الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

43/08/09

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع:الأجرة ونية العبادات ودواعي القربى

كان الكلام في أخذ الاجرة على العبادات سواء العبادات النياية او العبادات غير النيابية في ان يؤتى نيابة عن الغير او العبادات التي يؤتى بها عن النفس فالاشكال ان الاجرة او الجانب المادي يخالف تارة يقرر انه يخالف اصل القربة يتناقض مع اصل القربة

وتقدم جوابه وانه ليس هناك تنافي مع قصد القربة باعتبار ان القربة فعل خفي انما ياتي به الاجير قربة اي خلوصا لله و الا ليس هناك من يلجئه او يلزمه بذلك الا بالداعي الالهي فان ليس هناك تناقض لان طبيعة القربى فعل قلبي جناحي

تارة اخرى قد يشكل في الاجرة على العبادة النيابية و غير النيابية بانه ينافي خلوص القربة ولا يتنافى مع اصل وجود التقرب ولكنه يتنافى مع خلوص القربة كيف يتنافى؟ على كل دخلنا في مبحث الضمائم المباحة كي نرى انه يتنافى ام لا و مر بنا ان الاعلام في مبحث النيات العبادية قالوا بان الدواعي المباحة التي تنضم الى الداعي القربي الدواعي المباحي يعبر عنها الضمائم المباحة تنضم الى داعي القربى هذه كما قال الاعلام قد تكون طولية و قد تكون عرضية اذا كانت طولية فلا تنافي وجود القربى و لا خلوصه ما دامت مباحة افترض حتى مكروهة او واجبة مادامت انها ليست بمحرمة الدواعي الطولية ليس هناك فيها تناقض نعم لو كانت الدواعي الطولية محرمة لكان هناك تنافي مع القربى الدواعي المحرمة توجب بطلان العبادة سواء كان طوليا او عرضيا لانها لا تتناسب مع رجحان التقرب و المحرم اذا كان لا يناسب الواجب التوصلي فكيف بك بالواجب العبادي فالدواعي المحرمة سواء كانت طولية او عرضية لا يصح معها التقرب رياء كان او غير رياء اذا كان الداعي محرما طبعا الطولية مربنا ضابطتها الاجمالي الداعي الطولي يعني نفس التقرب اي العمل بداعي التقرب الى الله لكن هذا التقرب الى الله يثمر الزيادة في الرزق او دفع البلاء الصلاة اول الشهر لاجل دفع البلاء لذالك الشهر مع انه امر مادي مباح راجح او مادي مباح بالمعنى الاخص او مباح بالمعنى الاعم هذا لا يتنافى لكن لو كان الداعي محرما من اساسه باطلا المسجد الوقف ايضا يصير باطل لمسجد اسس على تقوى من الله احق ان تقوم فيه اما المسجد الضرار اصلا وقفيته فيها اشكال لانه قصد به ارصادا و تفريقا و كفرا في طول المسجدية يقصد امور محرمة من ثم هدمه النبي صلى الله عليه واله اصلا اصل القربة ما تحصل الدواعي الطولية محرمة طبعا الاعلام بعضهم قال لماذا عن المساجد و الاوقاف التي يوقفهاغير المواطنين تارة المستضعين الامر هين تارة غير المستضعفين و غير المؤمنين فهل تقع و تصح ام لا ؟ المعروف بحسب النصوص تقع الان لماذا و كيف تخريجها بحث آخر

هذا دليل على ان الولاية شرط في صحة العبادات و لها بيان عقلي لطيف وهو ان الذي يقوم بالخيرات او العبادات بما يصب في ولاء ائمة الضلال هذه العبادات العكس غاياتها محرمة ليس فقط لا توجب صحة التقرب بل في الادلة ما يدل على ان تلك العبادات يعذب عليها تارة ترك الصلاة يعذب عليها تارة زيادة على ذلك الرياء فيه حرمتان اي حرمة؟ حرمة ترك الصلاة او اي عبادة واجبة صحيح و تارة الرياء لم ينتسب فهذه عموم هذه الحرمة الاولى و الحرمة الثانية ان نفس هذه العبادة اتى بها تخضع بها لصنم النفس عبد غير الله فهذا لما عبد غير الله اتى بمحرمين محرم ترك العبادة المحرم الثاني عبد غير الله فالذي بالعبادة الريائية يرتكب محرمين. كيف تصوير ذلك في الحقيقة الدواعي المحرمة الطولية كموالات ائمة الضلال عباداتهم ليست فقط عقوبة ترك العبادة بل عقوبة ثانية وان هذه العبادة لم تكن عبادة لله كان خضوع و ترويج للضلال قراءة القرآن تكون عقوبة عليها القتل في الحرب تصير عليه عقوبة لم؟ لانه يصب في تشييد كيان الضلال يقال هذا حافظ القرآن و هو موالي لامام من ائمة الضلالة وبالتالي داعم لكيان ذلك الحاكم الجور او فلان يقوم بخيريات هذه الخيريات تصب في تششيد السياسات احد الدوى العظمى الجائرة التي هي تنهب الثروات و تسفك الدماء و تعيث في الارض فسادا فصار هذا الامر الخيري الذي الصق بكيان الضلال ترويجا لفساد تلك الدولة الجائرة او ذلك النظام يعني ترسيخ خداعه في السياسة او ... لذلك الامر حساس هذا معنى الولاية شرط في العبادات سبحان الله انها تلقائيا عبادة حتى الصلاة الجماعة كذا من نصبه او من جعله تحت اشراف من يصلي جماعة في اي كيان مثلا في مسجد الحرام في مذهب كذا ترويج لمن او هو ينتمي لاي مذهب هذا صلاة من هو صاحب المذهب الفلان فنفس العبادات تصب في المسار اما مسار هدى او مسار الضلال او هذا حرب فلان مذهبه ماذا ؟ تبع متفوق او ان هذا تبرع في كذا المحرومين و النازحين وهو دينه كيت فلاني مثلا مذهبك مثلا فلاني لاحظ هويته منتمية الي دولة كل اعماله تصب فيمن يواليه شاء ام ابى حتى يكون الوالي هو الدال الذي يدل على كل الاعمال بدلالته يعني هو برمج لكل هوية اعمال النسان داعي الطولي اذا كان باطل على العكس اذن ليس عبطا تسالم علماء الامامية الا من شذ على ان الولاية شرط في صحة العبادات لانك شئت ام ابيت انت وجهت وجهك للذي فطر السماوات من اي باب؟ من باب هدى او من باب ضلال ﴿رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتي‌ بِوادٍ غَيْرِ ذي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوي إِلَيْهِمْ وَ ارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُون﴾[1]

اصلا غاية العبادات و الشعائر تلقائيا انها تتلون . ﴿فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوي إِلَيْهِمْ..﴾ فانه لا يخلو الامر من امرين اما تهوي اليهم او تبغضهم وتناولهم وتناصبهم الاعداء تلقائيا وهذا برهان عقلي و ليست قضية تعبدية ومن ثم الولاية شرط الصحة و ليست شرط قبول لان تلقائيا هوية العبادة هي عبادة الله او عبادة الاغيار فهذه فرز على صعيدة الهوية او على صعيد الثمرة و النتيجة؟ على صعيد الهوية ليس الا. اصلا من غير المعقول ان تكون الولاية شرط القبول بل قبل شرط القبول هي شرط الصحة شئت ام ابيت تصب اعمالك كلها في ذلك على كل هذا بيان للداعي القربي الطولي وان الولاية اما والي هدى او والي ضلالة فالولاية تلقائيا هي السبيل الى الله في زيارة عاشوراء وهي ناموس و حديث قدسي كما ذكر كثير من العلماء يا ابا عبدالله اني اقرب الى الله و اتقرب الى رسوله و اتقرب الى امير المؤمنين كيف يقحكم ائمة الهدى في التقرب ؟ نية التقرب النهائي الى الله هم ليسوا الهة لكنهم سبل الى الله و لا تصل الى الله الا بهم اني اتقرب الى الله القربى قربى يا اخي مو بعد الصلاة و الركوع و السجود القربة هي لب لباب العبادة اعظم العبادات انما صارت الصلاة او الصوم عبادة كما قال الاصوليون او الفقهاء بالنية فالنية حاق و كبد كعبة العبادة و قعر المركزي للعبادة اذا في النية دقق في الزيارة عاشورا قرأها الاف من المجتهدين و العلماء ماذا فيها؟ اني اتقرب الى الله والى رسوله والى امير المؤمنين و الى فاطمة و الى الحسن و اليك اللطيف بالموالتك اصلا الموالات حتى الولاية غايتها ما وراءها التقرب التقرب اليهم؟ نعم نتقرب الى الله باحب الاشياء بان نتقرب الى رسوله وآله فان التقرب الى الرسول و آله اعظم اعمالنا نتقرب بها الى الله المهم الحديث طويل و شيق و فقهي كلامي و فلسفسي وتفسيري واخلاقي و معنوي لذيذ جدا فيه بحوث كثير .

اذن عندنا دواعي طولية و هذا كان بيان للطولية وعندنا دواعي عرضية فاذا كان الداعي محرما اعظم الحرمات على الاطلاق ليست الزنا و لا اللواط و لا السرقة ولا قتل النفس بل اعظم الفجور و الفسوق على الاطلاق مولات ائمة الجور و الضلالة لان هذه الموالات هي منشا كل فجور و كل فساد و كل شين و عيب ﴿وَ لا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّار﴾[2] ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقين﴾[3] ‌. اي لا مع الظالمين فان هذا اعظم الفسق

هذه دواعي طولية مثل الان كل شي مثلا افترض فئات التكتلات السياسية كل فعل من الطرف الاخر يصب في ترويج هذه الفئة دون فئة (اخرى) يعبر عنها بالتسييس في الانظمة الموالات في الدين الامر اعظم فاعظم توظيف اعظم وهذه يعبر عنها بالدواعي الطولية بخلاف الدواعي العرضية

فالدواعي المحرمة قتل هذا و سفك دمه لكن ترويج لمن؟ يصب في كيان من؟ يابؤس ان يسفك دمه لترويج امرالضلال مالفائدة ؟ ترفعه الملائكة و تاتيه الحور العين تتباشر به انظرهذه القضايا لا يبصرها حتى ملائكة السموات الحور الحين بما ان الله عادل يجعل للعمل امواج من نور لان صورة العمل حسنة كقراءة القرآن او سفك دمه في القتال فانه صدق و يرفع العمل حتى السماء السادسة فلما يريدون ان يرفعوها الى ازيد منها يرون انهم لا يقدرون على ذلك فيقال له لانك كنت في الضلال فيقال فاكبوا عمله في قعر النار فيتبدل عمله -الذي خدع به الحور العين وملائكة السموات- الى افاعي من تنين هذا عجيب في عالم الملكوت، التصاق النور بالظلمة، قشره نور باطنه ظلمة و ورد في اكبر فيلم وحياني استعرضته ائمة اهل البيت عليهم السلام في ابليس حيث اصعدته اعماله التي عملها الى السماء السابعة –انا شخصيا لم اجد بان عبدا صالحا او نبيا صعد الى السماء الاولى و الثانية الى السابعة – فاعطاه الله ذلك لان باطنه ضلال و جذوره الاخرى نور فاصعدته الى السماء السابعة.

ملحمة ابليس كما يقول امير الحقائق امير المؤمنين عليه السلام ملحمة عظيمة، يعني لو اراد احدا ان يجمع كلمات اهل البيت عليهم السلام حول فلم ابليس يا عارف يا صوفي يا مرتضا مرتاض يصل الى السماء السابعة ولم اقرا في رواية او آيه حول نبي من الانبياء -و مقصودي غير اولى العزم او سيد الانبياء صلى الله عليه واله – يصعد الى السماء السابعة لكن ابليس كان يصلي في صف الكروبين، يا ترى كيف يمكن؟ ومع ذلك باطن عمله ظلماني و لم يكتشفه الملائكة بل حتى جبرئيل و ميكائيل لم يكتشفه انظر الى باطن الاعمال فانه لا يكتشفها الا خليفة الله و اهل البيت عليهم السلام فانهم يكتشفوها . الامر جدا صعب بل ملحمة عظيمة و كبيرة .

الدواعي صعبة وليست بالامر السهل و امير المؤمنين عليه السلام في بياناته حول ابليس يقول هوبنفسه لم يشعر بنفسه ان هناك بذرة ظلام موجودة فيه هو يشعر بانه غير مكلف يعني لم يركز تفصيلا ليمسك نفسه و الا رياضته كانت مضرب مثل وانا اعرضت بخدمتكم اني ما وجدت في رواية او آيه ان الانسان يصعد حتى يمشي على السحاب بل حتى اصحاب صاحب العصر و الزمان عليه السلام اقواهم من يمشي على السحاب نهارا اما من يمشي على السماء الاولى و الثانية؟ لكن ابليس وصل بهذه المرتبة لكن هوى وسقط.

فالداعي امر خطير سواء كانت الدواعي طولية او عرضية فانه لا يمكن ان يطهر نية الانسان الا اهل البيت عليهم السلام اخطر دور لاهل البيت عليهم السلام انهم سبيل روحي معنوي ملكوتي الى الله وهذا اخطر الادوار انا مدينة العلم اي عالم المجردات و علي بابها اي باب روحي ملكوتي لا انه فقط سبل الارض اني اعلم بطرق السماء منكم من طرق الارض و اللطيف الطباطبائي ره لما فسر الامامة قال ان الامام قائد غافلة الارواح هذه الخطورة في الامامة فانه يسير فيها سجحا هذا اخطر دور للامامة سبيل الى الله في العوالم كلها يعني حتى في العبادة و التقرب الى الله .

هذا بحث الدواعي الطولية مثلا قالوا حب الجنة فان وجودها خارجي و ليس برزخي و لا دنيوي هل الجنة هي مغناطيس لتكامل الانسان لكن هذه عبادة التجار مع انها جنة جذبها الملكوتي هابط، النار زجرها الملكوتي لتكامل الانسان صحيح الا انه هابط عبادة العبيد اما حب الني واله صاعد جذب ملكوتي صاعد سبحان الله وليس علي حبه جنة، بل هو الجنة، الجنة انما تكون جنة بهم وليست بها بنفسها فهم السبيل الى الله و السبيل الى الله ليس فقط السبيل الى الجنة هم اشرف من ان يكونوا سبيلا الى الجنة هم السبيل الى الساحة الالهية انظر الدواعي الطولية اشرف و اعظم من ان يكونوا سبل الجنة بل ينجونك من الجنة اي من حبس الجنة لانه فيه ما فوق الجنة الجنة تشتاق الى سلمان و الى ابي ذر تشتاق اي تسعد بنور سلمان فكيف بك بامام سلمان و صلى الله على محمد واله الطاهرين .


[1] سورة الابراهیم، الآية 37.
[2] سورة الهود، الآية 113.
[3] سورة التوبة، الآية 119.