بحوث خارج الفقه

الأستاذ الشیخ محمدالسند

36/06/07

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع:فصل في شروط الجماعة
فصل
يشترط في الجماعة مضافا إلى ما مر في المسائل المتقدمة أمور:[1]
أحدها: أن لايكون بين الإمام والمأموم حائل يمنع عن مشاهدته، وكذا بين بعض المأمومين مع الآخر ممن يكون واسطة في اتصاله بالإمام، كمن في صفه من طرف الإمام أو قدامه إذا لم يكن في صفه من يتصل بالإمام، فلو كان حائل ولو في بعض أحوال الصلاة من قيام أو قعود أو ركوع أو سجود بطلت الجماعة، من غير فرق في الحائل بين كونه جدارا أو غيره ولو شخص إنسان لم يكن مأموما، نعم إنما يعتبر ذلك إذا كان المأموم رجلا، أما المرأة فلا بأس بالحائل بينها وبين الإمام أو غيره من المأمومين مع كون الإمام رجلا، بشرط أن تتمكن من المتابعة بأن تكون عالمة بأحوال الإمام من القيام والركوع والسجود ونحوها، مع أن الأحوط فيها أيضا عدم الحائل هذا، وأما إذا كان الإمام امرأة أيضا فالحكم كما في الرجل[2]فلابد من عدم الحائل بين الامام والمأموم في قبال عدم زيادة البعد بين الامام والمأموم أو المأمومين مع بعضهم البعض
السيد الخوئي لايريد ان يعترف ان الحائل بهذا العنوان مانع حيث انه لم يرد في الأدلة ذلك ولاموجب للالتزام به بل يلتزم بصحيح زرارة الآتي وهو الالتزام بما لايتخطى سواء كان البعد أو كان الساتر والجدار
بالنسبة الى الحائل فان مانعيته أمر متفق عليه ويفسّر بالساتر والجدار كما لو مشى بين الصفوف سلسلة من الرجال والبشر بين الصفوف بحيث أوجب ان يحول بين الامام والمأمومين فهذا مانع ويوجب قطع الاتصال في صلاة الجماعة، وقد دلّ الدليل على استثناء المرأة التي تقتدي بالرجل فان الحائل بالنسبة لها لايمنع من انعقاد الجماعة ولايقطع الصلاة أما لو اقتدت المرأة بالمرأة فان الحائل مانع من الائتمام في صلاة الجماعة
أما البُعد بالحد الذي يبنى عليه انه مانع لايستثني في المرأة عندما تقتدي بالرجال والبعد عبر عنه البعض بأنه مقدار مربط فرس وهو أكثر من ذراع أو مربط شاة وهو بمقدار الذراع
فقال المتأخرون ان المرأة تمنع ان تبتعد بقدر ثلاثة أشخاص بهذا المقدار يتحقق البعد المانع من انعقاد صلاة الجماعة أما طبقات المتقدمون قالوا بأن البعد لايحد بمربط شاة أو مربط فرس بل هو أوسع بمعنى انه بحد البعد العرفي فان البعد العرفي اذا زاد عليه يقطع الإتصال سواء في الرجال أو في النساء فالذي استثني في المرأة هو الحائل فقط اذا اقتدت بالرجل
ولابد من ضبط المتن في الرواية فكثير من المشاكل العلمية والمعركة بين الأعلام سببه ضبط المتن فمثلا الظهور الجمعي لمتن الرواية وللآيات مع الظهور المقطع فهو بحث مهم وهذا من بحث الحجج فان ملاحظة الجزء الجزء للروايات لايغني عن اللحاظ المجموعي ولايختص هذا في الروايات بل حتى هذا البحث موجود في الآيات الشريفة
ففي الروايات اذا اراد الانسان الاستظهار المتين من الرواية وقد رواها رواة كثيرين فمطابقة الروايات لمروي واحد ولقالب واحد مهم جدا فقد يكون بعضهم قد اقتصر على جهة معينة دون بقية الجهات
وبعبارى اخرى ان الروايات تفسر بعضها بعضا كما ان القران الكريم يفسر بعضه بعضها فكذا الكلام في الروايات وبالممارسة تظهر فوائد عجيبة لهذا المطلب


[1]  العروة الوثقى، السيد اليزدي،ج 3، ص 139، جامعة المدرسين.
[2]  العروة الوثقى، السيد اليزدي،ج 3، ص 139، جامعة المدرسين.