الأستاذ السند

بحث الأصول

33/02/23

بسم الله الرحمن الرحیم

 الموضوع: دوران الأمر بين النسخ والتخصيص
 كان الكلام في البداء وتقدم انه قد وردت روايات مستفيضة ومتواترة عن أهل البيت (عليهم السلام) في ذلك
 وكذا الكلام في الرجعة فانه لم يتم التطرق الى بحث الرجعة بصورة مكثفة مع ان الرجعة هي مظهر جلي للمعاد والقدرة الالهية، والروايات في ذلك كثيرة
 وقلنا ان الطوائف في روايات البداء متعددة، ففي الروايات في خلق الاسماء الالهية فانه أول ما خلق أربعة اسماء وهي الله وتبارك وتعالى والاسم الرابع هو اسم مستأثر وفي الروايات منه يكون البداء الأعظم
 فقسم من البداء يمحوا ويثبت فيمحو ماكان ثابتا ويثبت مالم يكن ثابتا
 وقسم من البداء يؤجل أو يعجل فليس هو محو بالمرة بل هو تعجيل أو تأجيل وهذا من قبيل الممانعة
 وكذا الروايات الواردة في علم الله تعالى، من ان لله تعالى علمان علم مخزون ومنه يكون البداء ولايعلمه الاّ هو وهذا يطابق الروايات الواردة في خلق الأسماء، وعلم آخر علّمه ملائكته وانبيائه واوصيائه ولايكذب الله نفسه ورسله اي ليس فيه بداء
 وهناك روايات في تقسيم العلم الى علم آخر وهو علم موقوف اي علّمه ملائكته وانبيائه ورسله قد يحصل فيه البداء وقد لايحصل
 كما انه هناك روايات واردة في الجبر والاختيار وهي متعرضة للبداء أيضا
 والروايات الوارد في الصدقة والدعاء فيها تعرض للبداء
 وكذا الروايات الواردة في غفران الذنوب ففيها تعرض بشكل وآخر للبداء
 فالنسخ التكويني أو البداء على اقسام كثيرة جدا
 والبداء مع انه أعظم من القضاء والقدر فان تعلمه والتعرف به مأمور به
 مع انه في القدر والقضاء الذي قد ينتهي الى الظن بنقص الله وان الله عزوجل غير قادر لاسامح الله فقد وردت الروايات بعدم الولوج فيه، بينما في البداء مع انه أعظم وهو مهيمن على القضاء والقدر فانه قد ورد التعلم به
 ففي القدر وردت الروايات انه لم يخض فيه أحد الاّ ازداد جهلا ولعل أحد الاسباب هو ان القدر محكوم فيه بالبداء وهذا بخلاف البداء
 فقد ورد في الحديث: فأمضى ماقضى وقضى ماقدر وقدر ما أراد فبعلمه كانت المشيئة وبمشيئته كانت الارادة وبارادته كان التقدير وبتقديره كان القضاء وبقضائه كان الامضاء، والعلم متقدم على المشيئة والمشيئة ثاني والارادة ثالثة والتقدير واقع على القضاء بالامضاء فلله تبارك وتعالى البداء فيما علم متى شاء وفيما اراد بتقدير الاشياء فاذا وقع القضاء بالامضاء فلا بداء فالعلم بالمعلوم قبل كونه ...