الموضوع : قاعدة الجري والتطبيق
وهي قاعدة تفسيريه بينها ونوها عليها اهل البيت عليهم السلام في رواياتهم ولكن ليس كما فسروها متأخروا من مفسري اصحابنا و وطابقوا في ذلك العامه ايضا اقتبسوها من اهل البيت والقاعده هي جري وليس جري وتطبيق ، جري وتطبيق هذا تفسير للجري وان المعنا كلي يجري فقط في المصاديق بينما المراد بشكل ملخص جري المعنى في المعنى وليس فقط في المصاديق ولكن المراد جري المعنى وهو يوجد ايات اصلا نازله خاصه بالنبي او في اهل البيت او الانبياء ولكن ليس هذا يعني ان المعنى يقف عندهم يمكن ان ينتزع منه معنى تبعي او ظلي مثلا (طه ما انزلنا اليك القرأن لتشقى) تصريح ان المخاطب النبي ولكن وان كان المخاطب به النبي ولكن يمكن الاستفاده منه سنه الاهيه عامة للباقين ومثل (لا يمسه الا المطهرون) وقد عينوا في القران وهم اهل البيت استعمالا ونزولا في اهل البيت ولكن بحسب قاعدتهم قاعدة الجري المعنى نزل في شخص او استعمل في شخص هذا لا يوجب ان الاية تقف بحسب المعنى فيه بل يستفاد منه معنى اخر لا من باب المعنى الكلي وما ورد في اهل البيت مصداق وتطبيق هذا لا نقبله بل هي استعمالا استعملت في اهل البيت لكن هذا المعنى قمته رأسه استعمل في اهل البيت بتبعه ظلا منه ينتزع منه ظل اخر كقدوه كسنه يتبعها المؤمنون او الاوصياء من بعده ، اذن الاية لا تكون حصريا نعم حصريه في درجتها الخاصه في اهل البيت لكن انتزاع السنه معنى عام وظل لهذا المعنى الشامخ في اهل البيت .
وهذا بيان قاعدة الجري نبينها بهذا المعنى وان كان البحث فيها طويل عريض بخلاف ما قرره المتأخرون ان المعنى الكلي هو المراد واهل البيت هم مصاديق ليس بهذا المعنى وفائدة قاعدة الجري في التفسير مثل (يايها النبي لم تحرم ما احل الله لك) مع انها نازله بالنبي واستعمالا في النبي ولكن كسنة عامه تطبق عند الكل بخلاف قاعدة الجري التي يفسرها الطباطبائي والسيد الخوئي والسيد السبزواري او غيرهم من الاعلام لا يقبلون معنى كلي وله مصاديق وهذا يولد اشكال وهو اذا كان المعنى الاستعمالي استعمل بخصوص سيد الانبياء فكيف يكون معنى كلي فلا تتعدى بينما على الجري تتعدى في كل الموارد معع حفظ الخصوصيات والمراتب والمعنى الاهم المستعمل في الاية اهل البيت لا غيرهم وغيرهم تبع الظل .
ونتيجة : هذا البيان في قاعدة الجري نحن لا نخصص لا الايات العامة ولا الايات الخاصة بأهل البيت بمعنى ونخصصها بأهل البيت بمعنى ، نخصصها بأهل البيت حتى في التراكيب العامه بتلك المرتبه الخاصه لهم وهذا لا ينافي معنىى اخر لان القران يستعمل في اكثر من معنى حمال ذا وجوه غاية الامر الاخرون ليسوا برتبت اهل البيت عليهم السلام ولا خصوصياتهم ، لذلك هذا التقريب لقاعدة الجري غير ما ذكره الاعلام الامامية المتأخرون ان قاعدة الجري استعملت في اهل البيت لكن المعنى يجري من معنى لمعنى بمراتب تشكيكيه فهذا المعنى يفيدنا في حفظ خصوصية اهل البيت وارادتهم استعمالا وتفهيما وجدا نقطه اخرى حفظ ان الباقين يستنون بسنتهم وحتى الايات التي صرح بها بتخصيص الخطاب للنبي واهل البيت لا ينفي استفادة سنة كلية ظلية نازلة لبقية الناس ومدعوم بقولة تعالى (ولكم في رسول الله اسوة حسنة) فما فيهم سنن لغيرهم فقاعدة الجري بهذا المعنى صحيحة وتحفظ ثوابت بنقاط من بعد ذلك هذا الاشكال لا يرد (فسألوا اهل الذكر) نعم استعملت في اهل البيت بلا شك لكن لا ينافي ان نستفيد منها سنة ان اهل الذكر بمراتب درجات يسئلون فالاشكال لا يرد
وقد يسأل سائل كيف ان القران يخاطب الكفار او غيرهم المشككين بأن يسألوا اهل البيت فهم لم يؤمنوا بسيد الانبياء فكيف يسألون اهل البيت وهذا جوابه كجواب ما موجود في سورة الرعد (كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) انه بعض الموارد هذا لا ينافي حجيته ومعجزته اكثر من اهل البيت عليهم السلام كما ان الصحيح ان النبي معجزته اعظم حتى من القران لكن احد معاجز وحجج النبي هو القران كما ان ائمة اهل البيت في بعض الاحيان يحتجون بمقام حمزة وجعفر مع ان مقام اهل البيت اعظم من حمزة وجعفر لكن هذا لا ينافي الاستدلال بالحجة التي هي رتبة تالية وادنى للحجة الاكبر كما ان الانبياء والاوصياء هم ايات لله مع انهم دون الله فهم مخلوقين فلا منافاة من هذا القبيل وهذا دفع الاستبعاد من جهه ومن جهه اخرى نفس تعدد الدلائل امر حسن لانه ربما شخص لا يستوعب المعاجز الكبيرة فتذكر معاجز تولائمه ويفهمها وكل ما تذكر دلائل اكثر تنفعه اكثر وهذا من الحكمة ومن زيادة الهداية وهذا امر ليس مستغرب بل هو امر مستحسن جدا في حكمة العقل فنخلص ان هذا الاشكال الثاني غير وارد يمكن اية وردة في اهل البيت لكن يستفاد منها قاعدة عامة ان اهل العلم يسئلون ولو بمراتب ، اما ما قيل انها في النصارة واليهود فبما ذكر في روايات اهل البيت انه مستبعد ان يكون المراد بها النصارى واليهود ولو اريد بحسب السياق من جهة انه ليس حجة بالنصارة بما هم نصارى بل بحجة نبوة النبي موسى او عيسى بما انها مقر بها من ملل ونحل اخرى وكونهم اهل اديان سماوية ايضا لا يخدش بالاستدلال بالتالي كل من له ذكر وعلم ويوثق في تلك الجهه التي يسئل فيها لا مانع من الرجوع الية وهذا مفاد الاية كما ذكر المرحوم الاصفهاني يفيد مفاد عقلي من رجوع الجاهل للعالم والية الكريمة لسانها لسان عقلي فطري (فسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون) ففاقد لشيء يرجع الى المعطي للشيء فمفاد الاية مفاد ارتكازي عام مسلم نعم استعملت في اهل البيت بلا ريب فكلا الاشكالين مدفوعين .
الاشكال الثالث : ان الاية (فسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون) هل المراد خصوص العلم اليقيني الحسي بعتبار موردة الاصول العتقادية ، ومر ان كون مراد الاية الاصول الاعتقادية ويقين حسي ليس خادش بالاستدلال بل داعم لانه اذا كانت الاصول العتقادية بما لها من الاهمية والخطورة يقبل فيها اليقين الحاصل من قرائن حسية نقلية بهذا المقدار فيدل على اجمالا نظام العلوم النقلية والقرائن النقلية معتد به تركمه يعتمد علية في اخطر الامور فهذا داعم للبناء العقلائي الموجود ومنه في ما دون الاعتقادات خبر الواحد وخبر الموثوق به لاسيما بضميمة انه في تسالم في الفروع لا حاجة لليقين الحسي انما الكلام في كيفية الظن اي ظن اعتبره الشارع فبهذا المفاد تكون الاية عامة
جواب اخر لهذا الاشكال الثالث : مر في الجواب المتقدم ان هذه الاية تشير الى ارتكاز فطري وعقلائي من رجوع الجاهل للعالم وفي موارد رجوع الجاهل للعالم كما هي السيرة العقلائية ليس ينحصر اخذ الجاهل من العالم بموارد اليقين له بل حتى ان لم يحصل له اليقين ما دام حصل له الوثوق بل بدرجة المتاخم للعلم او مادونه الارتكاز الذي تشير له الاية عام فهذا الاشكال قرينة ثانية التي استشكل بها الشيخ الانصاري وغيره ليست واردة لاسيما بهذه القرينة ان مفاد الية ارتكازي والارتكاز مفاد عام مقرر وهذا ذكرناه في كل الايات موضوعا الايات ليست بصدد التأسيسي بلا ريب ، ان كانت بصدد تأسيس محمول او امضاء المحمول قطعا هي ليست بصدد تأسيس الموضوع الموضوع الموجود في البيئة العقلائية وهو ليس خاص بالعلم بما يوجب ويحصل العلم بل اعم فالاشكال الثالث ايضا مدفوع .
الاشكال الرابع : وهو الذي ذكره الشيخ الانصاري (فسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون) اهل الذكر بما هم اهل ذكر لا بما هم رواة او نقلت سماع نعم رويتهم في العلم دخيلة في الاخبار فلا تصلح الاية لحجية خبر الواحد حسا نقلا وهذا الاشكال مر بنا في بداية بحث الايات ، المرحوم الاصفهاني لدية تقريب صناعي ان هناك جامع بين نقل الرواة وفتوى المفتي وحتى الحكم القضائي والجامع عبارة عن حكاية الحكم الشرعي او قول الله او قول النبي وقول الائمة غاية الامر هذه الحكاية قد تكون حكاية بسيطة ساذجة وهي النقل الحسي وقد تكون فيها نوع من اعمال الدقة كما في نقل صاحب الضبط والادقان الذي يراعي القرائن لا ينقل بالمعنى الذي هو دون النقل وقد يتطور النقل الى ان الراوي يجمع قصيدة روايات عمومات وخصوصيات وبعدين ينقل لك في رواتها كذب مثل (يجب تغسيل كل ميت الا الكافر) هو لم يسمع ذلك او سمع (يجب تغسيل الكافر الميت) بعد ذلك يسمع ليس كرامة للكافر او ولا كرامة بدل ان يقبل روايتين ينقل تركيب من الروايات وهناك جملة من الرواة هكذا وهذا نوع نقل ضبط اكثر وان كان في اعمال وقد يتطور النقل الى فقاهه يعني اعمال مراتب من الفقاهه ليست البسيطه اعمال مراتب الفقاهه بأليات كثيرة عميقه وهذا ما يستنتجه ويستحصله الفقهاء واشتبه الامر على الاخبارين من هذا لا كلهم بل كثير منهم بنأهم ان الشريعه او الدين او القران هو موجود فقط في سطح اللفاظ والمعاني بينما عمدة القران وعمدة الشريعة في الباطن اكثر منها في الظاهر والباطن هو الخفي تتوصل اليه عبر الظاهر يعني تستظهر وتستظهر الى ان تصل (وما يعلم تؤويله الا الله والراسخون في العلم) فالباطن من الشريعة ونقلة الفقية ليس من تخرص واستحسان انما هو (لولا نفرا من كل فرقة منهم طائفه يتفقهوا في الدين) وهذا التفقة في الدين انطلق من الحس ومن الظاهر ليس من الاستحسان انما انطلق من الروايات ولكن هذه الرواية كما يقول الامام (انظروا الى رجل عرف احكامنا ونظر في حلالنا وحرامنا) بالتالي اعمل النظر لان ليس كل احكام الائمة موجود في سطح الرواية بل هو على طبقات فالفقية ايضا ينقلها لكن بتوسط المعرفة والدراية فالفقية ايضا ينقل لان الاجتهاد في مدرسة اهل البيت ايضا معناه الفهم وليس اختلاق الحكم انما هو نقل بتوسط الفهم فيكون الحس والفهم معا ايتان مع بعضه البعض الحس ينتقل من الفهم ويغوص في هذا الامر ، فالجامع هو حكاية على طبقات ودرجات وبتعبير اخر عند الاصفهاني يقول ما دل على حجية الفتوى والاجتهاد والتقليد قطعا دال على حجية الخبر الواحد لان مصدر الاجتهاد والتقليد في زمن النص ليس عن اليقين بل ينقلون عن الاخبار الحسيه وكم سيرة فقهاء رواة الائمة يعتمدون على روايات احاد لكن مظمونها صحيحه فأدلة الاجتهاد والتقليد بتقريب نستطيع ان نقول دالة على حجية الخبر الواحد كما يقول الاصفهاني بتقريب اولا اكثر هذه الادلة دالة على حجية الجامع بين الاجتهاد والتقليد والرواية وحكم القضاء او شئون اخرى التي يجمعها حكاية الحكم الواقعي عن الائمة لكن ذو درجات .....