41/03/13
الموضوع: باب التعارض، انقلاب النسبة، نقاط مقدمية
من النقاط التي مرت بنا في توضيح انقلاب النسبة أن هذا العنوان اسمه فيه، انقلاب النسبة يعني النسب الأربع التي بين الأدلة، فهناك معالجة للتعارض بتغيير النسبة بين الأدلة و النسب بين الأدلة. أحد القرائن الكبيرة و الكثيرة للعلاج بين الأدلة. لذلك عقد علماء البلاغة في باب المعاني و علماء الأصول في باب الألفاظ عقدوا باب العام و الخاص والمطلق والمقيد.
العام و الخاص والمطلق و المقيد يرتكز علی النسبة بين الأدلة، فهذا أحد القرائن العامة في التوليف والجمع بين الأدلة و يندرج بالتالي في قاعدة الجمع معما أمكن أولی من الطرح، لأن هذه المعالجات معالجة معقدة وليست معالجة عرفية ساذجة. بالتالي فتغيير النسبة بين الأدلة من المعالجات المهمة جدا الكثيرة المعروفة بين الأدلة.
لكن لايخفی علينا أنه لاينحصر العلاج و التوليف بين الأدلة بالمعالجات في النسب الأربع بل كما يذكر الشيخ الأنصاري قد تكون بالحاكم و المحكوم و أقسام الحكومة الكثيرة و هذا ليست معالجة بالضرورة بلحاظ النسبة بين الأدلة بل تكون في جملة من الموارد هي معالجة لأصل معنی العنوان أو العناوين المأخوذة في الأدلة. هذه نكتة أخری معالجة بلحاظ أصل المعنی أو الورود أو المعالجة في المحمول مثل الرخصة بدل أن يكون لزوما أحد المعالجات النسبة بين الأدلة و ليست كلها. فإذاً في بحث انقلاب النسبة وتغيير النسبة أن المعنی لايتغير عما هو عليه سواء في المحمول أو الموضوع علی أي تقدير.
النقطة التي كنا فيها أن السيد الخويي قال: ما هو المعروف في أن موازنة النسبة و النسب بين الأدلة بلحاظ الموضوع فقط، هذا محل تأمل بل يجب أن تكون بلحاظ الموضوع و المحمول معا وهذا ابتكار فريد ومهم بغض النظر عن مبنی السيد الخويي أنه بلحاظ المجموع.
هل هذا يبنی عليه أو يبنی علی أنهما نسبتان فرضيتان؟ تارة نلاحظ الموضوع وتارة نلاحظ المحمول أو يكون بنحو التخيير؟ المهم إثارة عنصر المحمول في الأدلة أمر مهم يؤثر في ملاحظة النسب. هذه نكتة مهمة أثارها السيد الخويي. طبعا هذا اللحاظ و هو لحاظ النسبة بلحاظ المحمول قد يؤثر حتی في أصل معنی المحمول كما مر بنا سابقا. إن الحلية حلية وضعية و حلية تكليفية مع أنهما معنيين لكن بينهما معنی جامع.
الأقوال في مسئلة انقلاب النسبة هي أنه مسئلة بلورها متأخروا هذا العصر، المرحوم النراقي صاحب مستند الشيعة فما بعد. الشيخ الانصاري و المرحوم الآخوند اجمالا لم يتبنيان عليه، نعم لم يرفضانه مطلقا بل قبلوها في موارد قليلة و سنتبين السبب في ذلك. بخلاف المرحوم الناييني يتبنی علی هذا المبنی في أغلب الموارد. بينما السيد الخويي رحمة الله عليه فصل.
في الحقيقة في مبحث انقلاب النسبة مايبحث من مقدمات وخلفية الأدلة لدعاوی و صور انقلاب النسبة، ما يذكر من المقدمات و الأدلة أهم من نفس انقلاب النسبة لأن تلك المقدمات هي مثمرة و مفيدة في توزين وموازنة الأدلة بغض النظر عن بحث انقلاب النسبة، يعني بذلك تلتفت إلی مراتب دلالة الأدلة ومراتب موازنة مراتب الأدلة. مقارنة تلك المراتب مع بعضها البعض. هذا البحث جدا عامة وهامة تفيد لأنواع أخری من الجمع، فليس البحث مقتصرا و محبوسا في انقلاب النسبة. لذلك تلك النكات أهم وأخطر من انقلاب النسبة.
طبعا انقلاب النسبة في مورد ورود أكثر من الدليلين. هنا تبرز عضلة الفقيه في الإستنباط و الهندسة الصناعية والعارضة الفقهية و العرفية و الذوق الروايي وهلم جرا.
بين القوسين فائدة معترضة: شروح الحديث الشيخ الطوسي في التذهيب و الشيخ الطوسي في الإستبصار عنده الشروح و الإحتمالات في الروايات كثييرا لاسيما في الإستبصار لان الاستبصار عقد لاجل الروايات المتعارضة، ما أن يری الباحث رواية مصدرها الاستبصار ليری أن له المعارض لأن كتاب الاستبصار كتاب عقد لاجل الروايات المتعارضة. فالرواية إذا نسبت إلی الاستبصار يعني لها معارض وان كان وجوه الجمع التي يذكرها الشيخ الطوسي لايقتصر في كتاب الاستبصار بل يذكر في التهذيب أيضا.
المرحوم العلامة بحر العلوم عنده كلمة حول كتاب التهذيب كان يدرس الفقه علی كتاب الوافي والعلامة الحلي أيضا في درس الفقه يدرس علی كتاب التهذيب. السبب في ذلك ماهو؟ يذكر الميرزا النوري في خاتمة علم الحديث: فخر المحققين يقول في الدور الأولی للوالد لمّا كان يبحث الفقه علی التهذيب كان يفسر هذه الرواية بكذا وفي الدورة الثانية كأنما كان يدرسها الفخر في طريق الحج. مسافة كان طويلا فيستثمرون بالوقت. علی أية حال كان درسه علی كتاب التهذيب. أيضا الشهيد الثاني كان درسه الفقه علی كتاب التهذيب. و الميرزا النوري يجيء بالشواهد. ماهوالسر في أن بعض الاعلام مع انهم من الأصولين يجعلون الدرس علی متون الروايات؟ النكتة هي أن الإلمام بجميع الروايات التي لها صلة بالمسئلة، لأن الرجوع بكتب الحديث استقصاءا ألم بجمع المواد و الروايات بخلاف لمّا ألم الإنسان بالكتب الفقيهة و يجمع المواد من الكتب الفقهية هذا بلاشك يسبب الإخلال في الوقوف و الإلمام و الإحاطة بالمتون الكاملة للروايات يعني نوع تقليد خفي يقلد الباحث كتاب الجواهر في التتبع في الروايات.
تتمة لهذه الفوائد انقل كلام بحر العلوم المذكور في ديباجة كتاب التهذيب المطبوع الان، إن كتاب التهذيب متن جدا مهم لجعل مدار درس الفقه لماذا؟ لأن فيه من استقصاء الروايات الكثيرة لايجدها الباحث في كتاب آخر مع أن التهذيب لايلم بكل الروايات ويقول نكتة أخری ولأن الشيخ يذكر قرائن في احتمالات دلالة الرواية لايقف عليه الباحث إن لم يعسعس في التهذيب قد لاتأتي في المبسوط و لافي الخلاف و لافي الشرايع و لافي المسالك. سيما المراحل الأولية للاستنباط والاستظهار هي فنون دلالة الرواية و مواد ألفاظ الرواية. حتی لو تريد أن تثبت علی قاعدة أصولية لابد أن تجمع المواد حتی علم الأصول لايجد لنفسه صغريات إلا بالتتبع عن موادها و الاحتمالات في الروايات.
اذكر هذه الفائدة مهمة في هذه الفائدة المعترضة المهمة: قضية الدلالات و تأثيرها في الإستنباط وكثير يغفلون عنه و يستعجلون في الإستنباط عن القواعد. احرز المواد بعد ذلك أجر هندسة الإستنباط. في هذا المجال المجلسي الأول عنده شرح لمن لايحضره الفقيه و فيه نكات كثيرة في شرحه لأن التتبع الروايي عنده و استعمال الفاظ الروايات وهلم جرا فبطبيعة الحال يلمون بالقرائن و الشواهد والنكات اللغوية أو نسخ الرواية أو الرواية الأخرى تناسب هذه الرواية. هذا الشرح يسمی روضة المتقين. الشرح الثاني مرآة العقول للمجلسي الإبن و شرح وافي مهم. الشرح الثالث ملاذ الأخيار أيضا للمجلسي الإبن صاحب البحار. وقد يستغربون الأخوان أو لايصدقون لكن هذه حقيقة تتبعات المجلسي الأول و الثاني للأقوال في المسائل أكثر من صاحب الجواهر. هذه نكتة مهمة جدا.. بل وتتبع احتمالات دلالات الروايات الواحدة مايذكرها المجلسي الأول أو الثاني أكثر مما يذكرها صاحب الجواهر. نعم، صاحب الجواهر في الصناعة الفقهية قوي جدا و هذا ضروري ومهم لكن ليس كافيا بل استجماع المواد أيضا مهم و تعدد الإحتمالات و الخيارات أيضا مهم. هذه نكات صراحة كثير من الأعلام يغفلها و الحال مهمة جدا. ثبت العرش ثم انقش.
كثير من استظهارات المعاصرين صراحتا سببها عندهم نضوب و اختضال مضل حدا في تتبع المواد للدلالة. إذا تكون المادة لغوية اصبر وراجع اللغات و النكات يتكشف لك افق عجيب في الأية والرواية يعني حتی العجلة في الاستظهار اللغوي لايسير. كثير من العقد الغامضة و المبهمة سببها العجلة في هذه الخطوات الأدبي و اللغوي المؤثرة في الاستدلال و الإستنباط في مرتبته. هذه العارضة شيء مهم و الآيات الفقهية المرتبطة أيضا شيء مهم، كثير من آيات الأحكام المرتبطة بالاستدلال لم يوردها حتی المشهور لأن القران بحر لاينزف. هو القرآن مثل المواد الدستورية تنظم التشريع و تتبعه و الإلتفات اليه شيء مهم.
كثير مهم من العقد في المسائل بتتبع يسير في اللغة ينحل و بالتروي اليسير في الصرف والنحو في الدلالة يظهر لك وجوه الخيارات المتعددة في الدلالة. كثير يختزل و ينقص حق التتبع. مصادر الدلالة و الاستعمال اللغوي هي نفس الروايات كما ذكرها الشيخ التبريزي و كلامه صحيح. الرواية الضعيفة أمتن في المراجعة في اللغة من الرجوع إلی المصادر اللغوي لأن الإستعمال حتی لو يكذب الراوي قطعا في مورد مع ذلك هذا الرجوع إليه أمتن من الرجوع إلی اللغويين لأنه يستخدم هذا الإستعمال الروايي و اللغوي في نفس المعنی و نفس المورد، لذلك هذا أقل ما في الروايات الضعيفة والتراث ولو فيه خمسة عشر فائدة إلزامية. هذه اقلها وهو يلتفت الانسان إلی كيفية الاستعمال.
المشهور شهرة عظيمة أنهم يعتنون بدلالة الرواية الضعيفة كما يعتنون بدلالة الرواية الصحيحة. يلتفتون إلی نحو الاستعمال. هذا ذكره استاذنا السيد الروحاني رحمة الله عليه قبل الشيخ التبريزي أن الرواية الضعيفة أقل ما فيه أن تفتح لك أفق التصور في الدلالة. في الروايات الضعيفة نكات تنبهك للدلالة في الروايات المعتبرة . كأنما لايعنيه شيء الرواية الضعيفة. ياأخي هي أكثر اعتبارا من مصادر اللغة لسان العرب و قاموس المحيط مع أن السيد علی خان يشكك في المصادر اللغوية من جهة أنها فيها دواع مذهبية يعني يغيرون المعنی عما هو عليه حتی بلاشعور. يعني ليس تفسيرا لغويا محضا خالصا.
ثم ذكرنا هذا مرارا مع التشدد في الروايات مع ذلك لايطالب لسان العرب بالسند ولايطالب قاموس المحيط بطريق معتبر. مراسيلهم تأخذ المسلمات. ولو يقال هذا من باب تراكم القرائن جيد هذا المنهج يجري في الروايات الضعيفة و أكثر جدارا و قربا في الإستعمال. حتی الإستعمال الروايي في احاديثهم التي رواها نتيجة ذهنيتهم البعيدة عن أهل البيت عليهم السلام، تختلف عن الإستعمال الروايي الموجود في رواياتنا كثيرا تختلف. كثيرا ما اهل البيت يخطأون أن الواصلة والموصلة من كلام النبي صلی الله علیه و آله مراده شيء آخر. فتراث الاحاديث الضعيفة تراث إلزامي جدا كبير. مراجعة شروح الأحاديث يوفر موادا كثيرا جدا.
الشرح الرابع من المجلسي في البحار من المجلد الثمانين إلی المجلد مأة دورها فروع فقهية أتی بأحاديث لم يأت بها المستدرك للنوري ولاالوسائل بينها عموم وخصوص من وجه و أسانيدها معتبرة لذلك السيد البروجردي يری لزوم الاستدراك علی المستدرك و وسائل الشيعة. علاوة علی ذلك في البحار شروح للاحاديث أو كيفية فذلكة مناسبات الروايات. وفيه أكثر مثل الوافي وبيانات الوافي جيدة والتهذيب. سبعة مصادر ذكرنا لشروح الأحاديث
ان شاءالله ندخل في الصور التي تذكر في انقلاب النسبة و مستند القبول أو المنع من الاعلام ما هو؟