الموضوع: تتمة في بحث التجري
هناك تتمة يسيرة من مبحث التجري وان كنا قد انتهينا من هذا المبحث
فقد تبين ان العقل يحكم بقبح وحرمة التجري وانه ذو مراتب يشتد فيبدأ من الفعل النفساني ثم يشتد الى ان يفرز على افعال البدن كمقدمات او خطوات الى ارتكاب نفس الفعل وان التجري قابل للاشتداد بسبب الفعل البدني وان الغالب في ملاكات الأفعال هو أفعال النفس بل ان صفات النفس اعظم ثم افعال النفس ثم افعال البدن لا العكس
فيأتي الكلام في ان الفعل الخارجي الذي هو ليس بمعصية ولكنه تعنون بعنوان التجري أو ليس بطاعة ولكنه تعنون بعنوان الانقياد هل هذا من العناونين التي تؤثر في الفعل؟
نعم الصحيح هو انها من العناونين التي تؤثر في الفعل من قبيل العناوين الثانوية
ولكن هناك عناوين ثانوية موضوعها ثانوي وهناك عناوين ثانوية يراد بها الثانويّة في الحكم وقد تقدم في بحث اجتماع الأمر والنهي
فالتجري هنا من قبيل الثانوي في الموضوع وليس من قبيل الثانوي في الحكم
وهناك اختلاف في الضوابط الصناعية بين الحكم الثانوي وبين الموضوع الثانوي فالموضوعات الثانوية التي حكمها أولي تكون آثار حكمها آثار الحكم الاولي بخلاف الحكم الثانوي فاثاره اثار الحكم الثانوي وهناك فوارق متعددة بين الحكم الاولي والحكم الثانوي والتجري من قبيل الحكم الأولي وموضوعه ثانوي
وهذا من الأبواب المستحدثة في علم الاصول المرتبطة بعلم اصول القانون
فكلام المحقق العراقي لابأس به من ان الفعل في نفسه على ماهو عليه فالاحكام تابعة لواقعها الخارجي بلحاظ الافعال البدنية ويمكن ان يطرء عليها عنوان آخر يكون كالمزاحم لأن الصحيح في طرو العناوين على الأفعال الذاتية الثانوية انها تترجم بالتزاحم
وقد فصلنا هذا البحث في اجتماع الامر والنهي وسنذكره بتفصيل أكثر في مبحث البرائة الشرعية انشاء الله تعالى
فالتجري او الانقياد هو عنوان طارى على الفعل البدني وان لم يبدّل ماهيته او حكمه الاّ انه مزاحم نظير القيد للعناوين
ثم اننا التفتنا الى ان الافعال ليست كلها بدنية بل جملة كبيرة من الافعال هي افعال نفسانية كالافعال القصدية والقصود ونية القربة بل حتى الافعال البدني لاتكون منفردة ومتمحضة كمتعلق للاحكام فهي غالبا بل دائما مركبة مع الافعال النفسانية وفي الافعال النفسانية التخلف والخطأ هو قليل بل الخطأ عادتا مايكون في الافعال البدنية وهذا اجمال بحث التجري
ورواية اخيره في المقام وهي غير مذكورة في كتاب الوسائل مما يدلل على ان تتبع الروايات ليس بالضرورة ان يجدها الباحث في الاب الذي عقده صاحب الوسائل او في الكتب الاربعة بل هنا روايات كثيرة لها مناسبات مع بحوث او مناسبات غفلوا عنها
والرواية هي صحيحة حفص في كتاب الكافي ج 5 ص 103 وقد رواها في الوسائل في باب الكفالة من أبواب الضمان في الباب 7 الحديث الأول حيث قال (عليه السلام) لحفص عن عدم حضوره للحج فقال حفص حبستني الكفالات فقال (عليه السلام) مالك والكفالات؟ اما علمت انها اهلكت القرون الاولى
ثم قال (عليه السلام) ان قوما أذنوا ذنوبا كثيرة فاشفقوا منها وخافوا خوفا شديدا فجاء اخرون فقالوا ذنوبكم علينا فانزل الله عزوجل عليهم العذاب ثم قال الله تبارك وتعالى خافوني واجترائتم عليّ فمن الواضح ان الذين نزل عليهم العذاب الدنيوي قد استحقوا العذاب بينما المشفقين قد خفف عنهم العقوبة
جهة اخرى في بحث القطع
وهي ماعقده الشيخ في الرسائل في نفس مبحث القطع وقد عقده صاحب الكفاية بعنوان تنبيه اخر
ونذكر جهة مستحدثة قبل الدخول في الجهة الرسمية التي ذكرها الاعلام والجهة الرسمية هي اقسام القطع الطريقي والموضوعي
ونقدم الان البحث عن نبيه اخر بشكل ملخص نحتاجه في جهات عديدة من جهات القطع
سنخ الحجية
ان سنخ الحجية له انواع وهو ربما يكون مبحث مستحدث من ابحاث علم الاصول أي الابحاث يبحثوا عن حجية القطع الذاتية والحجية هي انواع وليس افراد، وان هذا المبحث يحل عقد معقدة من مباحث الحجج ومباحث الجدل الفكري الثقافي العصري وفي العقائد وغيرها وفي العلوم البشرية
ولوضوح هذا البحث نقول نحن الان نبصر ماهو امامنا فيحصل الادراك لما هو امامنا لكي تكون الحجة في الحس وهنا مجموعة من ادوات الحجج وهي العين والقوة الباصرة والقلب والنور والسطح الذي ينعكس فيه النور والهواء، اذن هنا مجموعة امور يكتمل بها نصاب الادراك الحسي ولكن دور هذه الامور يختلف نوعا فكل منها دور معين
فاطلاق الحجية على النور له ماهية معينة واطلاقها على القلب له نمط واطلاقه على الانعكاس له نمط وهكذا فماهية الحجية والعلم هي ماهية متعددة، فالعلم والتعلم والعالم فان الباري تعالى يرسل الرسل والمخاطبين لهم عقول والعقول متلقية وقابلة والرسل معلمون وهناك اداة تعليم بين الرسول وعقول الامم فالواسطة والآلية هي حجة من الحجج والعقول حجة اخرى وهي ماهيات مختلفة
فالحجية ليس كما ادعاه الاعلام انها طريقية او جعل الحكم المماثل