الموضوع: حجية قول اللغوي
كان الكلام في وجه حجية أهل اللغة أو أهل الخبرة أو خصوص علماء المفردات فهي سيرة عقلائية على رجوع الجاهل للعالم وقد اشكل على هذا الاستدلال كبرويا وصغرويا
فقال صاحب الكفاية ان القدر المتيقن من حجية رجوع العالم الى الجاهل هو حصول الاطمينان
وهذا الاشكال لو دققنا فيه فهو ليس بدافع لحجية قول علماء اللغة أو أهل الخبرة من رأس بل هو اعتراف بالحجية اما الحجية من باب تراكم الامارات المفردات أو انها حجة مفردة مستقلة بالمعنى المتقدم من الاستقلال
فالاطمينان ليس خاصا بتراكم الاحتمالات بل ان الاطمينان عند العقلاء يشمل الامارات المستقلة للحجية فبعد اعتبارها وتقنينها من العقلاء يحصل لديهم اطمينان ووثوق بسبب ارباب التقنين لديهم وقد يعبر عن هذا الاطمينان بالاطمينان النوعي لأنه مقولب بقالب نوعي (خبر الثقة) أو (خبر العادل) أو بلحاظ ان نوع العقلاء يعتدون به
فصاحب الكفاية يقول ان رجوع الجاهل للعالم من باب اهل الخبرة هو فقط من باب الاطمينان
فنقول ان كان المراد من الاطمينان تراكم الاحتمالات فهو منشأ للحجية وهو تام وان كان المراد الحصر بهذا الاطمينان فهذا غير صحيح فانه يمكن ان يقال ان حصول الاطمينان ليس مختصا بتراكم الاحتمالات بل يحصل الاطمينان ايضا في موارد تقنين الامارة الفردية المستقلة كحجية خبر العادل والظهور وغيرهما
والصحيح ان الاطمينان هنا هو اطمينان نوعي وهذا لاينافي حصول الاطمينان الشخصي بمعنى تراكم الاحتمالات فالاشكال الكبروي من صاحب الكفاية ليس باشكال بل هو اعتراف بالحجية
وهنا تسائل وهو انه يقال ان حجية خبر الثقة هو وثوق نوعي اما حجية خبر الموثوق به فهو وثوق شخصي فالتسائل هنا هو ان من يبني على حجية خبر الموثوق بصدوره وان لم يكن ثقة أو ثقة ليس موثوقا بصدوره لايعمل به فهذ القائل بان المدار على الوثوق بالصدور في حجية خبر الواحد كيف يدعي ان العقلاء مبناهم هذا المبنى مع ان الوثوق هو وثوق شخصي فان مبنى العقلاء على النوع والنوعية والانضباط النوعي
والجواب عن هذا التسائل هو ان الاطمينان الشخصي مسامحة يسمى شخصي فان الاطمينان الشخصي اسمه شخصي والاّ فان ضوابطه ليست شخصية نعم مواده وقرائنه شخصية بحال المورد والاّ فلا شخصي في سيرة العقلاء وبناءاتهم
فقولك ياصاحب الكفاية بعدم قبول حجية قول اللغوي الاّ بقدر متيقن وهو حصول الاطمينان فما هو الاطمينان المراد هنا فان كان تراكم الاحتمالات فهو لابأس به وهذا منهج ودرجة من ردجات الاعتبار
وان التوقف مليا عند اشكال صاحب الكفاية هنا لكي نحلل مباني صاحب الكفاية وارتكازاته بحيث أوجب ان يشكل هنا ونبين ان الذي يقر كصاحب الكفاية ان حجية اللغوي او أي حجية اخرى اذا أوجبت الاطمينان فنعمل بها فهو اعتراف ضمني في الجملة ان هذه الامارة يعتد بها
فهذا الإشكال الكبروي من المرحوم صاحب الكفاية ليس معناه اسقاط إمارية الامارة بالمرّة
هنا نلاحظ رجوع العقلاء الجاهل منهم الى أهل الخبرة هو أيضا تحت ضوابط معينة ومتى تبين فساد دعوى أهل الخبرة لبديهيات معينة فان اعتبارهم يسقط حتى عند العقلاء الجاهلين بذلك الفن فإن العقلاء الجاهلين بذلك الفن هم جاهلون في المساحة النظرية أما نفس العقلاء فهم غير جاهلون بالمساحة البديهية من ذلك الفن والعلم فكل علم له مساحة بديهية يشترك فيها الأغلب لأن البديهيات هي محكمات يعرض عليها النظري
فقول أهل الخبرة لابد من ان يعترف به الوسط الخبروي ولابد ان لايتصادم قولهم مع الثوابت المبدهة في ذلك العلم والفن والتخصص
هذا تمام الكلام في الاشكال الكبروي لصاحب الكفاية فثبت انه بقدر الاطمينان هذه ليست خدشة كما ذكرنا