بحوث خارج الفقه

الأستاذ الشیخ محمدالسند

36/05/04

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع:ضابطة إدراك الركعة في صلاة الجماعة
كان الكلام في ضابطة إدراك الركعة في صلاة الجماعة وهذه المسألة بالدقة البحث فيها في إدراك الركعة من الجماعة وليس البحث فيها في ضابطة إدراك أصل صلاة الجماعة
فإن الصحيح لدينا يسوغ الالتحاق بالجماعة في أيّ موضع من المواضع غاية الأمر ليس الكلام في إنعقاد صلاة الجماعة من قبل المأموم مع الجماعة إنما الكلام متى يُعد ان المأموم قد أتى بالركعة الاولى مع الجماعة سيما اذا كان مسبوقا
فلابد من التدقيق في التفكيك بين ضابطة إدراك الركعة من الجماعة وبين إدراك أصل صلاة الجماعة، وان كان جملة من الأعلام حتى المعاصرين حاولوا ان يدمجوا بين الحيثيتين ولكن هاتان الحيثيتان مختلفتان
كما ان البحث بقاء ايضا هكذا فانه سياتي ان البحث يقع في هذه المسألة في ان الضابطة والمدار في ادراك الركعة الاولى أو ادراك الركعة الثانية والثالثة فان المصلي قد يبتلى بمانع عن المتابعة كما اذا ادرك المأموم الركعة واحتسبت له الركعة الاولى بعد ذلك لو ابتلي المأموم بمانع عن المتابعة، فماهي الضابطة بإدراك المأموم للركعة الثانية والثالثة فهل تختلف الضابطة فيهما مع الركعة الاولى أو ان نفس الضابطة في الركعة الاولى تجري الركعة الثانية والثالثة
وقد قرأنا الروايات بالنسبة للركعة الاولى المشترطة لإدراك الركعة الاولى حيث اشترطت هذه الطائفة من الروايات ان يلحق المأموم بالامام في القيام قبل الركوع إذا لم تدرك تكبيرة الركوع فلا تدخل معهم في تلك الركعة[1]وهكذا لا تعتد بالركعة التي لم تشهد تكبيرها مع الامام [2] فهذه الطائفة تجعل المدار على القيام قبل الركوع كما تقدم
وفي قبال هذه الروايات هناك روايات اخرى تدل على انه حتى عند الركوع يتحقق ادراك الركعة حيث دلت على الاجتزاء بإدراك الامام في الركوع   
صحيحة سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال في الرجل إذا أدرك الامام وهو راكع وكبّر الرجل وهو مقيم صلبه ثم ركع قبل أن يرفع الامام رأسه فقد أدرك الركعة [3]
وان الموضوع هنا تركيبي في وهو راكع فلو شك في بقاء الامام راكعا فانه يستصحب بقاء الامام راكعا بأن يحرز جزء الموضوع بالوجدان وجزء بالتعبد، أما اذاكان الموضوع تقييدي نعتي فلا يمكن إحرازه
وطريقة معرفة كون الموضوع تركيبي إنضمامي أو تقييدي نعتي هو ان يُوتى بنعت ووصف فيكون تقييدي نعتي واذا اُتي بالحروف فلا يكون نعتي وهذه البحوث تفيد في ابواب فقهية عديدة وهو كيفية معرفة التركيب الإنضمامي أو على الوصف التقييدي النعتي، فالتركيب الإنضمامي واقعه أجزاء وأما التركيب النعتي فهو من قبيل الشرط والمشروط وصف، وهذه وقفة تأمليّة مفيدة في دلالة الفاظ
نعود الى صحيحة سليمان المتقدمة فنقول ان الامام (عليه السلام) لم يقييد الركعة في هذه الرواية بكونها الركعة الاولى أو غير الركعة الاولى، وان الرواية هنا في صدد بيان الحد الأقصى لإدراك الركعة
صحيح الحلبي عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: إذا أدركت الامام وقد ركع فكبرت وركعت قبل أن يرفع الامام رأسه فقد أدركت الركعة، وإن رفع رأسه قبل أن تركع فقد فاتتك الركعة [4] وهاتان الصحيحتان دالتان على ان من يدرك ركوع الامام فقد ادرك الركعة اما طرق اخرى لادراك الركعة ولو لم يدرك الركوع فقد يكون موجودا اذا دلّ عليه الدليل وقد لايكون
فالكلام في الحد الأدنى والحد الأكثر وتارة في الأعدال والخيارات المتباينة فليس دائما التخيير يكون بين الأقل والأكثر بل قد يكون التخيير بين المتباينات وفعلا سيأتي ان من يدرك قسام الامام وان لم يدرك الركوع فقد ادرك الركعة، وان المتابعة بقول مطلق وجوبها تكليفي
هنا يوجد بحث وهو ان ضابطة إدراك ركوع الامام قبل ان يأخذ في الرفع أو بعد ان يأخذ في الرفع ويخرج عن حد الركوع، والصحيح هو اذا خرج عن حد الركوع بقرينة ان نفس الصحيحة هذه اُخذ الإدراك وهو راكع فكأنما هذا القيد ليس زائد بل توضيح للقيد الأول وهو راكع، فمادام رفع الرأس كناية عن الخلل في القيد الأول فان استفادة كونه قيدا زائدا يحتاج الى مؤنة ودليل، وهذا الأمر نخالف فيه الماتن ونخالف فيه جملة من المحشين


[1] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج8، ص381، ابواب صلاة الجماعة، ب44، ح4، ط آل البيت.
[2] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج8، ص381، ابواب صلاة الجماعة، ب44، ح3، ط آل البيت.
[3] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج8، ص382، ابواب صلاة الجماعة، ب45، ح1، ط آل البيت.
[4] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج8، ص382، ابواب صلاة الجماعة، ب45، ح2، ط آل البيت.