41/03/21
الموضوع: باب التعارض، انقلاب النسبة، الوجه في اعراض الشيخ و الآخوند عن انقلاب النسبة و النظر فيه.
ضمن نقاط فی بحث انقلاب النسبة قبل ان ندخل فی التفاصیل نقطة مرت بنا ان المخصص المنفصل العمدة فیه تسبیب انقلاب النسبة بین الأدلة هذا متین و کما مر بنا لیس العلاج بلحاظ المفاد التفهیمي فی الأدلة فقط بل لابد من ملاحظة المفاد الجدی خلافا لما مر من مبنی الشیخ الأنصاری و صاحب الکفایة، یعنی قرائن الجد و المراد الجدی لایمکن الإغفال عنها، هذا صحیح.
بعبارة أخری، نکمل هذا المدعی في قبال مدعی الشيخ هو أنه ذكر الشيخ الأنصاري و المرحوم الاخوند صحيح ان المراد التفهيمي للظهور و بنيان الظهور علی صعيد المرتبة التفهيمية لاينقلب بالمنفصل، هذا صحيح لاينقلب عما هو عليه بالمخصص المنفصل، لكن هذا ليس كل شيء، لأن العلاج بين الأدلة ليس مرهونا بالتفهيمي فقط، مثلا افترض في غير باب التعارض، المخصص المنفصل مع العام، يقدم المخصص المنفصل علی العام فينتج نتيجة جدية يبنی علیه المجتهد في الإستنباط، عام مخصص، هل هذا العام المخصص هو المفاد التفهيمي؟ لا هو المفاد الجدي، مع ذلك كيان وبنيان التفهيمي باق علی حاله مع ذلك هذا البينان التفهيمي علی صعيد المراد الجدي و الحجية الفعلية تتغير لكن ليس معناه أن بنيان التفهيمي تتغير بل علی حاله لكن البنيان الجدي تغير. ففرق بين البنيان الجدي والقالب الجدي و بين الإطار التفهيمي، الإطار التفهيمي دورها كاشفية أما الجدي مع أنه كاشف أيضا لكن هو أوثق بالثبوت.
نوضح هذا المطلب اكثر، لأن مبنی الشيخ في نفسه صحيح لكن لايمانع انقلاب النسبة ولايمانع الجمع التأويلي. للتوضيح الأكثر: كثيرا ما نری أن المفاد التفهيمي يغاير المفاد الإستعمالي لكن بنيان الإستعمالي علی حاله باق أو قل بنيان التصوري للكلام يغاير المفاد و القالب الإستعمالي، المعنی الوضعي الحقيقي و المعنی المجازي أو الكنايي ثم التفهيمي المعني الكنايي الآخر كلها باق علی حاله، ما فيه مانع. هذه بناء في قوالب الظهور متراتبة و متعاقبة لاتتصادم مع بعضها البعض. ليس في نظام الكلام في أي لغة من لغات البشر أن لايتخالف المفاد التصوري مع المفاد الإستعمالي، يمكن أن يتخالف و كثيرا ما يتخالف، قد يتخالف في أصل المعنی قد يتخالف في الضيق والسعة.
كيف البيان التصوري يحتفظ بحاله مع تغايره مع الاستعمالي و التفهيمي؟ أو تغاير التفهيمي معهما؟ مافيه تدافع ولاتناقض، وماالفائدة في بقاء التصوري؟ الفائدة موجودة لأن أصل الإنطلاق إلی التفهيمي انطلاق عبر التصوري و الإستعمالي بالتالي هذه الأدوات إلی أن تصل إلی التفهيمي جسور و آليات ولها ثمرات. فبالتالي مع كون التصوري يتغاير مع بنيان الاستعمالي و بنيان الاستعمالي يتغاير مع بنيان التفهيمي لايضر هذا بأن التفهيمي مغاير لهما وهما باقيان علی حالهما، ما فيه تدافع. كذلك الحال في البينان التفهيمي و البنيان الجدي، بنية الظهور علی صعيد التفهيمي تغاير بنية الظهور علی صعيد الجدي، ما المانع فيه لكن المؤول عليه هو الجدي و ليس التفهيمي، التفيهمي كمامر عنصر من عناصر الدلالة، عنصر كبير لكن قد تجيء شواهد و قرائن تتركب معه، بالتالي التفهيمي يصير بنيته بنية أخری إذاً اصرار الشيخ الأنصاري و صاحب الكفاية رحمة الله عليهما أن البنيان التفهيمي هو المؤول و لايتغير صحيح، ان البنيان التفهيمي لايتغير لكن ليس المؤول النهايي بل المؤول النهايي هو الجدي. هذه نكتة.
نفس الحالة في انقلاب النسبة من أنه نوع من الجمع النظري والغامض يعني كانما مصداق من الجمع التأويلي في قاعدة الجمع مهما أمكن أولی من الطرح نفس هذه الإشكالية من العلمين ودليل علی عموم قاعدة الجمع التاويلي، قاعدة الجمع ليس نصا لبنيان الظهور وبنيان التصوري علی حاله و الإستعمالي علی حاله و التفهيمي علی حاله لكن الجدي و التأويلي يتغير. ثبوت المعنی التصوري مع المعنی الاستعمالي المجازي ليس لغوا، له ثمرة و حاكمية وآلية لانضباط مابعده. كذلك الحال لمّا يصل إلی التفهيمي بعد ذلك في الجدي التأويلي البعيد ما المانع في ذلك؟ لايتوافق مع التفهيمي للقرائن الموجودة في البين وليس لها إلغاء و لغو للتفهيمي . التفهيمي له دور الوساطة سواء الوساطة المطابقة أو غير المطابقة مثل الاستعمالي لما بعده أو التصوري لما بعده، هذه الغرابات لارم أن نبعدها. كما في التصوري و الاستعمالي أو الاستعمالي و التفهيمي. ما فيه غرابة، لابد أن تكون للمؤول في البين شواهد والقرائن ولو هذه القرائن في المرتبة الأخيرة جدا ولو يكون في المرتبة الأخيرة، أصلا نظام و بنيان الظهور علی المراتب والتراتب.
علی كل، لابد أن نلتفت إلی هذه القضايا، المشهور بنوا عليه لكن المتأخروا الأعصار استوحشوا من قاعدة الجمع مهما أمكن أولی من الطرح و الجمع التأويلي لأنه ليس جمعا عرفيا، نعم ليس جمعا عرفيا تبادريا و تصوريا و إستعماليا، أصلا خطأ إن أعيش موازين التصوري والإستعمالي في جو الجدي، الجدي له موازين إضافية أخری، المفهوم الجدي عبارة عن إطار و قالب هندسي معقد لأن يدخل فيه أدلة كثيرة لااثنين ولاثلاثة.
دعوني أذكر هذا المطلب: الأعلام في الأصول ذكروا من أسرار علم الأصول في القرون المتأخرة: يقولون في اللوح المحفوظ ما فيه عام وخاص ولو مراتب العموم، العام والخاص فقط في مقام البيان وتنظيم البيان للمخاطبين وإلا في اللوح المحفوظ كل شيء له حكم، يعني في اللوح المحفوظ والعلم الأزلي وتشريع الله ليس فيه عام مخصص بل كله خواص وخواص. لاأنه يذكر العام ثم يخصص، مثل قوانين البشر، لأن الله لايخفی عليه شيء و لكل شيء حكم، ما من واقع بجزئيته إلا وله حكم، غاية الأمر هذا الحكم تلفيق من الأحكام ربما العمومات يعني المقتضيات العديدة تبين لنا بشكل المراتب العموم و إلا في نفس اللوح المحفوظ والإرادة الإلهية ليس فيها عام و خاص إلا بالمعنی الآخر لانريد أن نخوض فيه، هذه بحوث أثارها الآغاضاء والمحقق النهاوندي. علی كل اللوح المحفوظ كيف التدوين فيه مخل الخلاف ولها تأثيرات و تداعيات علی تابع التشريع الديني.
ذكرت لأنه علی مبنی هؤلاء الذين يقولون بهذا الكلام في التشريع إذاً هذا التصوري و الاستعمالي و التفهيمي آليات دلالة و إثبات وإلا كنه الواقع فقط الجدي. كنه الواقع الثبوتي ليس استعماليا و لاتفهيميا ولاحتي الجدي الأول ولاالثاني ولاالثالث، الجدي الأول يعني أن تجمع بين الدليلين المنفصلين، الجدي الثاني تجمع مع الدليل الثالث والرابع، الجدي الثالث أن تجمع بين الدليل الرابع و الخامس و السادس، في مسئلة واحدة. أيها المنظم نظم بينها. فبالتالي الجدي النهايي عبارة عن حصيلة منظومة الأدلة المنفصلة الكثيرة، هذا هو الجدي النهايي. عبارة عن تركب وتداخل ضوابط و قواعد كثيرة، هذا مااستوحش منه الفقيه و لاالمجتهدين في الفتيا و الإستنباط، حتی في القضاء طبيعته هكذا. أي مسئلة تتدخل فيها عمومات كثيرة وقواعد كثيرة و تخرج النتيجة. لذلك إذا استعجلت بالعموم الواحدة و تفتي تقع في الأخطاء الكثيرة في الفتواء، مثل المكينة للسيارة حتی القطعات الصغيرة فيها لها دور وإلا المكينة لاتشتغل، هكذا في حالة الإستنباط، لاتعتمد علی العموم الأصلي بل القطعات الصغيرة لها دور. يشبهون نتيجة المدلول الجدي النهايي هكذا، إذا كان كذلك ما فيه استيحاش إذا كان مباينة شديدة بين الجدي النهايي و بين التفهيمي.
لذلك فرق بين مشي الرواة و مشي الفقهاء، الفقهاء دائما يلاحظون بين المجموع المنظومي و بين تركيبه. و صعب و يريد إلی الفهم والمحاسبة و التنسيق. بخلاف الرواة و المحدثين إذا سمعوا عموما افتوا به. فالمقصود إذاً لاحظ كم الفاصل بين المدلول التفهيمي و المدلول الجدي ، مافيه استيحاش.
إذاً انقلاب النسبة أو أي جمع من قواعد الجمع من الجمع التأويلي ولو خفية ولو غامضة ربما أوحدي من الفقهاء يفتهمه ليس مانعا. مادام القرائن و الشواهد والضوابط موجودة. إذاً انقلاب النسبة مصداق لقاعدة الجمع، هاتان القاعدتان تعتمدان علی المخصص المنفصل أو قل علی منظومة المنفصلات. أصلا صعوبة العلم من هذه الجهة.
ثمار هذا البحث قبل أن ندخل في التفاصيل، لاحَظوا روايات اهل البيت لاحَظوها تأويلا تعبديا ولاتعالج الظهور و حرموا مسيرة التفسير الإمامي أن يبتعد كثيرا من روايات اهل البيت. هذه غفلة كبيرة. إن روايات أهل البيت ولو يفترض تأويلية لكن لابمعنی انها ليست جدية بل جدية نهائية وليكن، لكن الجدي النهائية أيضا مهم وهي أصلية، التأولية بمعنی الجدي النهايي لابمعنی أنه لاربط له بالظهور وهو مصداق بعيد كل البعد عن بنيان الظهور.
فيه تأويل بمعنی المصداق ليس لها علاقة بالظهور، فقط الظهور الكلي الجدي النهايي ينطبق عليه أما فيه تأويل ليس بمعنی مصداق بحط بل التاويل بمعنی أنه يغير و يؤول مآل التفهيمي إليه هذا يدخل في الظهور الجدي النهايي إذاً روايات اهل البيت التي قيل أنها تاويل، تأويل بهذا المعنی لاالتأويل بمعنی المصداق، رحمة الله علی السيد الخويي و السيد الطباطبايي و السيد السبزواري و غيرهم من الاعلام الكبار اصروا علی هذا المعنا ولايقبلون المعنی الذي قلنا في التأويل وأكثر مفسري الإمامية وهذا خطأ، التاويل ليس بمعنی المصداق البحط، التاويل يعني تحوير مثل حور التصوري إلی الإستعمالي، قد يكون مجازا أحور استعمالي إلی التفهيمي و التفهيمي إلی الجدي النهايي مر بنا أن الجدي مراتب بلحاظ مجموعات الجمع بين الأدلة .والحال أن المحصل النهايي عبارة عن مجموعة جميع الأدلة. قرآن كله كتلة واحدة لكن لايقدر عليه أحد الا المعصومين وان كان المفسرون و المجتهدون ذودرجات في الوصول إلی هذاالمعنی النهايي أو إلی أثناء السير إلی النهايي.
بالتالي إذاً التأويل في التفسير ليس بمعنی المصداق البحط الذي لاصلة و لاتأثير له في الظهور هذا خطأ. هكذا معنی الروايات التفسيرية، هذه الغفلة يسبب المثار التفسيرية عجيبا وغريبا وهو بحث أصولي. إذاً تبين لنا أن انقلاب النسبة يعتمد علی المخصص المنفصل وهو المدار.
هنا تتمة أصر عليها سيدنا الأستاذ في المنتقی وهي بنيان مهمة. طبعا ذكرها الاعلام، هنا لم تبلور و تستثمر و الأستاذ أحيی استثمارها. التتمة علی هذا المطلب أن مرتبة الخصوصات أو المخصصات غير مرتبة العمومات في الدلالة. تعدد مرتبي في البين بين المخصصات و العمومات أو الأدلة الحاكمة والأدلة المحكومة أو قل الأدلة القوية و الأدلة الضعيفة، ثم ماذا؟ حينئذ يصير التعدد المرتبي شبيه التعدد بين التصوري و الإستعمالي و التفهيمي و الجدي، أنت أولا عالج التنافي بين المخصصات، خذ حصيلة منها ثم تأتي العام أو العمومات. فنكتة الإعتماد علی المنفصل مهمة و نكتة الإعتماد علی التعدد الرتبي بين المخصصات، نكتة أخری مهمة تكتمل بها بنيان انقلاب النسبة.
ان شاءالله نبسط الحديث اكثر و ندخل في تفاصيل الصور.