الموضوع : الحجج الانضماميه
تبين مما سبق ان منطوق اية النبأ في صدد حجية الاطمئنان من الاسباب النقليه العقلائيه والعلوم النقليه ومن ابرزها حجية خبر الموثوق به وحجية خبر الثقه ومر ان هذه الحجيه التي يثبتها منطوق اية النبأ العلوم النقليه او الحجج الانضمانيه ليست بنحو عشوائي بل الحجية الانضماميه لها ضوابط وموازين وهي ان تكون حسيه نقليه عاديه متعارفه عقلائيا توزن كل اماره بدرجتها وتنضم وتتراكم مع القرائن الاخرى تصل الى درجة الاطمئنان العقلائي
اذن الحجج الانضماميه او تراكم الضنون لابد له من منشئ عقلائي ممضى شرعا مما يعزز هذه النتيجه التي اجمال الاعلام اقروا بها في مفاد اية النبأ في عده من مواضع بحثهم في مواضع اية النبأ سواء في المنطوق او في جواب بعض الاشكالات كالاشكال الذي تقدم بنا ان المشهور يجيبون عن ان موضع اية النبأ الرده والارتداد وهما لا يثبتان بخبر الواحد لا بد من بينه وان حجية البينه او تقيد المورد بنضمام خبر عادل اخر لا ينافي حجية خبر الواحد ومر بنا ان الجواب اعتراف صناعي كبير من الاعلام كلهم ان الحجج الانضمامييه لا يعني فقدان كل اماره او قرينه التي توصف بالانضمام فقدها لاصل الحجيه الاقتضائيه انفرادا ونما لها درجه من الحجيه الانفراديه وهذا اعتراف صناعي من الاعلام يوجب ويسبب تغير خارطة الحجج عند الاعلام ان الحجج المبحوث عنها في علم الاصول لا تنحصر بالحجج الانفراديه وذكرنا عدة مواطن داله ان الاعلام يبنون على الحجج الانضماميه مضافا الى ان حجه انفراديه مطلقا بشريعه ليس عندنا وانما يقال حجه انفرادا يعني بالقياس الى الخبر الغير عادل مثلا يقال ان خبر العادل حجه والا هو بنفسه لابد ان يعرض على حجية الكتاب والسنه والفحص
اذن طبيعة الحجج في الشريعه كلها انضماميه تراكميه انما يقال انفراديه يعني شي نسبي لان حجية خبر العادل ايضا يشترط فيها الفحص وعدم المخالفه للكتاب والسنه وهذا معنى انضمامي وهذا هو الذي يصر عليه القدماء يقولون لا يمكن دعوا ان خبر العادل الواحد حجه منفرده مثلا صحابي من الاصحاب ادعا انه فعل ما فعل وكل سيرته انه من اصحاب الاوزار ويئتون بخبر واحد انه بشر او تاب مقابل محكمات في سيرت هذا الصحابي انه من اصحاب الاوزار فكيف تعول على خبر الواحد وتترك كل المعطيات الاخرى في شخصيته وهذا خلاف منهجي بين القدماء والمتأخرين ان طبيعة المنهج مجموعي منظم وليس عشوائي واصلا من البدأ كل من يريد ان يستنبط او يستظهر مطلب فقه او عقائدي بنحو منحاز ومقصى عن جميع دلائل الشريعه والدين فيكون منهج باطل وشاذ
اذن عند القدماء ان حجية خبر الواحد منفرد ليس عندهم لابد من ضمه الى قرائن اخرى مضافا الى انه تنضيم الحجج المجموعيه والانضماميه طبقات من الحجج وهذا امر مصيري وسيأتي في اية النفر واية الكتمان وفي اية السؤال في تقريب هذه الايات الثلاث والان نذكر شاهد اخر المتأخرون قبلوا ان الاطمئنان حجه (فتبينوا ان تصيبوا) يعني اطمئنان أي حجه انضماميه وهذا يقر به المتاخرون مثلا في بحث الشهره يقول السيد الخوئي الشهره( لا جابره ولا كاسره لا.......... الا اذا وجد اطمئنان) فايضا يستثني السيد كالبقيه ، ايضا قالوا حجية قول اهل الخبره اذا اوجب الاطمئنان
شاهد اخر على هذا المطلب وهو ما مر بنا في بحث حجية القطع اعتراف كل الاعلام حجيته ليست ذاتيه زان عبروا بذلك لكن مرادهم الاصلي ينظر الى منشأ حصول القطع ان كان المنشأ موزون ونتضم وموضوعي يفيد ذالته للكاشفيه فحينئذ القطع حجه لذالك قالوا في قطع القطاع في اشكال في القطع الناشأ من المقدمات العقليه النظريه الظنيه البعيده عن البداهه فيه اشكال، وامثله كثيره ذكروها في تنبيهات القطع وهناك مربنا في بحث حجية القطع ملخصا ان الحجه ليس القطع انما الحجه المقدمات فان حصل لدي قطع فبها والا انا ملزم شرعا بالعمل بتلك المقدمات التي تكون موزونه ومنضمه ونضبطه عقلائيا وهذا يدلل على ان الاطمئنان انه حجه انضماميه لانه حاصل من انضمام الامارات ، مثال اخر التواتر او الاستفاضه علماء الدرايه وعلماء الرجال وعلماء الحديث بعضهم اشترط خمس طرق مستقله بعضهم اشترط عشره الخ شرائط في حصول التواتر مع ان التواتر بالدقه حجه انضماميه لكن اشترطوا في اجزاء الامارات التي يتولد منها التواتر شرائط عدديه وكيفيه مما يدلل على ان الحجج الانضماميه ليست تراكميه كيف ما كان فيها موازين وعيار لكل مفرده ثم تحسب حساب المجموع وكذالك في الاستفاضه ايضا اشترطوا شرائط فبالتالي ان الحجج الانضماميه مزروعه صناعتا في علم الاصول وفي علوم الدين في الرجال في الحديث يعني بنيان لا ينكره احد ولو ارتكازا لا بلورتا وكل الحجج الانضماميه يجب ان تكون لها شرائط متعدده انها حسيه لا من علوم اخرى لا يؤيدها الشارع
هذه خلاصة مفاد اية النبأ منطوقا ومفهوما ونجد النتائج بشكل ملخص جدا خبر العادل حجه خبر الثقه حجه والموثوق به صفه للخبر حجه الخبر الحسن والخبر القوي ولو ادنا صغرويا يندرجون ويمكن كبرويا على بعض التقريبات التي مرت بنا الاطمئنان في الحجج الانضماميه حجه لكن بشكل انضماميه وبشرائط مرت بنا ليست عشوائيه وهذا تمام الكلام في بحث اية النبأ .