الأستاذ السند

بحث الأصول

32/10/22

بسم الله الرحمن الرحیم

 الموضوع: استصحاب العدم الأزلي
 كنّا في المقدمة الثانية من المقدمات التي استدل بها الميرزا النائيني وهي عبارة عن اقسام الوجود
 فالوجود المحمولي وهو الوجود المضاف الى ماهية الشيئ فقط ويعبر عنه بـ كان التامة
 والوجود النعتي والرابطي وهو الذي يعبر عنه بـ كان الناقصة
 وفي قبال هذين القسمين من الوجود يوجد قسمين من العدم وهما ليس التامة اي عدم الوجود المحمولي وليس الناقصة في قبال الوجود النعتي او الوجود الرابطي
 هنا الميرزا النائيني والسيد الخوئي (رحمهما الله) يعبران عن ليس الناقصة بالعدم النعتي وهذه مسامحة ولو ارتكازا هما يفرقان
 ففي الحقيقة في جانب العدم يمكن ان نقول هناك ثلاثة اقسام مقابل القسمان من الوجود
 فمقابل الوجود المحمولي يوجد ليس التامة وهو العدم المحمولي ومقابل الوجود النعتي يوجد ليس الناقصة
 كما انه يوجد عدم من نمط اخر وهو الموجبة المعدولة المحمولة (زيد غير قائم)
 فلو اريد من العدم النعتي نعت العدم فالصحيح ان ليس الناقصة هي عدم الوجود النعتي لاعدم نعتي
 ففرق بين كون العدم ينعت به وبين عدم الوجود النعتي فعنوان اسم العدم النعتي يحصل فيه ترديد واجمال
 فالعدم النعتي ليس هو مفاد قضية ليس الناقصة فان الكثير من الباحثين الكبار ظنوا ان مفاد ليس الناقصة هو العدم الذي هو وصف نعتي
 مثلا جملة من الاعلام قالوا اذا كان مفاد التخصيص ليس التامة فالتركيب انضمامي وان كان مفاده ليس الناقصة فالتركيب نعتي وهذا من الاشتباه
 فان مفاد ليس الناقصة هو ازالة سلب الوجود النعتي لا ان العدم هو نعتي، وفرق بين سلب النعت وهي ليس الناقصة وبين نعت السلب وهي الموجبة المعدولة
 فالصحيح في هذه المقدمة ان ليس الناقصة هي سلب الوجود النعتي وليست نعت السلب
 نعم القضية الموجبة المعدولة هي قضية نعتية فلابد من الفرق بين هذه القضايا الثلاثة
 والخلاصة ان كان التامة تركيب انضمامي، وكان الناقصة تركيب نعتي، وليس التامة تركيب انضمامي، وليس الناقصة تركيب انضمامي، والموجبة المعدولة تركيب نعتي
 فهذه خمسة قضايا اثنان منها تركيب نعتي والثلاثة الباقية تركيب انضمامي
 وبيت القصيد في البحث هو ان خروج الخاص بالتخصيص غايته نقيض الدخول الخاص او ضد
 وبعبارة اخرى التخصيص هل يكسب العام نقيض الخاص او يكسبه شيئ مضاد للخاص؟
 فلو قلنا غاية التخصيص وخروج الخاص نقيض الخاص فتكون سالبة محصلة فالتركيب انضمامي
 واما اذا بنينا على ان التخصيص مفاده ونتيجته اثبات ماهو مضاد للخاص فتكون موجبة معدولة اي نعت (غير قائم)
 وهذا تمام الكلام في المقدمة الثانية
 المقدمة الثالثة: ان التركيب في الموضوعات الفقهية بين الشيئين او الاشياء اما هما جوهران او جوهر وعرض او من عرضين
 فاذا كان الموضوع مركب من جوهر فلا محالة التركيب يكون انضماميا لان الجوهر ليس ناعتا للجوهر حتى في الصورة والمادة
 واما اذا كان مركبا من جوهر وعرض، فهنا قسمان:
 اذا كان الموضوع مركب من جوهر وعرض الشيئ نفسه فيصير التركيب نعتي
 اما اذا كان جوهر وعرض جوهر اخر فالتركيب يصير لامحالة انضمامي اي نفس القسم الثاني في قسمين، مثاله المصلي واللباس مما يؤكل فالتركيب من الانسان وما يؤكل هو تركيب انضمامي
 واما اذا كان مركب من عرضين فهو على ثلاثة اقسام:
 تارة عرضين بجوهر واحد في رتبة واحدة، مثل استقبال المصلي للقبلة وطهارة المصلي فكل منهما للمصلي لكنه في رتبة واحدة
 وتارة عرضين لجوهرين بنحو طولي، مثل الصلاة عرض للمصلي وفريضية الصلاة عرض للصلاة
 وتارة عرضين لجوهرين وسنتعرض له انشاء الله