الأستاذ السند

بحث الأصول

33/04/25

بسم الله الرحمن الرحیم

 الموضوع: درجات العلم والحجية
 مرّ بنا ان العلم ذو درجات وكذا الحجية وقلنا ان نظام الحجية ذو درجات ومراتب فالحجة العليا مهيمنة بالقياس الى الحجة الدنيا وان الاحكام والتشابه يمكن ان يعتبر أمرا نسبيا
 ومن شرائط حجية وطريقية الحجة الادنى هو عدم مخالفتها مع الحجة الاعلى أما اذا حصلت مخالفة فلاتكون الحجة الادنى واجدة لشرائط الحجية ويمكن تمثيل ذلك بالنور سواء من جهة الكم أو من جهة الكيف فالنور الذي يضئ مسافة كليو متر واحد اذا ارادنا اضائته لأكثر من ذلك فلايمكن الاّ بنحو الضل أما الأكثر من ذلك أيضا فان النور يخبت وكذا من الناحية الكيفية فان اضائته في محدودته تكون أقوى مما هو خارج محدودته فكما ان مراتب النور مختلفة كما وكيفا فكذا الحجج فهي مختلفة كما وكيفا
 ونقطة اخرى على ضوء هذه النقاط الثلاثة فان آثار الحجية تختلف بلحاظ قوة وضعف العلم فمثلا احتمال الانكشاف له درجة من الحجية فبادنى حجة متوسطة يمكن دفعه وممانعته بخلاف ما لو كانت الحجة قوية من جهة الانكشاف والحجية فالحجة المتوسطة تكون محكومة
 ونقطة اخرى وهي ان العلم الذي قلنا هو ذو درجات وكما قرره الملا صدرا يختلف باختلاف الوجود فهناك علم حصولي وعلم حضوري ولكل درجة اثار وسنخ معين فليس العلم على سنخ ووتيرة واحدة، وحتى البديهيات بينها مراتب فيبدأ بالاوليات أو الفطريات ثم الوجدان ثم الحسيات ثم الاستقرائيات ثم الحدسيات وهذه المراتب الستة للبديهيات متراتبة فوق بعضها البعض ففي الحس اشتباهات كثيرة تكتشف بالوجدان والفطريات والبديهيات، وان ابده البديهيات في التصور والتصديق هو شيئ واحد وهو الوجود والواقعية فمنه تنشأ التصوريات ومنه تنشأ التصديقيات وهو الله تعالى
 هنا يقع تسائل وهو من أين تبدّه بالانسان في التصورات أي العلم الحصولي سواء التصوري أو التصديقي؟
 لقد ذكرنا في العقل العملي مع الشهيد الصدر حيث تبنى المصادرة اي ان العلم الحصولي ليس في بداهة بالدقة العقلية لكن العقل يعتد بهذه الدرجة من الانكشاف انها مائة بالمائة
 لكن الصحيح ان بداية انطلاق البديهيات في العلم الحصولي ليس هو المصادرة العقلية الذي تبناه الشهيد الصدر بل هو كما ذكرناه قديما وتشير اليه البيانات الوحيانية ان مبدأ البديهيات في العلم الحصولي هو العلم الحضوري وقد ورد في اصول الكافي حيث قال الامام الصادق (عليه السلام) لايعرف أحد أحداً الاّ بالله فمبدأ كل هذه الامور هو العلم بالواقعية الامتناهية وهو الله تعالى وعلى هذا المبدأ تكون البراهين الفطرية وهي براهين الصديقين
 ففي الحقيقة إذاً لايمكن معرفة شيئ من دونه تعالى وهذا بحث مفصّل نستفيد منه في الاصول وفي هذا اسرار عجيبة فاذا كان للانسان هكذا قدرة فمعرفة مادون الله هو امر يسير ولو حضورا
 ونقطة اخرى نذكرها وهي البداهة وعدم البداهة وهي نقطة نظرية ففي جملة من المعلومات ليستا صفتين نسبيتين ذاتيتين لكن في اكثر الموارد امور نسبية فمثلا أصل الواقعية الامتناهية هي امر بديهي واكتناف الواقعية الامتناهية هو أمر نظري ممتنع وما بينهما بعضه بديهي والكثير منه نظري مجهول
 لذا فالتبده والنظرية صفتان للمعلوم بلحاظ الذهن وليستا صفتان للمعلوم بما هو هو فان سعة العلم تبده امور كثيرة وضعف العلم يسبب ابهام المعلوم
 ومن ثم ان أحد الفوائد العظيمة لاكتساب العلوم هو الذكر أي تتبده لدى الانسان ماكان جاهلا وناسيا لها بخلاف ما اذا قل اكتسابه للعلم فان مساحات الابهامات والجهالات تزداد عنده
 وان التصور بالدقة هو تصديق مبدّه فالاخبار بعد العلم بها هي أوصاف والأوصاف قبل العلم به أخبار فالتصديق اذا بدّه يختزنه العقل البشري بنمط صورة وتصور فالتصورات تصديق مبدّه ثم التصورات
 وهنا بحث آخر وهو إنه لدينا عقل عملي وعقل نظري