41/12/06
الموضوع:توصيات مهمة في عملية الإستنباط
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الأنام ونور الملك العلام البشير النذير والهادي الشفيع والسراج المنير والطهر الطاهر والعلم الزاهر والنور الباهر محمد وعلى آله الأطهار المصطفين الأنوار، واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين الى قيام يوم الدين.
كنا في هذا المبحث الثالث من الإجتهاد الأصولي وهو مقدمات الإجتهاد أو علوم الإجتهاد أو مراحل الإستنباط، وقد مرت بنا أنها ثمان مراحل، وفيها على كل المزايا، كنا في هذه النقطة من مراحل الإستنباط وهي أهمية الإلمام بمصادر كتب الحديث، طبعاً ظاهرها (ظاهر هذه النقطة) هين ولكنها بالغة الخطورة جداً.
المعروف عن صاحب الكفاية أنه كان يذكر في الدرس أن الإكتفاء بمراجعة باب الوسائل المختص بالمسألة المعينة غير مجزي وصاحب الكفاية في الدرس معروف عنه كان يكثر من ذكر هذا المطلب لماذا? لأنه كان يوصي بكتاب المستدرك او كذا أو بمراجعة المصادر أيضا الأصلية، والسبب في ذلك أنه صاحب الوسائل رحمة الله عليه طبعاً ترتيب كتاب الوسائل هو على ترتيب كتاب الشرائع، ولكن هذا لا يعني أن صاحب الوسائل رحمة الله عليه وفق لجمع كل الروايات المرتبطة بذلك الباب أو تلك المسألة التي عنوان لها باباً والعصمة لأهلها.
وطبعاً كان الترتيب غالباً على طبق الشرائع فترتيب الوسائل غالباً التبويب فيه يعني يمشي على نفس ترتيب الشرائع، لكن أن الروايات المرتبطة بهذا المسألة بهذا الباب هي هذه أو لا يعني كثير من الملاحظات التي سجلت على صاحب الوسائل رغم أنه سعيه وجهده عظيم وكبير ومشكور وقد كما يقال أمضى عشرين عاماً أو أكثر في هذا الجهد هذا ليس شيءً يسيراً. لكن مع ذلك بالتالي الملاحظ رغم أنه كتاب قيم ولا يستغني عنه الفقيه والمجتهد في الاستنباط لكن الملاحظ رغم كل هذا أن هناك روايات لا صلة لها بالباب ربما صاحب الوسائل أوردها، أو كثير من الروايات لها صلة بالباب أودعها في أبواب أخرى، تلك الأبواب لها صلة أو ليس لها صلة بحث آخر لكن لم يوردها في هذا الباب، طبعاً هو صاحب الوسائل رحمة الله عليه هو عنده أيضاً التعبير بــ(تقدم بــكذا، ويأتي) يعني يشير أن هذه الرواية التي أوردتها في الباب ليس كل الروايات المرتبطة بالباب، توجد روايات في بابٍ تقدم، وتوجد روايات في أبواب ستأتي، هذا الإرجاع ضروري متابعته ضروري جدا متابعته، فيراد للباحث مثل ما يقال حوصلة وسعة صدر وما شابه ذلك، لكن كثير وكثير من الروايات المرتبطة بالمسألة والتي يظن أن المسألة مثلا تخلو من الروايات أو تخلو من كذا كذا، اي نعم، يجدها الانسان في أبواب أخرى أو ربما تكون الرواية مفصلية للمبحث.
تعلمون أنه قد ترد في المسألة مجموعة روايات لكن قد تأتي رواية أو روايتين حاكمة دلالة مفصلة وفاصلة لهذا الإختلاف بين طوائف الرويات، وتكون كأنما مثل التوليفة الصناعية بين مفاد الطوائف وألسن الروايات، كأنما تنبه على قوائم حكيمة في الإحكام بين التوالف والتناسق مفاد طوائف الروائع التي يعبر عنها روايات حاكمة أوكذا ومفصلة، ربما لا تجدها في الباب الذي عقده صاحب الوسائل لهذه المسألة أو لهذه الرواية، نعم تجد أنه قد أودعها صاحب الوسائل لإرتباط نفترض بباب آخر، لا أنها عديمة الإرتباط ولكن المجيء بها في هذا الباب أهم من ذلك الباب، أو أهم من الروايات التي أوردها صاحب في هذا الباب، وكم لهذا من مورد يشاهده الانسان في الوسائل.
الشيخ علي الجواهري حفيد صاحب الجواهر، عنده كتاب ظاهراً طبع في هذه الطبعة الأخيرة من الوسائل في هامشه إرجاعات صاحب الوسائل (يعني يكملها أو يضيف عليها) لما لأنه الباحث إذا راجع باب الوسائل أبداً لا يكتفي بأن الروايات هي في هذا الباب ولا وجود لها في غيره، هذا إشتباه، لا بد أن يلاحظ أبواب أخرى في نفس الكتاب، (من كتاب الحج أفترض أو كتاب الصلاة أو كتاب الحدود)، بل أن بعض الروايات ليست في هذا الكتاب (كتاب الحج مثلاً) بل هي في كتاب آخر مثلاً (كتاب الصلاة) أو (كتاب البيع) لكن لها إرتباط بهذه المسألة في الحج، وكم لهذا من نظير.
مثلاً من باب المثال: الروايات الواردة في طهارة أهل الكتاب وتوجد روايات واردة في نجاسة أهل الكتاب، وكيف يحل هذا التعارض؟ هل بأن نحمل النجاسة على الكراهة، أو الطعام على التقية أو اي شيء؟؟؟
هناك روايات ليست في باب الطهارة ولا في باب النكاح، روايات (بعد مو الوسائل الكلام في الكافي هكذا) أوردها الكافي والطوسي في التهذيب في باب البيع تلك الروايات هي ناظرة لحل هذا التعارض بين الروايات الدالة على الطهارة والتي دلت على النجاسة بتوسط هذه الروايات، طبعاً هذا حدث في الكافي نتيجة أن الكليني رحمة الله عليه في الكافي يقطع الروايات مع أنه أثبت المحمدون الثلاثة ضبطاً، لكنه أكثرهم تقطيعاً، يعني تقطيع الكليني أكثر من الصدوق، والصدوق تقطيعه أكثر من الشيخ الطوسي، فالشيخ الطوسي نادراً ما يقطع الحديث، عكس ما يشتهر بالتتبع سنين منّي، بخلاف قرون من العلماء لا أدري لما؟
الشيخ الطوسي حسب الذي وقفت عليه أضبط من الشيخ الصدوق والكليني من هذه الجهة لا أقول في كل جهة، أي جهة؟ جهة التقطيع الحاصل في الروايات، فإن تقطيع الروايات يربك الظهور بالمعنى ونوع من عملية الإجتهاد من الكليني أو الصدوق أو أي محدث آخر.
بأنه ربما القطعة التي أبعدها هي أبين في تبيان محصل الدلالة من هذه القطعة التي أبقاها، وهذا ما نجده في موارد كثيرة، فأكثرهم تقطيعاً الكليني رحمة الله تعالى عليه وأوسطهم الصدوق وأقلهم وأندرهم تقطيعاً الشيخ الطوسي، فمن هذه الجهة التهذيب جداً أمتن وأضبط، عكس ما أشتهر من جهة أخرى التهذيب أيضاً أضبط - عكس ما يقال أن الشيخ الطوسي لا يضبط النسخ – حسبب التتبع ثبت عكس ما يقال عن طبقات كثيرة من العلماء فالشيخ بالدقة هو يثبت في أن النسخ، مثلاً رواية وجدها في كتاب ابن أبي عمير ووجدها في كتاب الحسن بن محبوب ووجدها في كتاب البزنطي هي الفاظها مختلفة في كل نسخة عن الأخرى، الشيخ يورد هذه الرواية في التهذيب في الباب عين ما هي في النسخة التي ينقل عنها، كـــ(كتاب بن أبي عمير)، في باب آخر من نفس التهذيب يورد مثلاً الرواية بنسخة البزنطي، أبداً لا يجتهد في النسخ، هذا ما يظهر بالتتبع على عكس ما يقال ويؤاخذ به الشيخ الطوسي، فهو لدقته وضبطه لا يتصرف فيما ينقل.
بينما الصدوق رحمة الله عليه أو الكليني حسب ما شاهدناه يرجح بعض النسخ على بعض، وهذا ترجيح وإجتهاد من الكليني أو حتى من الصدوق، بينما بخلافه إذا أتاك الطوسي بالنسخ على ما هي عليه.
على كلٍ، فإجمالاً نريد القول أن التتبع في مصادر الحديث بالغ الخطورة في مصير الإستنباط والنتيجة التي يستنبطها المجتهد، لما؟ لأن بتتبع يسير تجد قرينة على معظلة إستدلالية معقدة بهذه القرينة تنحل تلك المعظلة نتيجة التتبع للروايات وكتب الحديث، فبدل فرض أن المواد هي مثلاً خمس عناصر، لكنك بالتتبع تجد أن هناك عشر عناصر وليس المقصود من العنصر خصوص الرواية بل حتى القرائن، سيما لو تتبع الباحث ووجد قرينة يجب أن يسجلها ويدونها لكي لا ينساها أو ينسى موضوعها، فلا يعتمد على الحافظة والذاكرة، ولا بأس بأن نؤكد على ضرورة التدوين على المجتهد والباحث فمثلاً يدون بعض العناوين والمصادر المهمة أو تنقدح في ذهنة خاطرة في حلحلة بعض العقد فلا بأس بتدوينها ولا يعتمد على الحافظة أبداً، فلا بد من ولو مسودة عشوائية، لما؟ لأن هذه المواد التي تتجمع عنده وهذه الأفكار والخواطر التي تتجمع عنده بعد ذلك ينسقها ويجمعها بشكل مرتب.
على أية حال، مثلاً من باب المثال: هل في حد الساق يقطع للمرة الثانية من وسط القدم، أم من أصل الساق، أم من الكعب، من نهاية المشط؟؟؟ نرى بالتتبع سواء كلمات الفقهاء رضوان الله عليهم التي هي بمثابة شروح إحتمالية لمتون الروايات، ودلالة طوائف الروايات والوقوف على القرائن – جداً مهم – لذلك في هذه المرحلة الأولى الثانية الثالثة كل ما يعطي الباحث مجال أكثر للتبع وللمتابعة والملاحقة للقرائن والأبواب والمناسبات مضان الروايات يجد غفلات حتى عند المشهور،لا أنهم يلتزمون بعدهم ، بل توجد غفلات عن بعض القرائن وإلا المسألة تكون سهلة جداً، يعني كيف الإستنباط والإستنتاج فيها، على أية حال على أية حال هذا أمر لا يلمس إلا بالممارسة، لأن كلما يحصل للإنسان ممارسة وتتبع في الكتب الروائية أو حتى من الكتب الفقهية يتنبه أن هناك قرائن من الكتب الروائية يجب أن يكتشفها ويتابعها ويلاحظها، وإن لم يجرب الإنسان ممارسةً فكل ما ذكر له من أهمية لن يلمسها كما لو تتبع هو مباشرةً.
يجد أن هذا باب وخطوة في الإستنباط عظيمة جداً، وسيجد أن الحديث يفسر بعضه بعضاً وأعظم تفسير هو تفسير الحديث بالحديث، يعني لا بالحديث الواحد، بل منظومة الأحاديث يقارن بين بعضها البعض فيجد سبحان الله المفاد الماورائي لسطح الدلالة وظاهرها سيجدها بشكل آخر.
وهذا ليس فقط في فقه الفروع بل في مطلق المعارف والعلوم الدينية باب العقائد هكذا وفي باب الأخلاق وفي باب التفسير أيضاً، الحديث يفسر بعضه بعضاً والحديث يفسر القرآن والقرآن يفسر الحديث، يعني مواد الوحي يفسر بعضه بعضاً، فإذا حاول الإنسان أن يتتبع أكثر يلمم أكثر وينسق ويتدبر في الإنسيابية الموجودة بين أجزاء القرائن وحلقات الألفاظ والقرائن والدلالات والتركيبات، سيجد أن هذه الخطوات تعبّد له كثير من العقد التي ربما ظل بها جملة من الإعلام قرون في كيفية حلحلتها، طبعاً لا نريد أن نقلل من الجانب الصناعي للمراحل الأربعة اللاحقة – المرحلة الرابعة هي صناعية فقهية – المرحلة الخامسة والسادسة والسابعة الإلمام بها والمداقّة فيها ضروري، لكن كهندسة وصناعة، وهذه الهندسة والصناعة إذا لم تجد لها مواد ما الفائدة!
فيجب أن يلمّ بها الإنسان، ولكن يجب أن يهيئ الأرضية المهمة وهي التتبع بالقرائن. باب وعالم عجيب من الثمرات أو الثمار المؤثرة مصيرياً بالإستنباط والإجتهاد، وهذا ليس في الفروع فقط بل حتى في المعارف، بعض الإلتباسات والإبهامات، في معاني ومحاور صعبة في العقائد بالتتبع (مثلاً، ما هي المشيئة؟ ما هي الإرادة؟) ومثلاً (العلم طبقات؟)وهلم جرا، بحوث كثيرة إذا تتبع الإنسان، حتى الزيارات هي مشحونة بالمعارف كما يذكر ذلك المجلسي الأول رحمه الله.
وحتى الأدعية كذلك دروس معرفية ودورة معرفية مختصرة، فنفس الأدعية تفسر بعضها بعضاً سبحان الله، إذا تتبع الإنسان – هسه مو إلا كل دعاء مطابق لآخر، لا- جملة من هذا الدعاء تكرر في أدعية أخرى مع جمل أخرى سيشاهد كيف أن الأدعية تفسر الجملة أكثر فأكثر.
كذلك الزيارات، تفسير معنوي، تفسير علمي صناعي، فهذه القضية (تفسير الحديث بالحديث، تفسير الآية بالحديث، أو تفسير الحديث بالآية) هذا التقارن والتشاهد بين المواد، إذا يتريث الباحث ويعطي سعة صدر أو طول نفس سيجد ما لم يقف عليه الكثيرون.
رحم الله على السيد البروجردي عنده توصية جداً هامة، يعني العلوم الدينية صحيح فيها جانب صناعي رياضي ومهم جداً، وكل علم من العلوم الدينية هكذا فيها صناعة يعني هندسة ومنهج منطقي، شي طبيعي موازين غير مرتبة يوزن بها المواد ويستنتج، هذا شيء صحيح، لكن ضروري الإطلاع على الجانب الصناعي.
ولكن هذه المواد في كل علم من العلوم الدينية لا يمكن أن يقف عليها الباحث بسهولة، يجب فيها التتبع المغني، والمتابعة والملاحقة. طبعاً التتبع قد في بدايات الباحث وبدايات حياته العلمية عليه صعب ولكن شيئاً فشيء يتمرس أن مناسبات الأبواب بعضها مع بعض بسرعة يكتشفها، بسبب الممارسة والتجربة.
الممارسة العلمية ومعرفة النسبة بين الأبواب فيكتشف الشيء الكثير، وهذا باب واسع عظيم.
النقطة الأخرى – في هذه المراحل قبل أن نختم هذا المبحث – في الصناعات سواء الفقهية أو الأصولية أو أو أو ...، أتذكر في باب كتاب صلاة المسافر – من باب المثال – فحول الفقهاء الضين يقل عندهم التعويل على الإحتياط مثل الشيخ جعفر كاشف الغطاء أو حتى صاحب الجواهر، عندهم مثل ما يقال عدم وسوسة في الفتية، تم عنده الميزان يفتي.
الشيخ جعفر كاشف الغطاء معروف بذلك وكذلك صاحب الجواهر، وأمثالهم من الأعلام موجودين، فرغم أنهم جريئين بالفتوى ولا يتشددون في الأحتياط بالفتوى، فقد كثر إحتياطهم في كتاب صلاة المسافر، بل أكثر الأعلام أيضاً في صلاة المسافر كثر الإحتياط عندهم.
السيد هادي الميلاني رحمة الله عليه عنده كتاب في صلاة المسافر تقرير لدرسه، يذكر أنه خمس مسائل في صلاة المسافر لم يتم حلحلتها الى الآن وإبهامه باقي، وسبب الإبهام ليست قلة المواد. المسألة مسألة كيفية التحليل الهندسي الصناعي غير متمكن من حل المسائل هذه. أو مثال اخر اذكر العبارة المشتركة بين المثالين قاعدة التجاوز والفراغ، إما البعض بنى على أنها قاعدتين وكليهما يعني شرعتا، أو البعض بنى على أنهما قاعدة واحدة هي قاعدة التجاوز فقط، يعني يرجع الفراغ الى التجاوز، والبعض عكس قال لا التجاوز ترجع الى الفراغ.
الشيخ الأنصاري في الرسائل على ما في بالي يُرجع أحدهما إالى الأخرى، الميرزا النائيني أصر بأنهما قاعدتيان موضوعاً محمولاً رتبةً أثراً ماهيةً شروطاً، المرحوم الكومباني قال لولا ثلاث عقد صناعية لإلتزمنا بأن قاعدة التجاوز والفراغ لا إحداهما ترجع إلى الاخرى ولا هما قاعدتان، بل هما قاعدة واحدة ذات وجهين، لكن هذه الثلاث عقد أو أربع لا يمكن حلحلتها فلابد أن نلتزم بأنهما قاعدتان.
بعض النكات الصناعية يعني ليست طبعاً كل مراحل الإستنباط العقدة أو حلال المشاكل هي قضية المواد، بلا شك هي مهمة، لكن أيضاً هناك الزوايا الصناعية أيضاً لها دور بلا إشكال، مثل ما مر بنا مواد من النوع العالي تجيبة لبناء مبنى لكن المهندس المعماري ليس ذو خبرة وإحترافية لن يكون هذا المبنى مشيداً وهكذا العكس مثلاً تجيب مهندس جيد بس المواد تعبانة، فلا بد الإهتمام من كلا الجانبين جانب المواد في المراحل الاولى، ولابد من الجانب الهندسي الصناعي في المراحل اللاحقة، فكلا الجناحين مهمين.
وضعف توسط الفقيه في أحد الجانبين يخل بالتالي بقوة إجتهاده يعني تأثر على قوة إجتهاده ودرجة إجتهاده، والإجتهاد والفقاهة - كما مر بنا - ليس مليون درجة بل مليار درجة، من جهة تفاوت المجتهدين في القوة والضعف أو في تنوع القوة من جهات والجودة في الإجتهاد.
هذه النكات الصناعية التي صارت عقدة في صلاة المسافر أو في غيرها ترجع الى المداقة الصناعية، وفي المداقة الصناعية المفروض أن الانسان لا يأخذ قناعات مسبقة محصورة بل يوسع الإحتمالات وإن لم يذكرها الأعلام، يعيد التدقيق في القوالب الصناعية أو تكثير الإحتمال كما مر، سيجد أنه سيؤدي به الى حلحلة كثير من العقد التي ربما وقف بها الأكابر هذا ليس بالشيء الممتنع لأن القناعات المسبقة قد تحبس الإنسان في كيفية إيجاد الحلول والإحتمالات الجديدة والإبتكارات، بخلاف ما إذا راجع هذه القناعات الصناعية وغيرها مرة أخرى وأحتمل أنه توجد أفق أوسع، وهذا سيفتح له حلول صناعية في كثير من العقد.
نكتة اخيرة مهمة وهي: تكرار التدقيق الصناعي، أنت مثلاً أنجزت المراحل أعد التكرار فيها وكيفية إنجازها، سيما المراحل الصناعية حتى مراحل مواد، بالتثبت وضبط المواد أكثر فأكثر التدقيق الصناعي أكثر سبحان الله سيجنب الإنسان غفلات سهلة باردة عجيبة عبرت على الإنسان، وسيعيد جودة وإتقان إستنباط الانسان فنفس التكرار أمر عجيب ومفيد شيء عظيم.
مثلما يسمونه إعادة التدقيق المحاسبي في الشركات والسوق موجود، الإنسان بينه وبين نفسه هكذا يعيد تدقيق المحاسبة سيجنبه كثير من الغفلات الباردة أو الغفلات السهلة لكنها خطيرة ومؤثرة، يعني مهما يكون الإنسان بالتالي تحصل لديه غفلة، سهو، نسيان لبعض المواد أو القرائن أو نسيان لبعض التنسيق بين القرائن الموجودة، بلا شك يحصل له الكثير.
على أية حال توصيات الاستنباط لا تنتهي عند حد، نكتفي بهذا القدر. وإن شاء الله بعد التعطيل يقع الكلام في مبحث رابع وهو التخطئة والتصويب وصلى الله على محمد اجمعين الى قيام يوم الدين.