43/03/11
الموضوع:الوضع
كان الكلام في نظريات الاعلام النائيني والاصفهاني والعراقي وهناك ـ كما مر ـ جهة مشتركة بينهم وهي تقسيم الموجودات ( موجود بنفسه في نفسه لنفسه ) وهو الباري تعالى [[1] ] ، فالحقيقية او الموجود الذي لا جهة حرفية ولا جهة تقوُّم بغيره فيه مختصة بالذات الازلية ، واما المخلوقات ففيها جهة حرفية فالجوهر فيه جهة حرفية وهو موجود ( في نفسه لنفسه بغيره ) والعرض موجود ( في نفسه لغيره بغيره) ويمكن تقرر ذوات الاعراض مستقلة ولكن واقع وجود الاعراض مندك في الحرفية ( لغيره بغيره ) ونفس ذواتها ـ كما مر بالأمس ـ في نفسه وهي حيثية وجودية كما يذكرون في الباري تعالى او في الجوهر او العرض وهي متحدة ـ في الجوهر والعرض ـ في العينية الخارجية مع الحيثية الحرفية ( بغيره ) في الجوهر (بنفسه ولكن بغيره ) وفي العرض ( لغيره بغيره )
فهم في التقسيم ذكروا اَّن ( في نفسه ) حيثية وجودية ومع يذكرون انها حيثية ماهوية في القسم الثاني ( أي الجوهر ) والثالث ( أي العرض ) لا في القسم الأول ( ذات الباري ) ولا في القسم الرابع ( لأنه لا ماهية )
فالحيثية الأولى حيثية وجودية وماهوية معاً مع انهم بنوا على انهما متباينتان ولكن هذا التباين لا ينفي اتحادهما في العين الخارجية باعتبار ان الماهية ـ بناءا على اصالة الوجود او عينيته ـ ينتزعها العقل ويدركها من منشأ انتزاع وهو الوجود .
اذن الحيثية الأولى في الأقسام الأربعة وكل قسم فيه ثلاث حيثيات ( في نفسه لنفسه بنفسه ) هذه الحيثية الأولى متحدة مع الماهية في القسم الثاني والثالث لكون الماهية حد الوجود وبين الحد والمحدود هناك تركب واتحاد وهذا المطلب يفيدنا في المقام .
ومعنى ( في نفسه ) في القسم الأولى يباين في نفسه في القسمين الثاني والثالث ـ كما مر ـ فالباري لا ماهية له ويراد من ماهية الباري الهوية وما به الشيء هو هو وهو غير الحدود الموجود في القسمين الثاني والثالث
وشيء آخر ذكروه ينفعنا في المعنى الحرفي وهو :
ان الحيثية الأولى الوجودية في كل الأقسام الأربعة متحدة مع الحيثية الثانية الوجودية والثالثة والرابعة
فهذه الحيثيات الثلاث الوجودية في الأقسام الأربعة هي متباينة وهي متحدة ، ومن خواص الوجود والواقعيات ـ حسب مدرسة الملا صدرا ـ فما به الاشتراك عين ما به الافتراق فالنور اذا اشتد في النورية يتباين النور الشديد عن النور الضعيف فالتباين هو في نفس النورية التي هي نفس جهة الاشتراك ، فهناك كمالات كالشجاعة فشدتها تميز صاحبها عن متوسط الشجاعة وضعيفها ، ان طبيعة الكمالات التي ترجع الى حيثيات وجودية ان ما به الاتحاد هو عين ما به الافتراق .
وبعبارة أخرى : ان الكمالات التي طبيعتها مشككة ـ حسب اصطلاح المناطقة ـ يكون ما به التفاوت عين ما به الافتراق ، وهذا يبن لنا انه في القسم الثاني والثالث الحيثية الأولى الوجودية ( في نفسه ) مندكة ومتحدة في الحرفية فما به التفاوت عين ما به الاتحاد ، اذن لدينا حروف هي عين الأسماء وان كان التحّيث مختلف فحيثية ( في نفسه ) عين ( بغيره ) في القسم الثاني والثالث ، وفي القسم الثاني أي الجوهر ( لنفسه ) عين ( بغيره ) ولنفسه عين ( بغيره ) فهذه الحيثيات الثلاث الوجودية في الجوهر مندكة مع بعضها البعض ، وبالتالي نقول ان هذه الجهة الحرفية متحدة ذاتاً مع الجهة الاسمية .
فلدينا في هذا التقسيم ظاهرتان في حقائق الأشياء : ظاهرة ان الماهية المتذوتة عين حيثية الوجود ،أي اتحاد الماهية مع الوجود في القسم الثاني والثالث ـ بغض النظر عن معنى ذات الوجود لأن هناك في المباحث العقلية الاتحاد اقسام كثيرة كالتركب الأحادي والانظمامي وتجلي ومتجلي وغيرها ـ فلدينا رصيد عقلي ان الماهية عين الوجود في القسم الثاني والثالث في الحيثية الأولى لأنه كما مر ان كل قسم فيه ثلاث حيثيات وجودية يعني ان الماهية انما حصلت وتقررت في الجوهر والعرض من الحيثية الأولى في الوجود
فهذا الموجود المخلوق ـ الجوهر او العرض ـ حيثيته الأولى في الموجودية والوجود ينتزع منها الماهية فهذه الحيثية الأولى في القسم الثاني والثالث متحدة مع الماهية قل موازاة أو غير ذلك .
نكتة عقلية :
ان هذه الحيثية الأولى في الوجود متحدة مع الحيثية الثانية والثالثة ( بغيره أو لغيره ) فالاسمية عين الحرفية ولا يعني عدم وجود تباين بينهما بل هو نمط تباين ما به الاختلاف عين ما به الاتحاد كالنور الشديد والنور الضعيف .
اذن ما اشكل به السيد الخوئي & على الاخوند ـ من انه اذا كانت هناك موازاة واتحاد بينهما يستخدم احدهما مكان الاخر ـ يرد عليه انه ليس ذلك بالضرورة مع انه بينهما اتحاد او موازاة مع ذلك لا يصح إستخدام احدهما مكان الاخر وذلك لأن هذه حيثية اسمية وتلك حرفية ، فنستطيع ان نقول ان الظرفية الاسمية التي هي ماهية عين ( في ) الحرفية ولكن ( في ) الحرفية ليس هي الحيثية الاولى في الاعراض بل هي الثانية او الثالثة كما ان هناك معاني حرفية توازي المعاني الاسمية الجوهرية لأنه في الجوهر أيضا في نفسه لنفسه بغيره ) و (بغيره ) حيثية حرفية وحتى في المعاني الاسمية الجوهرية هناك معاني حرفية موازية لها ـ اما كيف نستخرجها فهو بحث آخر ـ فضلا عن الاعراض اذ فيها حيثيتان حرفيتان ( في غيره ولغيره ) وحيثية واحدة اسمية .
الاعراض تسع مقولات ، والمقولة العاشرة هي ( الجوهر) وهو أنواع مجردة ومادية وغير ذلك وبينها تفاوت ، وفي الاعراض أيضا هناك تفاوت في القوة والضعف فمقولة الكيف ربما أقوى الاعراض ثم الكم ـ الزمان ـ ثم في المرتبة الثالثة سبع مقولات عرضية تسمى (الاعراض النسبية ) وهي سبعة ( كالحركة والاضافة الاين ومتى والجدة ) وهذه الاعراض بينها تفاوت شدة وضعف ، وفرق الاعراض النسبية عن الكيف والكم ان الكم لغيره ، وكذا الكيف ، واما الاعراض النسبية فتتقوَّم بطرفين ( بغيرين ) من الاغيار او ثلاث كالأب والابن والاكبر والاصغر .
ومن خلال ما تقدم نريد نحصد كيف هي نظرية الشيخ العراقي من الاعراض النسبية وهي متينة وان كان كل النظريات صحيحة ولكن يبقى كيف نبين خواص كل منها .