43/06/12
الموضوع: باب الالفاظ/ الصحيح والأعم/ هندسة نظام الحجج في الصحيح والأعم
كنا في الصحيح والأعم ولا زلنا في ثمرات الصحيح والأعم في العبادات.
مر بنا أن الثمرات الضمنية في البحث أهم من الثمرات لمجموع البحث الذي ذكره الأعلام، لكن مجمل الثمرات المجموعية لكل البحث هي قضية التمسك بالاطلاق ومر أنه على الصحيح لايمكن التمسك للشك في العنوان وعلى الأعم يمكن التمسك.
أشكل أنه مع كون المتكلم في مقام البيان لا فرق بين القولين وأجيب بأن هذا الاشكال خلط بين الاطلاق اللفظي والاطلاق المقامي.
التمييز بين الاطلاق اللفظي والاطلاق المقامي بحث حساس وأفضل تمييز يمكن أن يذكر في الفرق بين الاطلاق اللفظي والاطلاق المقامي هو أن الاطلاق المقامي عبارة عن مجموع الأدلة المنفصلة فالظهور المتكون من مجموع الأدلة المنفصلة إذا جمع مع بعضها البعض حينئذ يقرّر الاطلاق المقامي فالإطلاق المقامي في الحقيقة هو حصيلة مجموع الأدلة ولا ريب أن الحجة النهائية هي مجموع حصيلة الأدلة ولكن هناك فرق بين الظهور المنفرد لكل دليل مع الظهور المجموعي لمجموع الأدلة.
لابأس أن نستثمرها استثمارا صناعيا بديعا في هذا البحث.
ما هو الفرق بين الإطلاق الفردي والإطلاق المجموعي أو الطلاق المقامي؟ المستشكل هكذا في ارتكازه؛ مادام الظهور هو حصيلة مجموع الأدلة المنفصلة كي تكون هناك محصلة نهائية للظهور هذه المحصلة النهائية بالتالي هي إطلاق ويجرى فيها الاطلاق ويسمى الاطلاق المقامي وتارة الاطلاق يجري في الفرد واللفظ والاطلاق اللفظي يعني الاطلاق في الدليل الفردي لا الدليل المجموعي، فما الفرق؟
هذا البحث حساس من جهة ان الظهور الانفرادي للأدلة ما هو فرقه عن الظهور المجموعي للأدلة؟ الفرق هو التسمية أو الرتبة او التقديم والتأخير أم ماذا؟ بالتالي الأعلام هنا في المقام ردوا هذا الاعتراض بأن هذا المستشكل خلط بين الاطلاق المقامي أو الاطلاق اللفظي الذي يمكن أن يسمى الاطلاق الفردي بخلاف الاطلاق المقامي الذي هو مجموع الألفاظ المنفصلة عن بعضها البعض.
ما الفرق بين المقامين؟
هذا البحث ذكر الاعلام شبيها له وفيه معركة آراء في المخصص المنفصل أو المقيد المنفصل هل هو كالمقيد المتصل أم لا؟ صاحب الكفاية يصر على أن المخصص المنفصل ليس كالمتصل، المظفر يذكر هذا البحث والخلاف بين استاذه الناييني وصاحب الكفاية.
مثلا الناييني هكذا قرب المدعى أنه بالتالي الحجية ليست للظهور المنفرد للدليل العام بل الحجية انما هي لمجموع الدليل العام مع الدليل المنفصل فما الفرق؟ بالتالي هذا المنفصل كالمنفصل. فالمخصص او المقيد المنفصل هو كالمتصل عند الناييني لكن صاحب الكفاية يصر على أن المخصص المنفصل ليس كالمتصل. في أي شيء ليس كالمتصل؟ صاحب الكفاية يقبل أنه بلحاظ المجموع النهايي لابد من ضم المتصل الى المنفصل فما الذي يريد صاحب الكفاية؟ أو ما الذي يصر عليه الناييني؟
في الحقيقة هنا مبحث كلي أضخم من هذا المبحث سأذكره. وهو بحث مهم في نظام الحجج والاسف ما ركز عليه. بحثناه مع جملة من الفضلاء في هذا الصيف في مشهد. نظام الحجج ماهو؟
لابأس أن أذكر شيئا ما على أساس أن يصير المثال واضحا لأنا نريد نغوص في ما هو أعمق من هذا المبحث. صاحب الكفاية يقول: في بنية الظهور أن المنفصل كالمتصل محمولا يعني في الحجية يعني المنفصل يتصرف في المحمول أما الموضوع كبنية الظهور للعام يبقى على حاله. ظهور العام موضوع الحجية وأحد موارد الظهور ظهور العام ويبقى على حاله والمنفصل يتصرف في المحمول والحجية. هذا محصل دعوى صاحب الكفاية بينما الناييني يقول حتى بنية الظهور والموضوع تتغير. إذا فرق بين الناييني والاخوند في المخصص والمقيد أو الحاكم او أي دليل يقدم؛ عند الناييني أن المنفصل يتصرف في بنية الظهور الأول ولايبقى على حاله بينما الاخوند يقول لايتصرف في بنية الظهور بل محمولا حجية العام تتضيق فالتصرف عند الاخوند تصرف محمولي وحكمي بينما عند الناييني تصرف في بنية الظهور.
الثمرة فيها كثيرة ذكرها المظفر: اذا كان المخصص المنفصل مجملا فإجماله لايسري الى العام لأن بنية الظهور في نفسه محفوظة فلايسري عدوى مرض المنفصل للعام او الدليل الأول فتتمسك به. أما على مبنى الميرزا الناييني إجمال هذا المنفصل يسري للعام فكلاهما ليسا حجة في مورد العام. هذا ليس محل الشاهد.
فالصحيح أن المحصلة حجية المجموع لكن هذا المجموع كيف تؤالف بين عناصره؟ فمن يفرط في الوحدة ومن يفرط في الانفصال فافراط.
اذكر هذا البحث لان نظام الحجج طبيعتها التواصلية وبين عناصر نظام الحجج هندسة تواصلية. أحد المسائل المعقدة التي طرحت عند الفقهاء سواء في الثورة الدستورية قبل مأة سنة او ما بعدها قضايا أربعين سنة قضايا ثورة ايران.
ما هي العلاقة بين نص الامام المعصوم الامام الصادق لزرارة ومحمد بن مسلم؟ العلاقة ما هي؟ الانفصال او المجموعي؟ ما هي الهندسة الموجودة بين التعدد؟ سبق أن ذكرنا مثل هذه الأمثلة التعددية الموجودة بين الفقهاء، صيغة مستقلة على الاطلاق او المجموعية على الاطلاق؟ او او او؟ كل له ثمرة. فاين لابد من المجموع وأين يمكن ان يكون لكل كيان؟
يقال هكذا: في روسية الان خمس وثمانين ولاية وفي الولاية المتحدة الامريكية واحدة وخمسين ولاية، عند الروسية نظام آخر في خمس وثمانين ولاية اثنين وعشرين جمهورية. عندهم نظام فيدرالية اثنين وعشرين جمهورية. كلها قابلة للتصوير المهم ان نلتفت الى أن طريقة عناصر التقاء المركب له صور هندسية كثيرة جدا. انظر باب المخصص المتصل والمنفصل وباب التقليد وباب شئون الفقهاء.
أنا في تخيلي ما صور في باب التقليد عند الفقهاء ليس بسديد على مبانيهم لا على مباني. على مباني المشهور المتسالم عند الاعلام هذا المباني للتقليد في هندسته مسامحة كثيرة وذكرناها في الدور السابقة. لأن رسم الهندسة نكتة لطيفة.
في باب القضاء رسموا صلاحيات كل عالم. هل القضاء دائما انفصالي؟ لبعض الأمور لايمكن تعدد القضاة ولبعض الأمور يمكن تعدد القضاة ولسنا في صدد الأمثلة. لكن من هذه البحوث نخرج نكتة صناعية عامة عظيمة أن المركب هندسته ليست على وتيرة واحدة. نكتة جدا مهمة.
أحد المؤاخذات الكبيرة التي تسجل على مبنى السيد الخويي برمته في علم الرجال مع أنه اعترف أنه يخالف المشهور هو أنه أخذ شواهد التوثيق دولة مستقلة ليست بينها فيدرالية. بينما المشهور يقولون فيدرالية وتراكمية وهذه القرائن لا نعتبرها مستقلة فتتراكم فتصبح مجموعية كفكرة التواتر والاستفاضة وهما هندستان من هندسات المركب.
إذاً المبحث حساس أن نلتفت الى هندسة المركب أنها ليست على وتيرة واحدة. أصلا بحث الصحيح والاعم روح البحث فيه هو هذا. لب لباب البحث فيه هو هذا. ان المركب ليس على وتيرة واحدة بل وتائر كثيرة وصياغات مختلفة
فلاحظ هنا الاخوند والناييني طبعا الناييني والاخوند كانا متفقان في الموقف السياسي وكل ينصر آخر في الثورة الدستورية في مقابل السيد اليزدي. لكن الناييني هنا بنى على أن المخصص المنفصل يتصرف موضوعا في العام يعني هو يفرط في الاتحادية لذلك سياتي في مبحث استصحاب العدم الأزلي أن أحد أسباب قول الناييني باستصحاب العدم الأزلي هو هذه النكتة أن المخصص المنفصل يعتبره متصلا. هذا لب الفكرة للناييني لمنع استصحاب العدم الازلي وهو بحث معقد لانريد أن ندخل فيه. بحث قانوني. لب مبنى الناييني أنه منع وأنكر استصحاب العدم الازلي هو هذه النكتة عنده المخصص المنفصل كالمتصل بينما الاخوند يصر على أن المنفصل منفصل وصحيح أنا نقول متحدان لكن متحدان في المحمول.
اذكر لكم الأمثلة لتلتفتوا الى أن النكتة هي هي، الصناعة هي هي.
وحدة التعايش الإنساني ووحدة المذاهب الإسلامية من أين إلى أين؟ لا مطلق ولا غير مطلق فمركب. الفقيه والمتكلم والمفسر إذا لم يدقق في هذه الهندسة للمركب يخطأ. صحيح هو مركب وهناك جهة وحدة لكن أين؟ الاخوند يقول الوحدة في المحمول لا في الموضوع. مثل إتحاد الولايات في الدولة الواحدة. هم في القضايا السيادية المشتركة دولة متحدة فمساحة الاتحاد اين ومساحة الافتراق اين.
هذا يرجع الى فكرة أن نظام المركب ونظام الحجج نظام مركب لكن كيفية التركيب ماهي؟ هذا هو الخلل الموجود عند السيد احمد بن طاووس في حجية خبر الواحد. المشهور يقولون لايمكن ان تقولوا حتى الخبر الصحيح الواحد هو أوحادي ومستقل ودولة مستقلة تماما عن الحجج.
طبعا السيد أحمد بن طاووس ليس مبناه هكذا بنى عليه لكن لم يلتزم به تماما. أين تجدون كلام السيد احمد بن طاوس؟ تجدون في كتاب التحرير الطاوسي صاحب المعالم حرر كتاب الرجال للسيد احمد بن طاوس باسم التحرير الطاوسي. رجاءا راجعوا مبناه مختلف عن السيد الخويي بكثرة. هو نفسه يعترف أنه لايمكن على حجية الخبر الاحاد مستقلة بقول مطلق. الشيخ المفيد والمرتضى والطوسي يقولون لايمكن حجية خبر الوحد مستقلة. ليس له دولة مستقلة. الشيخ المفيد يصر على هذا. ماذا الخبر الضعيف؟ نعم، نزن كل مفردة مفردة لكن المحصل لابد أن يكون كمجموع.
في العالم لماذا شكلوا الأمم المتحدة؟ البشر لا يمكن أن يكون مستقلا بقول مطلق، فيه تركب. هذا الذي يغفله مبنى السيد الخويي رحمهالله وكثير من تلاميذه لأن الحجج طبيعتها تركبية ولا مفر منه. غاية الامر تناقض كيفية التركب هل الاتحادي او الإقليمي او الولايات تحت جمهورية واحدة؟ لا يمكن أن تقول إن الخبر الضعيف هو ضعيف وهو كالعدم. الخبر الصحيح لا يمكن أن ينظر اليه نظرة مستقلة أيضا.
هناك نظام قانونية رياضية في نظام الحجج كلها وتتشكل باشكال زئبقية يجب أن يلتفت اليها الانسان. هذا هو بيت القصيد في مباني علم الرجال. المواد الرجالية مهمة والتبحر فيها عظيم وخطير لكن الصناعة الرجالية في هندسة علم الرجال أعظم وأوجب. الهندسة مهمة.
في التفسير أيضا هكذا قواعد التفسير بالدقة هي الالتفات الى هذه المعادلة الأم. أن التركب كيف هي؟ هذه ام المعادلات. لانسميه أم المعارك مع أن أم المعارك كانت تحت إدارة اميرالمؤنين عليه السلام وليس تحت ادارتهم و في مصادرهم موجودة ذكرنا ها في كتاب عدالة الصحابة.
في قواعد التفسير وقواعد الرجال والقواعد الأصولية والقواعد الكلامية والقواعد الفلسفية هذه هي الصناعة يجب الالتفات اليها. هذا نفسه بحث الصحيح والاعم لأن هذه المعادلة تتشكل بأشكال مختلفة. لكن البحث هو هو. هذا المبحث من بحوث أصول القانون بامتياز.