الموضوع : معنى الجهالة
كان الكلام في الاشكال الثاني وهو ان تعليل ان تصيبوا قوما بجهالة هذا التعليل يمانع عن تكون المفهوم ففسر(الجهالة) في هذا الجواب فسر تارة الجهالة بمعنى السفاهة فلا يشمل العمل في حجية خبر العادل وتارة بتفسير التبيين بمعنى الاطمئنان كما مر ان التصديق له اطلاقات العلم له اطلاقات شامله الى درجات اطمئنان متاخم للعلم فبالتالي لا يشمل حجية خبر العادل بناءا على هذا الجواب وهو حجية الاطمئنان أي (العلم العرفي) يكون المدرار في الاية الكريمة على الاطمئنان وحجية الاطمئنان وبالتالي سيكون هناك في البين دلاله على حجية خبر العادل من ناحيتين من ناحية المفهوم ومن ناحية المنطوق نفس المنطوق فيه دلاله على حجية خبر العادل بل لا يقتصر على حجية خبر العادل حتى انه يشمل خبر الفاسق اذا كان مشتمل على قرائن توصل الى درجة الاطمئنان فيشمل خبر الموثق مع ان رواته ليس عدول يعني يفسقون من جهة العقائد وأيضا البحث يشمل الخبر القوي و يشمل الخبر الحسن وهذه الفائدة في نفس هذا المبحث محور من محاور حجية خبر العادل لان الخبر الموثق و الخبر الحسن هل هو بذاته حجه ام ليس بحجه هذا مبحث مستقل في بحث حجية الخبر الشيخ الانصاري استبدل عنوان القسم الرابع (الخبر القوي) استبدله بعنوان جامع اكثر ونستطيع ان نجعل الذي جعله الشيخ قسم خامس يعني غير خبر الثقة وهو العدل
القسم الخامس الذي جعله الشيخ وهو الخبر المطمئن به الموثوق به صفه للخبر وليس صفه للراوي وهذا الوثوق بالخبر ناتج عن انضمام قرائن الى الخبر اذن وبناء على هذا التقريب في منطوق الاية سوف يتم الاستدلال على المبنى القائل بحجية الخبر الموثوق به على مبنى القائل الى حجية خبر الموثوق به مستنده منطوق اية النبأ باعتبار ان التبيين المذكو فيها هو الاطمئنان والاطمئنان صفه للخبر ليس من الضروري ان يكون صفه للراوي بل حتى انه صفه لنفس الخبر وهذا تقريب متين ولا يتم تقرير دلالة الاية لحجية خبر العادل إلا بالمرور بقولبة لفظة (تبينوا) بحملها على الاطمئنان وبالتالي الاطمئنان صفه للخبر ولا تنحصر ان تكون صفه للراوي نعم صفه للراوي توسع من العادل الى الموثق، ويثار بحث وهو الخبر الحسن بالدقة والخبر القوي وان جعلا قسمين مستقلين عن خبر العدل وخبر الثقة لكنهما بالدقة يؤولان الى خبر العدل وخبر الثقة يعني غير ايمامي صادق اللهجة يسمى الموثق ولدينا خبر حسن أي الذي رواه ايماميون ممدوحون يندرج في خبر العدل بالدقة والحسن هو في الظاهر مديح في الامامي هو ما وراء شرعيه صغرويه على عدالة الراوي
خبر العدل ابتدائا هو الخبر الذي علمت عدالته وصدقه لهجته اذ العادل ليس بحسب الواقع فقط بل العادل الذي احرزت عدالته فهذا العدل ليس صفه ثبوتية بل هي صفه اثباتيه أي علمت عدالته وخبر الثقة ايضا احرزة وأثبتت وثاقته وعلم صدق لهجته وضح ان هذه الاقسام اثباتيه ثبوتية وليست ثبوتية مجرده فقط ومن ثم نلتفت الى فائدة اخرى الخبر لا يقتصر على حجية خبر العدل الامامي يشمل غير الامامي في باب الشهادات في الفقه كل الفقهاء أفتو بنصوص وارده (ان حسن الظاهر لم يغمز في العلن عليه بشي) هذه الامارة الظاهريه وان لم توجب الاطمئنان الشخصي بعدالة الراوي او صدق لهجته هي اماره على العدالة او صدق اللهجة فأنداراج الخبر الحسن والخبر القوي في حجية الخبر اندراج صغروي
في منطوق اية النبأ (
تبينوا)
[1]
المراد العلم العرفي أي الاطمئنان وهو يشمل خبر العادل وخبر الثقة ويوجد تقريب اخر للتبيين ليس معناه اطمئنان متاخم للعلم لا مطلق الاطمئنان فإذا عممنا كل الاطمئنان سوف يشمل حتى الخبر الحسن والقوي ان دائرة حجية الخبر التي سوف نستخلصها من الادلة هل هي خاصة بقسم واحد او قسمين او ثلاثة او اربعه او خمسه كبرويا اوانها وسط والبقية يندرجون صغرويا فقد يكون اللحاق الاقسام الاخرى صغروي وقد يكون اللحاق الاقسام الاخرى كبروي
السيد الخوئي في معجم الرجال لم يعتمد على جمله من قرائن التوثيق في علم الرجال فإذا كان هذا لا تعتمد عليه بالتوثيق لا اقل مديح والمفروض ان السيد بلا ريب الاخبار الحسان حجه عنده والإخبار القوية حجه عنده يعني اما امامي و ممدوح او غير امامي ممدوح حجه عنده
واصطلاحا في الدراية والفقه والأصول يطلقون الخبر الحسن والخبر القوي يطلقون عليه المعتبر وأشارة انه ليس خبر عدل وليس خبر موثق وان كان المعتبر بالمعنى اللغوي شامل لنفس الخبر الصحيح فإذا الصحيح تعبر عنه الخبر معتبر هذا تعبير خاطأ علمي ، والصحيح درجته اعلى من المعتبر لان المعتبر اصطلح انه اسم للخبر الحسن والخبر القوي
اللملحوضة التي تسجل على المبنى الرجالي والفقهي للسيد الخوئي ان السيد يتبنى حجية الاخبار الحسان و حجية الاخبار القوية فإذا كان هذا يتبناه السيد فالقرائن التي لم يقبلها كقرائن توثيق للرواة سواء كانوا اماميون او غيرهم هذه القرائن التي لا يقبلها التي توجب الاطمئنان بالوثاقة لا اقل توجب المدح واذا اوجبت المدح هو السيد في باب الشهادات انه ظاهر الحال يدرج في خبر العادل صغرويا وهذه مؤاخذه تسجل في بحوث علم الرجال
في خضم هذا البحث لاحظوا معنى خبر العادل لوحظ فيه صفتان ثبوت واثبات لأنه ثبوت من غير احراز عدالته ليس خبر عدل وكذا خبر الثقة لا بد ان تحرز انه صادق اللهجة والخبر الحسن قد ثبوتا انه عادل لكن انت احرازك له بمقدار الظاهر لذالك تعبر عنه حسن و كذا الخبر القوي قد يكون الراوي صادق اللهجة ثبوتا لكن انت مقدار احرازك لصدق لهجته بمقدار حسن الظاهر فإذا كان هكذا نلتفت الى شيء هو ان الخبر الضعيف ليس صفه ثبوتية بمعنى انه وضاع الخبر الضعيف ليست صفه ثبوتية للراوي وللخبر انما هو صفه احرازية للباحث اتجاه الراوي لان الراوي قد لم يستطيع كشف قرائن اثباتيه اما الضعيف بمعنى الوضاع المدسوس يستعمل فيه الضعيف بهذا المعنى بس قليل في الموارد المشهود ان الخبر مدسوس او الراوي دساس وهذا نادر استعماله ، الغريب انه من يتصور ان الخبر الضعيف انه مدسوس ومنهم من طبع كتب بهذا المجال لوضع الاخبار الضعيفة إلا انه لو يلتفت ان ابراهيم ابن هاشم خمس قرون يعتبرونه ضعيف او مجهول بعد ذالك اكتشف انه طود مشهور فلو وضع لضاع الكثير من الاخبار
[1]
- سورة الحجرات الاية 6