الموضوع: الظهور النوعي والظهور الشخصي
كان الكلام في المدار على الظهور النوعي أو الظهور الشخصي
ومن الشواهد الاخرى هو الظهور التحليلي والظهور الاجمالي وذكرنا سابقا ان هذا المنهج يجري في كل العلوم وهو المنهج الإرتكازي والتفصيلي
فللانسان قوى درّاكة مختلفة منها الاسلوب الاجمالي الارتكازي و الاسلوب التحليلي التفصيلي
فالانسان بعد ان يختزن المعطيات فإنه سيحدس بالنتيجة فجأة ثم يحلل هذا الحدس بالنتيجة طبقا لأي الصغريات والكبريات حتى يطمئن ان حدسه الإجمالي هذا وفق المعايير الصحيحة
وكذا قالوا ان الانسان اذا أعمل اسلوبه التفصيلي فان كان موافقا فهو والاّ فلابد ان يعلم ان المقدمات فيها خلل
فالصحيح لابد من استعلام صحة الإجمالي بالتحليل التفصيلي والتفصيلي بالإجمالي فكل منهما يستعلم بالآخر
ومن الشواهد المنهجية على بحث الظهور النوعي بمعانيه هو البداهة والنظرية فهما حالة إدراكية لحال الانسان ولايظن ان البداهة والنظرية هي صفة لنفس المعلومة فهذا ليس بصحيح بقول مطلق أي هناك أيضا بداهة ونظرية بسبب حالة الإدراك الإنساني وينفتح من هذا الأمر أبواب عديدة
أما ان البداهة والنظرية في الجملة لا بالجملة من صفات المعلومات فهو لأن بعض المعلومات خارجة بطبيعتها وهذه بيّنة و واضحة فنفس المعلومة هي معلومة كلية و واضحة
وان الانسان كلما كرر الشئ فانه يوجب بديهية الأمر الذي يتكرر عليه فالتكرار سواء في القوى الادراكية في الانسان او في القوى العملية هو أمر مهم ولذا فالامام الصادق (عليه السلام) يوصي بان يدأب الانسان على العادة تعودوا الخير فان الخير عادة والشر عادة فهناك بداهة ونظرية في ادراك الانسان وهذا سواء في الجانب الروحي او الجانب الفكري فطبيعة الانسان هكذا
وتتمة لهذا الشاهد فانه في كل العلوم كالرياضيات والفيزياء وغيرها قد توصل البشر الى حقائق كانت غامضة جدا بينما الآن هي بديهية جدا فالبداهة والنظرية أمر نسبي في الجملة لا بالجملة
لذا فمن وظائف الحوزات العلمية هو المحافظة على البداهة السابقة سواء في الخواص أو العوام فلو صار الشئ البديهي نظريا فعندها ستحدث كارثة وطامة وهو أحد معاني من سنة سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها الى يوم القيامة وهذا مبحث ذو صلة بأبواب عديدة