الموضوع: استصحاب العدم الأزلي
كنّا في المقدمة الثالثة لاستدلال الميرزا النائيني على مدعاه من عدم جريان استصحاب العدم الأزلي ويثبت ذلك من خلال اثبات ان الموضوع العام بعد تخصيصه بمخصص منفصل يصبح مركبا نعتيا
فمدعاه ان التخصيص بالمنفصل يوجب اتصاف العام بعنوان العدمية مغاير للخاص الخارج بنحو التركيب النعتي فيكون استصحاب العدم في نفسه بنحو القضية السالبة المحصلة لاتثبت الاتصاف بالعدم اي لاتثبت الموجبة المعدولة
فاثبات السلبة المحصلة سواء العدم في ليس التامة او ليس الناقصة ليس هو الاتصاف بالعدم بل هو سلب الاتصاف
فسلب الاتصاف وهو القضية السالبة المحصلة لايحرز الاتصاف بالعدم وهو الموجبة المعدولة ومن ثم هذا الاستصحاب للعدم الازلي مثبت لان موضوع العام بعد التخصيص عنديه (قده) تركيب نعتي من موضوع العام الاصلي مع الاتصاف بعدم الخاص
وهذا ملخص مدعى الميرزا النائيني في الاستدلال
وحجر الاساس في الخلاف هو ان الخاص بعد تخصيصه بالعام هل يكسب العام وموضوعه نعتا عدميا ام انه يكسبه ضميمة عدمية وليس نعتا بالعدم
فلو كانت ضميمة عدمية وليس نعتا بالعدم فهو تركيب انضمامي ويمكن احراز التركيب الانضمامي باستصحاب العدم الازلي وهذا هو لب البحث فهو بحث في موضوع استصحاب العدم الازلي او نقول هو بحث في الأدلة الاجتهادية
نرجع للمقدمة الثالثة للميرزا النائيني حيث قسم الموضوعات من امور متعددة الى ثلاثة اقسام
اما جوهر وجوهر فهو تركيب انضمامي او جوهر وعرض وهو قسم ثاني او عرضين فهو قسم ثالث
ثم القسم الاول يكون تركيبا انضماميا لان الجوهر والجوهر ليس احدهما نعت للاخر
ثم القسم الثاني فهو ذو شقين، الاول جوهر مع عرض نفسه وهو تركيب نعتي، والثاني جوهر مع عرض جوهر اخر وهو تركيب انضمامي
وقد تقدم ذكر ذلك
القسم الثالث: يتشقق الى شقوق
الشق الاول: عرضين لجوهر واحد وهما في رتبة واحدة متوازيين
وفي هذا الشق لامحالة يكون التركيب انضمامي، مثلا المسافر يسافر ويقصّر صلاته بشرط ان يكون قصده مباحا من السفر وان لايكون كثير السفر فهذان العرضان يعرضان على المسافر في رتبة واحدة
الشق الثاني: عرضين لجوهر واحد بنحو طولي اي احدهما يعرض على الجوهر والثاني يعرض على الجوهر بتوسط الاول فهنا لامحالة يكون التركيب نعتي لان احدهما في طول الاخر، مثل شدة الصفرة فان الشدة عرض واللون عرض والجدار معروض لكنها جميعا في طول واحد
الشق الثالث: عرضن لجوهرين فلامحالة يكون التركيب انضمامي لان احد العرضين ليس ناعتا للعرض الاخر
وهذا التقسيم الثلاثي بشقوقه وكل من هذه الشقوق بشقوقه ضابطة صناعية ذكرها الميرزا النائيني للتعرف على اقسام الموضوعات من كون تركيبها انضمامي او نعتي
وهذا الافراز من الميرزا للتركيب الانضمامي عن التركيب النعتي هو لاجل الاستصحاب الوجودي او العدم الازلي
الآن نكرر عناوين المقدمات الثلاثة
الاولى: ان المخصص بخروجه من العام يقيّد العام
الثانية: ان وجود الشيئ او عدمه على اقسام
الثالثة: اقسام تركيب الموضوعات من النعتية والانضمامية
هنا نشير الى نقطتين
الاولى: لابد من الالتفات الى ان التركيب في الموضوعات من امور متعددة لانظن انه من شيئين بل هو من أشياء عديدة ومعه فقد تختلف طريقة التركيب بين بعضها البعض
الثانية: ان دأب الفقهاء لاسيما تنقيحات المتأخرين عندما يلجون في باب أو فصل فقهي يعملون حذاقتهم في تشخيص الجزء الاول الرئيسي في الموضوع