بحوث خارج الفقه

الأستاذ الشیخ محمدالسند

36/06/09

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع:فصل في شروط الجماعة
كنا نقرأ متن صحيحة زرارة التي هي العمدة في هذا الشرط والشرط الثالث، وهي:
صحيحة زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: " ينبغي للصفوف أن تكون تامة متواصلة بعضها إلى بعض، ولا يكون بين الصفين ما لا يتخطى يكون قدر ذلك مسقط جسد إنسان إذا سجد " [1] وان كلمة قدر غير موجودة في الكافي ولافي التهذيب وهكذا كلمة إذا سجد غير موجودة في الكافي ولافي التهذيب
وقال أبو جعفر (عليه السلام): " إن صلى قوم بينهم وبين الامام ما لا يتخطى فليس ذلك الامام لهم بإمام، وأيّ صف كان أهله يصلون بصلاة إمام وبينهم وبين الصف الذي يتقدمهم ما لا يتخطى فليس تلك لهم بصلاة، وإن كان سترا أو جدارا فليس تلك لهم بصلاة إلاّ من كان حيال الباب فهذا متصل الاّ انه ليس بامام لهم وهذا الذي نلتزم به
قال: وقال هذه المقاصير إنما أحدثها الجبارون وليس لمن صلى خلفها مقتديا بصلاة من فيها صلاة، قال: وقال: أيما امرأة صلت خلف إمام وبينها وبينه ما لا يتخطى فليس لها تلك بصلاة هنا نلاحظ في المرأة اورد (عليه السلام) عنوان عدم التخطي فقد ولم يورد الستر والجدار
قال: قلت: فإن جاء إنسان يريد أن يصلي كيف يصنع وهي إلى جانب الرجل، قال: يدخل بينها وبين الرجل وتنحدر هي شيئا " [2] والمقاصير هي عبارة عن غرف أحدثها معاوية للحراسة فان من كان حيال الباب تصح صلاته دون من كان مقابله جدران، فلا يكفي في صحة الجماعة الاتصال فقط بل الاتصال وعدم الحائل بين المأموم وبين من يأتم به
فان دائرة الحائل ليست ضيّقة فقط بين المأمومين بل بين المأموم والامام فان المأموم لايحول بينه وبين من يتصل به من المأمومين حائل وليس بينه وبين من يأتم به حائل غاية الأمر الصفوف البعدية يكون أمام الصف الذي يتقدمه هو الامام لها
ثم ان ما لا يتخطى شرحه الفقهاء على اختلاف أقوالهم بثلاث معاني، وكما قلنا سابقا فان كتب الفقهاء هي بمثابة الشروح للروايات فيمكن معرفة شرح الروايات من فتاوى الفقهاء فان كل كتب الفقهاء هي بمثابة الشرح لروايات أهل البيت عليهم السلام


[1]   من لايحضره الفقيه، الشيخ الصدوق،  ج1، ص 386، ح 1143.
[2]   من لايحضره الفقيه، الشيخ الصدوق،  ج1، ص 386، ح 1144.