الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

43/07/13

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: النظام الظاهري وتحري الواقعية

اسعد الله ايامنا و ايامكم بميلاد فارس الحروب النفس و الرياضات الروحية بطل ميدان التقوى و التهذيب للنفس امير المؤمنين علي بن ابي طالب صلوات الله عليه

(الحجة التصورية و الحجة التصديقية)

كنا في مبحث القيافة و مر بنا ان البحث في القيافة ليس خاص بالقيافة بل هو عام لكل الظنون المتولدة من علوم مختلفة قديمة او حديثة اذا كانت نتائجها ظنية او نتائجها القطعية مبنية على الحدس فهناك اساس(واصل) في العلوم الدينية وهو انه لا يرفع اليد عن القواعد الظاهرية التي اعتبرها الشارع اما امضاءا او تهذيبا او تشذيبا او تاسيسا طبعا قاعدة الفراش ليست بقاعدة عقلائية بذاك الحد لكن النبي صلى الله عليه واله اعتبرها فيوخذ بها وعليه فلا يعتمد على القطعيات العلمية الحدسية ولا على الظنون طبعا القطعيات الحدسية جملة كثيرة منها وان كانت قطعية لكنها بصورة القطع لكن واقعها ظنون وهذا مبحث ايضا ذكره علماء الاصول في الحجج و ذكره المناطقة و الفلاسفة في البحث العقلي وانه ليس كل ما هو قطعي يكون واقعه يقيني او ليس بظني اذن هذا مبحث عام وليس خاص بالقيافة بل في كل العلوم محللة او محرمة فلا يعتمد على قول الجفار- الذي عنده علم الجفر- ولا الرمال فلا تقول قال الجفار او الرمال كذا بل حتى لو قال لك ولي من الاولياء هو عنده كشفيات، وليكن، فانه ليس بحجة لي، نعم هو ارشاد و ليس بحجة فلا ارفع اليد عن الموازين الظاهرية لقول ولي من اولياء الله لانه ليس هناك دليل على حجية قول الابدال او الاتقياء او اهل اليقين نعم لا نقول بان قولهم كالعدم لانه ليس كل ما ليس بحجة كالعدم بل المراد ليس بحجة تصديقية وان كان حجة تصورية ولا مانع من ذلك مرارا و كرارا اثرنا هذا المبحث لانه ليس خاص بمحث القيافة بل مبحث مرتبط بمنهجية الضوابط الشرعية في عموم الابواب الفقهية بالدقة صناعة مزدوجة اصولية وفقهية مبحث سيال مهم و ليس خاص من المباحث المرتبطة بهذا المبحث هو الذي ذكرناه مرارا و ينسى و ننبه عليه لان بعض المطالب لازم تنبه عليها عشرين سنة حتى تتضح شيئا ما . اذن احدى الجهات و اصل المبحث في بحث القيافة هو هذا المبحث الكلي في الابواب الفقهية

مثال آخر: المقامات المنسوبة بذراري اهل البيت عليهم السلام مادام اخذت يدا بيد لابد ان تاخذ بظاهرها الى ان يحصل لك علم و البناء على الظاهر لا يعني انه حق عين اليقين مثلا اذا كانت هناك قرائن ان هذا مسجد يؤخذ بالظاهر فالاخذ بالظاهر في جملة من الموضوعات ماخوذ به و لا نريد من الاخذذ بالظاهر ان نفرط او نغالي في الضوابط الشرعية وانه يثبت الواقع و لا نفرط في ذلك لكن يؤخذ بها ولا يقال واني لم اتحرى و ليست عندي دلائل على تقادم على ان المسجد الكذائي منذ كذا وليكن فنحن لسنا في صدد تحري عن الحق اليقين و عين اليقن بل نحن نعمل على حسب الظاهر فاذا ثبت انه خلاف الظاهر يؤخذ به ولم يقل احد لا تتحرى بل لا يصدك احد عن التحري لكن هذا الظاهر مادام انه ظاهري يؤخذ به مادام انه ظاهري يؤخذ به لانه على موازين الشريعة اذن تلك الحدود ذي القاعدة صار موواضح الحدود قاعدة ليس خاصة بالنسب او غيره بحث القيافة قاعدة في كل القواعد الفقهية بلحاظ قواعد الطرفين ليس فيها افراط و لا تفريط ولا يعول على ...

مثلا تارة واحد فتح فنجان وقال كذا و قال الاخر -عن طريق الجن المسخر- قال شيء آخر هذا الجن كان من زمن رسول الله صلى الله عليه واله بل حتى الملائكة وافترض انه صارت عنده مكاشفة للملائكة فان هذا لا يكون حجة ولا يضر ذلك باحترام و تقديس الملائكة فكيف نقبل قول العراف او الرمال او ابو فنجان وابو جن و .. نعم تبقى نقطة وهي ان هذه الظنون هل هي كالعدم او اثارات تصورية؟ نقول اثارات تصورية فهنا بعض يفرط من قبل مقالة اخرى قال الشيء الذي ليس بمعتبر اذن هو صفر صافر كسراب بقيعة؟ لا، لا نريد ان نقول هذا.

فهذا البحث بعبارة اخرى بحث القيافة ذريعة بحث منهجي في ابواب القواعد و الضوابط الظاهرية والواقعية فمن ثم يجب الاتلفات الى الزوايا العديدة لهذا البحث كم جهة مرت بنا الى هذا اليوم وهو اليوم الثالث فالظنون التي تاتي من كذا و كذا ليس لها حجية تصديقة لكنها ثروة تصورية مثلا عندنا احكام مرتبطة بالتصور كالحذر فانه غير سوء الظن و الظن السيء الحذر انك جانب اليقظة من دون ان ترتب آثا و هذا بحث فقهي شائك ما الفرق بين الحذر و الحكم بالظن فان الحكظ بالظن غير المعتبر غير جائز لكن الحذر أمر آخر فالزوج مع الزوجة و الاخ مع اخيه و الصديق مع صديقه عنده حذر لكن ليس معناه ان تبدي له انك مرتاب به فهذا ليس حذر بل سوء الظن فلا تبدي له انك مراتاب فيه او مراتب خاصة او تعاملك خاص. سيماء وجهك خاص؟ هذا لا يسمونه حذر بل يسمونه سوء ظن اظهار الارتياب عندنا في الروايات اياكم و سوء الظن بالزوجة فانه يدعو الصحيحة العفيفة الى السوء والعياذ بالله وهذا مبحث يرتبط بعلم النفس اذن الحذر غير سوء الظن غيرالارتياب و غير الفتور فان الفتورفي التعامل قد يشعر بالارتياب فانه لغة من لغات الارتياب احد كبار المنافقين كان رسول الله صلى الله عليه واله يذمه لانه كان عدو يكيد للنبي و الاسلام دخل على النبي فرحب به قيل له يا رسول الله هذا واقعه شيء انك تستل منه فتيل سما شيء آخر المداراة ثلثي العقل

فالحذر قوامه الاحتمال و لكن ليست آليات الحذر كاليات سوء الظن كثير من المؤمنين و المكلفين يخلطون بين البابين مع انه فرق بينهما

المهم نذكر ضابطة صناعية مهمة فانا اذا دخلنا في النظام يجب مراعاته و بحث القيافة نموذجا له سبق مما مر في الابحاث الفقهية و الاصولية ما الفرق هذا بنيان موجود في علم اصول الفقيه و البحث بات في سبت عميق في هذا البحث و دائما يصير فيه افراط و تفريط دوما التوسط على الجادة القويمة يصير غفلات كثيرة عنها

ضابطة مرت بنا مرارا ما الفرق بين الامر الارشادي او قل الخبر الارشادي و الامر المولوي؟ و هذا بحث ثبوتي لكن يفيدو مهم وصناعي هام في علوم الدين و عموما في علوم القانون اصلا ذا البحث من بحوث اصول القانون العيمة جدا في علم الفقه يوثر و كذا يؤثر في علم العقائد و الاخلاق و التفسير سواء اهريين او واقعيين او احدهما ظاهري و الاخر واقعي و قد اكد و شدد الاصوليون على التدقيقي فيما بين هذين الامرين

ملخص البحث فيهما: الارشاد و الامر الارشادي تصور و الامر المولوي تصديق

وما الثمرة بالتصور من دون تصديق؟

الثمرة و كل الثمر في التصور لانه اقل ما فيه انه ينفي الجهل المركب و ان لم يصل الى مرتبة التصديق و لكنه .. لذلك في العلوم العقلية قسموا العلم حتى في استعمال الوحي الى تصور و تصديق قال امير الحقائق امير الطهر و الطهارة علي بن ابي طالب صلوت الله عليه اول الدين معرفته و كمال معرفته التصديق به

احد البرفسوري كان لقاء معه اياه حول نظام الاديان الا انه لم يسمع بهذا النظام -اول الدين معرفته- هو بحسبانه ان اول الدين التوحيد كما هوالحال عند المتكلمين والعرفاء و الفلاسفة و الصوفية و الوهابية و السلفية (حيث يزعمون ان اول الدين التوحيد) مع ان امير المؤمنين عليه السلام يقول اول الدين ليس التوحيد فانه في المقام الثالث في نظام الاديان اي التصديق مع ان اول الدين هو التصور وهذا غير مطروح(عندهم) و هذا(اي مقالة امير المؤمنين عليه السلام) هو الذي جذب كوفي عنان الى امير المومنين عليه السلام ولا اريد ان ادخل في هذا البحث وان كان مناسبا لميلاد امير الحقائق و امير العلوم وامير البركات و امير السعادات للبشر صلوات الله عليه لكن المقصود ان التصور له ثمرة كثيرة و هو غير التصديق تقول تصور اي افهم هذا الان اذهب و فتشفي علم اصول الفقه ما هو ثمرة التصور؟ الاصوليون منهم حتى السيد الخويي ره ذكروا عدة من الظنون في مبحث الحجج بان قول اللغوي و الاجماع الشهرة قالوا ليس بحجة معتبرة بل هناك جملة من الظنون قالوا: وان قيل انها حجة معتبرة عند جماعة او عند كثير الا اننا لا نعتبرها حجة ولكن عندما قالوا انها ليست بحجة هل قالوا انها عديمة الثمرة ؟ لا. ليست خالية من الثمرة بل قالوا اذا تراكمت الظنون في قول اللغوي و ارتقت الى الاطمينان فهي حجة كما بحث السيد الخويي ره بان الشهرة جابرة او كاسرة استثنى قدس سره منها وقال الا اذا اوجبت الاطينان و كذا الاجماع. فالتصور في نفسه ليس بحجة لكن انظمام و تراكم الاحتمالات فيه اثمار و هذه ثمرة ثانية

(حاصل ثمرات التصور)

فالثمرة الاولى للتصور هو الحذر و الثمرة الثانية رفع الجهل المركب و الثالثة قد يتصاعد التصور الى التصديق و هذا بحث في هيكل نام الحجج في الفقه و العلوم الدينية ففي حين انهم قالوا ليس بمعتبر ...

دعونا نركز اكثر ما الفرق بين عدم اعتبار القياس حجة و بين قول اللغوي ليس بحجة ؟

يقولون الاستحسان و المصالح المرسلة و الراي ليس بحجة فحينئذ ما الفرق بينها و بين قول اللغوي و الشهرة فانهما ليستا بحجة ايضا؟

قال الاصوليون هناك فرق صناعي كبير و هذا يقع فيه الخلط من قبل الفضلاء و الاجلاء فانهم يخلطون بين باب الارشاد وبين باب القياس، ففي باب القياس قال صاحب الكفاية و الشيخ الانصاري و الاعلام ان القياس لا يصلح ان يكون مرجحا بين الروايات المتعارضة فلا يعتبر حتى بعنوان جزء القرينة . بل القياس اذا تولد منه الجزم و الاطمينان ايضا ليس بحجة بخلاف قول اللغوي و الشهرة ، فهناك فرق بين عدم اعتبار قول اللغويين و عدم اعتبار القياس في القياس كانما الشارع عبدنا بان هذه الدرجة من الكاشفية كاذبة و هذا ما استفاده جمهور الامامية من النهي عن القياس او الراي

اذن عندنا ثلاث مسارات مسار بعض الظنون منهي عنها كالسحر فانه علم منهي عنه ذاتا عندنا بعض الظنون لم يعتبرها الشارع لا انه نهى عنها ذاتا و عندنا بعض الظنون اعتبرها الشارع تصديقا ان ثلاث مسارات و اباب و انواع عندنا يجب ان لا يخلط بعضها مع بعض فان قسم التصورات قابل لان يستثمر ليس تصديق الامر الارشادي يقول الاية الكريمة ارشاد وليكن ولكن هي ثمرة بخلاف ما اذا كان نهيا النهي شيء و الامر الارشادي شيء آخر وان لم يكن امر مولوي كما لو عندنا نهي عن العمل بالقياس و عندنا ارشاد في التصورات و عندنا شيء معتبر المشكلة في الابواب الفقهية او العلوم الدينية ان الباحثين على اختلاف مستوياتهم او عموم الناس يخلطون بين هذه الاقسام الثلاثة داخل او خارج وهذه تسبب مشاكل كثيرة و الا نظام الحجية الصناعي الفوقي هو التبويب الثلاثي و هذا نظام مهيمن على الحجج و المفروض ان الاصوليون يذكروه كفهرسة لكنهم ذكرونه ارتكازا في عسائس كلامهم يجب ان لا نزج بين الابواب الثلاثة انا لا زلت ان اتكلم نظريا ولا اريد ان اذهب الى المصاديق لانه ينشد الذهن للمصاديق و يترك الهيكل الكلي الاهم والا فالمصاديق محل مثار الجدل و اللغط الشديد و ساذكرها و لم اذكرها عمدا لانه تغيب صورة البحث الكلي و الكلي اهم من المصاديق و النماذج فعندنا ثلاثة ابواب كثير نقول له ليس بمعتبر يظن انه كالقياس اي نهى الشارع عنه فلا ينبغي ان تخلط بينهما فليس معناه هذا او تقول له ان هذا ارشاد فيعتبره حجة مع انه ليس بحجة ولوكان قول ولي من الاولياء او قول ملك من الملائكة فانه ليس بحجة فان قول الملك حجة لرسول الله صلى الله عليه واله اعظم واكرم شان الملائكة

فالافراط و التفريط في هذه البحوث كثير جدا سواء في الفقه او التفسير او في الرياضات الروحية او الاخلاق او اي شيء

فلاحظ هنا الفقهاء في القيافة قالوا صحيح ان الشارع لم يعتبرها من قسم الحجة التصديقية لكن لم ينه عنها كالسحر من القسم الاول بل جعلها من القسم الوسطي الشيخ الانصاري ره و السيد الخويي ره و غيرهما من الاعلام انظر كيف دقتهم الصناعية قالوا صحيح انها فضلة وهي من علم النبوات لكن بما ان الناس لا يلمون بها لا تكون حجة تصديقة علم حجة للانبياء بل كما مر في المكاسب المحرمة ورد في علم التنجيم ايضا فانه ليس من قبيل السحر و انه ليس منهي عنه كالقياس و لكن ليس بحجة معتبرة ايضا لانه لا يلم الناس و لا النخب بمنظومته الكاملة، لانه تصور، اذن لاحظ مهم جدا ان الآلية العلمية او الظن الناتج من اي علم او النتيجة الناتجة من اي العلم، الشارع اين ادرجها؟ هل ادرجها في الحجة التصديقية المعتبرة او ادرجها في اللا حجة اي الحجة التصورية وبين انها نهى عنها ذاتا وبين تلك الابواب الثلاثة، بون بعيد .

مثال آخر: مثلا التشرفات كل الاصوليون ذكروا في الاجماع التشرفي انه ليس بحجة على الاخرين فهل يعني انه كالقياس و السحر؟ لا . ليس حجة تصديقية فيه بل هو تنبيه يعني اذا عندك جهل مركب تستفيق و تحاول ان تتحرى احد فوائد التصور ان الانسان يستطيع ان يفحص سواء في الشبهة الموضوعية او في الشبهة الحكمية.

المقدس الاردبيلي ره عند علمائنا كان يتشرف بمشاهدة امير المؤمنين عليه السلام في البرزخ يعني ليس هو تشرف في الدنيا و يرى ايضا الامام صاحب الزمان عليه السلام و مع ذلك كانت تحصل عنده غفلة مركبة في الاحكام و لا مانع منه و لا تنافي في ذلك لانه لو تنبه احتمالا لاستيقض من غفلته المركبة وليس قصدنا من قولنا هذا هو طعن به فثمرة التنبيه و الالتفات هي انه ربما يكون واحد ليس ولي من الاولياء لكن عنده يقضة والتفات .

البحث حساس و مهم و الامثلة مهمة و ما زلنا في بحث القيافة و البحث فيها كذريعة و الاهو بحث عام في الابواب الفقهية و العلوم الدينية .