الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

43/05/20

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: - القمار وأصول القواعد في الأبواب - المكاسب المحرمة.

مرَّ بنا أنَّ القمار له ماهيات أربع بحسب اللغة، وكنّا في صدد الاستدلال بالآيات والروايات، ومن الواضح أنه سيكون الهدف الأول هو البعد الموضوعي ثم البعد المحمولي في الأدلة، لذلك سنبقى في بيان حدود الموضوع، ومرَّ أنَّ هذا البحث في القمار ربطه الفقهاء ببحث المسابقة والرهان، فإذاً في أبواب ما يكتسب به سنتطرق إلى الباب الخامس والثلاثون والباب مائة ونيّف وفي أبواب الرهان والمسابقة، ولكن قبل الدخول تفصيلاً في الروايات والأدلة نلتفت إلى هذا المطلب وهو خروج لا رهان إلا في ثلاث يعين في الآلات العسكرية فهذه الثلاثية أن الفقهاء لم يفهموا منها الفرس والجمل والسهم وما شاكل ذلك وإنما فهم منها الآلات العسكرية، وهذا مثل ما ورد في دعاء العهد ( فأخرجني من قبري شاهراً سيفي ) ليس المقصود منه خصوص السيف فقط ولو أنَّ هذه آلات حربية يسمونها بالسلاح الأبيض مقابل السلاح الأسود أو السلاح النووي أو السلاح البيولوجي، ولكن المقصود من السيف الآلة العسكرية، فلاحظ أنَّ العناوين وضعت لأرواح ولغايات أكثر مما وضعت للمبادئ فالسيف معدن بشكل معين هذا مبدأ السيف وهو معدن سبك بصيغة معينة ولكن الغاية منه أنه آلة عسكرية، هذه الغاية هي بمثابة الجنس أي جنس الشيء، وهذه نظرية لغوية قديمة في علوم اللغة والبلاغة وغيرها خذ الغايات واترك المبادئ ويعبر عناه الفلاسفة والملا صدرا الألفاظ وضعت لأرواح المعاني لأبدانها، لأنَّ الغاية بمثابة الروح، وهذه عبارة صحيحة، ونفس هذه القاعدة الاستظهارية كصناعة فقهية تقريرها في المباحث الفقهية مهم جداً متى تستخدم هذه القاعدة فإن هذا مهم جداً وهي ( خذ الغايات واترك المبادئ )، ولكن لا أنك تترك المبادئ بالمرة وإنما الغاية هي المدار، شبيه ما مرَّ بنا في حرمة الغيبة فإنَّ حرمة الغيبة هي مجمع لحرمات ولكن الغاية من حرمة الغيبة هي حرمة اشاعة الفاحشة، يعني حرمة تربية المجتمع على الأجواء الملوثة فلا تلوث المجتمع بترويج طرق الفساد، النبي يعقوب عليه السلام نبي من أنبياء الله العظام ترك أولى وليس معصية أنه كيف ينصح أبناءه قالوا يا أبانا مالك لا تأمنّا على يوسف وإنّا له لحافظون قال إني أخاف أن يأكله الذئب وانتم عنه غافلون، فأصلاً بيان الشر خطأ في الوعي العام وفي التربية العامة، مثلاً يقال صار كذا في مكان كذا وصار كذا في مكان كذا فهذا خطأ، فتارة ﴿وإذا جاءهم امر من الأمن أو الخوف أذاعوا به﴾[1] يعني نشروه فالنشر خطأ فليس كل شيء يمكن نشره نعم لمن يهمه الأمر من المسؤولين ومعنيين سواء كانوا مسؤولين دينيين أو سياسيين أو وجهاء فهذا بحث آخر، أما النشر العام لكل طبقات المجتمع فغالباً هو أمر غير جيد، فعملية الاعلان الاجتماعي مسؤولية كبيرة يعبر عنها القرآن الكريم بأنه ﴿ إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا ﴾[2] يعني يمارسون إعلام مضلل سام من حيث لا يشعرون، هذا بلغة عصرية، فالإعلام السام التربوي محضور، كأن يقول صارت احصائية بكذا وكذا فإنَّ هذا غير صحيح وإن كان الأمر قد وقع فضلاً عمّا إذا كانت هذه الاحصائيات غير دقيقة أو أنها كانت مضللة، نفيس هذا النشر خطأ وهي حربٌ نفسية مع جو الصلاح في المجتمع، فلاحظ الآية الكريمة الأخرى فغنه تقول ﴿ لا يحب الله الجهر بالسوء من القول﴾[3] ، فالله لا يحبه مع أنَّ الجهر بالسوء هو واقع ولكن لا يحب الله الجهر بنشره، وكذلك في سورة النور في حديث الافك ﴿ إذ تلقونه بألسنتكم وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم ﴾[4] فبدلاً من أن تبحث في حرمة الغيبة يجب أن نبحث ما هو أهم من الغيبة وهي القواعد التي انطلقت منها الغيبة وهي أنه ما هي نظام الاعلام في المجتمع أو الاعلام المجتمعي فهذه القاعدة أخطر من الغيبة الفردية، فهذه القاعدة مهمة جداً، كم آية كريمة يغلّظ فيها الله تعالى بتهديد، ولماذا؟ لأنَّ العقل الاجتماعي والنفسية الاجتماعية يتحكم فيها جهاز تحكم وهو الاعلام والنشر، ﴿إذا تلقونه بأفواهكم وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم﴾، ونفس الآية الرابعة ﴿ وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ﴾[5] فلاحظ أربع آيات في أربع سور بلغة تهديدية عظمى وليس بلغة ﴿ أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه ﴾[6] يعني مسؤوليتنا نحن تجاه الاعلام المضلل في المجتمع أخطر من مسؤوليتنا تجاه حرمة مؤمن واحد، لأنَّ الاعلام المضلل خطير وهو يغري حتى المسؤولين المعنيين عن حقائق الأمور، ويجعل العدو يزحف في المجتمع المؤمن فإنَّ الاعلام مهم جداً، كيف تصيغ الشبهة وكيف تجيب عنها، أما أن تأتي تنشر هذه الشبهة في العلن فهذا غير صحيح، مثلاً شخص تطاول على مقدسات الدين وأنت تنشر هذا التطاول على المقدسات فإنّه بهذا العمل تهدم المقدسات وتعين على هتكها من حيث لا تشعر، فإذا الاعلام الديني في المجتمع مسؤولية خطيرة جداً ونحن مسؤولون عنها أكبر من الغيبة لشخص، فإنَّ هذه غيبة الدين نفسها وغيبة المقدسات نفسها، وقد ساورني هذا العزم ولكن للأسف لم أتابعه وهو أن نحشد كل الآيات الواردة في مسؤولية الاعلام المجتمعي، فكل فرد منا هو إذاعة فألسنتنا هي كذلك كما يعبر أمير المؤمنين عليه السلام في عهده لمالك الأشتر، فواقعاً الكثير من الأخوة يقولون رسالة في الماجستير أو الدكتوراه في العلوم الدينية ول أني لا أحبذ هذه القضية ولكن هذه رسالة، يعني قضية منطلقات الغيبة أحدها الاعلام المسؤول، نعم ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) وهذا شيء مهم جداً وطبعاً مسؤوليتنا مهمة جداً في هذا الأمر، وسورة النور لو تقرأونها تجدوا في الكثير لأنه تذكر استهداف النبي المعصوم صلى الله عليه وآله وسلم، فالآية الكريمة تقول ﴿إذ تلقّونه بألسنتكم وقولن بأفواهكم ﴾ فما الفرق بين التلقّي باللسان وتلقي بالقول؟ ﴿ وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون بأنفسهم خيراً ﴾[7] ، وظنَّ المؤمنون بأنفسهم خيراً يعني لا تقل إنَّ هذه الاحصائية السلبية التي نشرت هي دقيقة وإنما ظنَّ بالمجتمع المسلم أو المؤمن خيراً، وصراحة الكثير الكثير من المسؤولين في مواقع قيادية سياسية دينية مالية ما شئت فعبر يتقهقرون أمام موجات لا دينية معينة أما هذه الاحصائيات سواء كان حقيقية أو مزيفة وما أكثر المزيفة وهذا خطأ، فإذا توجد مسؤولية كبيرة تجاه تشخيص نشر احصائيات الظواهر الاجتماعية، وبحث الغيبة في الواقع أصله منطلق من تلك القاعدة، أبداً ليس منطلقاً من كون المسلم والمؤمن حرمته كالكعبة فإن المجتمع أعظم من الكعبة لأن المؤمن الواحد كالكعبة فكيف بك في مجتمع المؤمنين، أبداً لا يتوهم الانسان أن مسؤوليته تجاه مؤمن واحد أعظم من مسؤوليته تجاه مجتمع مؤمن فإن هذه أعظم، أليس أنَّ المجتمع المؤمن لهم حرمة بسبب الايمان فكيف إذا كان تجاه الدين الذي هو أعظم من المؤمنين، فهذا أمر مهم جداً، وكذلك أنا ذكرت هذا المطلب أنا ألاحظ في علماء الامامية مع جهودهم افترض بعضها متشابهات وكل عالم له متشابه فإذا كان القرآن له متشابه والامام المعصوم له متشابه ومحكم كذلك موجود عند الفقهاء، فإنَّ أفعال المعصومين عند الفقهاء والعلماء مجملة أي متشابهة لا تعرف ما هو تفسيرها وما هي دواعيها ففيها إجمال بخلاف الأقوال فإن القوال أصرح وابين، وكذلك لتقرير دلالته اجمالية وليست بينة، ولا أقول كل أفعال المعصومين وإنما زوايا منها، فإذا كان لمعصوم عليه السلام هكذا فكيف بعلماء الامامية وهم غير معصومين ولكن لهم جهود، وهذا ليس من جهة تقديس العلماء واحترامهم شكر الله سعيهم، وإنما أـنت عالم معين لا تنشر المتشابهات بين الناس لأنك بهذا وف تزيد من إضلال الناس وإنما انشر المحكمات فإنَّ كل عالم عنده محكمات يعني كل عالم من لعلماء حينما تستعرضه تجد عنده مواقف نموذجية قدوية ودعك عن المتشابهات ، وهذه توجب تربية صحية سوية سليمة في المجتمع، أليس غرضك الصحة فلماذا تستعرض المجملات؟!!، وحتى أصحاب الأئمة عليهم السلام فإن اصحاب الأئمة ليسوا معصومين وتوجد عندهم متشابهات وعندهم محكمات فلماذا أنت تستعرض المتشابهات بل عليك أن تستعرض المحكمات لأنَّ ترويج المحكمات في العقل الاسلامي أو العقل الايماني عبارة عن تربية عظيمة ونور عظيم وهداية عظيمة، فلاحظ أنَّ بحث الغيبة كيف انطلق من قاعدة أهم من الغيبة نفسها وهي قاعدة الاعلام وأنه ما هو نظام الاعلام ومسؤولياته، ونحن نقول لسنا مسؤولون ولكن القرآن الكريم ﴿ وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم ﴾، فإن مسؤوليتي تجاه أيّ خبر ينتشر في المجتمع أكثر من مسؤوليتي عن عرضي وناموسي لأنَّ هذا ناموس الدين إذا كان يضعف الدين، بل عليَّ أن أقاومه ولو كانت له واقعية أما نشره فهو إضعاف للدين، فلاحظوا الآن قول الله عزَّ وجل في سورة الأنفال في بدر، فإنَّ سورة الانفال فيها ملف بدر فإنَّ الباري تعالى قلل المؤمنين في أعين الكفار وقلل الكفار في أعين المؤمنين وليس أن الله تعالى سحر أعين المؤمنين وإنما قللهم وهذا بحثناه وفرقه عن السحر، يعني أنَّ الحقيقة لم يرها الله عزَّ وجل للمؤمنين على ما هي عليه لأجل أن يثير همتهم ويثير حماسهم، والحماس شيء واقعي وكذلك الأمل شيء واقعي وليس زيفي، فليس كل حقيقة نشرها صحيح فإنَّ هذا الخطأ بل علينا أن نسيس دوماً نشر الحقائق لتربية المجتمع المؤمنين ولتقوية الايمان لا لإضعاف الايمان في المجتمع والدين، وهذه نكتة مهمة جداً، فعلى كل هذه قاعدة ولتكن ديناً كي نبحثها بصورة تامة في فرضة مناسبة والمفروض أن نبحثها في بحث الغيبة، وهذه أهم من الغيبة ويجب أن يكون هذا الفقه الاجتماعي والفقه السياسي في صلب المكاسب المحرمة والتي هي قاعدة الاعلام المجتمعي.

فإذاً هنا أيضاً بحث القمار ترجع إلى أبع ماهيات هذه الماهيات هي غايات لتحريم القمار وقد مرّ بنا أنه خذ الغايات واترك المبادئ، وخذ الغايات يعني أصل تحريم الغيبة كان لأجل حرمة الاعلام المجتمعي أو هنا القمار لأجل أربع ماهيات، كلفظة السيف مثلاً كما مرَّ بنا فإنَّ لفظة السيف وردت في الأدلة ولكن لماذا الفقهاء رفعوا اليد عن سيفية السيف وعن النبل والريش والسهم؟ لأن الغاية هي الآلة العسكرية فمن ثم فهم الفقهاء في باب المراهنة وأنه ( لا سبق إلا في ... ) أن التدريب العسكري بحسب تسريع الفقه الاسلامي والفقه الجعفري هذا من مسؤوليات حتى القطاع الخاص وهو التدريب العسكري والأمني وهلم جرا بأنواعه من دفاع مدني أو دفاع ناعم أو سلاح أبيض أو سلاح غير ابيض وهلم جرا، فلاحظ أنَّ هذا الباب كم قاعدة خلفية نستفيد منه، ( خذ الغايات واترك المبادئ )، وقد يقول قائل:- إنَّ رواية السيف وردت في السيف فقط، ولكن نقول:- إنه ليس كذلك فإنَّ كل الفقهاء لم يفهموا هذا منها، ومن باب المثال هذه القاعدة الاستظهارية ( خذ الغايات واترك المبادئ ) فإنَّ الغايات أهم من المبادئ، وهذا شبيه الفقه الدستوري الذي هو أهم من الفقه البرلماني والفقه البرلماني أهم من الفقه الوزاري، مثلاً ورد لدينا في باب الجهاد كناية عن الحروب المشروعة ففي الآيات والروايات عبر عن الحروب بالسيف وذكر السيف لليس المراد منه السيف وإنما المراد منه الحرب المشروعة، مثلاً موجود في الرواية ( إنَّ الله شرع لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم خمسة أسياف سيف على البغاة وسيف على الكفار )، وهذا السيف ليس المقصود منه خصوص السيف وإنما المقصود منه شرعية القتال واستخدام القوة العسكرية، فإذا لا يمكن الجمود على لفظة سيف وإنما خذ الغاية منها وهي الآلة العسكرية، فإذاً بحث باب المراهنة أراه باباً مهماً، لأنَّ باب المراهنة والمسابقة هو باب لا يرتبط بالفقه الفردي، ويلزم نترجمه باللغة العصرية حتى يتلون ويتطبع البيئة المعاصرة بالفقه الديني، باب المراهنة وبابا المسابقة اصلاً ليس فقهاً فردياً وإنما بالدرجة الألى فقه اجتماعي وسياسي بامتياز، لأنه واضح في ترقية القدرة العسكرية والأمنية والدفاعية لدى المؤمنين على الدوام، فإذا لم تستطع الدولة فعل ذلك عليك أن تفتح قطاعاً خاصاً للتدريب على الدفاع المدني والتدريب على السلاح الأبيض وغير ذلك، فيجب أن تنتشر بين أفراد القطاع الخاص ذلك، لا أنه يستخدمها بين ابناء جلدته بالغرور الشخصي فإن هذا غير صحيح وإنما يستخدم في سبيل هادف وفي سبيل الدين، فباب المراهنة بحق هو من الفقه المعاصر الفقه السياسي الفقه المجتمعي، وهو فقه بناء دولة أيضاً، لأنه يريد أن تكون حومة المؤمنين محروسة دائماً والمؤمنون دائماً في حالة ترقية لا أن يكون عدوهم أقوى منهم، فمن المعيب أن يكون المؤمنون عدوهم اقوى منهم في السلاح وفي الدفاع، فإنَّ هذا معيب في الدين، لأن غايات تأكيد الدين على أنَّ باب المراهنة مفتوح في الغيبة الكبرى ولم يشكل أحد من الفقهاء أن باب المراهنة وباب المسابقة في الآلات العسكرية في الغيبة الكبرى مسدود إلى إشعار آخر فإنه لم يقل بذلك أحد من الفقهاء أبداً وإنما قالوا بابه مفتوح في الغيبة الكبرى، يعني ( ونصرتي لكم معدّة ) لا أنها مجمّدة، من أوصاف صاحب العصر والزمان ( السلام على السيف الشاهر ) لا أنه سيشهر وإنما هو مشهور الآن وكأنما يده على زناد القوة العسكرية، وكذلك تعبير سيفه على عاتقه فهو بهذا المعنى وهو مثل الاصبع على الزناد، يعني على أهبة الاستعداد، يعني أنك متهيء ومتعبئ، لا أنه سيفكر كيف يبني قوة عسكرية أو سيفكر صاحب العصر والزمان كيف يبني ذلك وإنما لا جبر ولا تفويض وإنما أمرٌ بين أمرين، ﴿ لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ﴾، فهوب النسبة إليه يده على الزنا ولكن المؤمنون إن تنصروا الله يأتي نصر صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف، ﴿ وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ﴾[8]

فلاحظ إذاً ما الربط بين هذه الروايات التي أفتى بها فقهاؤنا الذين لا يؤمنون بتشكيل دولة فعصر الغيبة فإنهم كلّهم أفتوا بباب المراهنة وأنها مشروعة قطعاً فهذا ما هو معناه؟!!، إنه توجد فتاوى في الفقه هي تلقائياً جاءت لبناء كيان المؤمنين، مثل المسألة التي مرَّت بنا في المكاسب المحرمة وهي حرمة بيع السلاح على أعداء الدين، فهذا الحكم يقيناً ليس مجمداً في الغيبة الكبرى، ولكن ما ربطه بباب المراهنة؟، إنَّ هذه شبكة، فتوجد عندنا في الفقه وفتاوى وقواعد كلّها تبني قوة المؤمنين العسكرية والأمنية والنووية والالكترونية وهلم جرا، وهذه عند الشرع أهم من الواجبات المنزلية الأسرية، فإذاً حقيقة باب المراهنة ما هو ؟ إنه هناك قمار بآلات القمار غير جائز أما القمار في باب الآليات العسكرية جائز فهل نقرأ الفقه هكذا؟!!، أو أنه يحرم القمار إلا في التدريب العسكري وهذا صحيح ولكن ما هو معناه، فهذا ليس قماراً وإنما هي تربية عسكرية وتربية لبناء المجتمع وتربية للقوة، فأصلاً هذه ماهيتها غير القمار، فالقمار المجوني والقمار البذخبي والبطري واللهوي والاباحي للشهوات أين وهذا القمار الذي يتحمل مسؤولية أين؟!!، فهذا ليس قمار أصلاً، وحتى اللعب في المسابقات العسكرية فإنَّ المسابقات العسكرية صورتها لعب ولكن حقيقتها تدريب، مثلاً الحسن والحسين يلعبان فهما ليس يلعبان بمعنى اللهوية أو أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يلاعبهما فهنا ليس بمعنى اللعب والهو والبطر وإنما التدريب بلا شك فإنَّ التدريب مهم للحسن والحسين وهم في صغر سنهما، فالصورة هي صورة لعب ولكن الحقيقة أنه ليس لعباً وإنما الهدف منه غاية سامية فهنا باب المراهنة فهذا الباب هل هو معاملة مالية هناك محرمة وهنا مباحة أو ماذا نفهم منها وما هي صلته بباب القمار؟، ( خذ الغايات وترك المبادئ )، فالغايات هي القواعد التي انطلق منها التشريع هي تفسّر لك حقيقة كل باب فقهي وكل قاعدة فقهية وكل مسألة فقهية هذه هي النتيجة الصناعية الملخصة التي خرجنا بها هذا اليوم وهو القواعد الفقهية التي انطلق منها حكم المسألة الفقهية أو القاعدة الفقهية أي القواعد التي هي أسبق ووراءها واليت يعبرون عنها بالقواعد الفوقية أو العامة هي حقيقة ذاك الباب الفقهي وليس تخرّصاً وليس استحساناً بل هي صناعة فقهية متينة.


[1] السورة نساء، الأية 83.
[2] السورة نور، الأية 19.
[3] السورة نساء، الأية 148.
[4] السورة نور، الأية 15.
[5] السورة نساء، الأية 83.
[6] السورة حجرات، الأية 12.
[7] السورة نور، الأية 12.
[8] السورة انفال، الأية 60.