الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

43/07/07

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: العملة الالكترونية و البورصات المالیة

مر بنا ان التعامل بالعملات الالكترونية تشتمل على زوايا عديدة

الزاوية الثالثة: وهو التمويه و التحايل و اكل المال بالباطل يعني عبارة عن تعاوض على سراب لا وجود له فهو تمويه و تحايل كما اذا كان احد العوضين حقيقيا و العوض الاخر تمويهيا فضلا عما اذا كانا كلا العوضين تمويهين لغرض تحايلي آخر كما هو الحال في غسيل الاموال فهذه ضابطة اكل المال بالباطل

نعم هناك ربما عشر قواعد او اكثر في باب المعاملات هي قواعد و ضوابط للغدد السرطانة المحرمة في الاقتصاد الاسلامي ذكرها القرآن و ذكرها سيد الانبياء صلى الله عليه واله في نهى النبي عن الغرر او بيع الغرر . الكلام عن النهي عن الغرر المطلق هذا فيه كلام وان كان الاكثر يتبناه اذن هناك جملة من القواعد منها قاعدة لا تاكلوا اموالكم بينكم بالباطل اي بالتمويه و التحايل

هنا لابد من التدقيق: لماذا العملات الالكترونية غالبا لا اعتبارلها؟ -الا العملات الالكترونية القليلة الخاصة التي تصدرها جهات خاصة- لان هذه العملات الالكترونية عبارة عن اموال مموهة اي سرابية. ما هو الدليل على ذلك؟

(الجواب):لانه ليس هناك جهة رسمية تتبنى غطاء هذه العملات الالكترونية فلا غطاء لها و لا يوجد من يلتزم بسداد ديونها لان اصل الاوراق او اصل النقد الاعتباري يرجع الى الديون من الجهة المصدرة لذلك النقد -كما مر بنا- فبالتالي يصير تمويه

(معاملات البورصة)

فهنا مادمنا في هذه الزاوية الثالثة قبل ان نذهب الى الزاوية الرابعة نشرح معاملات البورصة -لا كل البورصات لانها قسم كبير- يعنى البورصة على قسمين او اقسام يعني هناك قسمين او ثلاثة اقسام رئيسية سيما بورصة العملات او بورصة غيرها كبورصة السلع الغذائية او السلع الغير الغذائية كالالبسة لان تلك البورصات هذه الزاوية الثالثة التي هي محذور محرم في الشريعة هذه المعاملات في البورصة محل ابتلاء بها فان المال الذي يجري في البورصة ياتي فيه هذه الزاوية الثالثة و الاولى.

ما هو المحذور في البورصة ؟ البورصات على اقسام:

القسم الاول من البورصات بيع الاسهم لشركة موجودة و كذا اسهامها ايضا موجودة و هي شركة عملاقة دولية سواء شركة مصانع او تجارة او نفطية او . وهذا القسم الاول من البيع من الاسهم لا كلام فيه ان لم يكن عمل الشركة محرم بل حتى المحرم منها فيه تفصيل، فليس انه باطل مطلقا لانه ليس كل اعمالها محرمة. وعلى كل حال فهناك تفصيل لا نحتاج للخوض فيه لانه ليس من كلامنا بل كلامنا في القمارية وغيرها فهذه الشركات التي لها وجود ومالية و تبادل الشراء و بيع الاسهم فيها لا كلام فيه وانه شراء حقيقي و ليس وهمي و ...

انما الكلام في القسم الثاني البورصات سواء بورصة العملات او بورصة حتى غير السلع. و في بورصة شركات الوهمية هنا الاشكال كيف يتم؟ اما في العملات او في السلع يبيع مثلا مقدارا من النقد العملة او الذهب يبيعها على طرف آخر بدون قبض و اقباض ثم الطرف الثاني يبيعها على ثالث ثم الثالث يبيعها على رابع طبعا حتى الطرف الثاني لما يشتري الذهب او الرز او النفط فان النمط هذه المعاملات – و المهم هو ان نشخص الموضوع - وانه في الحقيقة معاملات تجري بدون قبض واقباض بدون تسليم و تسلم بشكل مترامي متعاقب و تتضخم بالمعاملات وكلامنا ليس في القبض بل في شيء سياتي المهم انه من دون قبض مثلا تجري معاملة على مليون سكة ذهب او الف سكة ذهب غير موجودة فيبيعها وهذا الشخس الذي يشتري ليس بالضرورة ان يدفع النقد فتبطل المعاملة من باب انها دين بدين فلو كانت هناك مليون سكة او الف عملة معينة او اي عدد مبيع معين في مقابل عوض معين لم يشترط فيه التسليم او الاقباض او النقدية بل ربما يقال انه مفترض فيه عدم التسليم و التسلم يعنى بالتالي نسيئة بنسيئة و دين بالدين وبيع الدين بالدين او الكالي بالكالي وله صور متعددة و هذه احدى القواعد المهمة المحرمة السرطانية في النظام الاقتصادي الاسلامي يعتبرها مادة سرطانية

بيع الدين بالدين لا سيما مع ترامي هذه الديون او هذه المعامات ترامي بدأ بمليون سكة ذهب بيعت بكذا دولار لا الدولار قبض و لا المليون سكة ذهب قبضت لكن تم العقد على اساس هذا المليون من سكة الذهب يترامى فيها التعامل بين سلسلة بايعين و مشترين يعني مليون لا وجود لها في الخارج و ربما لما تطالبه لا يمكن لك ان تحصّله مليون سكة ذهب او مليارد او مليون او مثلا يعني عدد معين من الدولار او من فئة الدرهم او من فئة الذهب فئة رز او فئة معينة كالسيارات الشبح المرسي عدد معين استلامها لا يمكن حتى لو تريد ان تشتريها من الشركة تحتاج الى سنتين حتى تقبضها من الشركة و تصنع لك ذلك لكنهم يتعاملون بعدد معين من المبيع هذا المبيع الوهمي ينتقل من البائع الى المشتري و هو يعطيه الى بايع مشتري ثانی وهو بايع ثالث و هناك سلسلة من البيوعات تصدر لکن الكم من السلع غير موجودة وهمية ثم المشتري الاول ماذا اعطى البايع الاول؟ اعطاه تلريارد من الدولار ولو عنده في حسابه تلريارد مثلا او مليارد من الدولار لكن ملكها للبايع فهذا البايع الاول ملكه مليون سكة ذهب المشتري ملك البايع مثلا مليارد دولار و هذا المليارد دولار البايع الاول يبيعه على (آخر)... انظر الى العوضين كيف تحدث فيه تعاقبية تضخمية مترامية متعاقبة متصاعدة مشجرة لسلسلة من المتعاقدين مع انه اصل العوضين لم يتم تسلمهما و لا وجود لهما في الخارج . سلسلة هذه المعاوضات التي تجري على العوضين الذين لم يتم اقباضهما و لا قبضهما و لا تسلمهما كل ذلك بيع الديون بالديون و بيع الديون و ترامي و تضخم بيوع الديون بالديون هذا في الحقيقة اكل للمال بالباطل سواء من جهة قاعدة بيع الدين بالدين

ماهي فلسفة القانونية التشريعية لتحريم الدين بالدين؟ لانه بيع الكالي بالكالي و له صور و لا اريد ان ادخل في تلك القاعدة اجمالا اشير اليها بعض صورها جائزة كبيع الكلي بالكلي اذا كان امامه نقد او بيع الكلي بالكلي على ان يتسلم لا اقل احدهما في المجلس لكن بيع الكلي بالكلي دين بالدين لكن على ان يسلم احدهما نقد والاخر نسية هذا ايضا لا مانع منه لكن بقية صور الدين بالدين والكلي بالكلي باطل لماذا ؟ لانه لا يبعد ان بيع الكالي بالكالي او التعاقبي يرجع الى اكل للمال بالباطل اي نوع تمويه و تحايل

وقد اعترف الخبراء الاقتصاديون حول الازمة الاقتصادية العاملية منذ 15 سنة بان اسبابها اجتماع امراض سرطانية عديدة و ليس مرض سرطاني اقتصادي واحد لكن احد الامراض الشديدة التي تسبب هذه الازمة الاقتصادية و الارباك في الحركة الاقتصاد العالمي المرتبط بعضه ببعض و بالتالي تحدث فيه عواصف و زلازل اقتصادية مالية احد اسبابه الكبرى هي هذه البيوعات البورصات و البيوعات الوهمية التمويهية الكاذبة وهي بيع الدين بالدين ثم يباع الدين بالدين الاخر... الى ان ترى هناك مليون معاملة فيها ترامي في مالية لا وجود لها وانما هي تمويهية و مموهة

(والحاصل): ا ن اشكال بيع البورصات في العملات او في السلع او في المواد التي فيها البناء على عدم التسليم التسلم هذه باطلة من زوايا عديدة احدها انها بيع الدين بالدين و تحايل و اكل للمال بالباطل و فيه زوايا اخرى للبطلان زاوية ثانية اوثالثة اخرى مثلا

(الشركات الهرمية)

نحن الان في البحث عن العملات الالكترونية الا اننا نزج فيها بحث البورصة و نزج ايضا بحث الشركات الوهمية تسمى بالشركات الوهمية و قد بدأت زهاء عشرين سنة او أكثر انا اتذكر لما كنا في قم لما سئلت و سئل الاعلام و اجابوا بالجواز من النجف و قم انا الوحيد تطفلا قلت ممنوع و باطل و غرر واستجابوا بجوابي و نجوا من المسالة وكان في خوزستان كثير بدت شركات وهمية هناك الان ما اتذكر عشرين سنة او اكثر منها بدت المسالة و الشركات الوهمية وهي شبيهة ببحث البورصة كلها تعتمد على بيوعات وهمية ابع كذا نربح كذا اصلا الشركات الوهمية و الشركات البورصة احدى الاشكاليات الشركات الوهمية هي قضية دين بدين وعلاوة على ذلك وهم لانه يقول هذه الشركة الهرمي تريد الزبائن تعطيهم و تاخذ منهم فلوس و ان لم تاخذ نقدا ثم تبيع مليون سكة ذهب مع انها ليس لها قدرة على ذلك ثم هذا المليون من سكة ذهب تترامي فيها البيوعات و المعاملات و تتضخم بدون شي بشيء وهميا فدققوا ما ان يكون العوض و المعوض يترامى و يتضخم بشكل وهمي لا وجود له في الخارج هذه المعاملات وهمية واكل للمال بالباطل وهو نوع من بيع الدين بالدين طبعا احد محاذير البيع الدين بالدين هي هذه في زوايا اخرى للبطلان ندقق فيها في شركات البورصة في العملة الالكترونية و الشركات الوهمية يعني سرطانيات اقتصادية اخرى مشتركة بين هذه . ندقق اكثر ما هي الزوايا الاخرى ؟

هذه الضوابط يعني تنضم بعضها البعض لا انها تتدافع هناك قاعدة في باب المعاملات و الماهيات مثلا الان لو تم بيع او اجارة او اي هبة او اي صلح اي معاملة مالية لو تمت هذه المعاوضة المالية على الذمة بحجم صاحب هذه الذمة ليس له قدرة على توفير العوض هذا اكل للمال بالباطل و ان لم يكن من باب اكل الدين بالدين احدهما نقدا و الاخر دين هذا البيع باطل لا من باب بيع الدين بالدين لان احدهما نقد ولكن الطرف الاخر لانه ليس له قدرة تكوينية على اداء او توفير العوض الاعتباري الذي في ذمته يكون اكلا للمال بالباطل

(قاعدة القدرة على تسليم المبيع)

هناك قاعدة هي توفر الموضوع لقاعدة اكل المال بالباطل و هي قاعدة مصيرية في كل ابواب المعاملات و هي معروفة و هي قاعدة عرفية عقلائية وهي ان مالية و ذمة اي شخص اي حقيقي او اي جهة حقوقية اي جهة اعتبارية ذمتها لها مالية يجب ان تكون بقدر قدرة الجهة على توفير و اداء ذلك الكلي الان مثلا من باب المثال و هذا ليس من باب استخفافا بالفقير فقير يريد ان يبيع بيعا معينا فيبيع مليارد و هو لا يملك حتى المليون انظر الى السوق العقلائي فانه لا يشتري ذمته لانها غير موجودة لان الذمة او العهدة ليست فرض خيال بل انما هي تتواجد عقلائية مالية يعتبر لها وجود و توفر و تقرر بحسب قدرة الشخص على توفير هذا الشيء تاتيني شركة وهمية او حقيقية مثل شركة ابل او شركة كوكل او فيسبوك تاتي و تتعامل بمعاملة فوق قدرتها هي لها واقع حقيقي مثلا في الشركات الحقيقية مرسيدس بنز نفط لها واقع حقيقي لكن هي تستحدث معاملات فوق قدرتها باضعاف فهذا القسم من المعاملات التي تستحدثها الشركات العملاقة لانها تقول لماذا يتحايل الشركات الوهمية لسرقة اموال البشر نحن اولى بالتحايل لان لنا وجود حقيقي فلتحايل عليهم بطريقة اخرى و هذا موجود في كل الشركات الحقيقية لديها بورصة حقيقية و بورصة تحايلية الا ما شذ و ندر الان احدى الاسباب الازمة في العالم هو هذا و هي انه حتى الشركات الحقيقية ذات الصيت العجيب تفتح لنفسها بورصة اخرى لمعاملات وهمية ليس عندها قدرة على ادائها اي لا مالية لها هي تخدع زبائنها بان لها مالية كالسراب بقيعة عبارة عن ارائة خادعة لانه ليس لها القدرة مثلا تتعامل على كذا طن من الذهب مع انه ليس متوفر لا في بلدها و لا لها قدرة على الشراء و لا لها قدرة على الاستدانة بهذا المقدار من الذهب فهذا التعامل على هذا المقدار من الذهب عبارة عن سراب وهمي او تتعامل على موبايل على مقدار من الكمية بحيث لا تستطيع ان توفره حتى بعد عشر سنوات كيف تتعامل معهم في هذه السنة بهذه الكمية مثل موبايل او قطع جهاز او اي شيء اخر تتعامل كميات هي فوق قدرتها الاعتبارية هذا المقدارالذ فوق قدرتها الاعتبارية يعبر عنه مساحة وهمية و سرابية لا مالية له فمن باب الايهام و اكل المال بالباطل فالدخول في هذه الانواع من البورصات ولو شركة حقيقية شركة فلان حقيقية دولية كذا في الحقيقية دخول في معاملات وهمية و اكل المال بالباطل او قمارية لانه يجازف فهو بين قمار و بين اكل للمال بالباطل اي كلا الماهيات موجودة و بين سراب بقيعة وبين زاوية اخرى رابعة او خامسة لم اذكرها

هذه المحذورات و المعاملات في البورصات من هذه الاقسام وليست كل اقسام البورصات بل البورصة من هذه الاقسام الان كيف تتثبت ان هذه البورصة وهمية او حقيقية هذا بحث اخر يعني البورصات الان الوهمية عبارة عن اسواق قمارية و اسواق نصب و تحايل

الزاوية الرابعة: اما الزاوية الجديدة في هذه الاسواق انها ربوية كيف تكون ربوية؟ كيف تجتمع الربوية مع الزاوية القمارية مع الزوايا الوهمية عدة زوايا عديدة مرت بنا كيف تجتمع؟ و يتضح بالتدبر جملة من هذه الشركات سواء الوهمية او الحقيقية في قسم الوهم لها او بيع العملات لكي يغروا الزبائن بجلب الرساميم و السيولة الضخمة الموجودة عند قاعدة بشرية كثيرية يجذبوها و يخدعوها بالمجي، انهم يعلمون بانه اذا كانت المعاملة الطلقة القمارية قد لا يقدر عليها الكل عليها لان فيها خسارة او بصورة الدين بالدين ايضا لا يجازف الكل لانه ايضا تحدث خسارة او صورة التحايل الكل يستشعر التحايل في البين فلماذا يصنعون لكي يضمنون اطمينان الزبائن واقدامهم بجلب رساميم الموجودة بايديهم بكميات ضخمة يشترطون في المعاملات البورصة او العملة او المعملات الشركات الوهمية ان مبلغك نظمن لك عوده فلا تخف من شيء و هو ليس كالقمار وانه سوف يذهب و ليس اكلا للمال بالباطل حتى تقول هذه شركات وهمية لا تذهب اليها بل مبلغه مضمون ومع ذلك احتمال الربح موجود فيه طبعا ليس هذا كل المعاملات بل اذا اشترط ضمان عود المال اليه. هذا هو كيف هو باب ربوي عظيم و كيف يجتمع مع القمار و كيف يجتمع مع اكل المال بالباطل؟ جملة من الاعلام لم يستوضحوا اجتماع تلك المحرمات في مجمع محرمي حرامي واحد كيف هذا لازم نشرحة في الجلسة اللاحقة ان شالله .