الأستاذ السند

بحث الأصول

32/12/24

بسم الله الرحمن الرحیم

 الموضوع: الخطاب التكويني والإنشائي والإخباري
 الجهة الثالثة في الخطابات للمشافهين
 فهل الالفاظ وضعت للمشافهين أو للأعم؟ قيل ان الاشهر ان الالفاظ موضوعة للمتواجدين في مجلس التخاطب
 وقد اشكل على هذا القول بأنه مبني على كون ادوات الخطاب موضوعة للخطاب التكويني أما اذا بني على ان ادوات الخطاب موضوعة للخطاب الانشائي او الاعتباري او الايقاعي فالصحيح انها غير مختصة بالمتواجدين المشافهين بل تشمل حتى الغائبين والمعدومين
 ولابد من الاشارة هنا الى نقطة مهمة وهي ان الجملة الخبرية هي مثل (كتابك في البيت) فكيف يكون الخطاب ايقاعي
 وقلنا انه مامن إنشاء الاّ وفيه إخبار ومامن إخبار الاّ وفيه انشاء أما ان يتمحض الانشاء او الاخبار فهذا نادر الوجود
 وبيان ذلك: عندما نقول (المال حاضر لأداء الدين) فان نفس الاخبار يعدونه انشاء فان متعلق الإخبار هو حكاية فالمسموع يُري الواقع أما نفس الاخبار والحكاية كفعل فهي انشائية اعتبارية فلو لم ينشئ المخبر فلا يكون الإخبار اخباراً
 واما الانشاء فعندما يقول بعت والآخر يقول قبلت فهذا عندما ينشئ فانه يخبر ان لديه ارادة جدية بالوفاء والاّ لما كان الانشاء انشاء
 ففي الحقيقة الانشاء يتضمن الاخبار والحكاية عن امور عديدة لاعن الارادة الجدية فحسب وهو يختلف حسب موارد الانشاء
 فمامن انشاء الاّ وفيه اخبار ومامن اخبار الاّ وفيه انشاء وان تعددت حيثية الانشاء والإخبار
 وقد افتى الفقهاء بان الشخص اذا وعد وفي قصده عدم ارادة الوفاء بالوعد فانه فعل حراما لانه كذب مع ان المدلول المطابقي هو الانشاء وان الاخبار هو مدلول التزامي
 نرجع الى المقام في الجهة الثالثة
 فان أدوات الخطاب هل وضعت للخطاب التكويني او وضعت للخطاب الايقاعي أي الخطاب الانشائي والاعتباري؟
  فالترديد بين الخطاب كانشاء وخطاب كتكوين
 والحيثيات هنا ثلاثة وهي اخبار وانشاء وتكوين
 والترديد في مورد الخطاب التكويني (يافلان) وهو احداث الانتباه لدى السامع وبين الخطاب الانشائي
 اما الوجود التكويني فهو الوجود العيني
 والوجود الانشائي هو وجود فرضي واعتباري
 واما الوجود الاخباري هو الوجود الذهني الحاكي
 فنقول ان ادوات الخطاب هل وضعت للخطاب الاخباري او وضعت للخطاب الانشائي او وضعت للخطاب التكويني
 والتمني مثل (ياليت) هل وضعت للتمني التكويني او الانشائي او الاخباري
 وكذا الكلام في الفاظ الدعاء مثل (اللهم) وكذا الفاظ الامر وكذا الفاظ الترجي وهكذا
 الرأي الأخير الناضج في علم البلاغة والاصول هو ان كثير من الألفاظ الانشائية هي موضوعة لهذه العناوين الثمانية لوجودها الانشائي لا لوجودها التكويني ولا لوجودها الاخباري
 فـ (ليت) وضعت لانشاء التمني وليست لايجاد التكوين للتمني ولا للتمني الاخباري وانما هي لاجل التمني الانشائي
 والتمني التكويني هو الحالة النفسية
 والتمني الاخباري هو انك عندما تنشئ التمني فانك في صدد الاخبار بوجود ذهني عن الوجود العيني وهو في نفسك
 فهل ادوات الخطاب وضعت للخطاب التكويني او وضعت للخطاب الانشائي
 قالوا ان الصحيح هو ان ادوات الخطاب موضوعة للخطاب الانشائي مع انها لاتستعمل في الاخبار
 فالخطاب الانشائي لاينحصر وجوده في المشافهين بل يشمل الغائبين والمعدومين