الموضوع:- التنبيه الثالث – تنبيهات البراءة - الأصول العملية.
وصل
بنا الكلام الى هذا المطلب وهو ان مبحث الفضائل والسيرة والظلامات هو ايضا ليس
تأسيس وانما اخبار الآحاد هذه هي واقعة تحت مظلة معرفية قطعية محكمة من الادلة
القرآنية والادلة القطعية من السنة والادلة القطعية العقلية، فليس هناك في
الحقيقة اخبار آحاد تثبت لنا التفاصيل وهي مبتورة عن هذه المظلة، واي محاسبة
ومناقشة لمباحث الفضائل وهي معارف اهل البيت ^ ومقاماتهم ^ ومحاسبة لظلاماتهم
وسيرتهم بنحو مبتور ومقطوع ناءٍ عن الخلفية والمظلة القطعية هي محاسبة ليست علمية
ولا قويمة، فلا يصح ان نبحث في الروايات الواردة في الحجة ابن الحسن × بمنأى عن
الروايات القطعية الواردة في الامامة ^ وبمنأى عن الادلة القرآنية الدالة على
ضرورة وجود امام في كل زمان وبمنأى عن الحديث المتواتر وهو كون الائمة انثي عشر.
وكذا
في أي مبحث علمي حتى في العلوم البشرية فان محاسبة الادلة بشكل فردي فقط من دون
محاسبة وزن الادلة بشكل مجموعي وجمعي هذه النظرة غير واقعية فان طبيعة الواقع
مضافا الى ان كل حلقة لها وزنها فان المجموع له وزنه.
مناقشة منهج السيد الخوئي +:- وهذا
في الحقيقة يؤاخذ عليه منهج السيد الخوئي + لأنه دائما تكون نظرته مقطوعة ومبتورة
بخلاف المشهور عند علماء الامامية في كل العلوم وهي النظرة المجموعية، طبعا لا
اقول انه لابد من النظرة المجموعية من دون النظرة الفردية فهي ايضا خطاء لأنه لا
يمكن ان تستحصل النتيجة بشكل دقيق من دون النظر في كل دليل بشكل مجزئ، ولاحظوا
انه لماذا صار التواتر او المستفيض اقوى من الخبر الواحد لأنه في التواتر تكون
النظرة مجموعية.
اذن
أي نقاش واي دراسة لواقع مسالة عقائدية في الفضائل وفي الظلامات التي جرت على اهل
البيت ^ او في سيرتهم اذا كان بنظرة جزئية ودون النظرة المجموعية تكون النظرة
مبتورة وكذا النظرة المجموعية من دون النظرة الفردية ايضا مبتورة فهذه هي المؤاخذة
على منهج السيد الخوئي ^ وليس فقط في الفقه بل ايضا في الرجال ففي الحقيقة ان
التراث ليس منحصر في كتاب معين وكذا ليس منحصر في تراث الامامية بل توجد ضروريات
للدين اتفق عليها كل المسلمين.
ملاحظة مهمة:-وكذا
توجد نقطة مهمة تحتاج لان نثيرها في المنهج التاريخي وهي ان العقلاء لا يفرطون في
قصاصة ولو كانت في منتهى الضعف لأنه ربما في يومٍ ما تجتمع قصاصات اكثر فتولد
الصورة الواضحة، مثل بحث التحقيق الجنائي فتوجد سيرة عقلائية وهو اهم طريق في علم
البحث الجنائي وهو جمع القصاصات مهما تضاءلت في الضعف فلا يفرطون فيها فهذا نهج
عقلائي فلماذا اذا وصلت الى اهل البيت ^ تنعكس القضية!
فلا
اقول انه لابد ان نعتمد عليها بل اقول لا نفرط بها لذا ذكرنا في مبحث حجية الخبر
الواحد ان من الضروري عند علماء الامامية حرمت رد الخبر الضعيف والاثر الصناعي له
كما يقول الشيخ الانصاري + انه
(جزء اعتبار وليس اعتبار
تام) أي لا تفرط في الخبر ويجب عليك الفحص والتبين والقران الكريم بعظمته
هو ينطق بهذا المطلب كما في قوله تعالى:
﴿يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا
أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ
نَادِمِينَ﴾
[1]، فهذا بيان قراني مُلزم في ان الخبر الضعيف ـــ مع الجزم بان
الـمُخبر فاسق ـــ لا يجوز رده كما لا يجوز الاعتماد عليه ولكن يجب الفحص عن
القرائن.
التنبيه الثالث:- الدوران بين الوجوب والحرمة.
من
التنبيهات التي ذكرها صاحب الكفاية + وقد فصله الميرزا النائيني + في اللباس
المشكوك تفصيل ممتاز، وهو انه في الشبهة البدوية هل البراءة تجري في الشك في
الحرمة مطلقا ام يوجد تفصيل؟ وهذا شبيه بالبراءة في الوجوب، فان البراءة في
الوجوب تجري في الشبهة البدوية اذا لم يكن شكٌ في المحصل، كما لو كان مأمور
بالطهارة المعنوية وتشك بان الوضوء ذو الاجزاء الاقل يحصل الطهارة المعنوية او
الذي يحصلها هو الوضوء ذو الاجزاء الاكثر فصحيح انه يوجد شك بدوي في الاجزاء
الزائدة ابتداء ولكن هذا الشك البدوي في الحقيقة هو شك في المحصل فلا محالة انه
هنا ليس مجرى للبراءة بل مجرى للاشتغال كما سياتي، اذن كما ان جريان البراءة في
الشبهة الوجوبية يوجد تفصيل ايضا السؤال هل في الحرمة يوجد تفصيل او لا؟
المرحوم
الآخوند + ذكر التفصيل وهذا التفصيل تابع الى انواع واقسام الحرمة سواء كانت حرمة
تكليفية مستقله او حرمة ظنية وضعية.
ان
شاء الله نخوض فيه بشكل مفصل غداً.