الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

43/07/14

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: حكم العراف والعرفان والمكاشفة

مربنا ان بحث الاعلام في القيافة هو ذوجهات فجهة منه ان القيافة لا يعتمد عليها ولايعول على نتائجها سواء في النسب او غيره

طبعا في رواية في باب 26 من ابواب ما يكتسب به و عنونه صاحب الوسائل باب تحريم اتيان العراف و تصديقه و الكهانة و القيافة

(العراف والعرفان العملي و فرقه عن العرفان النظري)

العراف هوالمرتاض الروحي الذي يستطيع ان يخلع روحه عن بدنه و ما شابه ذلك و بالتالي ينفتح له افترض نافذة على البرزخ او نافذة على الجن او على الامور غير المرئية و هي رياضة –ولو نحن في بحث الكهانة ذكرنا رواية من تكهن او تكهن له فقد بريء من دين محمد صلى الله عليه واله مر بنا هذا هو الذي يرتبط بالجن و الشياطين و يعول عليهم و يحاول ان يظهر بان الارتباط بالجن و ما شابه ذالك شبيه بالنبوة و الانباء و العياذ بالله لكن العرافة ليست هي بالضرورة من قبيل الكهانة العرافة عبارة عن رياضة روحية مثل ما يقال العين البرزخية تشتغل عنده سواء بحسب طبيعته و بعضهم حسب طبيعته العين البرزخية تشتغل عنده او العين السادسة او الحاسة السادسة او بسبب الرياضة تشتغل عنده و مفعلة و بعضهم حاسة اذنهم و بعضهم عينهم و بعضهم الشم و بعضهم الذوق لان الحاسة السادسة في الحقيقية حواس خمس لامور ما وراء الحس الطبيعي يتحسسها لقدرات ما وراء الحس الطبيعي هذا يعبر عنه بالحاسة السادسة

فمثل هذه الرياضات ليس بالضروري يرتبط مع الجن وان كان يسمعهم يعرف به العراف و لو اراد الانسان ان يجمع ملف حول بيانات اهل البيت عليهم السلام حول العرافة والعراف يظهر منها ان نفس العرافة في نفسها هي رياضة(جائزة) اذا لم تقارن بادعاء باطل او رواية باطلة او ما شابه ذلك هي بنفسها ليست بمحرمة فانها رياضة من الرياضات الروحية بحيث يصبح عنده قدرات غير طبيعية و يتفاوت في افراد البشر في قدراتهم الروحية اما بحسب طبيعتهم منذ الولادة او المواهب التي يهب له فطرة و ذاتا او بحسب الرياضات التي يمارسها عندنا في الروايات مضمونها من عف بصره راى عجائب الملكوت فرياضات كثيرة و بالتالي تخلق للانسان عرافة كما يقال فلان عارف فان العارف و العراف رياضة روحية بحيث يعرف امور ليست بمستوى قوى عموم الناس

يعنى العراف و العارف من باب واحد ولو كان العرفان النظري غير العرفان العملي و المقصود بالشباهة و ان العرفان شبيه العراف هو العرفان العملي

طبعا العرفان النظري فيه عرفان نظري و عملي وكذا العرفان العملي فيه عرفان نظري و عملي

توضيح ذلك: في فكر عرفاني بحوث فكرية عرفانية في المعرفة الالهية يسمونها الامور العامة المعرفة بالفكر هذا يعبر عنه العرفان النظري و هناك تعرف الامور لا بسبب التفكر بل تعرفها بسبب رياضات خارجية قلبية هذا يعبر عنه عرفان عملي وبما ان هذا العنوان وارد في الروايات اخوض في اصطلاحات فقهية من هذا الباب

العرفان العملي له اصطلاحان ومعنيان كما ان النظري ايضا له اصطلاحان و معنيان نوضح كلا المعنين لارتباطهما بالعراف و في بيانات اهل البيت عليهم السلام في كل مجتمع هناك اناس موهوبون عندهم هذه الموهبة الالهية الان كيف يستخدم في الخير و الشر بحث آخر فانه يستطيع ان يرى امور كذا و كذا لكن ليست بكل الواقع وهذه انماطها و نماذجها و موديلاتها و آلياتها لا تحصى و لا تعد.

كما ان الله تعالى زود الغراب بمعرفة الشرور الشر يقع يدركه الغراب بسرعة طبيعة روحية زودها الله الغراب بها لذا يتشائمون به وكذا الكلب فانه يقال: ان خواجة نصير الدين الطوسي ره -و هو ذوي علوم و فنون كثيرة و كبيرة- بات عند زارع فقال له الزارع لا تبات فوق السطح قال لم قال لانها تمطر ففتح و جرى الزيجات الفلكي فراى انها لم تمطر قال ومن اين علمت انها لا تمطر قال اني عندي كلب اذا كانت الليلة ممطرة لا ينام فوق السطح فعلا بات فوق السح و مطرت فانظر الى استشعار الكلب فان الله زوده بامور وهذا نوع استشراف و هذا غير الغراب الحيوانات غالبا عنده استشراف معين و هناك قضايا ذكرت انها تدرك اشياء لم ندركها هم يدركوها

المقصود ايا ما كان دعونا في اصطلاحات اللغة على اساس ان نلتفت الى الروايات

العرفان النظري و العملي لكل منهما اصطلاحان ومعنيات

تارة يراد من العرفان النظري اي الفكري تفكر سواء هذا التفكر حول المعارف الالهية عوالم الخلقة و التوحيد و امور عامة و خاصة او التكفر حول الرياضات و الاخلاق النفس الانسانية مع ذلك يقال له عرفان نظري يعني تنظيري تفكري فعرفان نظري يعني تفكر العرفان العملي يعني انك تدرك العوالم او التوحيد او تدرك حالات النفس برادار ليس الفكر بل برادار آخر وهو هجسات القلب استشعارات القلب استشعارات المشاعر هذا يعبر عنه عرفان عملي عملا بالعمل و العين الخارجية و القل انت تدرك فتحت باب فهمي فكر بلذيذ مناجهتهم هذا اسشتعارات القلب فعالم المشاعر الروحية يعبر عنها عرفان عملي او قل يعبر عنها ادراك قلبي روحي يختلف عن الادراك الفكري فهذا العرفان العملي سواء الاحساسات والمشاعر خشوع الانسان لربه استشعار روحي متعلق بالاله تخبت قلوبهم استشعار عياني و ليس فكري مرتبط بالاله او افترض ياتيك خشوع من عظمة خلقة الله بلحاظ العوالم و هلم جرا او ياتيك نفرة من الجن و الشياطين استشعار قلبي هذا ايضا بلحاظ العوالم او ياتيك استشعار نفرة بقوة من الذنب هذا ايضا استشعار نفسي

فهناك عرفان نظري بمعنى التفكر و هناك عرفان عملي يعني تدرك الاشياء بالقلب و هناك اصطلاح آخر للعرفان النر و العرفان العملي بمعنى آخر نفس العرفان الفكري ينقسم الى امور عامة و الى الهيات بالمعنى الاخص او الاعم هذه الامور تسمى بالعرفان النظري و ما يرتبط بالروح و الاخلاق تسمى عرفان عملي كذلك مثلا المعرفة بالقلب ما يرتبط بالامور العامة يسمى نري و ما يرتبط بالروح و النفس و.. بالعرفان العملي ان شا الله وصلت الفكرة و ان هناك معنين للنظري و معنين للعملي

العرفان العملي- لا الفكري – بقسميه هذا هو في اللغة القديمة يسمى عرافة او عراف و حتى في بعض الروايات عارف او العراف اي نفس الرياضات الروحية فانها اما وهبية او بسبب رياضة يكتسبها الانسان فان كل انسان حسب ما يقال مزود بقابليات اذا اكتشفها يستطيع ان يفعلها اهرا ان اصل الرياضات الروحية و ما شابه ذلك اذا لم يصاحبها طقوس معينة مباحة مثل الامتناع عن الشبهات في زمن الامام الصادق عليه السلام كان شخصا غير مسلم يقرأ الخواطر ففتن به المسلمون فاتي به الامام الصادق عليه السلام فقال من اين حصلت على ذلك قال كنت اخالف هواي -انظر الى مخالفة هواي فانها مباحة بل راجحة فقال عليه السلام اعرض الاسلام على هواك او على نفسك فقال فعرضه فقال هواك معه فقال لا فقال خالفه فاسلم فذهبت منه الخاصية فقال للامام الصادق عليه السلام لما كنت غير مسلما كانت لي هذا الكمال فكيف الان لما صرت مسلما ذهبت مني قال ادخرها الله لك يوم القيامة

هناك روايات عديدة عندنا ان الرياضة الروحية المباحة الزهد في الشهوات و العفة لو مارسها حتى كافر يعطيه الله خواص و ليست محرمة بل امور يحملها الله عزوجل حتى ورد ان الكفار غير المسلمين اذا التزموا بامور مكررة من نوع معين بركات خاصية تلك الالتزامات الروحية الاخلاقية الحميدة يعطيهم الله خواصها في دار الدنيا بل ربما لها تاثير حتى لو كانوا من اهل الجنة فالمقصود اجمالا بين العراف و العرفان العملي تقارب موجود و ليس من الضروري الرياضات الروحية محرمة بل هناك رياضات روحية محللة يحمدها الدين لا مانع منها نعم الانسان يريد ان يرت عليها آثار هذا خطا حتى نفس العارف و المكاشف او العراف اذا اراد ان يريد ان يرتب عليها آثار فلا يجوز لانه حفظ شيئا و غابت عنه اشياء و ليس بكثير ممكن له خاصية العين البرزخية او الرياضة الروحية او قل المكاشفة او العرفان قد يكونوا من الصالحين او المتقين او من الاولياء فلا يجوز ان يبنوا على ان من انكشف عليهم هو حق اليقين و عين اليقين ولا اريد ان اقول ان الذي انكشف لهم ليس له واقعية لكن هذا المطلب حفت شيئا و غابت عنك اشياء و كم راينا تجربة معهم هذه الامور يعني يلتف الى شيء حقيقي و هو من الاتقياء لكن تغيب عنه امور و زوايا اخرى و ين ان الواقعية هو هذه فقط من ثم الاحتمال على هذه الادراكات مشكل لا يجوز شرعا لماذا ؟ لانه من قال لك ان ما انكشف اليك وحيا لان الوحي انكشاف موزون واقعي حقيقي مع ان الوحي النبوي درجات فكيف بك بغير الانبياء لذلك القيصري شارح كتاب الفصوص لابن عربي يذكر في مقمات الكتاب و الشرح ان التسالم عندهم ان كشف غير المعصوم ليس بمعصوم حتى لو كان امر واقعي و هو كلام متين فان كلامه يشمل ابن عربي و غيره من الكاشفين لماذا لان الميزان هو الكشف المحمدي صلى الله عليه واله لان ذاك وحي نبوة الباقي على فرض انه كشف رحماني من قال لك انك تحيط بالواقع ؟ حفظت شيئا و غابت عناك اشياء و كم التقينا مع جهابذة كبار لهم عين البرزخية يرون اشياء و تغيب عنهم اشياء اخرى و هذا البوح به ليس بسهل لكن واقع الامر هو هذا مما يدل على ان غير المعصوم يختلف عن المعصوم والمعصوم ايضا يختلف عن المعصوم

هذا خلاصة الكلام فمن ثم اذن بحث العراف بااعتبار ان صاحب الوسايل عنون هذا العنوان اذا لم تعتمد على آليات محرمة لا اشكال فيه و هي نوع من ترويض للقلب

فالافراط و الاعتماد عليها خطر و خطأ و خطيئة و التفريط ايضا خطأ لانه اذا كان الجانب المشاعر عند الانسان ميت ويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله جانب المشاعر او الجانب القلبي اذا كان ميتا بان الانسان يتنكر كل امور ما وراء الحس و يجحدها و يتمرد عليها هذا ايضا خطأ و خطر و خطير و خطيئة لان قوى الانسان اودعها الله فيه لتتكامل لا لتضمر لكن بشكل متوازن مثلا الشهوة الجنسية للانسان اذا اراد الانسان ان يخمدها فهو خلاف سنة النبي صلى الله ليه واله و اذا اراد ان يفرط يصبح شهواني و هو خطا ايضا الوسط هو الصحيح النكان سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني فالوسط شيء آخر القوى الموجودة لدى الانسان قدر الله ان تكون بصورة متوازنة لا افراط و لا تفريط لانه اذا فرط الانسان فيها يقول وما ضرورة تشريع النكاح في المجتمع؟ عجيب لانه عنده خمود فلا يدرك التشريع فهي لا افراط و لا تفريط وانما هي توازن

اذن اجمالا ان الرياضات الروحية اذا لم تعتمد على قوس شيطانية او ماشابه ذلك ليست بحرام لكن اذا اعتمد على طقوس هندوسية او بوذية او .. هذه خطيرة لانها تعتمد على طقوس شيطانية و الان منتشرة حتى بين المسلمين كالرياضات اليوقا و غيرها ياخذون هذه الطقوس المعينة لا اقول كلها محرمة لكن كثير منها يجعلونها للارتباط بالشياطين و هذا نوع من الكهانة او الطقوس الشيطانية غير جائزة

اما الرياضة الروحية المحللة فهي كالصوم المعنوي

لا باس اليوم اذكر هذا المطلب لانه افتى به القدماء كلهم و للاسف هذه الفتوى منسية وانا اتبنى فتوى القدماء القدماء عندهم صوم معنوي غير الصوم المادي فاما ترين من البشر احدا فقولي اني نذرت للرحمن صوما فلن اكلم اليوم انسيا صوم الكلام نحن صوم الكلام غير مشروع في شريعنتا بنحو اللزوم لكن صوم الكلام عن الهذر راجح طول العمر وان الانسان لا يخوض في ما لا يعنيه هذا نون من الامساك في الكلام يصوم الانسان يصوم لسانه و يصونه عن الفحش و البذاء هذا صوم الدهر للسان و الصوم المعنوي كثير بل افتى به الشيخ المفيد و الصدوق و الطوسي و السيد المرتضى و ابن ادريس وابن حمزة و ابن براج و كل القدماء و قالوا بان الصوم الواجب في شهر رمضان و غيره او الصوم المستحبي صومان و ليس صوم واحد صوم معنوي واجب و صوم مادي واجب و ادلة مستفيضة على هذا المطلب و هذا الصوم المعنوي عبارة عن الامساك عن كل الكبائر من المعاصي و هذا الصوم يعتبرونه القدماء وجوبيا لزوميا في كمال الصوم و هذا لا ينتهي بالغروب و لا يبتدا بطلوع الفجر هذا 24 ساعة لى مدار ثلاثين يوم و ليلة هو كتلة واحدة من الصيام يجب ان يتقيد به الصائم صوم الجوارح و الجوانح افتوا القدماء به في باب الصوم و هذا الصوم المعنوي حتى العاجز عن الصوم المادي يستطيع ان ياتي بهذا الصوم المعنوي و ظاهر فتواهم ان العاجز عن الصوم المادي لا يعذر في ترك الصوم المعنوي وجوبا و الزاما في شهر رمضان فالصوم المعنوي هذا الذي هو الامساك عن كل الكبائر من المعاصي كالغيبة و غيرها فانه يفسد ملاك صومه وان لم يفسد صومه بمعنى يقضي و يعيده و يقولون هذا الصوم المعنوي الذي افتى به المفيد في المقنعة و الشيخ في المبسوط و ابن براج و.. له جملة من الخواص منها لا يحدد بليل و نهار بل لى مدار 24 ساعة هذا الصوم واجب طبعا الصوم المادي في بدئ التشريع الصوم لم يكن جائزا في كل الليل بل كان جائزا في بدء الليل فقط بعد ذلك كان غير جائز يعني يجب ان يمسك ثم نسخ من الغروب الى طلوع الفجر لكن الصوم المنوي لم ينسخ فهو على حاله باق هذا الصوم المعنوي يفتي بوجوبه الاعلام حتى على الشيخ و الشيخة لان شرائطه هذا في حين انه جزء الصوم المادي يعتبروه و لكن شرائطه تختلف و وجوبي الزامي تختلف و الندبي منه ندبي ايضا تختلف عن شرائط الصوم المادي وهذا المبحث لمناسبة شهررمضان و شهر رجب وهذا بحث الزامي وان شا الله لا باس في اطلالة اخرى نشرح هذه الفتوى التي نتبناها من القدماء اكثر فاكثر فرق الصوم المنوي ن الصوم المادي.