الموضوع: مبدا الاجتهاد في المناهج

في مبحث مقدمات الاجتهاد مر بنا البحث في مراحل الاستنباط التي ذكرها الاعلام انها ثمانية

و في ضمن هذه المراحل هناك مناهج للاستنباط و مهم التعرف على المناهج كما مضى ولها اهمية قصوى في الحقيقة المناهج في مراحل الاستنباط. و الا مراحل الاستنباط بدون ان تتقوى بمناهج الاستنباط فان مراحل الاستنباط ستكون سطحية صورية ولن تكون فيها قوام قويم. فلذاك المنهج مهم. المنهج جدا مهم. القواعد مهمة. والمناهج اهمها.

مر بنا مثلا لاحظ يمثل المرحوم الوحيد البهبهاني بعد صاحب المدرسة الاصولية العظيمة كذا ان لفظة واحدة كقاعدة في علم الرجال وهي لفظة الضعيف ماذا يعنى او يقصد من لفظة الضعيف في علم الرجال؟ نظرة واحدة هي قاعدة وليست لفظة تؤثر على مسير علم الرجال كلها. لفظة واحدة.

هو الوحيد البهبهاني استقصى كثيرا في فوائده الرجالية التي هذه الفوائد الرجالية في تعليقته على منهج المقال. هي فوائد مهمة جدا التي ذكرها الوحيد البهبهاني وشرحها تلميذ الشيخ الانصاري الشيخ علي في كتابه رجال الخاقاني، لفظة واحدة كم هي مهمة تصير قاعدة..

نعم اصل قضية موازنة حجية السند مع حجية المضمون. هيكل الخبر الواحد. هل هو حجيته وقوامه وعمود الخيمة فيه الصدور؟ يعني اعتبار الصدور ؟ او اعتبار المضمون؟.

هذي في لفظة واحدة في علم الرجال والحديث كما يركز على ذلك الوحيد البهبهاني ايضا. ان لفظة الصحيح، الحديث الصحيح عند القدماء وعند المشهور المفيد والمرتضى و حتى الطوسي مرادهم من الصحيح صحة المضمون او صحة الطريق؟ مرادهم صحة المضمون. الصحيح يعني حجة مرادهم صحة المضمون.. حتى النجاشي حتى ابن الغضائري حتى الكشي البرقي. رواد ائمة الرجال لا يطلقون لفظة الصحيح على الحديث بلحاظ الصدور هذا الاصطلاح استحدث متأخرا من قبل السيد احمد بن طاووس أستاذ العلامة الحلي وابن داوود، فعكس اصطلاح لفظة الصحيح. شوف لفظة واحدة اخرى. ايضا تهم علم الرجال وعلم الحديث وعلم الفقه،.. لفظة الصحيح في اصطلاح القدماء من الصدوق والكليني والمفيد حتى الكليني عندما يعبر بالصحيح مراده المضمون. في مقدمة أصول الكافي

واشتبه الاخباريون بناؤهم الصدور والحال ان الصدور ليس لها قيمة يعني عمادية، في الحقيقة يعني واحد يقول الاخباريون أرادوا يكحلوها فعموها.

ثبتوا وكرسوا مسلك السيد احمد بن طاووس الذي جعل الصحة وصفا للصدور.

الكليني الصدوق الطوسي في اوائل الكتب الاربعة عندما يقولون اخبار صحيحة مرادهم من الصحة هو المضمون. ليس مرادهم من الصحة هو الصدور.

هذا الاصطلاح شائع ليس فقط عند الامامية حتى عند العامة. في القرن السابع لا ادري كيف انقلب الاصطلاح عندهم وعندنا. الذهبي الحاكم النيشابوري ونحن ايضا السيد ابن طاووس قلبت الصحة من وصف المضمون الى وصف الصدور.

انت الان لو تدقق انهم يقولون صحيح البخاري. كيف هو صحيح وكثير فيه مراسيل? كيف صحيح وكثير فيه رواية عمن ضعفوا بتسالم علماء الرجال عندهم. اذا كان صحيح بمعنى الصدور كيف يكون صحيح? مرادهم لما اشتهر عندهم صحة البخاري مضمونه مضامينه صحيحة ومطابقة لاحاديث اخرى تورد في كتاب البخاري.

صحيح مسلم أيضا هكذا. الصحاح الستة الصحاح العشرة ، أصلا معنى الصحاح يعني المضمون.

الان كيف الحاكم النيشابوري في القرن السابع الذهبي فلان قلبوا هذا الاصطلاح، كما قلبه السيد ابن طاووس.

بهذا المعنى عندنا كتاب الكافي من الصحاح. بهذا المعنى. نحن لا نقول بان كل ما في كتاب الكافي. مع ان كثير من الاعلام يقول هذه العبارة. نعم هذا اذا اراد من الصحة هو السند. اما اذا أراد من الصحة المضمون فجل او اغلب ما في الكافي مضمونه صحيح.

نعم هناك يوجد تعارض او تقية هذا بحث اخر، جل ما في الفقيه أيضا صحيح يفتي هو الصدوق ان هذا حجة بيني وبين ربي يعني جل ما فيه صحيح?

طبعا الصحة في المضمونة أيضا ما تعني تفرد هذا المضمون يعني ان هذا المضمون يعتد به و يعالج ضمن منظومة المضامين.

الان مثال معين من الكافي السيد الخوئي رحمة الله عليه ذكره بان هذا قطعي البطلان، وذكر الخدشة فيه. طبعا هذه الرواية قطعية الصحة. طبعا المقصود على ما لاحظ السيد الخوئي كيت وكيت والحال بانه اجنبي عما استظهره السيد الخوئي

المقصود لاحظ ان لفظة واحدة اخرى اسمها الصحيح تتبعنا كافة موارد كتاب النجاشي لفظة الصحة عنده كاستاذه الشيخ المفيد والغضائري الاب وكذا وكذا ان لفظ الصحيح وصف للمضمون.

اصحاب الكتب الأربعة الشيخ الطوسي في مقدمة كتاب التهذيب او الاستبصار يقول هذه الاخبار صحاح ليس مقصود الشيخ الطوسي هو صحة الصدور وانما مقصوده صحة المضمون.

اصلا هو المعول عندهم الذي يكترث به هو المضمون.

لاحظ وقفة واحدة عند الباحث عند الفقيه عند المجتهد في قاعدة في منهج تقلب له المسير كاملا، اهم من ان يأخذ القواعد او المناهج ارسال المسلمات ويغمض عينيه ويسير مغمض العينين ثم ماذا.

وقفة تحليلية متدبرة في قاعدة في منهج يقلب المسيرة كلها.

اذن المدار في حجية الخبر صدور و مضمون ودلالة وجهة صدوره و صحته كذا وصحة الكتاب.

لاحظ الان صحة الكتاب لا ترتبط بصحة الصدور. شيء اخر اصطلاح اخر. غير صحة المضمون. ثلاثة معايير للصحة.

عند القدماء كافة من علماء الامامية بل علماء الفريقين الصحة عندهم أولا وبالذات اهميتها في المضمون. و ثانيا في صحة الكتاب. ثالثا ذيلا تبعا صحة الصدور. فبالتالي اجتماع حجج متعددة في حجية الحديث هذا امر لابد منه على كل الاقوال حتى يقول السيد الخوئي والسيد احمد بن طاووس.

الكلام انه من هو المقدم رتبة? صحة الصدور او صحة المضمون?. صحة الصدور او صحة الكتاب؟.

اذن لاحظ بحث قاعدي او منهجي

تحديدك لعمود الحجية لان الخبر لابد ان تجتمع فيه حجج متعددة. خبر واحد رواية واحدة لا تظنن ان فيه حجية واحدة. وانما فيه حجج متعددة. الدلالة، جهة الصدور، المضمون، الصدور، الكتاب، اعراض المشهور عدم اعراض المشهور عملا كذا

اربع خمس او تصل الى سبع حيثيات في الحجية ، تريد اجمالا؟ أربعة، تريد تفصيلا؟ سبعة او اثنا عشر.

هذه رباعية الحجج على اقل تقدير بشكل اجمالي لابد من انضمامها واجتماعها في الخبر لاحظ هذا مبحث.

للاسف هذا المبحث لم يبلوره الاصوليون صريحا وانما بلوروه في عسائس كلماتهم مع انه مبحث جدا حساس.. وينقح الباحث منهجه في علم الاصول الفقه منهجه في علم الرجال وهلم جرا.

مبحث معين هيكلية معينة تؤثر على مسيرة الاستنباط..

حجية تراكم الاحتمالات استفاضة تواتر حقيقة حجيتها ماذا? هذا مبحث يؤثر على كافة العلوم الدينية..

في السيرة والتاريخ البعض اراد ان يضيق المسير. يضيق ما ليس مضيق. يضيق ما هو وسيع. قال لا نقبل في التاريخ الا ما ثبت بالسند الصحيح. السند الصحيح وما هو الصحيح?

اولا في الفقه لا يلتزم بانه فقط خبر صحيح. تواتر كيف? استفاضة كيف؟ والاستفاضة من اين تنشأ?.

ثم حتى في الفقه الوثوق بالصدور غير خبر الثقة

أولا هو في الفقه ليست مبنى واحد وانما هو مباني الى ما شاء الله. انت تريد ان تضيقه في التاريخ. وكأنما هذا وحي نزل عليه.

ولو كان هكذا فسيرة النبي صلى الله عليه واله سلم كيف تريد ان تثبتها ؟ الان القصة ليس فقط في مقتل عاشوراء او في كربلاء او في سيرة الائمة عليهم السلام. سيرة النبي صلى الله عليه واله وسلم كيف تريد ان تثبتها?. بماذا?

هذا النوم هذا العميق هذا لايلتزمون به في الفقه. استيقظ اين انت?

فلاحظ هذه تراكم الاحتمالات تراكم القرائن. اذا لم ينقحها الباحث في علم الأصول كثير منهجه مسيره في ابواب الاستنباط في العلوم الدينية يعني يعاوق يتوقف يجمد. او بلا موجب الا التقليد السطحي. لا غير

انت وتعال حقق المطالب..

اذن اهمية المنهج اهمية الغربلة في غاية الدرجة. يعني بعبارة اخرى حقيقة الاجتهاد تبدأ عند المنهج لا تأتي وتجتهد في التطبيقات. كبريات اجتهد فيها ، كبريات الكبريات، كبريات كبريات الكبريات التي ينطبق عليها الاستنباط والاستدلال ، ضروري... ثبت العرش ثم انقش هذا هو عمدة مقدمات الاجتهاد. انه من المنطلقات من المبادئ المؤثرة الخطيرة انه يجب أن تبدأ عملية الاجتهاد ، عملية الاجتهاد يعني ان لا تذعن بشيء الا عن دليل.

هذا مهم جدا

تارة كلمة هي قاعدة، الصحيح ، ما معنى الصحيح ؟ نفس الصدور ما معنى الصدور. الصدور هو المتوقف عليه او اعتبار الصدور؟ الصدور هو امر تتميمي وليس امرا اعتباري.

الذي تتوقف حجية المضمون او المضمون على الصدور او على اعتبار الصدور. لان الصدور التكويني يوصل لك المضمون تكوينا. بعد ذلك انت اعرض هذا المضمون حتى لو بالخبر الضعيف.

ان جاءكم فاسق بنبا فتبينوا

تبينوا يعني مضمون هذا اذهب وادرسه اوزنه ضعه في الميزان. دراسة المضوم ما تتوقف على اعتبار الصدور? تتوقف على ماذا?. على الصدور.

الصدور غير اعتبار الصدور. شوف هاي وقفة متأنية متأملة لو واحد يلتفت اليها ان كثير مما راج في هذا العصر من المباني جدا محل تامل واشكال.

على اية حال اذا اهمية المناهج مهمة

لنستعرض منهج من المناهج.

هناك منهج يسمى منهج التحليل في فقه. طبعا كما امر بالامس هذه المناهج بعضها مشتركة في العلوم الدينية كلها وغير مختصة بعلم الفقه. بعضها مختص. نعم.

منهج التحليل والتركيب التحليل مقابل التركيب. او قل التحليل في مقابل الدمج او الدمج مقابل البسط.

التحليل ما هو؟

يعني معنى معين سواء في الموضوع او في المحمول هذا المعنى يفكك بدل ما هو معنى وحداني مدمج يفكك يفصل نعم. مثلا تفككه الى جنس وفصل. والجنس الى جنس الجنس و فصل الفصل. و سلسلة اجناس هذا المعنى و سلسلة فصول وفصول الفصول وفصول الفصول الفصول.

فالمعنى سوف يصاغ ويتبدل الى معاني بدل ما كان معنى واحد يصبح مثلا معاني

هذه الية التحليل، صناعة التحليل يعبر عنها بصناعة التحليل التركيب المعاني المتعددة تركبها في معنى واحد تدمجها في معنى واحد.

طبعا هذي ايضا قدرة مهمة للباحث ان عنده قدرة على دمج المبسوط كما عنده قدرة على فك المدمج، مثل ملف يفتحه وبعد ذلك يقدر يضغطها. يضغطها بكلمة في معنى واحد.. خير الكلام ما قل ودل. يعني هذا المعاني العديدة تقدر تدمجها في كلمة واحدة في عنوان قدرة بيان هذه.

نحن لسنا الان في صدد البيان في صدد عكس البيان وهو التحليل. البسط. البلورة. عندنا بسط ودمج وعندنا تحليل في مقابل التركيب..

المهم ان هذه الصناعة صناعة التحليل والتركيب صناعة ومدرسة منطقية. استعملت في الفقه وفي علوم الدينية كثيرا.. وهذه الصناعة لا يستغني عنها فيلسوف ولا منطقي ولا فقيه ولا غيره

اهم بكثير حتى من القياس الاقتراني بين الصغرى والكبرى او من الاستقراء، لانها اما قياس او استقراء او صناعة التحليل التركيب.

صناعة التحليل التركيب تقوم الاستقراء تقوم القياس الاقتراني. بين هذا بشكل مبسوط وهو كثير واضح في علم المنطق.

امتاز بصناعة التحليل والتركيب المحقق الحلي رحمة الله عليه.

اذا تلاحظون كتابه نكت النهاية لا يخوض كثيرا في مباحث الاسانيد والروايات وكذا

يأتي بالروايات التي استدل بها في المسائل والنكات الجزئية ويبدا يحلل.

هذا العنوان كذا مقتضاه ذاك العنوان كذا مقتضاه، تلائم موجود بين مقتضى هذا العنوان وذاك العنوان هذا في نكت النهاية دورة فقهية تعليقية لكن يركز فيها هذا المحقق على تحليل العناوين سواء عناوين موضوعات المسائل او عناوين محمولات ومن خلالها يجيب عن الاشكالات في كل مسألة

غالبا ما يطرح المحقق الحلي الإشكالات وثم يجاوب عنها في كل مسالة.

يعني هذا الطريقة بالاستدلال الموجود وكذا كذا هو يحاول يستخرج من عنده نكات بتوسط تحليل المعاني..

العلامة الحلي ايضا تقريبا امتاز في هذا المنهج تبعا لخاله المحقق الحلي.

وامتاز في هذا المنهج ايضا بشكل نجمي جدا المحقق الكركي ، انت اذا تلاحظ كتاب جامع المقاصد تراه لا يتوسع في مبحث الاسانيد وكذا وفلان لكنه يركز مجهريا على تحليل المعاني.

كتاب جامع المقاصد هو هكذا، دورة فقهية على هذا المنهج وهو منهج التحليل

ولو اردنا ان نخوض في منهج التحليل وفوائده واثاره وطريقته لطال الامر كثيرا بحلسات وهو فقط منهج واحد وهو اسمه صناعة التحليل والتركيب، حيث يخرج لك ثروة كبيرة الادلة من خلال كلمة واحدة معنى واحد عنوان واحد دليل واحد. يشير من هذا الدليل الواحد من هذا المعنى الواحد عدة ادلة

لان المعنى الواحد اذا تكثر الى معاني عشرة مطوية فيه، مندمجة مركبة فيه. اذا استخرج لك من المعنى الواحد عشرة معاني سترى هاي المعاني كل منها لها ادلة..

فهنا قلبت دليلا واحدا الى عشرة طواف من الأدلة ببركة صناعة التحليل

عكس التحليل أيضا هكذا وهو صناعة الاندماج.

على كل سواء في جانب تفكيك المعنى الى معاني، اللي هو البسط والتحليل او العكس في جانب الدمج والتركيب

هناك فوائد علمية عجيبة.

وهذه ليست هلوسة و استحسان، المعنى مطوي فيه تكوينا ذاتا اجناسه وفصوله ولوازمه واعراضه اكتشفها. تكتشفها تجد اثار مترتبة على جزء جزء من هذه الاجزاء المطوية فيه..

على كل صناعة التحليل والتركيب هذا هو هناك مناهج أخرى ان شاء الله بعد التعطيل يعني بعد الاربعين ان شاء الله نواصل