بحوث خارج الفقه

الأستاذ الشیخ محمدالسند

34/04/28

بسم الله الرحمن الرحیم

 الموضوع: قراءة الأدعية الواردة عن المعصومين (عليهم السلام)
 مسألة 4: الأولى أن يقرأ الأدعية الواردة عن الأئمة صلوات الله عليهم والأفضل كلمات الفرج وهي: " لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله العلي العظيم سبحان الله رب السماوات السبع ورب الأرضين السبع وما فيهن وما بينهن ورب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين " ويجوز أن يزيد بعد قوله: وما بينهن وما فوقهن وما تحتهن كما يجوز أن يزيد بعد قوله: العرش العظيم: وسلام على المرسلين والأحسن أن يقول بعد كلمات الفرج: اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا إنك على كل شئ قدير فكما يعرف القران من خوطب به فان الخطاب مع الله يعرفه من هو أعرف بالله عز وجل وهذا هو أحد أدلة امامة أهل البيت (عليهم السلام)
 وهذا الدليل لايزال يعجز عنه ابن سينا وابن العربي وملا صدرا والعلامة الطباطبائي وامرء القيس وغيرهم من نوابغ الأدب والعلم فان أكبر حقيقة في الكون هو الله وان كيفية الخطاب مع هذه الحقيقة المترامية الافاق لايمكن لأحد ان يتناغم معها الاّ أهل البيت (عليهم السلام) فهذا هو برهان على التوحيد وبرهان على النبوة وبرهان على امامتهم (عليهم السلام) فهذا هو أحد أدلة أحقيتهم وامامتهم (عليهم السلام)
 وقد دلّت مرسلة أبي بصير على كونه في مطلق القنوت وان هذه المرسلة ليست مرسلة بإرسال شديد بل هي مرسلة بإرسال خفيف فان كل من السند ثقات ان الحسين بن سعيد قال عن بعض أصحابنا عن جميل بن درّاج ففي هذه الرواية لأبي بصير ذكر فيها ان القنوت في صلاة الجمعة يكون بهذه الكلمات أي كلمات الفرج
 وكذا في الفقه الرضوي ففي نفس الباب هناك مبحث في القنوت فيه هكذا
 قال المصنف كما يجوز أن يزيد بعد قوله: العرش العظيم: وسلام على المرسلين ولكن هذه الزيادة مشكلة
 فان هذه الرواية التي فيها هذه الزيادة لم ترد في الروايات الواردة في أبواب القنوت وإنما وردت في أبواب الاحتضار عند الصدوق في من لايحضره الفقيه المجلد الاول ص 131 الحديث 343 فهناك الصدوق في باب المحتضر والتلقين ذكر هذه الزيادة وسلام على المرسلين ولكن باب التلقين شيء وباب الصلاة شيء آخر
 ففي باب الصلاة التسليم على الآدمي هو خطاب وكلام مع الآدمي فباب الصلاة يختلف عن باب التلقين فان في التلقين لامانع من تحية وخطاب الأنبياء أما في الصلاة فهو مشكل
 ومما دل على ذلك رواية سليمان بن حفص المروزي وان سليمان بن حفص لابأس به وسند الشيخ اليه جيد وقد ذكر الشيخ الطوسي هذه الرواية في مصباح المتهجد عن أبي الحسن علي بن محمد بن الرضا (عليهم السلام) قال لاتقل في صلاة الجمعة في القنوت وسلام على المرسلين باعتبار ان هذه تتمة للآية في القران الكريم
 قال المصنف والأحسن أن يقول بعد كلمات الفرج: اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا إنك على كل شئ قدير وقد ورد هذا الدعاء مستقلا في عدة روايات انه من أدنى القنوت
 مسألة 5: الأولى ختم القنوت بالصلاة على محمد وآله بل الابتداء بها أيضا أو الابتداء في طلب المغفرة أو قضاء الحوائج بها فقد روي أن الله سبحانه يستجيب الدعاء للنبي (صلى الله عليه وآله) بالصلاة وبعيد من رحمته أن يستجيب الأول والآخر ولا يستجيب الوسط ، فينبغي أن يكون طلب المغفرة والحاجات بين الدعاءين للصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) وفي هذه روايات عديدة سواء في أبواب القنوت أو أبواب الدعاء والذكر
 مسألة 6: من القنوت الجامع الموجب لقضاء الحوائج على ما ذكره بعض العلماء أن يقول: سبحان من دانت له السماوات والأرض بالعبودية سبحان من تفرد بالوحدانية اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم اللهم اغفر لي ولجميع المؤمنين والمؤمنات واقض حوائجي وحوائجهم بحق حبيبك محمد وآله الطاهرين صلى الله عليه وآله أجمعين وان للسيد اليزدي كتاب في المناجات كأنه هو الذي أنشأه وهو صاحب رياضات روحية كبيرة في المعقول وفي المعنى له باع ضخم جدا وهذا هو التوازن بمعنى جمع الجوانب المختلفة ويظهر من حاشيته على المكاسب مدى تضلعه في بحوث المعقول
  فهذه كلمات وجمل مقتطع من ادعية مختلفة فاجمالا كل دعاء حسن ولعل به رواية خاصة
 مسألة 7: يجوز في القنوت الدعاء الملحون مادة أو إعرابا إذا لم يكن لحنه فاحشا ولا مغيرا للمعنى لكن الأحوط الترك البحث في المقام كالبحث في الدعاء بغير العربية
 مسألة 8: يجوز في القنوت الدعاء على العدو بغير ظلم وتسميته كما يجوز الدعاء لشخص خاص مع ذكر اسمه ان الدعاء على العدو بالاسم هي سيرة النبي (صلى الله عليه واله وسلم) رواها الفريقان وسيرة أمير المؤمنين (عليه السلام)
 ففي صحيحة عبد الله بن هلال في أبواب القنوت الباب 13 الحديث 2 قال ان رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) قد قنت ودعى على قوم باسمائهم واسماء ابائهم وعشائرهم وفعله علي (عليه السلام) بعده
 وفي صحيح عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال تدعو في الوتر على العدو وان شئت سميتهم وتستغفر
 وقد قيّد المصنف الدعاء على العدو بغير ظلم فربما يتجاوز المظلوم في دعائه بحيث يكون ظالما فهو يوجب المنع من هذا الدعاء كما هو مذكور في الدعاء
 كصحيح الهشام بن سالم في ابواب الدعاء الباب 53 الحديث الأول قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول ان العبد ليكون مظلوما فما زال يدعو حتى يكون ظالما وهذا في الظلم الشخصي لا في الامور الدينية فان لعن ابليس وأعداء الله والدين وأهل البيت ليس له حد
 مسألة 9: لا يجوز الدعاء لطلب الحرام عقلا ونقلا
 وهو مبطل للصلاة فان الكلام اذا لم يكن عباديا فهو مبطل ومنه طلب الحرام
 مسألة 10: يستحب إطالة القنوت خصوصا في صلاة الوتر فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أطولكم قنوتا في دار الدنيا أطولكم راحة يوم القيامة في الموقف وفي بعض الروايات قال (صلى الله عليه وآله) أطولكم قنوتا في الوتر في دار الدنيا الخ ويظهر من بعض الأخبار أن إطالة الدعاء في الصلاة أفضل من إطالة القراءة وان كان أعظم قراءة للقران هي القراءة التي يأتي بها الانسان في الصلاة
 مسألة 11: يستحب التكبير قبل القنوت ورفع اليدين حال التكبير ووضعهما ثم رفعهما حيال الوجه وبسطهما جاعلا باطنهما نحو السماء وظاهرهما نحو الأرض وأن يكونا منضمتين مضمومتي الأصابع إلا الإبهامين وأن يكون نظره إلى كفيه ويكره أن يجاوز بهما الرأس وكذا يكره أن يمر بهما على وجهه وصدره عند الوضع فكل ذلك قد وردت به روايات
 مسألة 12: يستحب الجهر بالقنوت سواء كانت الصلاة جهرية أو إخفائية وسواء كان إماما أو منفردا بل أو مأموما إذا لم يسمع الإمام صوته فهذا مستحب كما في بعض النصوص
 مسألة 13: إذا نذر القنوت في كل صلاة أو صلاة خاصة وجب لكن لا تبطل الصلاة بتركه سهوا بل ولا بتركه عمدا أيضا على الأقوى فالنذر لايسبب تقييد الصلاة لا المستحبة ولا الواجبة
 وان جملة من القدماء كان مبناهم ان النذر يقيّد العبادة وهذا المبنى قد يكون من باب ان الأمر بالشيء يقتضي النهي عن ضده أو من باب المقدمية أو غير ذلك ولكن ثبتت الخدشة في كل هذه المباني في مباحث الاصول