الموضوع: الروايات الواردة في قبح التجري
الرواية السادسة: علي بن حديد عن جميل بن دراج عن زرارة عن أحدهما (عليهما السلام) قال ان الله تبارك وتعالى جعل لآدم في ذريته ان من همّ بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة ومن همّ بحسنة وعملها كتبت له عشرا فيدل ان النية بنفسها لها نوع من الأجر ومن هم بسيئة لم تكتب عليه ومن همّ بها وعملها كتبت عليه سيئة وهذه من روايات العفو فان الهم بالسيئة مورد للتسجيل عليه لأن المبغوضية والملاك موجودة ولكن منّة من الله تعالى لاتكتب عليه
وهذه الرواية مصححة وان كان الراوي فيها علي بن حديد وهو لم يوثق ولكنه من رؤساء قم الكبار وزميل وعدو ليونس بن عبد الرحمان وتتلمذ على جميل بن دراج وكذا يونس بن عبد الرحمان قد تتلمذ على جميل بن دراج
وان جميل بن دراج من احداث أصحاب الامام الصادق (عليه السلام) وقد عاصر الامام الكاظم (عليه السلام) وان علي بن حديد من أصحاب الامام الرضا (عليه السلام) وكذا يونس بن عبد الرحمان وقد أدركا شيئا ما حياة الامام الكاظم (عليه السلام)
الرواية السابعة: موثقة أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال ان المؤمن ليهم بالحسنة ولايعمل بها فتكتب له حسنة وان هو عملها كتبت له عشر حسنات وان المؤمن ليهم بالسيئة ان يعملها فلا يعملها فلا تكتب عليه فعدم العمل لاتكتب عليه مطلقا
الرواية الثامنة: موثق عبد الله بن بكير عن أبي جعفر (عليه السلام) ان الله تعالى قال لآدم يا آدم جعلت لك أن من هم من ذريتك بسيئة لم تكتب عليه فان عملها كتبت عليه سيئة ومن هم منه بحسنة فان لم يعملها كتبت له حسنة وان هو عملها كتبت له عشرا
الرواية التاسعة: علي بن محمد بن عبد الله الحناط عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) في حديث انه قال رحم الله فلانا ياعلي لم تشهد جنازته قلت لا قد كنت احب ان أشهد جنازة مثله قال قد كتبت لك ثواب ذلك مانويت
الرواية العاشرة: صحيحة جميل بن دراج اذا هم العبد بالسيئة لم تكتب عليه واذا هم بحسنة كتب له
الرواية الحادية عشر: محمد بن مسلم قال ابو عبد الله (عليه السلام) من حسنت نيته زاد الله في رزقه
الرواية الثانية عشر: موثقة اسحاق بن عمار أو صحيح يونس بن يعقوب قالا سألنا ابا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل خذوا ما تيناكم بقوة أقوة في الابدان أو قوة في القلب؟ قال فيهما جميعا مما يدل على ان افعلا القلب هي محل تكليف ايضا
الرواية الثالثة عشر: رواية خيثمة قال سأل عيسى بن عبد الله القمي أبا عبد الله وانا حاضر فقال ما العبادة؟ فقال حسن النية بالطاعة من الوجه الذي يطاع منه
الرواية الرابعة عشر: عن الامام الصادق (عليه السلام) ما ضعف بدن عما قويت عليه النية
الرواية الخامسة عشر: صحيحة زيد الشحام قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) اني سمعتك تقول نية المؤمن خير من عملة فكيف تكون النية خير من العمل؟ قال لأن العمل ربما يكون رياء للمخلوقين والنية خالصة لرب العالمين فيعطي عز وجل مالايعطي على العمل
الرواية السادسة عشر: مرسلة الصدوق قال قال ابو عبد الله (عليه السلام) ان العبد لينوي من نهار ان يصلي بالليل فتغلبه عينه فينام فيثبت الله له صلاته ويكتب نفسه تسبيحا ويجعل نومه عليه صدقة
الرواية السابعة عشر: وفيها ارسال خفيف عن أبي جعفر (عليه السلام) انه كان يقول نية المؤمن أفضل من عمله وذلك لانه ينوي من الخير مالايدركه بالبدن ونية الكافر شر من عمله وذلك لان الكافر ينوي الشر ويأمل من الشر مالايدركه أي بالعمل وهذه أحد أساب الأفضلية الوجودية الملاكية على العمل فان النية افقها واسع وتتعلق بامور كثيرة
وهذا بيان وتوضيح على ان عالم النية هو عالم وجودي أشرف وجودا وتكوينا من عالم عمل البدن ولذا فان البدن في الدنيا اما النفس والروح فليس في الدنيا
الرواية الثامنة عشر: موثقة السكوني عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن ابيه عن ابائه عن علي (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه واله) من تمنى شيئا وهو لله رضا لم يخرج من الدنيا حتى يعطى فالنية هي وقود مبيّت فالنية تلقائيا تفجر العمل ان لم يكن حاضرا فقابلا
الرواية التاسعة عشر: رواية محمد بن مسلم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال من صدق لسانه زكى عمله ومن حسنت نيته زاد الله في رزقه ومن حسن بره باهله زاد الله في عمره
الرواية العشرون: مصححة حمزة بن حمران في الباب السادس عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فان عملها كتبت له عشرا ويضاعفها الله لمن يشاء الى سبعمائة ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب عليه حتى يعملها فان لم يعملها كتبت له حسنة وان عملها اجّل تسع ساعات فان تاب وندم عليها لم تكتب عليه وان لم يتب ولم يندم عليها كتبت له سيئة
الرواية الواحدة والعشرون: موثقة مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد (عليه السلام) قال لو كانت النيات من أهل الفسق يؤخذ بها أهلها اذاً لاخذ كل من نوى الزنا بالزنا وكل من نوى السرقة بالسرقة وكل من نوى القتل بالقتل ولكن الله عدل كريم ليس الجور من شأنه ولكنه يثيب على نيات الخير اهلها واضمارهم عليها ولايؤاخذ أهل الفسق حتى يفعلوا وقد يفهم هذا الحديث الموثق ان النية من العدل ان لايحاسب عليها لكن كلامه (عليه السلام) انه كريم يظهر منه انه ليس فقط عدل بل هناك جهة كرم أيضاً
وبعبارة اخرى فمن عدل الله ان لايكون العاصي بنفس درجة المتجري لأن العاصي متجري وزيادة بخلاف صرف المتجري فهو أقل من هذه الجهة فلايساوى بين النية بمفردها والنية مع العمل
الرواية الثانية والعشرون: يمكن ان تكون مصححة عن الصادق (عليه السلام) عن ابائه (عليهم السلام) قال ان رسول الله (صلى الله عليه واله) قال نية المؤمن أبلغ من عمله وكذا نية الفاجر أبلغ من عمله
الرواية الثالثة والعشرين: مصححة الصيقل قال قال أبو عبد الله (عليه السلام) من صدق لسانه زكى عمله ومن حسنت نيته زيد في رزقة ومن حسن بره بأهل بيته زيد في عمره وقد مر مضمون هذه الرواية
الرواية الرابعة والعشرين: باسناد الشيخ الطوسي أبي ذر عن النبي (صلى الله عليه واله) في وصيته له قال يا أبا ذر هم بالحسنة وان لم تعملها لكي لاتكتب من الغافلين فنفس النية للخير هي ذكر وعبادة
فكثيرا ما يتوهم الانسان انه يكون ورعا اذا لم يعمل الشر ولكنه اذا لم ينوي الشر يكون ورعا
الرواية الخامسة والعشرين: صحيحة عمر بن يزيد عن ابي عبد الله (عليه السلام) في حديث ان رسول الله (صلى الله عليه واله) كان يقول من اسر سريرة رداه الله رداها ان خيرا فخير وان شرا فشر أي في النهاية ينزلق الى الورطة في العمل بها
الرواية السادسة والعشرين: مصحح ابي بصير قال ابو عبد الله (عليه السلام) مامن عبد يسر خيرا الاّ لم تذهب الأيام حتى يظهر الله له خيرا وما من عبد يسر شرا الاّ لم تذهب الايام حتى يظهر الله له شرا
الرواية الثالثة: عن موسى بن جعفر (عليه السلام) سالته عن الملكين هل يعلمان بالذنب اذا أراد العبد ان يفعله أو الحسنة؟ فقال (عليه السلام) ريح الكنيف والطيب سواء قلت لا قال ان العبد اذا هم بالحسنة خرج نفسه طيب الريح فقال صاحب اليمين لصاحب الشمال قم فانه قد هم بالحسنة فاذا فعلها كان لسانه قلمه وريقه مداده فاثبتها له واذا هم بالسيئة خرج نفسه منتن الريح فقال صاحب اليمين لصاحب الشمال قف فانه قد هم بالسيئة فاذا هو فعلها كان لسانه وقلمه وريقه مداده فاثبتا عليه فواضح ان نفس نية الشر هي نجاسة
رواية جابر قال لي ياجابر يكتب للمؤمن في سقمه من العمل الصالح ماكان يكتب في صحته ويكتب للكافر في سقمه من العمل السيئ ماكان يكتب في صحته ثم قال ياجابر ما أشد هذا الحديث فالذي ينوي التجري ويمضي عليه فتره ويعاوقه المانع فان السيئة تكتب عليه
فتحصل ان التجري حرام والعفو عنه فيه تفاصيل صعبة وهذه خلاصة المبحث