الأستاذ السند

بحث الأصول

32/12/26

بسم الله الرحمن الرحیم

 الموضوع: الخطاب للمشافهين
 كان الكلام في الثمرة من اختصاص الخطابات بالمشافهين وعدم اختصاصها
 وبقي هذا البحث وهو لو كان المشافهون متصفون بوصف غير قابل للزوال حينئذ ربما يكون المتكلم قد اعتمد عليه مع فرض كون الخطاب مختصا بالمشافهين
 ومعه فاصالة الاطلاق لاتجري لان هذا الوصف الثابت هو بمثابة قرينة قد يكون المتكلم قد اعتمد عليها فلاتجري اصالة الاطلاق
 وهذا من حيث كونه افتراض هو صحيح ولكن من حيث الوقوع هو اول الكلام حيث لانحتمل اختلاف الأحكام بين من وجد من التابعين الذي لم يدركوا عصر النص وبين من كان موجودا في عصر النص والصدور فهذا الامر غير محتمل عرفا
 فهذا الاشكال من حيث الكبرى هو تام ولكن ظهوره في التقييد ليس عرفياً فلو كان دخيلا لما اكتفي بذلك ولااقل يكون مجرى لقاعد الاشتراك
 فصفة الحضور والوجود لايمكن إدراجها صغرويا من الصفات التي اعتمد عليها المتكلم بشهادت حتى اعداء الدين من انهم مشتركون في الاحكام بحسب قاعدة الاشتراك
 فادلة قاعدة الاشتراك ادلة مبينة وهي بنفسها برهان على ان الخطابات الشرعية ليست خاصة بالمشافهين لاخطابا كمسألة اصولية ولا أحكاما كمسألة فقهية
 لذا قيل حتى الاحكام الولائية للرسول وائمة أهل البيت (عليهم السلام) هي مؤسسة على الدوام، كبنود رسول الله (صلى الله عليه واله) مع أهل الذمة
 والفائدة المهمة هنا هي ان القضايا الخارجية الأصل فيها القضايا الحقيقية
 لو ورد عموم ثم جاء ضمير يرجع الى بعض العموم
 ومثاله الواضح في سورة البقرة والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء ولايحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في ارحامهن إن كن يؤمن بالله واليوم الاخر وبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن ارادوا إصلاحا فالحكم هنا عام
 ولكن الحكم الثاني الذي تعقب الحكم الاول وهو وبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن ارادوا إصلاحا يختص بخصوص المطلقات الرجعية
 فهل العموم السابق على هذا الضمير يتبدل ظهوره من عموم العام الى ظهوره في خصوص مقدار الضمير أو يبقى العموم على حاله والضمير لابد من التصرف فيه بنحو خاص؟
 والكلام هنا في مورد عُلم يقينا ان الضمير يعود الى بعض افراد العام فحكم الضمير وهو وبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن ارادوا إصلاحا معلوم انه خاص بالمطلقة الرجعية فهنا المراد من الضمير كونه أضيق من عموم العام
 والكلام هنا هل هذا المقدار يوجب قلب ظهور العام السابق او لا؟
 فاذا بقيت اصالة العموم في العام فيصير هذا استخدام في علم البديع مثل (نزل المطر فرعيناه) أي رعاية الزرع الذي نبت بالمطر