الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

43/03/16

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: حرمة الغناء واخواته الدرس ( 14)

قبل الدخول في قراءة الأبواب نهيأ ذلك بنكات في الباب 15 بعض الروايات يَظهر منها ان المدار في التحريم على اشتمال الغناء على محرمات ( كدخول الرجال الأجانب على النساء والقول بالباطل وغيرهما ) بينما في الباب 99 رواياته صريحة جداً في ان الغناء حرام لذاته ، لا لأجل ما يُرتَكب فيه من محرمات ، وهذا التعارض ما هو سببه حتى أدى الى ان الفيض الكاشاني أواستاذه الشيخ ماجد البحراني ـ وهو من علماء الأصول ـ ذهبوا الى ان الحرمة في الغناء لما يقع فيه من محرمات ، وإلا ما هو الفرق بين الغناء في الاعراس وانه محلل وغيره محرم ؟

فقال العلمان لاحظوا ما ذكره الاعلام في الغناء في الاعراس فانهم اجازوا ذلك اذا لم يشتمل على الآلات الموسيقية ، فالآلات الموسيقية هي حرام ( ولم يتردد في حرمتها أحد ) وأيضا قالوا في الغناء في الاعراس انه اذا لم يشتمل على القول الفحش والخنا ، فانه بنفسه محرم وان لم يكن في الغناء ، وكذا الاختلاط بالنساء في نفسه محرم مع عدم الحشمة وحال الغناء ، فهذه القيود التي ذكرها الاعلام في حلية الغناء في الاعراس دالة على ان الغناء في ذاته جائز وانما يحرم لما يصاحبه من استعمال الآلات موسيقية أو رقص او فحش بذي أو دخول الرجال على النساء الاجانب وهذا كله محرم وكبيرة ، نعم هذه المجالس بهذا السبب تكون محرمة لا أن الغناء في نفسه محرم .

والصحيح ان هذه الروايات الواردة في الباب 15 ـ 16 باعتبار ان فتوى السلطة الاموية والعباسية وجُل فقهاء العامة لا يحرمون ذات الغناء وانما يحرمونه اذا وقع محرم مسلم مصاحبا له ، ومن ثم الائمة أمام ممارسة هذا الغناء لا أقل يتعللون بمسألة التقية .

وهذا ينبه على مسالة مهمة وهي اكتشاف لسان التقية في كل باب ومسألة وهذا ليس فقط في الفقه بل في

العلوم الدينية طرا فكثيرا من الموارد لا يستطيع اهل البيت ^ ان يصرحوا بالحق الصُراح فلا تتحمله عقلية المؤمنين فضلا عن العقلية العامة لذلك ورد في جملة من الروايات : اللهم جدد به ما محي من دينك، وأحي به ما بدل من كتابك، وأظهر به ما غير من حكمك، حتى يعود دينك به وعلى يديه غضا جديدا خالصا لا شك فيه، ولا شبهة معه، ولا باطل عنده، ولا بدعة لديه. [1]

وروى البخاري في صحيحه في المجلد الأول، الكتاب العاشر حديث رقم 507 عن غيلان عن أنس بن مالك قال: ما أعرف شيئاً مما كان على عهد النبي (صلى الله عليه وآله) ! قيل آلصلاة ؟ قال أليس ضيَّعتم ما ضيَّعتم فيها؟.

وقال: سمعت الزهري يقول: (دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي فقلت له: ما يبكيك؟ قال: لا أعرف شيئاً ممّا أدركت إلاّ هذه الصلاة وهذه الصلاة قد ضيّعت).

 

روايات الباب 99 وعنونه : بَابُ تَحْرِيمِ الْغِنَاءِ حَتَّى فِي الْقُرْآنِ وَ تَعْلِيمِهِ وَ أُجْرَتِهِ وَ الْغِيبَةِ وَ النَّمِيمَةِ‌ .

الرواية الأولى : صحيحة زيد الشحام

مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الْبِلَادِ عَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ × بَيْتُ الْغِنَاءِ لَا تُؤْمَنُ فِيهِ الْفَجِيعَةُ وَ لَا تُجَابُ فِيهِ الدَّعْوَةُ وَ لَا يَدْخُلُهُ الْمَلَكُ.[2] أي الملائكة .

فهذا اللسان لسان تحريم .

الرواية الثانية : ويمكن ان يصحح سندها

وَ بِالْإِسْنَادِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ جَمِيعاً عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ دُرُسْتَ عَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ

قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ×عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ ﴿وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ﴾ قَالَ قَوْلُ‌ الزُّورِ الْغِنَاءُ.[3]

وقد وعد عليه بالعقوبة في الروايات فهو من الكبائر .

الرواية الثالثة : صحيحة ابي الصباح

ان طبيعة صاحب الوسائل في الوسائل غالبا يعتمد في ترتيب الروايات على تقديم الأقوى سندا مع الأقوى دلالة ، واذا دار الامر بين الأقوى دلالة مع الأقوى سندا فيقدم الأقوى دلالة وإن كان متوسط السند .

وَ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَرَّازِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ× قَالَ: فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ ﴿ لٰا يَشْهَدُونَ الزُّورَ﴾ قَالَ الْغِنَاءُ. [4]

والزور من الكبائر في القرآن .

الرواية الرابعة : صحيحة معمر بن خلاد

وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا × قَالَ: خَرَجْتُ وَ أَنَا أُرِيدُ دَاوُدَ بْنَ عِيسَى بْنِ عَلِيٍّ [5] وَ كَانَ يَنْزِلُ بِئْرَ مَيْمُونٍ وَ عَلَيَّ ثَوْبَانِ غَلِيظَانِ فَلَقِيتُ امْرَأَةً عَجُوزاً وَ مَعَهَا جَارِيَتَانِ فَقُلْتُ يَا عَجُوزُ أَ تُبَاعُ هَاتَانِ الْجَارِيَتَانِ ؟

فَقَالَتْ نَعَمْ وَ لَكِنْ لَا يَشْتَرِيهِمَا مِثْلُكَ .

قُلْتُ : وَ لِمَ قَالَتْ لِأَنَّ إِحْدَاهُمَا مُغَنِّيَةٌ وَ الْأُخْرَى زَامِرَةٌ الْحَدِيثَ.[6]

واستشهاد الامام الرضا × بهذا ليبين حرمة هذه الأفعال وان الغناء على حد اللعب بالآلات الموسيقية حرام في نفسه ودلالتها على نحو الاجمال وهي مؤيدة للروايات الأخرى

 

الرواية الخامسة : صحيحة ابي الصباح الكناني

وَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ وَ أَبِي الصَّبَّاحِ الْكِنَانِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الَّذِينَ لٰا يَشْهَدُونَ- الزُّورَ «5» قَالَ : الْغِنَاءُ.[7]

وهذا يؤكد ما مر من ان الغناء ليس فقط كيفية صوت بل هو أيضا مضمون فالزور مضمون .

الرواية السادسة : معتبرة محمد بن مسلم

وَ عَنْهُ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع‌ قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ الْغِنَاءُ مِمَّا وَعَدَ اللَّهُ عَلَيْهِ النَّارَ وَ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ ﴿وَمِنَ النّٰاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ- لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللّٰهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ- وَ يَتَّخِذَهٰا هُزُواً أُولٰئِكَ لَهُمْ عَذٰابٌ مُهِينٌ﴾[8] .

وهناك روايات مستفيضة في كون هذه الآية واردة في الغناء لا خصوص هذه الرواية وهذا يؤكد ويشدد على ان الغناء بحسب الآيات والروايات من الكبائر .

الرواية السابعة : من يعتبر ان روايات ابن عمير مطلقا معتبرة يعتبرها

وَ عَنْهُ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ مِهْرَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ الْغِنَاءُ مِمَّا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ﴿وَ مِنَ النّٰاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللّٰهِ﴾.[9]

وهذه الروايات قوية المضمون لكونها مخالفة للعامة .

ومر على ان هذه الرواية دالة على ان المضمون فيه حرمة والكيفية فيها حرمة أيضا

الرواية الثامنة : صحيحة الى ابن أبي عمير ولما يقول راوٍ سيما اذا كان من نجوم الرواة ( عن بعض أصحابه ) يراد منه مشايخه المعروفين الذين يروي عنه وهذا بمثابة توثيق له .

» وَ عَنْهُ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى وَ اجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ قَالَ قَوْلُ الزُّورِ الْغِنَاءُ.[10]

الرواية التاسعة : معتبرة وفيها سهل والكلام في على المباني ونحن نوثقه :

وَ عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ﴿ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثٰانِ وَ اجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ﴾ قَالَ الْغِنَاءُ.[11]

الرواية العاشرة : وفيها أبو جميلة وهو محمد بن علي وتضعيفه معروف ولكن الوحيد البهبهاني يستحسن حاله وهو الصحيح وكذلك النمازي في مستدركه .

وَ عَنْهُمْ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ [12] عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: الْغِنَاءُ غُشُّ‌

النِّفَاقِ . [13] أو عش النفاق كما في نسخة أخرى .

والنفاق يصطلح سيما في العقائد إنحراف وبطلان وكذا في الاخلاق وان كان بعض درجاته ليست محرمة ولكن اجمالا هو محرم .

وحتى الروايات الضعاف في معاضدة للروايات القوية سندا .

الرواية الحادية عشر :

وَ عَنْهُمْ عَنْ سَهْلٍ عَنِ الْوَشَّاءِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا × يُسْأَلُ عَنِ الْغِنَاءِ فَقَالَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ﴿وَ مِنَ النّٰاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللّٰهِ﴾ [14] .

.

الرواية الثانية عشر : فيها ارسال خفيف وهو يعني ان الضعف أقل .

ان المشهور يدقق في درجة الضعف من أجل معرفة درجة التقوية والتأييد للروايات المسندة كم هي ، وإلا لو كانت الروايات الضعيفة كالعدم فلماذا يُصر المشهور على بيان درجة الضعف ؟! ان تراكم الاحتمالات كماً وكيفاً يجب فيها معرفة درجة الاحتماللكل قرينة قرينة ، لأن الحساب التراكمي المجموعي ليس عشوائي بل دقي محاسبي .

وَ عَنْهُمْ عَنْ سَهْلٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَدَنِيِّ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: سُئِلَ عَنِ الْغِنَاءِ وَ أَنَا حَاضِرٌ- فَقَالَ لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً اللَّهُ مُعْرِضٌ عَنْ أَهْلِهَا.[15]

والاعراض دليل على غضب الله لا على الكراهة فقط وهي واردة في السماع .

والروايات التي تقدمت بعضها ركَّز على الغناء بالذات أي كفعل ، وبعضها ركز على الدخول الى البيوت والمشاركة أي الاستماع .

الرواية الثالثة عشر : قابلة للإعتبار

وَ عَنْهُمْ عَنْ سَهْلٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الرَّيَّانِ عَنْ يُونُسَ قَالَ: سَأَلْتُ الْخُرَاسَانِيَّ ـ أي الامام الرضا × ـ عَنِ الْغِنَاءِ وَ قُلْتُ إِنَّ الْعَبَّاسِيَّ ذَكَرَ عَنْكَ أَنَّكَ تُرَخِّصُ فِي الْغِنَاءِ فَقَالَ كَذَبَ الزِّنْدِيقُ مَا هَكَذَا قُلْتُ لَهُ سَأَلَنِي عَنِ الْغِنَاء فَقُلْتُ إِنَّ رَجُلًا أَتَى أَبَا جَعْفَرٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ فَسَأَلَهُ عَنِ الْغِنَاءِ ؟ فَقَالَ يَا فُلَانُ إِذَا مَيَّزَ اللَّهُ بَيْنَ الْحَقِّ

وَ الْبَاطِلِ فَأَيْنَ يَكُونُ الْغِنَاءُ ؟ فَقَالَ مَعَ الْبَاطِلِ فَقَالَ قَدْ حَكَمْتَ.[16]

التبري اصل وحياني يقول تعالى ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ﴾[17] فالتبري أن يبتعد الانسان عن أن ينزلق في الانحراف او في الفكر المنحرف عن أصل جادة الدين .

قول × ( كَذَبَ الزِّنْدِيقُ ) والزندقة هي هتك المقدسان وهو من جهتين : من جهة ان يحلل الغناء الذي هو كبيرة من الكبائر ومن جهة أخرى ينسب هذا التحلل للإمام ×

قوله × ( فَقَالَ قَدْ حَكَمْتَ ) والرواية تدل على أنه الغناء ارتكازا واضح فيها الحرمة .

الرواية الرابعة عشر : وهي قابلة للإعتبار

وَ رَوَاهُ الصَّدُوقُ فِي عُيُونِ الْأَخْبَارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ زِيَادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَمَذَانِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنِ الرَّيَّانِ بْنِ الصَّلْتِ قَالَ: سَأَلْتُ الرِّضَا × يَوْماً بِخُرَاسَانَ وَ ذَكَرَ نَحْوَهُ.

وَ رَوَاهُ الْحِمْيَرِيُّ فِي قُرْبِ الْإِسْنَادِ عَنِ الرَّيَّانِ بْنِ الصَّلْتِ

وَ رَوَاهُ الْكَشِّيُّ فِي كِتَابِ الرِّجَالِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ نَحْوَهُ [18]

فهذه الرواية لها طريقان الى الريان وطريق الى يونس فهي بل لها طريق رابع الى الريان فهي مستفيضة الطريق فلها أربع طرق وعند القدماء ان الاستفاضة ولو في ثلاث طرق متباعدة ، أقوى من الرواية الصحيحة .

الرواية الخامسة عشر : موثقة

وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ × عَنِ الْغِنَاءِ- وَ قُلْتُ إِنَّهُمْ ـ أي العامة ـ يَزْعُمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ’ رَخَّصَ فِي أَنْ يُقَالَ ( جِئْنَاكُمْ جِئْنَاكُمْ حَيُّونَا حَيُّونَا نُحَيِّكُمْ ) فَقَالَ كَذَبُوا إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ { وَ مٰا خَلَقْنَا السَّمٰاءَ وَالْأَرْضَ وَ مٰا بَيْنَهُمٰا لٰاعِبِينَ لَوْ أَرَدْنٰا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لَاتَّخَذْنٰاهُ مِنْ لَدُنّٰا إِنْ كُنّٰا فٰاعِلِينَ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبٰاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذٰا هُوَ زٰاهِقٌ وَ لَكُمُ الْوَيْلُ مِمّٰا تَصِفُونَ } ثُمَّ قَالَ وَيْلٌ لِفُلَانٍ مِمَّا يَصِفُ رَجُلٌ لَمْ يَحْضُرِ الْمَجْلِسَ.[19]

فاذا كان هذا المضمون باطل فكيف بالأكثر من ذلك فُحشاً ؟! وهذا يدل على ان من يكتب شعر او نثر الغناء يتغنى ، فالتغني ليس فقط التغني بالصوت بل نفس الشاعر او الناثر لما يكتب للغناء هو غناء كما في الراثي فليس هو الخطيب والناعي فقط بل الذي يكتب الشعر الرثائي أيضا يسمى راثياً .

 


[1] بحار الأنوار / جزء 91 / صفحة [82].
[2] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج17، ص303، أبواب ما يكتسب به، باب99، ح1، ط آل البيت.
[3] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج17، ص303، أبواب ما يكتسب به، باب99، ح2، ط آل البيت.
[4] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج17، ص304، أبواب ما يكتسب به، باب99، ح3، ط آل البيت.
[5] وهو احد العقول المدبرة للدولة العباسية ولكنه هلك في زمن حياة الامام الصادق عليه السلام وأبقته الدولة العباسية واليا على المدينة ليراقب الامام الصادق ويضيق عليه، وهو من قتل المعلى بن خنيس.
[6] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج17، ص304، أبواب ما يكتسب به، باب99، ح4، ط آل البيت.
[7] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج17، ص304، أبواب ما يكتسب به، باب99، ح5، ط آل البيت.
[8] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج17، ص304، أبواب ما يكتسب به، باب99، ح6، ط آل البيت.
[9] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج17، ص305، أبواب ما يكتسب به، باب99، ح7، ط آل البيت.
[10] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج17، ص305، أبواب ما يكتسب به، باب99، ح8، ط آل البيت.
[11] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج17، ص305، أبواب ما يكتسب به، باب99، ح9، ط آل البيت.
[12] في نسخة- محمد بن سليمان (هامش المخطوط).
[13] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج17، ص305، أبواب ما يكتسب به، باب99، ح10، ط آل البيت.
[14] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج17، ص306، أبواب ما يكتسب به، باب99، ح11، ط آل البيت.
[15] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج17، ص306، أبواب ما يكتسب به، باب99، ح12، ط آل البيت.
[16] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج17، ص306، أبواب ما يكتسب به، باب99، ح13، ط آل البيت.
[17] سورة الزخرف، الآية 26.
[18] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج17، ص306، أبواب ما يكتسب به، باب99، ح14، ط آل البيت.
[19] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج17، ص307، أبواب ما يكتسب به، باب99، ح15، ط آل البيت.