الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

43/08/03

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: المعاني المتعددة لقاعدة الأجرة على الواجبات

مر بنا هذه القاعدة قاعدة الاجرة على الواجبات او قد تعنون الاجرة على العبادات ولو كان بين العنوانين اختلاف ومر ان هه القاعدة في الحقيقة قاعدة متنوعة المفاد في الابواب الفقهية فهي في جملة من الابواب الفقهية قاعدة لسياسة دينية بعبارة عصرية اذا اردنا ان نفسر هذه القاعدة في بعض الابواب لا في كل الابواب يرتبط بالنظام السياسي او النظام الديني هذه القاعدة ترتبط بالسياسة الدينية المعينة اذا اردنا ان نقرأ القاعدة بلحاظ الابواب العبادية نعم هذه القاعدة لاجل تطهير مسار الطقوس العبادية عن الماديات يعني بعد تربوي روحي فالقاعدة بحسب الابواب تختلف تفسيرا و تنوعا طبعا عندما يقال النظام الديني فانه مثل ما يقال بيضة الدين، بيضة الايمان النظام الديني ليس من الضروري ان يكون دولة اي دولة بمعنى المصطلح الان النظام الديني يشمل دار الاسلام حتى مثل ما يقال دار الايمان فانه نظام اجتماعي نسيج اجتماعي فالنظام الديني لان بحث النام بحثه الاعلام هنا من ضمن الوظيفة و الواجبات التي بحثوها الواجبات النظامية وهي نظام ديني نظام معيشي او نظام مديني و ليس مرادهم من النظام المدني ما يقابل النظام الديني بل من باب ان الانسان مدني الطبع اي نسيج اجتماعي فهذه النقطة لابد من الالتفات اليها وانه لما يقال نظام ديني يعني حضارة اعم من كونه نظام اجتماعي او سياسي او عقدي او نظام الديني وان كان قد يتخيل البعض ان عبارة الفقهاء من النظام الديني اي الدولة الدينية، لا ليس هذا هو المقصود.

لماذا نبحث هذه المفردات ؟ لان الاعلام هنا استعرضوا وجود هذه القاعدة في هذه الابواب و في الحقيقة مباحث المكاسب المحرمة في الفترة الاخيرة يرتب على النظام السياسي حسب عنوان الاعلام فالنظام الديني لكونه اعم مثل مذهبية المذهب هذا نظام ديني و كذا الملل نظام ديني نظام اجتماعي نظام حضاري اي مبني على نظم معين النظام الديني و نظام اجتماعي نظام اخلاقي نظام فكري نظام روحي يعني ليست فكرة من الافكار او باب من الابواب بل منظومة تنتظم على قواعد البنى و اسس و اركان فالاعلام اثاروا هذا البحث في المقام الواجبات النظامية وهذا لابد من الالتفات اليه ففرق بين تدرس الدين وبين ان تقول نظام الدين نظام الدين يعني لابد ان تلتفت الى هندسة الدين و هيكلية الدين كمنظومة، فنظام الاخلاق الاخلاق شيء الزهد كذا الشجاع كذا العفة كذا الشهوة كذا الرذيلة كذا هذه مفردات موزعة في علم الاخلاق اما اردت ان تبحث الاخلاق في نظام الاخلاق وانه ماهي الاسسس و ماهي الفروع و ماهي الطبقات كيفية ارتباط بعض الاخلاق مع بعضها البعض هذا يعبر عنه بنظام الاخلاق و اصعب من الاخلاق

نقطة: دائما صاحب الاتجاه العلمي في التحريات العلمية بشكل نظمي نظامي لابد ان تكون نظرته و رؤيته موسوعية لمجموع الاحكام تبويبها و تركيبها و هندستها و هذا الذي نفتقده كثيرا في الابحاث الفقهية فقه النظم في قبال الفقه الفردي فان الفقه الفردي كانما فقه مبعثر و موزع اما فقه النظام شيء آخر

طبعا ليس من الضروري –لاباس اذكر هذا الحديث لان هذه تمهيدات للابحاث الاتية – ان كل نظام كفو، كيف؟ يعني نفس النظم او هي هندسة قد تكزن النظم و الهندسة غير كفوءة بمعنى انها لا تواكب المرونة في تنمية العناصر في هذا النظام مثل ما يقال من باب المثال نظام العشيرة و القبيلة نظام الاسرة يختلفان احدهما عن الاخر نظام الشعوبية غير القبيلة القائم على القومية و العنصرفهذه نظم مختلفة اذن نفس النظام فيه نظم و كيفية ارتباط النظم مع بعضها الاخر و بشكل مرن منسق عالى حيوي نشط هذا يختلف بعضه عن البعض االاخر

سامعين بعنوان خصخصة الدولة؟ فانه عنوان صار له ثلاثين سنة او اربعين ماذا يقصدون من خصخصة الدولة ؟ فان الدولة طابع عام فخصخصة الدولة اي جعل بعض الفقرات التي في يد الدولة جعله في الغطاء الخاص ولماذا يجعل في غطاء خاص مع كونهم في نظام الدولة؟ راوا ان التظخم في نظام الدولة بدل ان يكن منسق و معين يكون كابح مميت للطاقات

انا ادخل في المفردات لان الاعلام هم دخلوا في ذلك وقالوا الواجبات النظامية فخصخصة الدولة معناه ؟ يعني هذا الدولة كنظام صار مجمدا يعني خلاف الغرض منه بعض الاحيان يقولون كثرة القوانين تصير مكبلة. ما فائدة القانون؟ انظباط السلوك كثرة القوانين المكبلة اما ليس النظام في السلوك بل اما امعة في السلوك او فوضى في محددات السلوك افراط و تفريط

على كل، ان المراد من النظام الديني ليس بالضرورة انه يقصد منه الدولة بل الاعم من النظام الديني و نظام الاسرة.

سوال: ما الفرق بين احكام الاسرة و بين نظام الاسرة؟ احكام الاسرة كما يقال الاب عليه وجوب النفقة الام عليها واجبات المنزل الاولاد عليهم كذا لكن لما تنظر الى نظام الاسرة تنظر الى كيفية نظام الاحكام و تنر كيف تتركب و تتناسق مع بعضها البعض الاخر

كلمة اقولها ونرجع الى جادة البحث وهي الان في العلوم- طبعا اطرح هذا البحث لان النظام اخذ موضوع من موضوعات البحث كما لو اخذ عنوان الاجارة او اي عنوان في موضوع البحث كعنوان لغوي لابد من التعرف عليه لغويا لابد من التعرف عليه خبرويا لانه يرتبط بالبحث – الان في العلوم السياسية صارت هناك عقود من السنين اكتشفوا على ان الدولة ليست على نوعية و لون واحد مثلا القوة الاقتصادية في بلد دولة من الدول القوة العسكرية في البلد دولة من الدول القوة الدينية في بلد دولة من الدول العشائر دولة من الدول فهنا دولة فيدرالية اي اتحادية تتحد فيها السلطات و تنتظم في نظم خاص فقالوا في العلوم السياسية بالدقة ليس لنا دولة بسيطة بل دائما الدول مركبة كما دولة مركبة من محافضات و كم الوزارات فالوزارة من الدولة وهي في قطاع و مجال خاص هكذا النسيج الاجتماعي فانه في الحقيقة ارتباط دول مع بعضها الاخر اذن الدولة ليس خصوص تلك الدولة المجموعية الرسمية بل في كل فئة لها نفوذ و سلطة و قوة في بيئة معينة هي احدى الدول الفدرالية في هذه الدولة هي احدى الاقاليم في هذه الدولة و هذا بحثوه لمسائل ستاتي سواء هنا في الواجبات النظامية او في فقه الدولة له اربع قواعد نلتفت ان الدولة ماهي؟

فالائمة عليهم السلام ايضا كانوا يديرون دولة و كان لهم نفوذ وسيطرة و اتباع كما ان امير المومنين عليه حتى في خمس و عشرين سنة كان له نفوذ و اتباع و سيطرة و توسعت نفوذه و اتباعه من الوحيد الى الجمهور و هذه مباحث مهمة قديما كانوا ينظرون الى الدولة الى سلطان و ابن سلطان و الملك ابن الملك . (لكن)لا ليس المراد من الدولة(هو هذا) بل المراد من الدولة الدولة المركبة ولذا ورد عن النبي صلى الله عليه واله ان صلاح العالم المجتمع باربع بالتجار و الامراء و العلماء و... فئات ذات السيطرة هذه نكات تفيد في فهم موضوع الاحكام الاتية

نرجع الى الجادة الاصلية للبحث فبعض فسر ان هذه القاعدة مرتبطة بالواجبات النظامية لمغزى عند الشارع يرتبط مسؤلية النظام و النظم يعني من ذهب من الاعلام في هذه الاقوال الى حرمة اخذ الاجرة على الواجبات النظامية يقصد ان النظم و النظام نظم الضرورة و الوجوب لا يساوم عليها ولا يعلق وجودها و ايجادها على الاموال او المعاوضات او المصالح المالية لانها ضرورة نظم و نظام هناك بعد آخر للقاعدة و تفسير آخر لها هذا احدى الاقوال

اقوال اخرى ذكرها الاعلام مثل احفاد بحر العلوم في البلغة ذهب الى انه اذا كان الواجب غرضه اخروي فلا يصح تقاضي المال عليه لان طبيعته اخروية يعني اهدافه اخروي فكيف تجعل اهدافه مادية مالة واما اذا كان الغرض فيه ليس اخروي محض بل اعم من الاخروي و الدنيوي فلا مانع من اخذ الاجرة عليه

هذه جملة من التفصيلات التي ذكرها الاعلام و هناك تفصيلات اخرى هذه اقوال الخاصة

اما العامة نسب الى الاحناف عدم الجواز مطلقا المالكية ايضا فصلوا بين ما يقبل النيابة و بين ما لا يقبل النبيابة الحنابلة ايضا فصلوا بين العبادي و بين غير العبادي الشافعية ذهبوا الى ان الواجبات او قل العباديات لا يصح عليها اما التوصليات فيجوز

على كل فبينهم ايضا اختلاف

اذن هذه القاعدة كما مر ترد او تطبق في ابواب متعددة عبادية و فقه السياسي و النظام السياسي و هلم جرا و امس مر بنا ان المراد من النظام الفقه السياسي او النظام الديني استقلال الجهة الدينية عن الحكام السياسين لكي لا يكون الدين و الموقف الديني محل ابتزاز المصالح السياسية

احدى الادلة لهذه القاعدة اذا كانت هذا معنى القاعدة في النظام السياسي او الديني واضحة في القرآن ذم القرآن الكريم لعلماء اليهود او النصارى لانهم اشتروا باياتنا ثمنا قليلا جعل المال يبتز الموقف الديني و سبب انحراف و تحريف الاديان هو جعل الدين على محل ابتزاز للجهات المالية و السياسية و ما شابه ذلك و الاستقامة عن الانحراف عن الدين –دين يداين الله به - بل حتى العلم يحرم التقاضي الاجرة على التعليم الديني و هذا مسلم عندهم تقريبا و هذا يعني ان العلم الديني ليس محلا للابتزاز مناقصات مصالح فئوية او مالية او سياسية او حتى فئوية حوزوية العلم يجب ان يكون مستقلا طبعا لما نقول العلم او الدين يكون مستقل لا يعني الاصطدام و توتر بل لا يصادر الفكرة و الحقيقة في العقول فهذه القاعدة اذا كان تطبيقها في النظام الديني او النظام السياسي ادلتها من القرآن واضحة ما الدليل على لزوم مجانية التعليم الديني؟ من الواضح اشتروا باياتنا ثمنا قليلا

اذن المعلم الديني سواء رجل الدين او غيره ما مصرفه اذا اوقف نفسه في التعليم الديني سياتي في بحث ان يت المال يجب ان يؤمن له معيشته و يعبر عنه بارتزاق بيت المال لاحظ كيف التوازن و بيت المال ليس من الضروري ان يكون الواضع عليه الحاكم السياسي بل بيت المال كما يقرره الشارع هذه المحاربة للخمس او انتقادات مصرف الخمس فالانتقادات شيء و بين ان المؤسسة الدينية في اموالها تعتمد على الدول و الحكام السياسي هذا يفقد المؤسسة الدينية و المسار الديني عن الاستقلال يجعله مزايدات للاموال و السياسيين بل كما ذكرت حتى داخل الحوزة نفس المسار الديني ليس قابلا للمزايدات الفئوية تلك الفئة و تلك الفئة لان طبيعة المسار الديني عنده مسار مؤمن يتبع الموازين و الحقيقة وليس معنى ذلك التوتر و الاصطدام حتى مع السياسين هذا خطا ليس هذا المراد بل المراد ان الكلمة الحقيقة لابد ان يفوه بها لا اقل للعقول كان لها ارتباط قوي والا نبي ابراهيم عليه السلام ما كان يراعي حكام الوقت في نفسه روايات عندنا كثيرة مع انه جعله الله اماما مع ذلك كان عنده مدارات للحكام الوقت الوضعيين فاستقلال المسار الديني امر و الاصطدام مطلب آخر لكن الاستقلال شيء مهم . اصلا معنى هذه القاعدة هو هذا في باب النظام الديني و النظام السياسي الاستقلال الذي يؤمنه و يؤكد عليه الدين بعبارة عصرية و ادلتها كثيرة.