الموضوع: تلخيص الحجية الذاتية للعلم

 قبل ان نواصل بحث حجية الاطمينان لابأس ان نذكر ملخص المختار في بحث الحجية الذاتية للقطع

 وملخص ما مر بنا من حجية العلم واليقن هو ان الحجية بمعنى العلم هي ثابتة ومتقررة لكل درجات العلم حتى بدرجة الاحتمال واصل التصور والانكشاف فيكون انكشافا تاما الى اليقين

 فالنقطة الاولى التي مرت بنا هي ان الانكشاف ذاتي للعلم وهو ذو درجات

 والنقطة الثانية هي ان الحجية التي بمعنى العلم هي ذات درجات

 اما الحجية بمعنى التنجيز فهي ثابتة بنحو تشكيكي بدرجات العلم بمعنى التنجيز والتعذير

 ثم ذكرنا ان كل مرتبة من مراتب العلم بلحاظ مادونها هي مهيمنة وبلحاظ مافوقها هي محكومة ولو كانت كشفا تاما فليس لدينا مرتبة من مراتب العلم حاكمة بقول مطلق

 وهذا ليس من التدافع فان القران الكريم سمى الحس بالظن لانه في مقابل المعجزة بينما الحس درجة ناقصة وهو ظن لأن نتائجة ليست دقيقة

 فالحجية ذاتية يعني لم يأتي ماهو فوقه يمانعه فاذا جاء مافوقه يمانعه فهو حاكم عليه سواء مايسمى بالكشف التام أو الناقص أو الضعيف

 فنفس بيان القران الكريم ان الكشف التام بلحاظ مافوقه ظن وبلحاظ مادونه مهيمن وان عناوين الوحي حقائق نعم عناوين أصحاب الفنون هي اصطلاحات، فالقران الكريم عندما يعبّر ان اليقين بلحاظ مافوقه ظن وبلحاظ مادونه يقين فهذه حقيقة

 ثم النسبية التي يقول بها الحداثويين ذات نقطتين

 الاولى: ان النسبية ليست نسبية مراتب غير متناهية بل هي حقيقة ولاحقيقة

 بينما نحن نقول هي حقيقة واحدة ولكن الحقيقة ذات مراتب لا انها نسب غير متناهية

 الثانية: لاتوجد موازين مشتركة نحتكم بها ولا حاكم بل كل الى سبيله

 ولكن هذا الكلام غير تام فان هذا يسمى الفرار وعدم المسئولية وعدم الحاكمية بل وعدم الدين

 فهذه الحجية للعلم وهي التنجيز والتعذير بلحاظ مادونه هيمنة وبلحاظ مافوق ظن وهلّم جرا

 ونرى تعبير القران الكريم على الحجة الأضعف يسميها المتشابه والحجة الأعلى يسميها محكم ويسمي الحجة الأضعف اذا وجدت الحجة الاعلى يسميها ريب وتردد

 والمصحف العظيم يعبر عنه الائمة (عليهم السلام) وقبلهم سيد الأنبياء (صلى الله عليه واله) يعبر عن المصحف صامت بينما بعبر عن أهل البيت والامام الحي (عليهم السلام) ناطق فهذه بنفسها نسبية مع العظمة للمصحف الكريم

 وهذه الخريطة يجب ان ترتسم في علم اصول الفقه وفي منطق المعرفة الدينية و يجب ان ترتسم في مجالات عديدة لا ان نكوّن مجموعة تراكم بدن نظام وبدون الشجرة المعينة فلابد من الالتفات اليه بالدقة

 لذا قال المناطقة ان اليقينات ستة درجات أولها كذا وثانيها كذا وهكذا وليس هذا الاّ لحفظ المراتب والاّ تكون من المتشابه نعم الإمارة الأضعف بالنسبة للامارة الأعلى تكون زيادة حجية

 ثم ان هذه الحجية فسرت عند الاصوليين بالطريقية أو التنجيز والتعذير، فالحجية بمعنى العلم والطريقية أعظم من الحجية بمعنى التنجييز والتعذير فان الحجية بمعنى التنجيز والتعذير هي بمعنى الترغيب والترهيب،بشير ونذير فبشير بالرغبة ونذير بالرهبة لكن الحجية بمعنى العلم قد بيّنها القران الكريم بمعنى كونها الأعظم هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق اي بنفس العلم ثم التنجيز والتعذير أو آية اخرى إنا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ففي الدرجة الاولى كونه شاهدا

 ففي تعريف النبوة والوحي ان أعظم معنى في الحجية العلم ونفس الطريقية بدرجات من التنجيز والتعذير هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة فيتلو هي درجة علم بدرجة الاحتمال فالدور الاول الذي عرفه الله بهم أهل البيت (عليهم السلام) انهم معلمون وليس انهم آمرون وناهون

 فالانقياد الى العلم أو بالعلم أعظم في بيان منطق الوحي والقران من الانقياد بالامرية والحاكمية أو لك ان تقول ان الولاية بيالعلم اعظم بالولاية لما هو دون العلم بالرغبة والرهبة، وان أحد تفاسير ماعبدتك هو العبودية بالعلم لا العبودية بالرغبة والرهبة

 فبالتالي اذا استقر هذا المنهج وهو ان أصل الحجية الطريقية والطريقية مقدمة رتية على الحجية بمعنى التنجيز والتعذير فلابد من التدقيق بان في خريطة الحجج الاتية في الظنون لابد من مراعاة كلا المرتبتين فان مرتبة الطريقية بمعنى العلم فوق التنجيز والتعذير وهذا يفتح ابواب بحوث كثيرة في حجية الخبر الواحد وحجية الشهرة وحجية الاجماع وحجية الظواهر ففرق بين تقديم العلم والطريقية سنخا على التنجيز والتعذير

 وغدا انشا الله نواصل ماكنا فيه من بحث الاطمينان