الموضوع: تنبيه في التجري
كان الكلام في أدلة حرمة التجري أو الثواب على الانقياد ومر بنا ان البحث سوف يكون فيه جهة اصولية وجهة فقهية وجهة عقائدية فكان البحث في التجري من زوايا ثلاثة وان كانت متلازمة مع بعضها البعض
فالتقريب كما مر في كلام صاحب الفصول هو
ان القيود في الموضوع أو المتعلق لابد ان تكون اختيارية
ثم ان الانسان موجود علمي أي ان العلم ودائرته هي التي تحرك الانسان
والنقطة الثالثة وهي ان الحكم انما يحرك الانسان بلحاظ الإرادة وعليه فالذي يؤثر فيه الشيئ على سطح الادراك والوجود العلمي
والنتيجة هي ان الموضوع والمتعلق المعلوم هو المحكوم بالاحكام
وهذه عبارة عن جملة من النقاط لتقريب ان أدلة الأحكام ليست مختصة بالوجود الخارجي بل تعم موارد اصابة القطع للواقع وموارد مخالفة القطع للواقع
وهذه النظرية ليست نظرية اصولية فقط بل هي نظرية فلسفية وهي ان حقيقة الانسان حيث يقطن البيئة العلمية فبحره الذي يعيش فيه ليس المادة الخارجية إنما بحره من سنخ لطيف هو الطف من سنخ المادة وهو عالم ادراكي أي عالم ليس فيه حجاب وهذه النظرية موجودة قديما وحديثا بأثواب عديدة
وإجمالا هذه النظرية ليست خاطئة بالجملة بل في الجملة فيها مواضع سليمة وسديدة
وقد أخطأ في هذه النظرية البعض من الباحثين في البحوث العقلية الى ان أدّى به الأمر الى السفسطة فان أحد نظريات السفسطية هي الاخرى تنطلق من نفس هذه الرؤية وهي ان الواقع بالنسبة الى الانسان لايتجاوز محيطة الادراكي الى الوجود العيني
المتبقي من فايل الدرس مشوّش