الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

43/07/12

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: النظام الظاهري وتحري الواقعية

و الصلاة و السلام على سيد الانام و نور الملك العلام البشير النذير و الهادي الشفيع و السراج المنير و الطهر الطاهر و العلم الزاهر و النور الباهر محمد و على اله الاطهار المصطفين الانوار و اللعن الدائم على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين

كان الكلام في عدم حجية علم القيافة و هذا كما مر بنا ليس فقط في علم القيافه بل هذا الكلام عند الفقهاء مطرد في جملة من العلوم سواء القديمة او الحديثة هذه العلوم سواء كانت محللة او محرمة فان العلوم التي تكون نتائجها ظنية او حتى ولو كانت نتائجها جزمية ولكن جزم حدسي و قطع حدسي و ليس حسيا متداول بين العقلاء اذا كانت نتائجها ظنية او قطعية حدسية اي قطع ناتج من المحاسبات العلمية ولم يمضها الشارع نعم بعض الظنون امضاها الشارع و بعضها لم يمضها حتى بعض القطعيات فح لا يعول عليها و لا يرفع اليد عن القواعد الظاهرية المنصوبة من قبل الشارع في تلك الابواب او منصوبة من قبل العقلاء و امضاها الشارع سواء في النسب او في الاوقاف او في باب الملكية او في اي باب اخر هذه الضابطة عند الاعلام حتى عند القضاء و ان القاضي يقضي بالبينات و الايمان او يقضي بعلمه

اذا دقق الباحث يرى انه ليس المراد من ذلك ان القاضي يعمل بحدسه -اي الحاصل من القرائن- وانما يقضي بعلمه اذا كان مستند علمه حسيا فاذا كان مستنده العلم او الظن الحدسي لا يعمل به وهذا بحث سيال في باب القضاء او في الابواب الاخرى.

وهذه القواعد الظاهرية البناء عليها دين يتعبد الله به عباده و لا يمكن الاستخفاف بالقواعد و الاحكام الظاهرية تحت ذريعة احتمال ان الواقع كذا هذا مما لا يسوغ بل حتى لو اراد الانسان اراد ان يحتاط او يحذر لابد ان لا يكون فيه مخالفة للقواعد الظاهرية او يكون فيه نوع مناقضة مع القواعد الظاهرية شبيه حكم القاضي المبني على موازين ظاهرية فانه ليس للطرفين ان يردا على الموازين الظاهرية حتى قالوا: وان علم من عليه الحق بان الواقع كذالك فحكم .القاضي الظاهري لا يبيح له التصرف في الغصب لكن من له الحق لا يجوز ان يرد بنحو يكون رد لحكم القاضي فالقواعد الظاهرية و البناء الظاهري و الاحكام الظاهرية لها اعتبار متجذر في الدين و غالبا ما تجعل تلك الضوابط الظاهرية عبارة عن ضبط ينتظم به الناس مع بعضهم البعض نو من نظم و اتبار لان وتد الاحتمالات في اذهان الافراد تجاه بعضهم البعض او تجاه الموضوات لا تنتهي وان كانت هناك لها قرائن و شواهد نعم لو اردت ان تحذر او تتحرى فهو بحث آخر لكن ليس لك ان تبت حكما في قبال الحكم الظاهري ما لم يكن عندك التزام شبيه قوله عليه السلام لو تكاشفتم لما تدافنتم[1]

مثلا اذا قال البعض فلان الذي يحل السحر تاب من السحر قال ان الذي سحرني هو فلان فانه لا حجية له لان الذي خبره هو الجن و هم غير صادقين فان الانس غير صادقين فضلا ن الجن بل كذا الانس المؤمن مع انك تتثبت من عدالته و تبينه مع ذالك لا يعطيك كل الواقع قد يكون مشتبه فان الانس اذا كان يشتبه فضلا عن الجن فانه ليس كالملائكة بل الملائكة بانفسهم طبقات و هذا مثال ذكرته و الا امثلة اخرى كثيرة مثلا في جانب التحريات السياسية ولذالك هناك فرق بين مسار الحذر و الحيطة وبين مسار انك لا تتقيد.. الان هناك جدل دولي ان بعض الدول العظمى بذريعة انها تريد ان تحتاط لامنها او لشعبها تقول ما عندي وثوق بان هذه الاسلحة التي عندكم يتم استخدامها سلميا بل لعل استخدامها يكون غير سلمي تحت ذرية الغلق الذي عندهم و الحيطة و الاحتياط و الحذر يريدون ان يتخلصوا من قواعد القانون الدولي كيف يكون هذا الباء عندهم تجر و الباء غيرهم لا تجر هذا مايصير. لاحظوا هذا البحث موجود حتى في الساحة الدولية انا اريد ان احتاط للامن الدولي الداخلي فليكن ومن قال لك لا تحتاط لكن لماذا تريد ان تقيد القوانين ان هذا الا دجل . قال اقلديكي ان استعمال ال... عند هذه الدولة ليس سلميا يريد ان يرفع حرية ممارسة دولة او شعب معين بذريعة ان احتمال يصدر منكم ارهاب و كذا و تشكلون خطر على السلم الدولي و هذا ليس بذريعة مرخصة في تسلب ذاك الشعب و النظام و خدماتها التي قدمها تسلب منهم استحقاقاتهم من القانون الدولي فان قانون الدولي وان كانت قوانين ظاهرية . ومن هذا القبيل كثير الزوج و الزوجة تحت ذريعة انه يحتاط و يراعي يقلص حريات الزوجة فان هذا لا يسوغ و كذا العكس. اذن مسير الحذر او الحذر كعمل او الاحتياط كعمل لا يسوغ رفع اليد عن العمل بالقواعد الظاهرية هناك امور يجب ان تراعى بعضها مع البعض و الا يشكل الامر .

وهذا بحث منهجي صناعي في القانون سواء القانون الدولي او القانون النظم العام للمجتمع السياسي او لاقانون الاسري او الفردي كثير يترجم الحذر او الاحتياط يترجمه و ينظره بطريقة افترض نسب معين كذا و هناك قواعد ظاهرية يجب تطبيقها حتى الزوج اذا شك في انه ابن الزوجة فلابد ان يحكم القواعد الظاهرية الان يريد ان يحتاط و يتحرى فان هذا شانه لكن ليس له ان يطلق كلمات الى الزوجة بل يجب ان يرتب عليه احكامه فينفق عليه نعم لو ثبت له ذلك بادلة فله لكن قبل ان يثبت له لا يجوز له ان يعرض بالطعن هذا على صعيد الاسرة او الزوج و الزوجين او على صعيد فردين في التامل الاجتماعي الابواب الفقهية او هذا وكيل او هذا المرجع او .. افترض اني لم ارتاح من جانب معين لكن الظاهر يعمل به حتى يستبين ماهو لان بنية الحكم الظاهري دين يدان الله به عباده معروفة في باب القضاء ان نبي داوود على نبينا و اله و عليه السلام اراد ان يقضي بما هو الواقع قيل له لا تستطيع ذلك لان النظم الاجتماعي قائم على القواعد الظاهرية

الحداثويون يشكلون على الدين بان احكامه غير واقعية يا اخي اي واقع انت تريده ؟ الواقع لا يستطيعه البشر لا من جهة الشبهة الموضوعية و لا من جهة الشبهة الحكمية نظم الظاهر اي يحفظ النظم بمنظومة الاحكام الظاهرية الاخلال بنظم المنظومة الظاهرية يسبب الهرج و المرج و هذا ما ذهب اليه الاصوليون في الجمع بين الحكم الظاهري و الواقعي عين ما نحن فيه كما مر .

حتى في بيانات الوحي واقع الواقع حتى لا يستبين في البرزخ و لا ما بعد البرزخ من برازخ وعوالم اخرى و لا في كل مراحل الرجعة ولا في بدايات دائرة مراحل القيامة و هناك آيات موجوده مفادها ان الله بعد ذلك يخرج مر الحق و ... لا تخفى على الله منهم خافية فان الملائكة لا يرصدون كل الواقع الكاتبين في دعاء الكميل ما مضمونه: احصيت ما خفي على الملكين الكاتبين[2] . وقد شاهدت حتى الاولياء الذين يقرئون الخواطر لكن ترى يقرأ الى حد و يخفى عليه ما وراءه .

مثل نبي موسى و الخضر نبي من اولى العزم يقول ﴿هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى‌ أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدا﴾[3] مع انهما نبيين معصومين و في الروايات[4] اتى طائر قبل ان يفترقا اعطاهم عبرة ان يا موسى و يا خضر كل العلم الذي عندكما قبال العلم الذي لدى خاتم الانبياء صلى الله عليه واله و اهل بيته عليهم السلام الا كالقطرة في البحر هذا علمكم ليس كل مراتب الواقع

فقضية المراتب الحكم الظاهري و ما شابه ذلك فان هذا نظام ما يمكن رفع اليد عنه الا بسلسلة مراتب لابد من حفظها ما يمكن عدم مراعاتها في حين الواقع غير هذا ولكن لابد من حفظ سلسلة المراتب ففي باب الحكم الظاهري و الواقعي

ملخص المطلب العلوم التي تنتج ظنون لم يمضها الشارع لا يمكن التعويل عليها سواء علوم محرمة او محللة قبال القواعد الظاهرية و هذه جهة مهمة

الجهة الاخرى: القطعوعات الناشئة من الحدس الاصل عدم اعتبارها و لا يتخيل اهل الفضل بان كلام الاصولي القطع حجيته ذاتية هذه عبارة تسامحية من علماء الاعلام في علم الاصول و ليس هذا مرادهم خانتهم العبارة لان في تنبيهات القطع يصرحون بان الذي حجيته ذاتيه هو اليقين و وليس اي القطع بل القطع الناشي من غير اليقين و الحدس و مناشيء خاطئة ليس حجيته ذاتية كما ذكروه في قطع القطاع و قطع العقلي المحدود البشري في تنبيهات القطع و لذا لاحظ في دعاء الكميل فباليقين اقطع فانه يمكن للانسان ان يقطع بغير اليقين كالظن و الحدس فلا يعول عليه فمرادهم من ان القطع حجيته ذاتيه هو اليقين فمنشا القطع مهم طبعا المناطقة ايضا ذكروا بان الجزم يرتكبه الانسان حتى في غير اليقين و يعبرون عنه المناطقة بالجزم الظني اي الجزم الحاصل من الظن ربما يجزم الانسان مع الشك و احتمال المتساوي فربما الانسان يجزم مع احتمال الضئيل كما ذكره المناطقة و يعبرون عنه بالتجزم يرتكبه الانسان في القوى الروحي و هذا لا يعول عليه بل المعول عليه هو منشا القع وهو اليقين و من ثم هذا ياتي في بحث القضا و الوالي السياسي و الديني كمرجع وبحث الوكيل والاسرة و هلم جرا فانه ليس له ان يرفع اليد من الموازين الظاهرية في مقابل الاحتمالات و الظنون التي تراكمت له

جهة اخرى كما مربنا ان هذا النظام الظاهري طابعه ديني يداين الله به عباده سواء في العرف او في الشريعة الشرع ما يصدك عن التحريات فان التحريات و تسويغ التحري و البحث عن الواقع بابه مفتوح. نعم في بعض الموارد بابه مرجوح او مكروه كما في الطهارة او اماكن اخرى مثلا عندنا في امراءة اذا اردت ان تتزوج منها بزواج منقطع ظاهر كلامها انها خلية من الزوج ثم اذا تحريت و بان لك بان لها زوج (فح يرتب اثر علمه).. فالمقصود هو لم يكن مكلفا بالتحري نعم لو كانت متهمة في قولها او كانت هناك قرائن بينة لا يعتبرقولها . ففي بعض الابواب لا يكون التحري مطلوبا.

نعم في الامور السياسية و الامنية التحريات هي الاصل لكن هذا لا يعني انه يرفع اليد عن القواعد الظاهرية مفاد كل شيء لك حلال[5] اي تبني على الظاهر فسرها الشيخ الانصاري و النراقي ره بتفسير جيد وهو انه يحل لك ان ترتب الاثار و الاحكام على القواعد الظاهرية ومثل عليه السلام لذالك مثل الثوب و هو بيدك وقد يكون سرقة و زوجتك وقد تكون اختك من الرضاعة فما سرده عليه السلام من الامثال كلها قواعد ظاهرية فلك حلال احد مفاد هذه القاعدة انه يسوغ لك الاحكام على الظاهر و الاشياء كلها كذلك حتى تعلم الحرام (يستبين) غير تظن او تحدس و هذا نظام مهم في باب القواعد الظاهري و علم القيافة مثال والا فهو عام في كل الابواب

الجهة الثالثة ذكرنا انه لو اراد الانسان ان يحتاط او يحذر الاحتياط و الحذر شيء و البقاء على التمسك بالقواعد الظاهرية التي هي استحقاقات الاخرين حتى وضائف الانسان بنفسه شيء آخر. الحذر و الاحتياط بابهما مفتوح لكن بنحو يتدافع و يتناقض و هذه نقطة نفيسة سواء في النظام الوالي السياسي او الاسري او الفردي ان من ازواجكم و اولادكم عدو لكم فاحذروهم و الحذر غير انك ترفع اليد عن الاحكام الظاهرية فان الحذر له نام معين فحص وبحث من دون رفع اليد و التفريط في القواعد الظاهرية . على كل البحوث حساسة و دقيقة سواءعلى صعيد الفردي او الاسري و السياسي الان موسم سياسة معينة وهناك فئات اخرى وعندك تحليلات سياسية عليها . وسنتعرض اليها و ان الوالي السياسي او القاضي كيف وظيفتهما...وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.

 


[1] الأمالي، الشيخ الصدوق، ج1، ص531.. قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام لَوْ تَكَاشَفْتُمْ مَا تَدَافَنْتُم‌. الأمالي( للصدوق) / النص / 446 / المجلس الثامن و الستون
[2] البلد الأمين و الدرع الحصين‌، الكفعمي العاملي، الشيخ ابراهيم، ج1، ص190. وَ كُلَّ سَيِّئَةٍ أَمَرْتَ بِإِثْبَاتِهَا الْكِرَامَ‌ الْكَاتِبِينَ‌ الَّذِينَ وَكَّلْتَهُمْ بِحِفْظِ مَا يَكُونُ مِنِّي وَ جَعَلْتَهُمْ شُهُوداً عَلَيَّ مَعَ جَوَارِحِي وَ كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيَّ مِنْ وَرَائِهِمْ وَ الشَّاهِدَ. لِمَا خَفِيَ عَنْهُمْ فَبِرَحْمَتِكَ أَخْفَيْتَهُ وَ بِفَضْلِكَ سَتَرْتَه‌
[3] سورة الکهف، الآية 66.
[4] - مِنْ رِيَاضِ الْجِنَانِ أَخَذَهُ مِنْ أَرْبَعِينَ السَّيِّدِ الْحُسَيْنِ بْنِ دِحْيَةَ بْنِ خَلِيفَةَ الْكَلْبِيِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَمَّارِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ إِسْحَاقَ الْأَزْرَقِ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ وُجِدَ فِي ذَخِيرَةِ أَحَدِ حَوَارِيِّ الْمَسِيحِ رِقٌّ فِيهِ مَكْتُوبٌ بِالْقَلَمِ السُّرْيَانِيِّ مَنْقُولٌ مِنَ التَّوْرَاةِ أَنَّهُ لَمَّا تَشَاجَرَ مُوسَى وَ الْخَضِرُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي قِصَّةِ السَّفِينَةِ وَ الْغُلَامِ وَ الْجِدَارِ وَ رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ سَأَلَهُ أَخُوهُ هَارُونُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَمَّا اسْتَعْلَمَهُ مِنَ الْخَضِرِ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَ شَاهَدَهُ مِنْ عَجَائِبِ الْبَحْرِ قَالَ بَيْنَا أَنَا وَ الْخَضِرُ عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ إِذْ سَقَطَ بَيْنَ أَيْدِينَا طَائِرٌ أَخَذَ فِي مِنْقَارِهِ قَطْرَةً وَ رَمَى بِهَا نَحْوَ الْمَشْرِقِ وَ أَخَذَ ثَانِيَةً وَ رَمَاهَا فِي الْمَغْرِبِ وَ أَخَذَ ثَالِثَةً وَ رَمَى بِهَا نَحْوَ السَّمَاءِ وَ رَابِعَةً رَمَاهَا «1» إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ أَخَذَ خَامِسَةً وَ عَادَ أَلْقَاهَا فِي الْبَحْرِ فَبُهِتْنَا لِذَلِكَ فَسَأَلْتُ الْخَضِرَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ ذَلِكَ فَلَمْ يُجِبْ وَ إِذَا نَحْنُ بِصَيَّادٍ يَصْطَادُ فَنَظَرَ إِلَيْنَا وَ قَالَ مَا لِي أَرَاكُمَا فِي فِكْرٍ وَ تَعَجُّبٍ مِنَ الطَّائِرِ قُلْنَا هُوَ ذَلِكَ قَالَ أَنَا رَجُلٌ صَيَّادٌ قَدْ عَلِمْتُ «2» وَ أَنْتُمَا نَبِيَّانِ مَا تَعْلَمَانِ قُلْنَا مَا نَعْلَمُ إِلَّا مَا عَلَّمَنَا اللَّهُ قَالَ هَذَا طَائِرٌ فِي الْبَحْرِ يُسَمَّى مسلم «3» [مُسْلِماً] لِأَنَّهُ إِذَا صَاحَ يَقُولُ فِي صِيَاحِهِ مُسْلِمٌ فَأَشَارَ بِرَمْيِ الْمَاءِ مِنْ مِنْقَارِهِ إِلَى السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ وَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ إِلَى أَنَّهُ يُبْعَثُ نَبِيٌّ بَعْدَكُمَا تَمْلِكُ أُمَّتُهُ الْمَشْرِقَ وَ الْمَغْرِبَ وَ يَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ وَ يُدْفَنُ فِي الْأَرْضِ وَ أَمَّا رَمْيُهُ الْمَاءَ فِي الْبَحْرِ يَقُولُ إِنَّ عِلْمَ الْعَالِمِ عِنْدَ عِلْمِهِ مِثْلُ هَذِهِ الْقَطْرَةِ وَ وَرِثَ عِلْمَهُ وَصِيُّهُ وَ ابْنُ عَمِّهِ فَسَكَنَ مَا كُنَّا فِيهِ مِنَ الْمُشَاجَرَةِ وَ اسْتَقَلَّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا عِلْمَهُ بَعْدَ أَنْ كُنَّا مُعْجَبِينَ بِأَنْفُسِنَا ثُمَّ غَابَ الصَّيَّادُ عَنَّا فَعَلِمْنَا أَنَّهُ مَلَكٌ بَعَثَهُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْنَا لِيُعَرِّفَنَا حَيْثُ ادَّعَيْنَا الْكَمَال‌ .بحار الأنوار (ط - بيروت) / ج‌13 / 312 / باب10 قصة موسى عليه السلام حين لقي الخضر و سائر قصص الخضر عليه السلام و أحواله ح52.
[5] الفصول المهمة في أصول الأئمة، الشيخ حرّ العاملي، ج1، ص633.. عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: كُلُّ شَيْ‌ءٍ هُوَ لَكَ حَلَالٌ حَتَّى تَعْلَمَ الْحَرَامَ بِعَيْنِهِ فَتَدَعَهُ مِنْ قِبَلِ نَفْسِكَ، وَ ذَلِكَ مِثْلُ الثَّوْبِ يَكُونُ عَلَيْكَ قَدِ اشْتَرَيْتَهُ وَ هُوَ سَرِقَةٌ، أَوِ الْمَمْلُوكُ يَكُونُ عِنْدَكَ وَ لَعَلَّهُ حُرٌّ قَدْ بَاعَ نَفْسَهُ أَوْ خُدِعَ فَبِيعَ قَهْراً أَوِ امْرَأَةٌ تَحْتَكَ وَ هِيَ أُخْتُكُ أَوْ رَضِيعَتُكَ، وَ الْأَشْيَاءُ كُلُّهَا عَلَى هَذَا حَتَّى يَسْتَبِينَ لَكَ غَيْرُ ذَلِكَ أَوْ تَقُومَ لَكَ بِهِ الْبَيِّنَةُ