الموضوع: حجية الظهور بين من قصد افهامة ومن لم يقصد
كان الكلام في ان حجية الظهور هل تختص بمن قصد خطابه أو تعم حتى من لم يقصد خطابه او من قصد أفهامه أو الأعم أو من قصد بالحكم أو الأعم
وغاية ما استدل لعدم حجية الكلام لغير من قصد افهامه أو قصد خطابه انه قد تكون هناك عناصر وقرائن في الدلالة بحيث ان هذا الغير لايمكنه معرفتها فان غير من قصد افهامه أو خطابه لايجوز له استعمال الاصول اللفظية أو الاصول العملية
فعمدة استدلال من قال بعدم حجية الظهور او الدلالة لغير ماقصد افهامه او خطابه هو هذا الاستدلال
وهذا المقدار من الاستدلال غاية ماينتج هو ان من لم يقصد افهامه اذا شك في عناصر اضافية أو قرائن دلالية فلايمكنه الاستظهار او الاستنباط من الدلالة اما اذا أحرز عدم وجود قرائن أو عناصر اضافية فيتمكن من الاستظهار والاستنباط وذلك لأن المتكلم استعمل لغة متداولة عند النوع
ثم ان الجاري في سيرة العقلاء هو عدم الممانعة من استظهار واستنباط متون اللغات القديمة والسابقة على عهدهم فالاستنباط للمتون القديمة لايمانعه العرف فمع ان المتن هو من الاشخاص المتقدين عن زمان المستظهر والمستنبط لكن العرف يجوّز هذا الاستظهار والاستنباط
وهنا تتمة نشير اليها وهي مرتبطة بالبحث اللاحق فهناك روايات عن الائمة (عليهم السلام) في احتجاجهم على علماء العامة بأنهم يستدلون بالاستنباط من القران الكريم من دون مراجعة أهل البيت (عليهم السلام) حيث استدل (عليهم السلام) بعدم جواز ذلك في روايات عديدة انما يفهم القران من خوطب به فالكلام في من خوطب به وان الاجابة هي متوافقة مع أهل البيت (عليهم السلام)
فالروايات المتواترة تقول ان من لم يخاطب فليس كلامه بحجة فكيف يمكن التوافق مع الكبرى الكلية التي هي ان لم يخاطب أيضا حجة
وبعض الاخباريون يفصل بين النص والظاهر الظني فان النص يقبل به بخلاف الظواهر الظنية وأما الاصوليون فقالوا بأن الظواهر حجة بمعية الكتاب لكن اذا لم نقف في ذيل آية بعد الفحص فظاهر القرآن يكون حجة
فنظرية الاصوليين في حجية ظواهر القران الكريم هي ان ظواهر القران حجية اقتضائية اي بعد الفحص وفي قبال قول المشهور من الاصوليين والأخباريين قول العلامة الطباطبائي يختلف عن هذا المعنى
ومبنى العلامة الطباطبائي كما صرح به في أول تفسيره الميزان ويوضحه أكثر في سورة آل عمران ذيل آية واخر متشابهات فهنا يبسط مبناه بشكل مفصل ومبناه ان حجية السنة هي لأجل ان تعين غير المعصوم من العلماء المنهجية للقران الكريم وبعد ان يتعلم منهج القران فحينذ ينطلق بالقران بمفرده وبقدراته وهذا النظر مبني على مباني فلسفية أو كلامية أو اعتقادية من ان حجية القران لاتنسخ بالسنّة
فمبناه ان حجية القران مقدمة وفوق حجية النبي (صلى الله عليه واله وسلم) وان حجية النبي (صلى الله عليه واله وسلم) مشتقة من حجية القران ومن حجية النبي (صلى الله عليه واله وسلم) اشتقت حجية أهل البيت (عليهم السلام)
وهناك قول مسلم عند المسلمين وعند الامامية بالضرورة وهذا القول عبارة عن ان القران الكريم هو حجة غير معطلة بل هو حجة مفعّلة