الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الأصول

42/01/18

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الموضوع:الاجتهاد والتقليد

في المسائل الاصولية وفي مسائل الاستدلال المجتهد اما يجتهد او يقلد او يحتاط هذا الذي ذكره الاعلام في المكلف هذا يشمل حتى المجتهد ليس يشمل المجتهد في عمله ، عمله كمكلف بالصلاة مكلف بالصيام لا المقصود عمله كمفتي يعني الفتوى وظيفة من الوظائف وليس الصلاة.

التفتوا الان الكلام في الفتوى في الاستنباط وليس في الصلاة والصوم والطهارة والخمس والحج وهلم جرا هذا امر اخر الكلام في نفس الفتوى وظيفة من الوظائف نفس الاستنباط وظيفة من الوظائف المجتهد في هذه الوظيفة وهي الاستنباط ايضا اما ان يجتهد او يحتاط او يقلد.

هل هذا التخيير والخيار بين الاجتهاد والاحتياط يجري في الفتوى والاستنباط كعمل من الاعمال? نعم يجري فيه ليس فقط في الصلاة اما ان يجتهد او يقلد او يحتاط او الخمس او الزكاة او البيع او الهبة لا حتى في الفتوى والاستنباط كفعل من الافعال ايضا يجري فيه اما ان يجتهد او يقلد او يحتاط.

مر بنا انه بعض عمليات الاستنباط تكون مركبة من التقليد ومن الاستنباط قابل للتصوير سابقا في تجزي الاجتهاد اذا نفس عمليات الاستنباط قواعد الاستنباط ادلة الاستنباط ما شابه ذلك هل اجتهد فيها او احتاط يمكن ان يجتهد يمكن ان يحتاط. ملزم المجتهد ان يعمل بالامارات الحجة المعتبرة او يمكن ان يحتاط في الاستنباط لماذا بنفس المنطق والوجه الذي يذكر في الاعمال العملية العادية كسائر المكلفين ان الاحتياط يصيب الواقع وزيادة ان الاحتياط لا يفوت الواقع نفس هذا الوجه العام العقلي او النقل الشرعي ايضا الموجود هو بنفسه ايضا يجري في الفتوى والاستنباط والافتاء وكان يدمن الاحتياط في الاستنباط القدماء المتقدمين كالشيخ المفيد والشيخ الطوسي السيد المرتضى وحتى ابن ادريس والمحقق الحلي في بعض الموارد.

لكن تصوير الاحتياط في الاستنباط امر ليس بالسهل وليس بهين صعب يعني كيف المجتهد في عملية الاستنباط يحتاط سيما ابواب الاستنباط حالات الاستنباط ليست حالة واحدة او نمط واحد او نوع واحد انواع وليس نوع واحد.

اجمالا الان لا اريد ان اخوض مبسوطا في مبحث كيفية الاحتياط في الاستنباط في الفتوى هذا بحث طويل الذيل ومعقد وشائك ومبهم لكن اجمالا موجود الاحتياط في الاستنباط فعل من افعال الفتوى كفعل من الافعال.

طبعا الفتوى فعل ناتج من الاستنباط استنباط هذه المراحل الثمان النتيجة التي تستخرج من المراحل الثمان تلك هي الفتوى كيفية صياغة الفتوى كيفية قولبة الفتوى هذه هي ايضا فعل لاحق متولد من الاستنباط سواء لاحظنا النتيجة كيفية صياغة النتيجة سبك النتيجة اسباك النتيجة في نمط من الاحتياط او لاحظنا المراحل الثمان ايضا المراحل الثمان كيف يكون يمكن عملية الاحتياط فيها ومحصله يكون بالتالي عنوانه الاحتياط في فعل الاستنباط الاحتياط في فعل الفتوى الفتوى كفعل من الافعال.

وهناك مثال اخر المثال المعهود عامة المكلفين اما ان يجتهد او يحتاط او يقلد. الميرزا النائيني والميرزا القمي يقولون لا يسوغ الاحتياط للعامي فهو اما ان يجتهد او يقلد الشق الثالث وهو الاحتياط الميرزا النائيني والميرزا القمي لايسوغانه بل يتعين عليه اما ان يجتهد او يقلد. بغض النظر عن صحة مبنى النائيني او عدم صحته هو صحيح بس بغض النظر صح او لم يصح اذا هذا الاحتياط اللي يذكروه الاعلام اذا ما هو الميرزا النائيني والميرزا القمي بالدقة يقولون هذا ليس احتياط مقابل الاجتهاد او التقليد
هذا الاحتياط الذي يذكره الفقهاء في قبال الاجتهاد والتقليد في نظر النائيني وقبله الميرزا القمي هذا ليس احتياط اذا ماذا هذا ليس احتياط حقيقي مقابل هذا لا يقدر عليه الا الفقيه فقط. الاحتياط المقابل الثالث هذا لايقدر عليه الا الفقيه فقط مقصودهم هو
الاحتياط الاجتهاد الذي تكلمنا عنه قبل قليل نفس الاحتياط في الصلاة احتياط في الخمس في الزكاة في الصوم هذا لا يستطيع ولا يقدر عليه الا الفقيه اما العامي ينحصر الخيار عنده بين الاجتهاد والتقليد.

اذا ايها العلمان الميرزا القمي والميرزا النائيني ماذا تقولان عن الاحتياط الذي ذكره الفقهاء? يقولون هذا بالدقة ليس الاحتياط المقابل للعدلين الخيارين الاولين وهو الاجتهاد والتقليد هذا احتياط من نمط اخر يسمى الاحتياط في التقليد يعني هذا من شعب
التقليد هو الان يقلد ويحتاط بين اقوال التقليد ويسمونه احتياطا ليس احتياطا كبيرا المباين للاجتهاد وللتقليد.

وهذا الكلام متين سديد يعني هذا الحكي عبر عن الموجود يعني لا يقدروا يمارسوا بعض المكلفين بعض المقلدين بعض عموم المؤمنين بالدقة هو احتياط في التقليد وليس احتياط مباين عن التقليد وعن الاجتهاد ... في ضمن دعوة التقليد هو يحتاط يعني
يقلد احوط الاقوال في الفتاوى.

اذا نلاحظ في اصطلاح الاعلام الاحتياط انواع مختلفة سنخا هناك احتياط الكبير في العمل المعهود المعروف في اذهان الاخوة المباين الاجتهاد والمباين التقليد ويعبر عنه بالاحتياط المعهود اما ان يجتهد او يقلد او يحتاط وهذا المعروف لكن على كل كما قال النائيني والميرزا القمي هذا لا يقع الا من الفقيه.

جيد الاحتياط في التقليد هذا هو الذي مرسوم عند عموم المؤمنين أي بالدقة هو بين عدة اقوال يحتاط يقلد احوط الاقوال يعبرعنه بالاحتياط في التقليد ولا مانع منه على القاعدة الصحيح.

البعض يقول تقليد الاعلم لازم ... لا يا اخي الاحتياط في التقليد امتن من تقليد الاعلم الاحتياط في التقليد مقدم حتى على تقليد الاعلم لان الاحتياط في التقليد عبارة عن اصابة امارية التقليد بشكل لا ترديد فيه دائما الاحتياط يستوعب ما لا تستوعبه
الامارة الشرعية.

الاحتياط ما هو ? الاحتياط هو المجيء بمؤدى الامارة الشرعية وزيادة وزيادة وزيادة... هذا غير الاحتياط المعهود الذي هو بين كل الاحتمالات لكن لا يقدر عليه الا الفقيه نفس الاحتياط في التقليد يعني التقليد كعمل من الاعمال يأتي به المكلف العامي باتم وجه.

التقليد كما يقولون ليس عمل فقهي وانما الاجتهاد عمل الاصولي عمل من الاعمال الاصولية يعني عمل من اعمال علم الاصول التقليد الصلاة عمل فقهي وكذا الصوم والزكاة لكن التقليد نفسه عمل ليس فقهي عمل اصولي المهم عمل اصولي سنخه اصولي. لم? لانه يستند المكلف ولو من عموم المؤمنين يستند الى امارة الاستناد الى امارة عمل اصولي. وليس عملا فقهيا الاستناد الى الامارة عمل اصولي.


هذا العمل الاصولي يمكن للمكلف ان يحتاط فيه كيف يحتاط فيه? ما يحصل تقليده بالاعلم بل ماذا يصنع? يقوم بالاحتياط في التقليد التقليد كعمل من الاعمال عمل اصولي في الحقيقة يحتاط فيه يعني يعمل بالامارة باتم وجه محتمل الاعلمية كذا كذا يرجع اليهم احوط الاقوال يقلد احوط الاقوال في كل مسألة او في بعض المسائل او في بعض الابواب حتى لو فرضنا انه قد قلد الاعلم في مسألة من مسائل باب من الابواب له ان يعدل الى الاحتياط في التقليد.

وهذا الذي ذكرناه من اللطائف ان الاحتياط خيار لا يباد الاحتياط خيار لا يفنى لا نقول الاحتياط ابتدائي او استمراري ذاك التخيير بين امارات مثلا ابتدائي او استمراري الاحتياط سائغ ابتداء واستمرارا حتى لو ابتداء ما اخترت خيار الاحتياط يمكنك وسط الطريق تختار الاحتياط نهاية الطريق تختار الاحتياط لماذا لان الاحتياط في الحقيقة فيه استيفاء للتقليد وزيادة استيفاء للامارة وزيادة.

لاحظ الاحتياط بالتقليد كيف هو نكتة جدا هامة هذه واتفاقا سيرة ذوي الورع والتقوى من المؤمنين في اجيال كثيرة يحتاطون في التقليد يعني ماذا يحتاطون يعني لا يعولون فقط على الاعلم بل يأخذون احوط الاقوال سيما في المسائل الهامة هذا الاحتياط في التقليد طبعا هذا ليس شيء شذوذ هذا لا بالعكس راسخ لاحظ مثلا مباني الاعلام مثل السيد الخوئي و غيره. اذا دار الامر محتمل الاعلمية بين اثنين او ثلاثة او كذا ما العمل? يقول يجب العمل باحوط الاقوال يجب ان احتاط بينهما احتياط بينهم يعني ماذا يعني احتياط في التقليد.

ولو احنا نبني على التخيير ولكن لمن بنى من محشي العروة على الاحتياط بين الاقوال يعني احتياط في التقليد وليس الاحتياط المصطلح.

المحصل نلخص اليوم ونكمل ان شاء الله في الجلسة اللاحقة ان الاحتياط قد يكون في العمل الفقهي قد يكون الاحتياط في العمل الاصولي والعمل الاصولي قد يكون هو نفس الاجتهاد والاستنباط. والعمل الاصولي قد يكون نفس التقليد حيث التقليد هو عمل من الاعمال نفس التقليد عمل وهذا الاحتياط لعلمكم يمكن للانسان ان يأتيه باحتياط وسيع ويمكن يأتي باحتياط متوسط ويمكن ان يأتي باحتياط بدائرة صغيرة.

يعني مثلا اذا لا يريد ان يقلد الاعلم يريد يعمل باحوط الاقوال فليس من الضروري كل الاقوال ولو احوط الاقوال بين قولين بين ثلاثة وليس بين المجموع ويمكن بين المجموع.

هذا الذي ذكرناه من ديناميكية مطاطية الاحتياط مرونة الاحتياط يمكنك ان توسعه تضيقه توسطه تكبره تستأصله الاحتياط في التقليد او الاحتياط في الفتوى او الاحتياط في الاجتهاد نفسه.

وحتى الاحتياط الكبير الاحتياط الكبير المباين المعروف المعهود ليس من الضروري ان يكون احتياطا كاملا شاملا يمكن ان يكون متوسط يمكن يكون ضيق ممكن تكون درجات حسب ما يرى المهم ان هذا الاحتياط يزيد على العمل بالامارات ولو بمساحة ضئيلة او مساحة متوسطة او مساحة كبيرة لانه يستوفي الامارة وزيادة.
فالاحتياط في التقليد والاحتياط في الاجتهاد والاحتياط في العمل الفقهي الاجتهاد والتقليد عملان اصوليان بخلاف الاحتياط الكبير المعروف المعهود هذا احتياط في العمل.

اذن الاحتياط لمرونة او قل زئبقية ما شئت فعبر ديناميكية المهم مرونة ومران متعدد هذي نكتة نخاعية في باب الاجتهاد والتقليد هي نفسها اهم مما احنا نمهد لمطلب اخر لكن نفس هذه نكتة نخاعية.