الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

43/03/19

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: حرمة الغناء واخواته الدرس ( 16)

الرواية السادسة عشر :

وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ مِهْرَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ هَارُونَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ × يَقُولُ الْغِنَاءُ مَجْلِسٌ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى أَهْلِهِ وَ هُوَ مِمَّا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ﴿وَمِنَ النّٰاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللّٰهِ﴾[1] .

وقد فسر الامام الغناء بالمجلس وهو ان لم يكن تقية في البين ليس بحصري ومن باب تراكم المحرمات أو باعتبار أن الغناء ركن في مجالس اللهو والملاهي ، وإلا فلا تختص حرمة وموضوع الغناء بما اذا كان هناك مجلس مختلط وإن كان ذروة مجالس اللهو تتراكم وتمتزج آليات الحرام فيها أكثر فاكثر لتصل الى ذروة الكبائر .

الرواية السابعة عشر : مرسلة الصدوق &

مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ قَالَ رُوِيَ أَنَّ أَجْرَ الْمُغَنِّي وَ الْمُغَنِّيَةِ سُحْتٌ [2] .

الرواية الثامنة عشر : اسانيدها معتبرة

وَ فِي عُيُونِ الْأَخْبَارِ بِأَسَانِيدِهِ السَّابِقَةِ فِي إِسْبَاغِ الْوُضُوءِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ × قَالَ سَمِعْتُ

رَسُولَ اللَّهِ ’ يَقُولُ أَخَافُ عَلَيْكُمُ اسْتِخْفَافاً بِالدِّينِ وَبَيْعَ الْحُكْمِ وَقَطِيعَةَ الرَّحِمِ وأَنْ تَتَّخِذُوا الْقُرْآنَ

مَزَامِيرَ تُقَدِّمُونَ أَحَدَكُمْ وَ لَيْسَ بِأَفْضَلِكُمْ فِي الدِّينِ. [3]

زمرُ الصوت في القرآن أي الاعتماد على الصدى ، والترجيع نوع آلية الصدى ، فالتركيز على كيفية الصوت وان لم تصل الى الدرجة الحرام مكروه كراهة شديدة في مجالس القرآن لأنه يشد الذهن الى كيفية الصوت وكأن المجلس مجلس كيفية صوت وليس مجلس لتدبر معاني القرآن وهذه من أخطر العادات أن تستبدل مجالس تدبر القرآن الى مجالس التركيز والانشداد الى كيفية الصوت .

وهذا شبيه علم النحو واللغة كما مر فقد ورد عنهم ( اننا قوم فصحاء فاعربوا كلامنا ) ولا يعني هذا ملأ كل البحث الفقهي أو التفسيري أو العلمي بدقائق النحو والنحاة فيتحول علم النحو من الالية الى الغاية ولذا ورد انه يكره الاطالة والتوغل الغوص الكثير في البعد النحوي في الكلام ، نظير بعض طلاب العلم يفني كل عمره في دراسة العلم والصرف ، وبعضهم لا يدرس كتب اللغة والصرف ، فلا إفراط ولا تفريط في هذه العلوم .

وهكذا الحال في تحسين الصوت في قراءة القرآن فقد أُمر بتحسينه في قراءة القرآن ولكن اذا تحول تحسين الصوت هدف نهائي فهو منهي عنه لكونه يشد الذهن الى كيفية الصوت وكأن المجلس مجلس كيفية صوت وليس مجلس لتدبر معاني القرآن .

ان التوجه الى الصوت فقط من دون التوجه الى المعاني بتاتاً إماتةٌ للقرآن الكريم ، لا إحياءً له ولأنواره التي هي في معانيه ومواعظه وقد ورد في تفسير قوله تعالى (ورتل القرآن ترتيلا) عن أمير المؤمنين عليه السلام في معناه أنه قال: بينه بيانا ولا تهذه هذ الشعر، ولا تنثره نثر الرمل، ولكن أقرع به القلوب القاسية [4] والقلب يقرع بالمعاني لا بالصوت وكيفيته ، وهذا هو التفسير الوحياني للترتيل لا من خلال كيفية الصوت ، نعم كيفية الصوت هي لكي يوصل المعنى ، أي يقرأ القارئ بطريقة لكي يُفهم ويوصل المعنى فكيفية الصوت غاية لا هدف ، أي تنبه السامع الى المعنى لا أن تُعمي السامع عن المعاني .

الرواية التاسعة عشر : الرواة غير موثقين

وَ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَيْهَقِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الصَّوْلِيِّ عَنْ عَوْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَبَّادٍ وَ كَانَ مُسْتَهْتَراً [5] بِالسَّمَاعِ وَيَشْرَبُ النَّبِيذَ قَالَ : سَأَلْتُ الرِّضَا × عَنِ السَّمَاع فَقَالَ لِأَهْلِ الْحِجَازِ ( أي العامة ) فِيهِ رَأْيٌ ، وَ هُوَ فِي حَيِّزِ الْبَاطِلِ وَاللَّهْوِ أَمَا سَمِعْتَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ ﴿ وَإِذٰا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرٰاماً﴾.[6]

فلم يُصَرِح بالحرمة نظراً للجو الموجود عندهم وهذا يكشف عن ان الجو جو تقية شديدة .

الرواية العشرون :

وَ فِي مَعَانِي الْأَخْبَارِ عَنِ الْمُظَفَّرِ بْنِ جَعْفَرٍ الْعَلَوِيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِشْكِيبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّرِيِّ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي أَحْمَدَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: سَأَلْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ × عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ﴿فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثٰانِ وَ اجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ﴾ قَالَ : الرِّجْسُ مِنَ الْأَوْثَانِ ، الشِّطْرَنْجُ ، وَ قَوْلُ الزُّورِ الْغِنَاءُ‌ .

قُلْتُ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ﴿وَمِنَ النّٰاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ﴾ ؟

قَالَ مِنْهُ الْغِنَاءُ.[7]

أي ليس اللهو المجنوني منحصر بالغناء بل هو أحد أفراده وان اللهو المجوني قاعدة عامة ، وتقييد اللهو واللعب بالمجوني من أين أتى قد بيناه سابقا فلا نرفع اليد عن المحمول وهو انه من الكبائر لأنه لا يمكن الالتزام بحرمة مطلق اللعب واللهو بل يبقى المحمول وهو الحرمة على حاله ويقيد الموضوع بقرينة التطبيق ، فالشارع طبق اللهو على موارد اللهو واللعب المجوني والبطر المجوني ، وضابطة المجون هي الاثارة الشديدة للنزوات والغرائز عند الانسان سواء كانت غرائز شهوية أو غضبية أو شيطنية لذلك اتفق الفقهاء على أن سفر الصيد لا لحاجة ولا للمؤونة ولا للتجارة وانما للتسلية يعد هذا السفر محرما ومعصية لكونه يثير غريزة السبعية عند الانسان ، وتسمى ( مجون )وقد فصل الفقهاء هذا في صلاة المسافر ، لذلك مر بنا ان الغناء مجمع لحرمات لقواعد عديدة .

الرواية الواحد والعشرون : وهي موثقة

وَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْخَزَّازِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ × قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ الزُّورِ ؟ قَالَ مِنْهُ قَوْلُ الرَّجُلِ لِلَّذِي يُغَنِّي أَحْسَنْتَ.[8]

وهي ليست حاصرة لقول الزور في ذلك ، بل تدل بالأولوية على حرمة الغناء فانه اذا كان التشجيع للمغني محرما فمن باب أولى نفس الغناء يكون محرماً .

الرواية الثانية والعشرون :

وَ فِي الْمُقْنِعِ قَالَ الصَّادِقُ × شَرُّ الْأَصْوَاتِ الْغِنَاءُ.[9]

الرواية الثالثة والعشرون : وسندها قابل للأستحسان

وَ فِي الْخِصَالِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعْدٍ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ مِهْرَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ هَارُونَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ × يَقُولُ الْغِنَاءُ يُورِثُ النِّفَاقَ وَ يُعْقِبُ الْفَقْرَ.[10]

ليس المراد من النفاق درجة الكراهة لأن كلمة النفاق لم ترد في القرآن إلا ويراد منها درجة الحرمة ، وقد ورد النهي عن الاقتراب من المعاصي سيما الكبائر﴿تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا﴾[11] فيستفاد قاعدة كلية وهي ان الحوم حول الكبائر معصية .

الرواية الرابعة والعشرون : فيها مجاهيل

مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ فِي الْمَجَالِسِ وَ الْأَخْبَارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عُقْدَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَوِيِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَلَوِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ فِي حَدِيثٍ قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ × فَقَالَ الْغِنَاءَ اجْتَنِبُوا الْغِنَاءَ اجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ فَمَا زَالَ يَقُولُ اجْتَنِبُوا الْغِنَاءَ اجْتَنِبُوا ، فَضَاقَ بِيَ الْمَجْلِسُ وَ

عَلِمْتُ أَنَّهُ يَعْنِينِي.[12]

فالتعريض أبلغ من التصريح وهي طريقة تربية الامة تكون بالتعريض وطريقة الكثير من الكبار من العلماء لكونها تحفظ ماء وجه الطرف الاخر لو لم يكن في المجلس إلا هو ، ولا يعرف السامعون أنه هو المقصود لو كان في المجلس غيره .

الرواية الخامسة والعشرون : مرسلة

الْفَضْلُ بْنُ الْحَسَنِ الطَّبْرِسِيُّ فِي مَجْمَعِ الْبَيَانِ قَالَ رُوِيَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ وَ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا × فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ﴿ وَ مِنَ النّٰاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللّٰهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَ يَتَّخِذَهٰا هُزُواً أُولٰئِكَ لَهُمْ عَذٰابٌ مُهِينٌ﴾ أَنَّهُمْ قَالُوا مِنْهُ الْغِنَاءُ.[13]

الرواية السادسة والعشرون : صحيحة هشام

عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي تَفْسِيرِهِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ × فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثٰانِ وَ اجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ﴾ قَالَ الرِّجْسُ مِنَ الْأَوْثَانِ الشِّطْرَنْجُ وَ قَوْلُ الزُّورِ الْغِنَاءُ.[14]

 

الرواية السابعة والعشرون : فيها جماعة لم يوثقوا

وَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُسْلِمٍ الْخَشَّابِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَرِيحٍ الْمَكِّيِّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رِيَاحٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ’ فِي حَدِيثٍ قَالَ: إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ إِضَاعَةَ الصَّلَوَاتِ وَ اتِّبَاعَ الشَّهَوَاتِ وَ الْمَيْلَ إِلَى الْأَهْوَاءِ إِلَى أَنْ قَالَ فَعِنْدَهَا يَكُونُ أَقْوَامٌ يَتَعَلَّمُونَ الْقُرْآنَ لِغَيْرِ اللَّهِ وَ يَتَّخِذُونَهُ مَزَامِيرَ )

( مزامير ) أي إيقاع صدى صوتي موسيقي .

( وَ يَكُونُ أَقْوَامٌ يَتَفَقَّهُونَ لِغَيْرِ اللَّهِ وَتَكْثُرُ أَوْلَادُ الزِّنَا وَ يَتَغَنَّوْنَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَنْ قَالَ : وَ يَسْتَحْسِنُونَ الْكُوبَةَ [15] وَ الْمَعَازِفَ وَ يُنْكِرُونَ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَر إِلَى أَنْ قَالَ : فَأُولَئِكَ يُدْعَوْنَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ الْأَرْجَاسَ الْأَنْجَاسَ.[16]

الرواية الثامنة والعشرون : مرسلة

مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ الْعَيَّاشِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ ’ قَالَ: كَانَ إِبْلِيسُ أَوَّلَ مَنْ تَغَنَّى‌ وَأَوَّلَ مَنْ نَاحَ لَمَّا أَكَلَ آدَمُ مِنَ الشَّجَرَةِ تَغَنَّى فَلَمَّا هَبَطَتْ حَوَّاءُ إِلَى الْأَرْضِ نَاحَ لِذِكْرِهِ مَا فِي الْجَنَّةِ.[17]

والنوح صوت موسيقي يثير الحزن والغم وليس من جهة المضمون .

الرواية التاسعة والعشرون :

وَ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: كُنْتُ أُطِيلُ الْقُعُودَ فِي الْمَخْرَجِ لِأَسْمَعَ غِنَاءَ بَعْضِ الْجِيرَانِ قَالَ فَدَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ

اللَّهِ × فَقَالَ لِي يَا حَسَنُ ﴿إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤٰادَ كُلُّ أُولٰئِكَ كٰانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا﴾ السَّمْعُ وَ مَا وَعَى وَ الْبَصَرُ وَ مَا رَأَى وَ الْفُؤَادُ وَ مَا عُقِدَ عَلَيْهِ.[18]

فالسمع له حظ من ارتكاب المعصية وهكذا النظر له حظ من ذلك وفي رواية عن أمير المؤمنين × : : لكل عضو من ابن آدم حظ من الزنا فالعين زناه النظر، و اللسان زناه الكلام والاذنان زناهما السمع واليدان زناهما البطش، والرجلان زناهما المشي، والفرج يصدق ذلك ويكذبه [19]

ولذلك في تفسير قوله تعالى ﴿وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ﴾[20]

والمقصود من الفرج ليس العضو المعروف بل كل شجرة الشهوة كانت تحصنها من الخواطر والسمع والبصر وغيرها وورد ان فاطمة أحصنت فرجها فوهبها الله الحسن والحسين ‘ [21] مما يدلل على أن درجة إحصان الزهراء ÷ كانت أشد من مريم ومن ثَم جوزيت بأفضل منها .

فالمعصوم اذا أتى بطاعات اصطفائية إختياراً يصطفيه الله بجزاء ، فرد الشمس لأمير المؤمنين × جزاء لأمير المؤمنين × لما صنعه من البصيرة في ان حفظ النبي أعظم من الصلاة فجازاه الله برد الشمس اليه ففضائل المعصومين ليست جبرية بل اصطفائية ، والاصطفاء وهو ذروة الاختيار وليس جبراً والصفات الاكتسابية دون الصفات الاصطفائية في الاختيار فاذا لم يستثمر الانسان الاختيار تماما فصفته اكتسابية ولو صفة فضائل واذا استثمر تمام الاختيار فيعطى إصطفاء فكل فضيلة إصطفائية هي جزائية وليست جبرية أو عبثية .


[1] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج17، ص307، أبواب ما يكتسب به، باب99، ح16، ط آل البيت.
[2] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج17، ص307، أبواب ما يكتسب به، باب99، ح17، ط آل البيت.
[3] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج17، ص307، أبواب ما يكتسب به، باب99، ح18، ط آل البيت.
[4] بحار الأنوار / جزء 89 / صفحة [216].
[5] في المصدر ( مشتهراً ).
[6] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج17، ص308، أبواب ما يكتسب به، باب99، ح19، ط آل البيت.
[7] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج17، ص308، أبواب ما يكتسب به، باب99، ح20، ط آل البيت.
[8] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج17، ص309، أبواب ما يكتسب به، باب99، ح21، ط آل البيت.
[9] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج17، ص309، أبواب ما يكتسب به، باب99، ح22، ط آل البيت.
[10] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج17، ص309، أبواب ما يكتسب به، باب99، ح23، ط آل البيت.
[11] سورة البقرة، الآية 187.. في بعض الصور يرى بعض الفقهاء القدماء وجوب الخلع على الزوج ويستدلون بهذه الآية { تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا }
[12] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج17، ص309، أبواب ما يكتسب به، باب99، ح24، ط آل البيت.
[13] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج17، ص310، أبواب ما يكتسب به، باب99، ح25، ط آل البيت.
[14] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج17، ص310، أبواب ما يكتسب به، باب99، ح26، ط آل البيت.
[15] قيل الكوبة النرد و قيل الطبل و قيل البربط فراجع.
[16] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج17، ص310، أبواب ما يكتسب به، باب99، ح27، ط آل البيت.
[17] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج17، ص310، أبواب ما يكتسب به، باب99، ح28، ط آل البيت.
[18] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج17، ص311، أبواب ما يكتسب به، باب99، ح29، ط آل البيت.
[19] بحار الأنوار / جزء 101 / صفحة [38].
[20] سورة التحریم، الآية 12.
[21] ما موجود في مصادر الفريقين هو ما لفظه ( قال صلى الله عليه وآله وسلم : " إنّ فاطمة أحصنت فرجها فحرّمها الله وذريتها على النار ) مستدرك الحاكم 3 : 152 . والمعجم الكبير 22 : 407 | 1018 . وحلية الأولياء | أبي نعيم 4 : 188 ـ دار الكتب العلمية . ومجمع الزوائد 9 : 202 . وعيون أخبار الرضا عليه السلام 2 : 63 | 264.