الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

41/04/06

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: المسألة الرابعة من النوع الرابع ( تصوير ذوات الأرواح ) - المكاسب المحرمة.

وصلنا إلى الباب الرابع ولم نكمله وهو باب عنونه صاحب الوسائل في كتاب الصلاة أبواب أحكام المساكن وهو الباب الرابع وهو ( جواز ابقاء التماثيل التي توطأ أو تغير أو تغطى أو تكون للنساء ) وتوطأ يعني ليست مجسمة فهذه دليل على كلمة تماثيل تستعمل في الصور المنقوشة: -

الرواية الأولى: - وهي مصححة اسماعيل بن مهران، وسماعيل بن مهران لا بأس بحاله، ويروي كتابه البرقي، واسماعيل بن مرّان فقد وجدنا قرائن على توثيقه، وأما اسماعيل بن مهران بن أبي نصر فأيضاً لا بأس به، وهو من أصحاب الرضا عليه السلام وقد روى عنه الأجلاء، ولو قلت لكم أنَّ اعتماد الأجلاء عند القدماء أمتن من توثيق النجاشي أو الشيخ لتعجبتم ولكن هذا هو الصحيح، يعني هذه القرائن التي لم يرتضها السيد الخوئي في التوثيق عند القدماء اوكد اعتماداً عندهم من توثيق النجاشي، لأنَّ توثيق النجاشي مستخلص من تلك القرائن التي لم يعتمدها السيد الخوئي، والان ندرس كتاب النجاشي ترجمة ترجمة وسطر سطر هذه القرائن التي لم يعتمده السيد الخوئي في مقدمة معجم الرجال وردها من كونه صاحب اجازة وكونه يروي عنه الأجلاء وكونه وكيلاً وغير ذلك، هذه القرائن التي يردها السيد الخوئي هي نفسها يعتمدها النجاشي ويصرح بها في ثنايا التراجم، أو هي مستند أصحاب كتب الرجال، فعلى أي تقدير هذا يروي عنه لأكابر، عن عبد الله بن المغيرة قال:- ( سمعت الرضا يقو:- قال قائل لأبي جعفر يجلس الرجل على بساط فيه تماثيل، فقال:- الأعاجم تعظمه وإنما لنمتهنه )، أي الصور المنقوشة، مما يدل على أنه ليس قصة وثنية وإنما هذه الصور تعليقها فيه كراهة شديدة كما قلنا هي مأوى للشياطين والجن ومن هذا القبيل بينما إذا جعلتها تحت البساط فهذا امتهان، فهذه نكتة مهمة في قضية التماثيل، مثل ( إنّا معاشر الملائة لا ندخل بيتاً فيه تماثيل )، وطبعاً هذا ليس هو الحكم الذي نحن فيه وإنما هو بحث كراهة الأماكن.

أصلاً تعليق الصورة هو تعظيم لها، كما نعلق الآية الكريمة فهذا تعظيم لها، فبدلاً من أنَّ تعظّم الصورة تجعلها تحت الأرجل وتمتهنها، ففي الرواية حتى أنك تمتهنها مكروه وضعها هكذا في الدار، لا أنَّ الامتهان كروه، ولكن مع كونك تمتهنها تبقى الكراهة فعليك أن تخرجها من الدار يكون أفضل أو أزل الرأس أو اتلف العين والرأس بحيث لا يريان، وسبحان الله العين أهم ثم الرأس بعد ذلك، وهذا مما يدل على ما سيأتي في الباب الأصلي من روايات حرمة التصوير من أنَّ تصوير الرأس حتى بمفرده تشمله الحرمة، ثم آثار الكراهة الشديد في الاقتناء، ولذلك في المعالجات الروحية إذا كان شخص ممسوساً أو مسحوراً أو أصابته عين أو أصابه قلق ففي هذه الاضطرابات الروحية وجود الصور يكون غير مرحّب به في المعالجات الروحية، كما أنَّ أموراً أخرى تؤثر على الجانب الروحي، مثلاً الغناء في نفسه محرّم وهذا مفروغ عنه ولكن وجود الغناء في البيت يزيد من ظلمة البيت وإن لم يرتكب الانسان محرّماً، وإنما افترض أنه نسي المذياع أو التلفزيون مفتوحاً فهو لم يرتكب محرماً ولكن هذا يزيد في ظلمة البيت، والانسان إذا كان عنده مرض ورحي من سحر أو عين أو يأس أو وسواس أو غير ذلك فهذه الأمور تظلم البيت، عكس الأذان، فالأذان ليس مرة واحدة فهو يزيد البيت نورانية، سيما وقت الأذان وليس مرة واحدة وإنما عدة مرات، افترض اذاعات متعددة اجعل صوت الأذان في وقت الأذان يزيد البيت نورانية وهذا مجرب وهو شفاء للصدور وللأرواح وتطهير ودفع لكل الأمراض الروحية، وكذلك صوت القرآن الكريم بين الطلوعين في البين عجيب جداً فهو يحدث بهجة وسرور ونورانية في البيت عجيبة سيما إذا كان أهل البيت مستيقظين، فهو نور على نور وهذه كلها معالجات روحية عجيبة، فعموماً صوت القرآن والدعاء مهم في البيت وحتى صوت الزيارة من نفس مؤمن يقرأه فهذا أمر مؤثر، فهذه أمور مؤثرة في الروق وغير ذلك، فهنا يقول عليه السلام:- ( قال قائل لأبي جعفر عليه السلام يجلس الرجل على بساط في تماثيل؟ فقال: - الأعاجم تعظمه وإنا لنمتهنه )[1] ، وعن أبي عبد الله عليه السلام :- ( سألته عن الوسادة والبساط يكون فيه تماثيل فقال لا بأس به يكون في البيت ) ، وطبعاً توجد تماثيل شجر فهذا لا مانع منه فإن تماثيل ما ليس فيه روح لا كراهة فيه أما ذات الروح فيه كراهة، فهي كراهة ولست حرمة، ( فقال كل شيء يوطأ فلا بأس به )[2] ، يعني واضح أنَّ فيه ذات روح فلو كان يوطأ فلا مانع منه، وتوجد روايات على أن درجة من الكراهة بَعدُ باقية وهذا حمل على أن باب غير الالزاميات من المكروهات أو المستحبات درجات ولست درجة واحدة، وقد مرّ بنا هذا مراراً وهو أنَّ باب المندوبات أو الكراهة مراتب عديدة للحكم الواحد وللفرد الواحد وهو باب واسع جداً، ويستفيد الفقهاء من هذه القاعدة في أبواب عديدة من غير الالزاميات إما المندوبات أو المكروهات، فعلى كلٍّ يوجد بين الطلوعين بهجة عزيمة جداً تبهج الروح وذكر الله تعالى فيها عجيب.

وهذه البحوث لا ترتبط بمسألتنا ولكنها بحوث ترتبط بقرائن حول مسألتنا مثلاً قضية تصوير بعض الصور لذات الروح فواضح انه في بعض الروايات أو الرأس عضو رئيسي في الحرمة او الكارهة في الفعال الأخرى كالاقتناء.

الرواية الثانية:- وهي صحيحة زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال:- ( لا بأس بأن تكون التماثيل في البيوت إذا غيرت رؤوسها منها )، فلاحظ أن الراس والعيون هو المهم، فالرأس حسب أصحاب العلوم الغريبة والكهانة والشعبذة والسحر أن العيون التي في رؤوس الصور هي مغناطسي للشياطين، والكثير من الرياضات الروحية سواء كانت محرّمة أو غير محرمة مرتبطة بالنقطة او بالعين أو بالدوائر وهذا عالم كبير من العلوم الغريبة، ، فارتباط العين بالعين ولو بموجات له تأثير خاص سلباً أو إيجاباً، في أبواب العلوم المحرّمة أو العلوم المحلّلة، فارتبط العين بالعين غير ارتباط اعضاء أخرى في الانسان وما هو السر فهذا بحث آخر، فإنه توجد أمواج خاصة في العين، وإلا ما هي فلسفة هذا التشريع ؟ تشرحها العلوم الغريبة، ( لا بأس بأن تكون التماثيل في البيوت إذا غيرت ) لذلك من يتشافى ببركة المعصومية إنه مع النظر بالعين يكون اكثر بركة حتى من اليد فإنَّ العين شيء آخر، ( لا بأس بالتماثيل في البيوت إذا غيرت رؤوسها منها وترك ما سوى ذلك )[3] ، وتوجد رواية الامام الصادق عليه السلام يمدح عيني جده أمير المؤمنين عليه السلام، يقول وكان أمير المؤمنين لا تخرج منه العظائم - يعني المعلومات العظيمة الخطيرة - إلا إذا أثير، ففي أحد الأيام أثاره شخص يوماً فرفع رأسه وغضب، فهو عليه السلام يقول ما كانت تخرج منه العظائم إلا إذا أثير، فهو يصف عيني جدّه أمير المؤمنين عليه السلام حينما كان في رحبة الكوفة، ( قال لا بأس أن تكون التماثيل في البيوت إذا غيرت رؤوسها منها وترك ما سوى ذلك )، وأنا اعتذر في تبيان هذه النكات لأنها تنفع الأخوة في شؤون دينية أخرى.

الرواية الثالثة: - وهي مرسلة، وإن كانت مراسل جعفر بن بشير الذي هو من أصحاب الاجماع البعض يعتبرها، قال: - (كانت لعلي بن الحسين وسائد وانماط فيها تماثيل يجلس عليها )[4] ، فإذاً اقتناء التماثيل المنقوشة ليس بحرام.

الرواية الرابعة: - رواية جابر بن يزيد الجعفي وفي سند الرواية من لم يوثق عن عبد الله بن يحيى الكندي عن أبيه وكان صاحب مطهرة أمير المؤمنين عليه السلام - يعني كان يحل الماء لوضوء أمير المؤمنين عليه السلام - قال: - ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله قال جبريل إنّا لا ندخل بيتاً فيه تمثال لا يوطأ )، أي لا يمتهن فإذا امتهن ووطئ فسوف يطرد الشياطين.

الرواية الخامسة:- صحيحة محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام:- ( قال له رجل:- رحمك الله ما هذا التماثيل التي أراها في بيوتكم؟ قال:- هذا للنساء أو بيوت السناء ) [5] يعني أقل كراهة، فبالتالي توجد عندنا روايات في أحكام الصلاة أنه ينبغي للمؤمن أن يأخذ بيتاً للصلاة وللعبادة تكون طاهرة وأكثر أوقات الذكر يكون فيها وليس كبقية غرف البيت، ولذلك يستحب إذا اتاه النزع أن يوضع هناك لأن هذا يؤثر في النورانية فلا تكون غرف البيت كلها سواء وإما بعضها لأمور خدمية وبعضها لأمور أخرى وتفاوت رعاية غرف البيت موجود في الروايات من تخصيصها بأمور.

الرواية السادسة: - وهي مرسلة الحلبي عن الطبرسي في مكارم الأخلاق عن ابي عبد الله عليه السلام قال: - ( ربما قمت أصلي وبين يدي وسادة فيها تماثيل طائر فجعلت عليه ثوباً ) ومعنى هذا ان جعل الثوب عليه قد يزيل الكراهة مثلاً، فتغييب الثوب عن المشهد لاحظ كيف يكون له تأثير ، ( وقال:- قد أهديت أليَّ طنفسة من الشام فيها تماثيل طائر فأمرت به فغيّر رأسه فجعل كهيأة الشجر)، وهذا يدل أنه في زمن الامام الصادق يوجد موالين لأهل البيت في الشام بحث أنهم مرتبطون بالإمام الصادق، ( وقال إنَّ الشيطان أشد ما يهم بالإنسان إذا كان وحده ) فهذا واضح في أنَّ هذا مأوى للشيطان، وإذا كان الانسان وحده فهنا يكون مغناطيساً لنزول الشياطين والجن، فهنا الامام الصادق عليه السلام أفصح عن أحد أسباب الكراهة، فلاحظ أنَّ الحديث يفسّر بعضه بعضاً، فأحد أسباب الكراهة في الاقتناء هو هذا وذلك لكونه مأوى الشياطين، ودائماً مأوى الشياطين لا تدخله الملائكة، فالحديث يفسّر بعضه بعضاً فتكتمل الصورة ، وعن أبي الحسن عليه السلام ( دخل قوم على أبي جعفر عليه السلام وهو على بساط فيه تماثيل فسألوه، فقال:- الامام أردت أن أهينه )[6] ، فإذا أهين فسوف لا يصير مأوىً للشياطين، وهذه كلها أبواب أحكام لأفعال أخرى غير ذات صلة ببحثنا ولكنها تبين موضوع البحث وإنما الباب الأصلي لموضع البحث هو ما يكتسب به من أبواب التجارة من المكاسب المحرمة.

الباب الرابع والتعسون من أبواب ما يكتسب به: - وهذا هو باب نفس المسألة ،وقد قرأنا أربعة أبواب كي تعين على الاستظهار من ألفاظ الروايات فإنها لها مناسبة، وهذا الباب هو ( باب تحريم عمل الصور المجسمة وتماثيل ذوات الأرواح وجواز افتراشها )، ومرَّ بنا أنَّ بعضهم خصها بالمجسمة، ولكن الصحيح هو الأعم ، يعني هناك جملة من الكبار خصصوا حرمة التصوير بالتجسيم فقط وقد وسنذكر قرائن ادّعوها كلّها مردودة، ولذلك القرائن التي مرت بنا نلاحظ أنه باب كراهة ولكن فيه قرائن على حكم إلزامي، وقد مرَّ أنَّ استعمال التماثيل في التصوير المنقوش كثيراً فالتماثيل ليست مخصوصة بالتجسيم وإنما حتى المنقوش على الثوب أو السطح كسطح الجدار، فتحريم عمل الصور والمجسمة التماثيل ذوات الأرواح خاصة اللعب بها، والسيد الخوئي بنى على حرمة اللعب لأنها محمولة على الشطرنج كما ذكر السيد الخوئي لقرائن مرّت بنا تسويغ أصل اللعب إذا لم يكن للقمار

الرواية الأولى: - موثقة أو مصححة أو صحيحة أبي العباس الفضل بن عبد الملك البقباق، عن أبي عبد الله عليه السلام:- ( في قول الله عزّ وجل " يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل " فقال:- والله ما هي تماثيل الرجال والنساء )[7] ، وهذا يدل على أنَّ الحكم مشترك بين الجن والانس، فحتى الجن يحرم عليها الصور، وإلا فإنَّ الذين يعملون الصور هم الجن وليس الانس أو هو عمل مشترك بين الجن والانس من جنود سليمان، فالإمام عليه السلام يقول ( والله ما هي تماثيل الرجال والنساء )، وأيضاً يدل على أنَّ الأمر بصنع التماثيل بنحو التسبيب هو حرام أيضاً، يعني نفى ذلك عن النبي سليمان عليه السلام وعن جنوده فيقول ( والله ما هي تماثيل الرجال النساء وإنما ولكها الشجر وشبهه ) وهذا يدل على أنَّ التكليف مشترك في الشريعة بيننا وبين الجن وليس فقط في أركان الفروع بدلالة هذه الرواية، وطبعاً القسم بهذا التغليظ يدل على الحرمة، وإلا كيف يقسم ويؤكد عليه السلام ويبرئ ساحة النبي سليمان عليه السلام، فحينما يتشدد الامام عليه السلام فهذا يدل على أنه حرام فهو يبرئ ساحة النبي سليمان، فلاحظ أنه من رواية واحد يستطيع الانسان أن يستنبط ألف مطلب عقائدي وفقهي وزوايا أخرى كثيرة، يتروى فيها ويتأمل فيها ويتريث فيها فيجد فيها كل هذا، فهذه الرواية تدل على أن مبنى الأئمة هو تنزيه الأنبياء عن المعاصي، والسيد المرتضى عند كتاب اسمه تنزيه الأنبياء، فعلى كل عدة مطالب يمكن استخراجها من رواية واحدة، ويلاحظ أن خلفيات كلام الامام مبني على كم قاعدة وكم أساس.

الرواية الثانية: - وهي صحيحة زرارة: - ( لا بأس بتماثيل الشجر )[8] يعني تصويرها أو اقتناؤها أو وجدها في البيت.

والتروي في الروايات أو الآيات الكريمة منهج عجيب، آية من الآيات الكريمة اشتغلت عليها في البعد المعارفي عشرات المرات وفيها نكات ولكن اليوم الصبح لفتة معينة لاحظت أن هذه اللفتة فيها دلالة على الاصطفاء يعني التدبر بعد التدبر والنظر بعد النظر وكما يقولون سرح النظر وادراء النظر بعد النظر، فـ ﴿نظر في حلالنا وحرامنا﴾ يعني تفكّر، فزيادة التدبّر في متون الآيات الكريمة أو الروايات الشريفة يستخرج منها الانسان أبحاث عجيبة، ومن أحد آفات الاستنباط في عصرنا الحاضر هي السرعة من دون تروي والعجلة من دون تمهّل، مثلاً قرأ نظرة واحدة إلى الرواية وانتهى، والحال أنَّ سبورة الذهن وشاشة الذهن غير الرؤية المباشرة، وهذا ما يؤكد عليه السيد الكلبايكاني، الآن في العلوم الحديثة هذا موجود يسمون ( بور بوينت ) أي ركز نظر وقوة فكرك في نقطة، فهذه السبورة الموجودة الآن في المحاضرات أو الشاشة هي تبث الكلمة التي يلقيها المحاضر ولماذا؟ لأن الناظر إلى إذا نظر قد يسترجع الكلام الذي سبق والذي بعده ويتأكد ولذلك تلاحظ أن قراءة القرآن مع النظر أكثر ثواباً من قراءة القرآن من دون النظر إلى المصحف لأنك تراجع وتتدبر أكثر فلا يفوتك شيء، يعني حتى النظر في زوايا الكلمة والجملة يعطيك إمعان أكثر في الاستظهار وفي الوقوف على القرائن، فاليوم استخرجت قرينة من الذهب استخرجتها من الآية الكريمة ووفقت إلى الالتفات إليها وهي مهمة جداً ودامغة على اختصاص أهل البيت عليهم السلام بالاصطفاء ولا تشكيك فيها، فالتدبر كثيراً ما يعطي أبوباً ومعاني وهذا في الاستنباط كمنهج أمر مهم وهو كثرة التدبر وكثرة التروي وكثرة تقليب النظر في زوايا المتن الواحد في الآيات أو الروايات وهذه توصية من الكبار قد ذكروها ونحن نقلناها لكم، فعلك أن ترجع البصر، وهذا نحو من التدبر حتى في آيات الخلقة الإلهية (فارجع البصر كرّتين ) بل هو ما فوق فعليك أن ترجع البصر كرتين ( ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير )، وحسير يعني لا يستطيع أن يصل إلى نهاية آفاق الشيء، وهذا مما يدل على أنَّ الآيات والروايات هي هكذا.

الرواية الثالثة: - صحيحة محمد بن مسلم قال: - (سألت أبا عبد الله عليه السلام عن تماثيل الشجر الشمس والقمر فاقل لا بأس ما لم يكن شيئاً من الحيوان )، وهذا تصريح بالتفصيل، وقد مر بنا أن هذه المقابلة ليس خصوص الحيوان وإنما ذات الروح في مقابل الشجر والشمس، يعني ذات ورح حيوانية، والملائكة لها ورح وحياة وتموت وهكذا الجن وهلم جرا.

الرواية الرابعة: - وهي موثقة، وفيها البطائني ولكن الراوي عن البطائني هو عبد الله بن جبلة وعبد الله بن جبلة كان من فقهاء الواقفة مع أنه موثق، أما انه روى هذه الروية في زمان استقامة البطائني أو في أيام انحرافه فهذا يوجد فيه كلام ، عن أبي بصير، فعلى كل المشهور يعتمدون روايات البطائني رغم لعنه إما في أيام استقامته أو لصحة مضامين رواياته، و( صحة ) يعني مضامين رواياته مطابقة للضوابط، عن أبي بصير قال:- ( قلت لأبي عبد الله عليه السلام:- إنّا نبسط عندنا الوسائد فيها التماثيل ونفترشها، قال:- لا بأس بما يبسط منها ويفترش ويطأ وإنما يكره ما نصب منها على الحائط والسرير )[9] ، هذا بالنسبة إلى اقتنائها وليس بالنسبة إلى التصوير.


[1] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج5، ص308، أبواب أحكام المساكن، باب4، ح1، ط آل البيت.
[2] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج5، ص308، أبواب أحكام المساكن، باب4، ح2، ط آل البيت.
[3] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج5، ص308، أبواب أحكام المساكن، باب4، ح3، ط آل البيت.
[4] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج5، ص309، أبواب أحكام المساكن، باب4، ح4، ط آل البيت.
[5] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج5، ص309، أبواب أحكام المساكن، باب4، ح5، ط آل البيت.
[6] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج5، ص309، أبواب أحكام المساكن، باب4، ح5، ط آل البيت.
[7] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج17، ص296، أبواب ما يكتسب به، باب94، ح1، ط آل البيت.
[8] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج17، ص296، أبواب ما يكتسب به، باب94، ح2، ط آل البيت.
[9] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج17، ص296، أبواب ما يكتسب به، باب94، ح4، ط آل البيت.