الموضوع: باب الالفاظ/ الصحيح والاعم/ العلاقة بين الاعتبار العقلائي والاعتبار الشرعي في الأبواب

كان الكلام في الصحيح والاعم في المعاملات وذكر الأعلام أن ترکیبة‌ الصحیح والأعم فی المعاملات تختلف عن العبادات. هذه نقطة أولى

النقطة الثانية أنه يمكن التمسك بالإطلاقات في المعاملات حتى لو بني على القول بالصحيح فليس الحال كما هو في العبادات.

النقطة الثالثة: ذكروا أن الصحيح والأعم في المعاملات انما يتصور في الأسباب لا في المسببات.

إجمالا هذا مبحث الأعلام في المعاملات. والاعلام يصرحون أن مبحث الصحيح في المعاملات يمهد البحث في المسئلة الاتية ان النهي عن المعاملة يقتضي الفساد أو لا؟

في الحقيقة أن هذا المبحث ليس يمهّد لذاك المبحث فقط بل هذه المسألة كما مر بنا أمس يبين ويصور الخارطة لنظام عام في المعاملات او الايقاعات سيما هذه النقطة الأولى، ترسم صورة كاملة عن نظام البحث في المعاملات والايقاعات.

واكثر منه هذا البحث يرسم مبحث الفقه السياسي الذي عليه لغط علمي كبير بين الأعلام ولو في أصل المعتقد المذهب، الإمامة.

جملة معترضة ومرتبطة: قديما كبار من الأعلام عندهم هذه العقيدة العلمية الصناعية الصحيحة ليس العقائدية أن الضعف في العقائد يؤثر في الفقه والعكس كذلك الضعف في الفقه يؤثر ضعفا في العقائد كانما فيه تخادم مشترك بين العقائد علم الكلام وفقه الفروع، كلّما يقبل الانسان في كليهما يقوى في كليهما بخلاف القوة في أحدهما. لأن القوة في كليهما جانب يخدم اخر والعكس. هم استنبطوها من قوله صلى الله عليه واله «إن العلم كله فضل الا ثلاث اية محكمة (العقائد) وسنة قائمة (الاخلاق والرياضيات الروحية) وفريضة عادلة (فقه الفروع)» فقالوا هذه الثلاثي يعضد بعضه بعضا. هذه جملة معترضة مرتبطة

فمبحث الصحيح والأعم في المعاملات يؤثر ليس فقط في المعاملات بل يؤثر في الفقه السياسي بل يؤثر في فهم معنى الامامة التي يذهب اليها الامامية، هل هي إمامة سياسية أو عقائدية أو كلاهما معا؟ بعض الاعلام أو جملة من الاعلام في كل الطبقات قد يغفل ويصور ان الإمام إمام عقائدي فقط أو ملكوتي فقط. والبعض قد يصور أن الإمامة إمامة سياسية فقط وهذا ليس صحيحا بل الإمامة إمامة إلهية ثم هذا بدءا من السقيفة إلى أن يأتي الغيبة الكبرى مع وجود صاحب العصر والزمان عج؛ فهل الامامة في الإمام فعلية وإن كان في الخفاء أم لا؟ حتى جملة من الأعلام في الفقه السياسي عندهم التباس في تصويرها غفلة. ذكرنا في الجزء الأول من الإمامة الإلهية في الفصل الثاني.

الان إمامة صاحب العصر والزمان إمامة بالفعل أو ليس بالفعل؟ بجانب عقائدي وملكوتي بالفعل وحتى الإمامة السياسية؛ الدولة هل هي دولة معلنة أو غير معلنة؟ حتى تعبير غير لائق بمذهب الجعفرية وقد يعبر عنه الاعلام غفلة أنه ليس الامام بالفعل من الجهة السياسية. فهذا البحث في الصحيح والاعم في المعاملات يحلل هذه البحوث. ويعطي صورة واضحة. ربما هذه العبارات وقع فيها كبار ونجوم والعصمة لاهلها ودردشتنا علمية طبعا. لكن لاحظ خطورة هذا المبحث.

إذًا هذا المبحث أحد النوافذ لفهم هذه البحوث. فهرسة البحث هي النخاع الأصلي لكل البحث ويجب الالتفات اليها.

أيضا من ثمرات هذا البحث هذا الجدل الموجود بين الدين والعلم البشري أو الجدل الموجود بلغة الدولة الدينية والدولة المدنية. طبعا نفس هذا البحث علماء الكنيسة ما قدر أن يحلوه، رجال دين اليهود ما قدروا ان يحلوه، لذلك انفصل الدين عن السياسة والدين عن الدولة. ما عندهم منظرين أن يحلوا هذا البحث وما عندهم قدرة التنظير. أسبابه عديدة كما أن رجال الدين المسيحيين ما قدر أن يحلوه كما ان المذاهب الإسلامية الأخرى ما استطاعوا أن يحلوه لأنهم على أساس أن الأمة هي حاكمة.

ما الذي عين النبي حاكما؟ شرعية حكومة النبي من أين استمد؟ النبي داود شرعية دولته من أين استمد وسليمان وهلم جرا. فلاحظ هذا توليف بين السماء والأرض وبين الوحي والدين والدنيا والدين والعلم وبين دور السماء في الحكم ودور البشر في الحكم. هذا المبحث ليس بسهل.

بعض زواياه كلية؛ العلاقة بين التشريع السماوي والتشريع العقلائي. مثل مبحث العلاقة بين حجية العقل وحجية الوحي وفيه مبحث العلاقة بين العقل والعقلاء ثم العلاقة بين العقل والعقلاء والوحي. كل هذه البحوث مهمة حساسة إذا اتضحت للإنسان الخارطة يمشي صراطا قويما.

كيف مبحث الدولة الدينية والدولة المدنية؟ نفس هذا المبحث، لان هذا هو نفسه يقول ما العلاقة بين الاعتبار الشرعي والاعتبار العقلائي؟ هل الاعتبار الشرعي يبيد ويعدم الاعتبار العقلائي تماما أو يهذبه؟ مثلا ما العلاقة بين دور الفقيه في الأمة في الغيبة الكبرى والنخب؟ الميرزا الناييني بحثها في كتابه. هذا نفس المبحث، قضية الاعتبار العقلائي والاعتبار الشرعي بحثه الميرزا الناييني في تنبيه الامة.

المقصود هذه المباحث لازم الالتفتات الى خارطتها. الان هي الدولة لصاحب العصر الزمان في زيارة الامام حسن العسكري او أحد الزيارات للامام الصاحب العصر والزمان إنا نحن نعيش في دولته قبل الظهور. كل إمامة دولة لذلك الإمام. ماذا معنى الدولة؟ دولة غيبية أو دولة مادية؟ نفس المبحث هو هذا . العلاقة بين الاعتبار الشرعي والاعتبار العقلائي يأتي في البيئات المختلفة.

العلاقة بين العقل والنقل. أو نعبر العلاقة بين العقل والوحي؛ فيه فرق، النقل ليس عين الوحي بل طريق لوصول الوحي. فرق بين القناة وما يجري في القناة.

لاحظ هذا المبحث الذي يثيره الأعلام في الصحيح والاعم في المعاملات ليس مقتصرا في المعاملات. فمباحث حساسة مهمة.

لذلك أصول الفقه لمن يعي علم الأصول ولمن يصدق البحث فيه هو منطق للمعرفة الدينية في العلوم الدينية ومنهجة لمعرفة العلوم الدينية. استثمارها جدا عظيم. يعطي نظاما وميزانا من يستعمله.

مر بنا نظام الحجج كثير يلاحظ هذا المبحث لكن ربط هذا المبحث بالمبحث اللاحق صعب عليه مع أن الربط أهم من الملاحظة المقطعية. الكثير يلاحظون مقطعيا والربط صعب عليهم.

كل شيء يرتبط بالنظام نظام التقنين ونظام كذا مرتبط بأصول القانون في علم الأصول.

اذا نرجع ملخص كلامات الاعلام في الصحيح والاعم في المعاملات ثلاث مقاطع.

النقطة الأولى: أن نظام المعاملات يختلف عن نظام العبادات وهل هذا كلام صحيح نسبيا و صحيح على إطلاقه؟ سيأتي في بحثه لكن المعروف بشكل تسالمي أن العبادات توقيفية وحقائق شرعية أما في المعاملات إمضائية و عرفية وليس اختراعا من الشارع وليس تأسيسا من الشارع بل إمضاء. هذا معروف في المعاملات والايقاعات.

طبعا لما يقال امضائية لا بمعنى أن الشارع أتى وامضى التشريع العقلائي على عواهنه بل شذبه وهذبه لكن أصل التأسيس والبناء من قبل العقلاء هذا هو المعروف عند الاعلام.

طبعا هذه النقطة رتب عليها الاعلام الاثار فقهيا كثيرا. في الاستنباط ومراحل الاستنباط لذا هذه النقطة لازم ان تدرس بشكل دقيق.

المهم الاخوان يلتفتون الى أهمية هذا المبحث شيء مهم جدا.

نرجع الى نفس المبحث بكلمة ونختم؛ أنه بالتالي هنا فيه اعتبار شخصي من المتعاقدين في المعاملات وهناك اعتبار عقلائي وهناك اعتبار شرعي وربما يقال عقلي يعني على أقل تقدير ثلاث أو أربع أنواع من الاعتبار كيف نظام المعاملات سواء المعاملات سياسية او القضائية او الاسرية المعاملة بالقول المطلق كيف التناسق بين هذه الاعتبارات؟ هذا هو صلب البحث.