الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الأصول

41/08/10

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: الفهرسة الاجمالية من المباحث التي تطرح في تعريف الاجتهاد

البحث في تعريف مفردة الاجتهاد وعملية الاجتهاد بما أنه عمل من الأعمال.

هذا البحث طبعا حساس ومهم باعتبار أن هذا العمل العلمي يقوم به المجتهد والفقيه، فالحقيقة وكنه هذا العمل ما هو؟ ويترتب عليه آثار شرعية مهمة وجمة. بالتالي هل هو نفس التفقه وفقه الدين (لولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين) هو التفقه علی المستوی الخاص (ولينذروا قومهم إذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون) هذه الآية أساسية في باب التفقه والاجتهاد. هل هذه هو حقيقة الاجتهاد؟

الاخباريون منا يرتضون التفقه لكنهم لا يرتضون الاجتهاد فبالتالي هاتان العمليتان عملية واحدة وماهية واحدة أم لا؟ هذا في ما بين علماء الامامية، ثم ماذا عن الاجتهاد بين العامة والخاصة هل الاجتهاد الذي محل الكلام هو نفس الاجتهاد بين العامة؟ أم أن الاجتهاد الذي بين العامة غير الاجتهاد بين الخاصة وهذا هو الذي جری الحديث واللغط الطويل والعريض والقديم والحديث.

طبعا عملية الاجتهاد عند العامة ربما تستند الی القياس والظنون غير المعتبرة، فهل يا تری أن الاعتبار والاستناد من علماء العامة الی المصادر مثل القياس والظنون غير المعتبرة والتشبيه وما شابه ذلك هل ياتری هو بسبب اعتمادهم علی المصادر غير المعتبرة عندنا والمعتبرة عندهم مع أن العملية هي واحدة أم لا؟ هذا بحث حساس وليس بهين ولمعرفة حقيقة الاجتهاد والتفقه يجب الخوض في هذه المفردة وكيفية الاختلاف في هذه الابعاد.

بعبارة أخری ان الاختلاف بسبب أنهم استندوا الی مصادر لانعتمد نحن بها أم أن الاختلاف في المصادر والموازين مع أن العملية هي واحدة؟ إنهم تستندون الی الموازين وتستنتجون فالاختلاف في الموازين والمصادر لا أنه فيه الاختلاف الجوهري في عملية الاجتهاد. هذا نوع من الاحتمال والطرح.

كما أنه الاختلاف عند علماء الامامية، هناك علماء لا يعتنون بمصادر مع أن هناك علماء يعتنون بها مع ذلك لايسبب الفرق بينهم في نفس عملية الاجتهاد، فاختلاف المصادر لايسبب الاختلاف في عملية الاجتهاد. لو كان هناك اختلاف وبينونة كاملة إذا كيف يقام علم الخلاف أو علم الفقه المقارن؟ مثلا كتاب الخلاف كتبه المرحوم الشيخ الطوسي أو كتاب المعتبر من المحقق الحلي أو كتب أخری أو السيد المرتضی في الانتصار كتب في الفقه المقارن، فلو كانت العملية متباينة لايكون هناك سجال علمي واحد يصحح واحدا أو يخطأ آخر. الكلام هو أن الاختلاف في المصادر أو أن الاختلاف في الماهية؟ مثلا واحد يری أن الأصول العملية هنا حجة وواحد يری أن الأصول العملية هنا ليست بحجة بل الأدلة الاجتهادية حجة أو واحد يعتقد بالانسداد و واحد يعتقد بالانفتاح. السبب في ذلك ماهو؟ هذا بحث مهم وحساس

علی كل أن الاجتهاد أو التفقه هو ماذا؟ هذا نوع من التساؤلات الممهدة لمعرفة حقيقة الاجتهاد.

لاجل بيان هذه المفردة وهذا العنوان نرجع الی ارتباط الاجتهاد لعلم الأصول. هذه نقطة ثالثة. يمكن أن نطرح هذا السؤال بعبارة أخری وهو أنه لماذا الاجتهاد أحد أبواب علم الأصول؟ ولماذا الاجتهاد أحد أبواب علم الفقه؟ بالتالي الاجتهاد باب فقهي أو باب اصولي؟ ما الارتباط بين الاجتهاد كفعل وبين علم الفقه وما الارتباط بينه وبين علم الأصول؟

لذلك حقيقة علم الأصول لها صلة وتيدة بعملية الاجتهاد ولذلك مضطرون عن أن نبحث عن تعريف علم الأصول ثم صلته بالاجتهاد فنفس تعريف علم الأصول له صلة وتيدة بالاجتهاد كانه هو نفس تعريف الاجتهاد. علم الأصول علم أو معرفة بقواعد ممهدة للاستنباط فهل هذا هو الاجتهاد أم لا؟ طبعا حساسية علماء الاخباريين في الأصول صلته بنفس الاجتهاد. إذاً ما يجري من الانعكاسات كعلم أو عمل موجود في علم الأصول هو نفس الاجتهاد والتفقه. قبل ان ندخل في التفاصيل نذكر كفهرسة.

صلة علم الاجتهاد بالتفقه. الأخباريون قبلوا التفقه وما قبلوا الاجتهاد. فالتفقه ماهو تعريفه؟ علم الفقه أيضا هو علم بالأحكام الشرعية عن مصادرها المقررة. فالفقه أيضا فيه الاستنباط والقواعد والأصول والنتائج، فما الفرق بين علم الأصول وعلم الفقه؟ أيا ماكان الفقه هو الوصول الی النتائج المستند الی الموازين، فالتفقه عمل من الفقه له صلة وتيدة بتعريف علم الفقه. إذاً هناك جهة مشتركة بين الفقه والأصول أو قل بين العلمين والعملية التي يجريها الفقيه والمجتهد التي هي نفسها ماهية الاجتهاد. إذاً لابد من الخوض في ما هو معنی الاصول وما هو معنی الفقه الاستدلالي ثم كيف هذا العمل العلمي الذي يمارسه الفقيه في الأصول والفقه هو عملية الاجتهاد والتفقه؟ وبالتالي لابد أن نجد في هذا التعريف ما هو البينونة بين الاجتهاد عند الامامية وعند العامة.

من ضمن التساؤلات قبل أن ندخل في التفاصيل، متی بدء تاريخ الاجتهاد أو تاريخ التفقه؟ المرحوم المحقق آغا بزرگ التهراني عنده كتاب في هذا، في القرآن الكريم ورد عنوان التفقه أو التعلم أو العلم وهلم جرا.

مثلا مدرسة الاجتهاد مقابل النص بأي معنی؟ الاجتهاد الذي عند العامة مدرسة مقابلة النص. هل العامة لايستندون الی النصوص أو أن الاختلاف في جملة من المصادر فقط؟

أحد الزوايا في بحث الاجتهاد وأحد الألغاط بين العامة والخاصة هو الاجتهاد مقابل النص ومنها كلمة القياس، أصلا كلمة القياس ماهو؟ بالتالي القياس عمل من عملية الاجتهاد. مثلا الكثير يعرفون الاجتهاد عند العامة بأنهم يقيسون بينما نحن لانقيس. هل الاجتهاد عند العامة هو القياس أو أن الاجتهاد عند العامة يعني الاعتماد علی مصادر لانعتمد نحن؟ وردت روايات في ذيل قصة موسی والخضر وكلمة القياس أيضا وردت. و وردت روايات في قصة اعتراض النبي إبراهيم في عذاب قوم لوط (فلما جاءت إبراهيم البشری يجادلنا في قوم لوط) ووردت روايات في قصة ذبح النبي إبراهيم للنبي إسماعيل، هناك اعتراضات اعترض بها ابليس علی النبي إبراهيم في القيام بذبح النبي إسماعيل واعتراضات ابليس يشبه عملية الاستنباط. هذا موضع ثالث. ورد بعض الشيء في موضع رابع في القرآن الكريم والروايات الواردة في ذيله في قضية النبي يونس. ورد في موضع خامس في الروايات في اعتراض النبي نوح علی غرق ابنه. (أن ابني من أهلي.) وفي جملة من الموارد في قصة النبي آدم سواء في أكل آدم وحواء من الشجرة أو في اعتراض الملائكة علی الباري. جملة من هذه الموارد في الأنبياء أو في الملائكة ورد التعبير بالقياس أنه نوع من عملية الاجتهاد. فما هو حقيقة الاجتهاد عند العامة الاجتهاد مقابل النص بخلاف الاجتهاد الذي ليس مقابل النص.

وما المراد بالنص؟ مدرسة النص ما هو معناه؟ إن مدرسة النص ليست مقابل الاجتهاد بالمعنی الذي يبحثون عنه علماء الامامية مع أن الاجتهاد عند العامة مقابل النص. فما المراد من النص؟ هذا لغط مهم وجدل علمي صميمية في ماهية الاجتهاد أو ماهية التفقه. الفارق بين مدرسة النص ومدرسة الاجتهاد مقابل النص. هذا بعد أيضا لابد من الاستيفاء فيه في تعريف الاجتهاد.

سياتي أنه في ضمن هذه الروايات ليس الاعتماد علی ما لايعتبر من المصادر. ربما يطرح أن الاختلاف في الاجتهاد عند العامة والاجتهاد عند الخاصة هو أن العامة يعتمدون علی ما لايعتمد عندنا والقياس هكذا. مثلا في مؤاخذة الأخباريين منا علی الأصوليين منا أن الأصوليين يعتمدون علی القياس، فما هو القياس؟ وسياتي أن القياس ليس معناه الاعتماد علی المصادر وليس معناه التشبيه الظني غير المعتبر. فلاحظ هنا جهات من اللغط المجهرية يجب علينا التدقيق فيها.

هذا، كل بحث الاجتهاد ستكون له انعكاسات علی التقليد لأنه في مقابل التقليد. فالفهرست الإجمالي أخطر من الفهرست التفصيلي والفهرست التفصيلي أخطر من الخوض في تفاصيل البحث. كيف يمكن تصوير عملية التفقه وعملية الاجتهاد؟ ما هو تعريف الاجتهاد مقابل النص؟ تعريف علم الأصول وعلم الفقه له صلة بالبحث وتعريف التفقه له صلة وتيدة بالبحث يجب أن تستوفی والقياس ماهو تعريفه وله دور في البحث.

نستذكر جملة من بعض المباحث التي مرت علينا مع ان بعض هذه المفردات من علم الكلام وأيضا لها دور في البحث مرارا كرارا هذه المفردات في تعريف الاجتهاد وهذه جهة أخری. مفردات في تعريف الاجتهاد. مثل مدرسة النص.

إن شاء الله نخوض في ذلك.