الموضوع: أنواع اليات الفحص
كان الكلام في نتيجة الأدلة السابقة التي تقدمت من انها تقتضي الفحص بأي قدر
وقد مرّ التعليق على ماذكره الاعلام من عدم لزوم العلم أو عدم لزوم الاطمئنان
ومرّ أيضا ان بحث الفحص ومقداره وكيفية الياته وبرنامجه يعتبر من خفايا الاستنباط في الاجتهاد والفقاهة
وخلاصته ضرورة اكتساب تجارب السابقين من الاعلام وهو عبارة عن تخزين لتلك الجهود مع اضافة المزيد
وهذا الامر يحتاج الى مزيد من التمرس والمتابعة والاُنس حتى يصل الانسان الى الغاية المتوخاة
نعم دعوى حصول العلم بالعدم هي دعوى جزاف ولكن دعوى تحصيل الاطمئنان لمثل هذا العناء يمكن دعواه
ثم ان درجات الفحص تختلف بحسب المسألة وان الفحص لايختص بالفحص عن المخصص والمقيد بل الفحص هو عبارة عن استكمال واستتمام كل عملية استنباطية فقها واصولا
فالفحص هو عبارة عن استتمام كل مراحل الاستنباط ومناهج الاستنباط
كما انه من الضروري جمع خبرات الاخرين باعتبارها جهد حاضر بين يدي الفقيه
وتأييداً لهذه النقاط الثلاثة سيما النقطة الاولى ذكرنا في مبحث الحجج في الدورة السابقة مايقال من ان أي شيئ يثبت بأي حجة وأي حجية من الحجج تثبت أي شيئ
وهذا فيه تأمل ومسامحة
فان استاذنا المرحوم الميرزا هاشم الآملي (قده) وهو تلميذ اقا ضياء (قده) قد أشار إجمالا الى انه كيف تكون البينة في كل الابواب تثبت بموثقة واحدة؟
وهو في الحقيقة يشير الى ان الحجج لايمكن ان نقول ان كل شيئ يثبت بكل حجة من الحجج فلو كان للشيئ أهمية خاصة فلابد ان يثبت بحجة متناسبة معه لانه يعتمد لنفس المسالة
وللتوضيح اكثر نقول
نرى في بحوث العقائد ان الأدلة في التوحيد اكثر وضوحا وتوهجا وبيانا ثم الادلة على النبوة والمعاد وبعدها الادلة على الامامة وهكذا
فالأدلة تأتي بمقدار الأهمية للبحث ووتيرة الفحص ليست على درجة واحدة
فالمسائل الخفيفة المؤنة تكفي فيها المعرضية واما المسائل الام فهي تحتاج الى اطمئنان واما المسائل التي لها أكثر مركزية فلايكفي فيها الاطمئنان وحسب بل لابد لها من توفر الادلة
هل يختص خطاب الوحي بالمشافهين
هل خطابات الوحي (القران والاحاديث) مختصة بالمشافهين أويشمل الغائبين الموجودين أويشمل حتى المعدومين من الأجيال اللاحقة الى يوم القيامة
وهذا العنوان مطروح في العصر الحديث من انه هل القران الكريم هو تاريخاني أي مطروح لزمانه فقط او ان خطابات القران اعدت لجميع الاجيال
وهذا مبحث حساس لابد من التعرض له