الموضوع: استصحاب العدم الأزلي
مرّ بنا ان حقيقة البحث في التمسك بالعموم بضميمة استصحاب العدم الازلي هو البحث عن حقيقة الموضوعات المركبة بانها على كم قسم وكيفية التركيب فيها
فالشغل الشاغل هو حول هذا البحث وان اي من الاجزاء تؤخذ في الموضوعات المركبة المستخلصة من العمومات والمخصصات او المطلقات والمقيدات
النقطة الرابعة: قال سلطان العلماء ان العام بعد التخصيص يبقى على ماهو عليه وليس هو مجاز سواء في المخصص المتصل او المنفصل، وهذا متفق بين المتأخرين
فبناء على هذه النظرية من سلطان العلماء يكون المخصص المنفصل لاريب انه لايتصرف في الظهور الاستعمالي للعام ويتصرف فقط في الظهور الجدي
أيضاً زاوية اخرى متفق عليها عند المتأخرين وهي ان المخصص المنفصل الوجودي يكسب العام عنوانا عدميا كما في العكس اي لو كان المخصص عدميا فانه يكسب العام عنوانا وجوديا وهذا لاثمرة فيه في محل البحث، مثل كل امراة تحيض الى خمسين سنة الاّ القرشية
وقد خالف في ذلك المحقق اقا ضياء الدين العراقي فانه يقول خروج عنوان وجودي عن العام لايتصرف ولايُكسب العام شيئا بل يبقى العام على حاله ويقول هذا نظير إنعدام وموت بعض الافراد فهو لايغير القالب العام عما هو عليه فكذا الحال في الاخراج بالتخصيص فهو لايغير العام عما هو عليه، وهذا خلاف المعروف عند الاصوليين
اذاً العام بالتخصيص بالمخصص المنفصل يتصرف في الظهور الجدي للعام ويُكسبه عنوانا عدميا وهذا متفق عليه بين الاعلام
والمختلف فيه بين الاعلام هو ان كل امرأة غير القرشية تحيض الى الخمسين فهو عنوان عدمي لكن بنحو التركيب النعتي فهي قضية معلولة
فالمخصص الوجودي المنفصل يكسب العام عنوانا عدميا لكنه بعنوان وجودي معلول، وهذا القول يصر عليه الميرزا النائيني
وهنا قول للاخوند وهو انه لايكسب العام عنوانا معلولا نعتيا وانما يكسب العام عنوانا سلبيا بنحو القضية السالبة المحصلة مثل كل امرأة ليست بقرشية
والفرق بين القول الاول والثاني هو ان القول الاول عنوان وجودي وقضية معلولة بينما القول الثاني هو عنوان سلبي وقضية سالبة محصلة
والفرق الاوضح والاظهر بين القولين في حقيقة الموضوعات المركبة واقسام الموضوعات المركبة وكيفية التركيب في الموضوعات المركبة
وهذا الاختلاف بين القولين بالدقة في الحقيقة يرجع الى ان التركيب الذي يُكسبة الخاصة بالتخصيص بالعام هل هو تركيب نعتي او تركيب انضمامي
فالتركيب في الموضوعات والماهيات على انحاء متعددة أهمها هذين القسمين وهما التركيب النعتي والتركيب الانضمامي
فالتركيب النعتي هو التركيب بين الصفة والموصوف والتركيب الانضمامي هو ضم شيئ مستقل الى شيئ مستقل مثل تركيب الاجزاء في الصلاة فهي ليست ناعتة لبعضها بل هي ضميمة لبعضها البعض