الموضوع: استصحاب العدم الأزلي

 كان الكلام في المقدمة الاولى التي ذكرها الميرزا النائيني وهي ان النتيجة من التخصيص هو تقييد موضوع العام

 وقبل الانتقال للمقدمة الثانية والثالثة لابد هنا من وقفة وهي

 ان التقييد اعم من التقييد بنحو النعت او التقييد بنحو الانضمام فكل من التركيب بنحو الانضمام والتركيب النعتي فكل منهما تقييد

 المقدمة الثانية: بيان انحاء وجود الشيئ وانحاء وجود الاشياء، او انحاء عدم الشيئ وانحاء عدم الاشياء

 فالشيئ وان كان عرضيا فان له وجود محمولي ووجود رابطي

 فالوجود الاسمي والمحمولي هو وجود نفس الماهية اي وجود الشيئ في نفسه كوجود البياض والحرارة فهذه يعبر عنها الوجود المسند لماهية الشيئ نفسه ويسمى كان التامة

 وعدمه يسمى ليس الشيئ فمقابل الوجود المحمولي يكون العدم المحمولي وهذا النمط من الوجود يقرر للاعراض والجواهر وكثير من الامور الاّ بعض النسب والاضافات التي ليس لها تقرر في ذاتها

 وفي قبال هذا الوجود والعدم هناك الوجود الرابطي وهو يسمى كان الناقصة مثل كان زيد قائما فهنا لايلحظ وجود القيام بنفسه بل يلحظ كعرض لزيد، وفي قباله العدم الناقص مثل ليس زيد قائما

 وهذا الوجود في نفسه يسمى الوجود المحمولي ونفس هذا احد حيثيات وجوده انه ناعت لغيره ويسمى الوجود الرابطي

 اذاً الوجود الرابطي يعبر عنه بـ (كان الناقصه) وعدمه يعبر عنه بـ (ليس الناقصة)

 الفائدة في اثارة الميرزا النائيني لهذا المطلب

 وذلك لاجل بيان ان التركيب النعتي لابد ان يكون ضمن كان الناقصة واما التركيب الانضمامي فلابد ان يكون في كان التامة لان التركيب النعتي ناعت لغيره بينما التركيب الانضمامي لايلحظ الشيئ ناعتا لغيره فيكون محمولي

 وفائدة المقدمة الثانية هو اذا اراد الفقيه بميزان منطقي وفلسفي تحديد الموضوعات المركبة انها مركبة بنحو التركيب الانضمامي او النعتي فلابد من تحديدها بالوجود المحمولي او الوجود الرابطي

 ثم انه عندما يقال ان التركيب الانضمامي هو الوجود المحمولي هو بحسب الغالب فاذا كان الملحوظ ان الجزء الثاني ناعت للاول كما لو لوحظت الطهارة وصفا للمصلي وقد اخذ المصلي في الصلاة فيقال هنا الوضوء والطهارة اخذت وصفا للمصلي والمصلي ايضا جزء الصلاة

 اما لو لاحظنا الطهارة التي هي وصف ناعت للمصلي فلو لاحظنا الطهار مع نفس الصلاة فالطهارة ليست وصفا ناعتا للصلاة نعم هي وصف ناعت للمصلي

 فوجود الطهارة لم يلحظ ناعتا للصلاة وان لوحظ ناعتا للمصلي فلو لاحظنا العلاقة بين الطهارة والصلاة فالتركيب يكون انضمامي اما اذا لاحظنا العلاقة بين الطهارة والمصلي فيكون التركيب نعتي لأن وجود الطهارة بالاضافة الى الصلاة ليس كان الناقصة وليس الوجود الرابطي الناعت