الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الأصول

42/08/17

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع:فهرسة علم الأصول الدرس (6)

( هذا تنضيد وليس تقريرا )

لا زال الكلام في تقسيم علم الأصول ـ الذي ذكره الشيخ الاصفهاني ـ الى أربعة اقسام : ( ماينتج منه اليقين أو الظن او الشك أو التعارض ) والقسم الثالث وهو الشك قسمه السيد الخوئي الى قسمين بلحاظ الأصول العملية الشرعية ، وبلحاظ الأصول العملية العقليةوهذا هو الفرق بين تقسيم السيد الخوئي والاصفهاني .

القسم الثاني وهو ما يفيد الظن وصغروياته في مباحث الالفاظ ، وكبروياته كحجية الشهرة والاجماع وخبر الواحد والظهور في مباحث الحجج في الظن وهو بحث كبروي .

ولا يخفى ان المباحث الصغروية التي هي في الالفاظ كالعام والخاص ، والمطلق والمبين ، والمفاهيم ، ودلالة الامر والنهي ، هي ممتـزجة بمباحث مبادئ أحكامية او بالقسم الأول وهو ما ينتج اليقين فليس كل ما بحث في العام والخاص بحوث صغروية في الظنون وليس كل ما بحث في المفاهيم هي مباحث صغروية في الظنون كلا بل هناك مسائل ثبوتية كما في تداخل الأسباب والمسببات فزوايا عديدة منها بحوث ثبوتية تنتج اليقين وكذا اقسام العام والخاص والفوارق بين العام الاستغراقي والمجموعي والبدلي وغيرها فهذا التنويع ليس بحث في الظنون ، لما تقدم ان هذه الاقسام الأربعة قسمها العلمان ليس بلحاظ التقسيم التدويني بل يبين لنا حيثيات الاستدلال فلا نظن ان كل ما بحث في دلالات الالفاظ زواياه ظنية بل بعضها يقينية ، فالفرق الماهوي بين العموم الاستغراقي والعموم المجموعي والبدلي فوارق تكوينية ثبوتية لا ظنية .

وقد مر بنا في آخر الدورة الثانية في بحث الاجتهاد والتقليد ان جهاز الفقهاء هل هو استغراقي ؟ الكل تسالم على كون حيثية منه كذلك وليس بدلي ، ومن حيثية هو مجموعي فهذا المبحث يترتب عليه نظام الحكم سواء نظام حكم رسمي او نظام حكم اجتماعي ، وهندسة تلك الأنظمة كنظام الانتخابات وهو علم من العلوم وهو نظام رياضي معقد وهو بحوث ماهوية ثبوتية فعلم الانتخابات علم ( احصائي رياضي سياسي ) وهذه ثلاثة علوم ـ الرياضيات والاحصاء والسياسية ـ تتداخل في شرح نظام الانتخابات أو في كيفية هندسة النظام وهل هو رئاسي و رئاسة وزراء او ملكي او غير ذلك وهذه البحوث ثبوتية تكوينية ـ نعم هي إعتبارية من جهة ان القانون يعتبر أي منها ـ وهذه بحوث معقدة بحث ان الدول متحيرة فيها ، والى الان ونحن في القرن الواحد والعشرين الميلادي لم تتوصل الى نظرية واحدة عادلة سليمة في كيفية فرز الحكومة من صناديق الاقتراع وأي الأنظمة عادلة وايها اقرب الى الحرية والعدالة وغير ذلك ، وهذا برهان من براهين ان القيادة من البشرية يجب ان تكون من الله فنظم انتخاب القيادة نظام معقد جدا الى الان البشرية لم تتوصل اليه .

ان السيد الخوئي & ـ وفاقاً لأستاذه النائيني & ـ يقول حجية الظهور كبروياً ليست ظنية بل يقينية إلا زوايا منها فتدخل في القسم الأول ، ولكنها صغروياً ليست ظنية فتدخل في القسم الثاني .

السيد محمد الروحاني & عنده ان حجية الظهور صغروياً أيضا من القسم الأول ونحن نخالفه في ذلك

وهنا سؤال : كيف يتركب يقين وظن ؟

وتساؤل آخر : العلمان ( السيد الخوئي والنائيني ) يقولان ان أصل حجية الظهور كبروياً من اليقينيات وزوايا منها من الظنيات ، فكيف يكون في شيء واحد مساحة ظنية ومساحة قطعية ؟ فذكر السيد الخوئي وفاقاً لكثير من الاعلام ان الزوايا الظنية في حجية الظهور كبروياً مثلا حجية ظواهر القرآن فيها إختلاف بين الاخباريين والاصوليين وهناك ثلاثة زوايا في الظهور حجيتها ظنية وهي :

1ـ حجية نظام القرآن هل حكم ذاتي استقلالي أو معي أو مجموعي أو فدرالي أو كنفدرالي وهو اخطر بحث في البحوث القرآنية فاصل حجية القرآن يقينية ولكن كيفية ذلك ظنية .

2ـ هل الظهور حجة للمشافَهين فقط أو أعم ونعني بالمشافهين أي السامعين للكلام مباشرةً او هو أعم

3ـ المخاطبين ، وفرقهم عن المشافهين اما خصوص مطلق أو خصوص من وجه ـ وهو الصحيح ـ أي قد تشافه انسان بكلام ولكنك لا تريد مخاطبته بل تريد تجاهله من باب ( اياكِ اعني واسمعي ياجارة ) فهو مشافه وليس مخاطب فهل الصحابة كانوا مشافهين او مخاطبين ؟

ان بعض طبقات القرآن المخاطب بها فقط سيد الأنبياء او أهل البيت ^ فلا يَلتفت اليها الا هم ، وغيرهم لا يمكنهم فهم ذلك ، أو لكون المعلومات خطرة لا يصح ان يطلع عليها الجمي

فهل حجية الظهور خاصة للمخاطبين او أعم ؟ بمعنى أنه يمكن لغير المخاطب أن يحتج على المتكلم بكلامه وان لم يكن مخاطب .

اذن التقسيم الذي بلوره الاصفهاني والسيد الخوئي ليس عبطاً بل يرتبط بحيثية الاستدلال كما بيناه فيما سبق .

تساؤل ثالث : القسم الثاني الذي حجيته ظنية ويفرز نتائج ظنية هل هذه الظنون هل هي استغراقية او مجموعية او كليهما فهل لدينا ظن بنفسه حجة مستقلة او هل لدينا شيء حجة مستقلة او ان كل الحجج حتى اليقينية مجموعية وغير مستقلة ؟

او قل ان حجج القسم الأول والثاني هل هما مستقلان عن بعضهما البعض أو هما مجموعيتان واذا كانت مجموعية فهل المجموع يقيني أو ظني .