الطلب الانشائي عين الإرادة الانشائية والطلب التكويني عين الإرادة التكوينية وهذا محل التأمل كما اعترض عليه النائيني وتلاميذه منهم السيد الخويي لأن الطلب هو التصدي لتحصيل المطلوب فليس امرا نفسانيا. مثلا في الانسان أمر بدني نفساني مخلوط بخلاف الإرادة أنه من عالم الروح فاختلف الإرادة عن الطلب لكن الذي ادعه الأشاعرة أيضا ليس بصحيح لأن الكلام النفساني ليس الطلب. الطلب شيء والمعاني النفسانية شيء آخر فإذاً تفسير الاشاعرة أيضا للكلام النفساني بأنه طلب هذا غير صحيح. الطلب هو البروز والإبراز والتصدي أما المعنى النفساني الذهني مر بنا أنه ليس التكلم الأزلي لله انه مالك للكمالات

هذا تمام الكلام فيما نذكره مع الاشاعرة بعد ذلك يتعرض الاصوليون لكلام الفلاسفة وهو لم نحسم الكلام في الإرادة التشريعية والتكوينية التي مرت بنا في الجلسة السابقة الإرادة عند الفلاسفة عموما يرونها من الصفات الذاتية وتعرض هنا الأصوليون للإرادة باعتبار أن الأمر ناشئ من الإرادة بينما هذا يعترض عليه باعتراضات عقلية بينها الامام الرضا علیه‌السلام وبقية الائمة علیهم‌السلام من جهات عديدة.

الإرادة مخلوق وصفة فعل وليست صفة الذات بأي مبنى من مباني صفات الذات. هي صفة الفعل واستشهد الامام الرضا بان الله له المشيئة وليست له الإرادة. شاء أن يعصى ولم يرد العصيان. كيف ينسب العصيان الى الله. شاء الشر و لم يرد الشر، شاء يعني قدر وعلم وقدر. المشيئة ليست عين الذات فكيف تكون الإرادة عين الذات فاخطأوا خطأ سواء بلحاظ المعنى اللغوي أو المعنى العقلي. إن الإرادة ليست عين الذات هي ليست عين المشيئة وفكيف تكون عين الذات وبراهين لطيفة بينها الامام الرضا في محاجته مع الملل والنحل أو مع العمران الصابي أن المشيئة ليست عين الإرادة فكيف تكون الإرادة عين الذات.

لا يريد الله إلا خيرا ولا يريد الا الحسن لكن يشاء يعني يقدر يعني يهيمن. مثل التقريب العرفي ان الدولة مسيطرة على الأشرار و الأخيار في مملكتها لا أنها هي التي توجد الأشرار. بل تسيطر عليهم وتتحكم عليهم وتقدر فتقدير الله للشر بهذا المعنى يعني يسيطر عليها. فالشر خاضع تحت المشيئة وخاضع تحت تقدير الله وقضائه نعم، لكن لا بمعنى ان الله يوجد الشر. الشر هو مخلوق لنقصه. فدخول الشرور في العوالم الإلهية والافعال الإلهية لا أن الله أراد الشرور ولا أنه يقع شيء بدون مشيئة الله وبدون تقدير الله وبدون قضاء الله. هذه البحوث معقدة نذكرها الان كفتاوى عقلية تخلتف عن فتاوى الفلاسفة وفتاوى المتكلمين مطابقة لبيانات عقلية في الروايات. مثل علم الله يتعلق بالشر والخير لا انه سبب الشر والمشيئة هكذا والقدر هكذا يعني التحكم.

لا نستعجل لأنه الان يدرس العرفان الاصطلاحي وفيه أخطاء باطلة كثيرة منها أن أعداء الله وأعداء أهل البيت هم أسماء جلالية لله. تعبير باطل ويدرس حتى هنا.

ان شاء الله نتعرض بشكل مفصل