بحوث خارج الأصول

الأستاذ الشیخ محمدالسند

34/03/15

بسم الله الرحمن الرحیم

 الموضوع: الظهور النوعي والظهور الشخصي
 كان الكلام في المدار في الظهور النوعي والظهور الشخصي فهل المدار على قواعد اللغة أو فهم العرف
 ومرّ بنا ان المدار عندما يقال الظهور العرفي هو باعتبار العلوم التي يحملها العرف وليس نفس العرف فانها متفاوته
 والدليل على هذا الأمر هو ان في كل الامم البحث الأدبي هو مجال للتنافس في الاستظهار والاستباط فالتحكيم الأدبي موجود في كل اللغات وأقواها وأجزلها اللغة العربية من عهد الجاهلية
 ونفس الادباء فيما بينهم مسابقات ومباريات وان الأديب الماهر هو الذي يصل الى معاني ويقرأ بعض النصوص التي يغفل عنها البقية ويفوق فيها الادباء الآخرين فضلاً عن عامة الناس
 وهذه الظاهرة العريقة في اللغة العربية وكذا بقية اللغات هي ظاهرة يمكن ان يستنتج منها نتائج عظيمة
 منها ان المدار ليس على فهم العرف والنُخب بل ان المدار على كون الاستنتاج مبنيا على قواعد اللغة وعلومها
 ومنها ان الظهور ليس معناه البروز كما يتصور بل ان الظهور يعني كون المفاد ذو طريق أو طرق مسلوكة من خلال الألفاظ سواء التفت البقية الى هذه الطرق أو لم يلتفت
 ومنها هل ان المدار في الظهور على الارتكاز والحدس الاجمالي أو ان المدار في الظهور على التحليل التفصيلي
 والفرق بين الشقين هو ان الإرتكاز الإجمالي مطوي ومطمور وبخلافه من يتحكم في المبارات الأدبية فان قدرته التحليلية عجيبة مع انه ليس له قدرة أدبية فالقدرة التحليلية تختلف عن الإرتكاز الاجمالي
 وهذا البحث لايثار في علوم الأدب اللغوي فقط بل هو بحث منطقي يثار في كل العلوم كالفقه والتفسير والأدب والتاريخ
 والصحيح في هذا البحث المنطقي هو الجمع بين الجنبتين مهما أمكن فلابد للباحث في أي علم من العلوم لابد له من قدرة حدس سريعة ثم لابد ان يستنتج بأن ماحدسه مستند الى هذه الشواهد حتى يكون برهانيا فالجمع يكون أكمل
 ومنها ان التأويل هل هو مباين للظهور أو من أقسام الظهور ثم اذا كان التأويل من الظهور فهل التأويل من الظهور هو تأويل بلغ ما بلغ من الظهور؟
 وهذا المبحث قد يُثار بعناوين اخرى كما يقال هل دلالة الكلام تنتهي الى حد أو انها يمكن ان تترامى الى بلغ مابلغ
 الصحيح نعم ان الظهور بالمعنى الأعم تندرج فيه كل درجات التأويل وذلك لأن الظهور ليس معناه الانكشاف والبروز بل معنى الظهور هو النتيجة التي تبرز عندما يسلك الطريق الصحيح له
 ومن الشواهد على ذلك ان الأديب عندما يحكّم بشئ من الامور الأدبية ويظم اليه شواهد ودلائل فهو لايقبل ان هذه النتجة تسمى الظهور مع ان النتائج خفية جدا