بحوث خارج الفقه

الأستاذ الشیخ محمدالسند

34/02/01

بسم الله الرحمن الرحیم

 الموضوع: الإقعاء في التشهد
 لازلنا في ذكر روايات الاقعاء
  الرواية الرابعة: صحيح بن أبي عمير عن عمر بن جميل قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) لا بأس بالاقعاء في الصلاة بين السجدتين وبين الركعة الاولى والثانية وبين الركعة الثالثة والرابعة واذا أجلسك الامام في موضع يجب ان تقوم فيه تتجافى ولايجوز الاقعاء في موضع التشهد الاّ من علة لأن المقعي ليس بجالس وإنما جلس بعضه على بعض والاقعاء ان يرى الرجل اليتيه على عقبيه في تشهده وأما الأكل مقعيا فلابأس به لأن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قد أكل مقعيا
 تقدم ان أشرنا الى بحث حساس جدا في علم الدراية وهو كيف يمكن تمييز متن الرواية عن كلام صاحب الكتاب فمثلا الشيخ لديه كلام والصدوق عنده كلام في ضمن الرواية اما الكليني فنادرا لديه كلام في ضمن الرواية فمن هذه الجهة يعتبر نفس كتاب الكافي أضبط من البقية والاّ فاننا نعتقد ان التهذيب أضبط من الكافي من جهات اخرى بخلاف مشهور علماء الامامية
 لذا فان صحة الكتاب عند مشهور علماء الامامية أهم من صحة الطريق فان صحة الطريق مرتبطة بوثاقة الراوي بينما صحة الكتاب مرتبطة بضبط واتقان الراوي فقد يكون ثقة الاّ انه متساهل بمعنى ان الجانب العلمي عنده ضعيف فالجانب العلمي يرتبط بصحة الكتاب في الرواية أما صحة الطريق فهو مرتبط بالجانب العملي
 لذا فان النجاشي والشيخ الطوسي قد اعتبرا أربعة مباحث في حجية الرواية أحدها الصفة العملية للراوي بأن يكون صدوقا أو كذوباً والصفة الاخرى الصفة العلمية له وهو الضبط أو كونه مخلط أو متقن أو لايعرف الأخبار أو متساهل أو يعلّق الأسانيد وهلّم جرّا
 فالبحث في ضبط الرواية من جهة الصفات العلمية لا الصفات العملية أكبر بكبير من الصفات العملية لأن نتيجة الصفة العلمية توصيل العلم لا انه مطلوب بذاته
 لذا فالضبط العلمي للرواية اي صحة الكتاب هو من الامور المهمة جدا والمراد من صحة الكتاب هو الفاظ متن الرواية والفاظ اسماء الرواة
 وكذا الكلام بالنسبة للفقيه فلابد له من اتباع ضبط الرواية وضبط الأسانيد وضبط المتن وهو من باب ثبّت العرش ثم انقش فلابد أولاً من إزاحة التشويشات في الرواية ثم الحكم بمضمونها وعلى طبقها
 فصحة الكتاي أين هي من صحة الطريق فانه لامقايسة ولامساواة بينهما لأن صحة الكتاب بمثاية عينية حقيقة واقعية تثبت ثم بعد ذلك ومن صفاتها العارضة صحة الطريق
 أما اذا لم تلتفت الى صحة الرواية من جهة صحة الكتاب فانك تعيش في أوهام وهو صحة الطريق فقط ومنه نأخذ على الوهابية والحشوية فمتن البخاري مثلا ليس متنا واحدا بل هو متون متعددة وذلك لأن صحة الكتاب غير ثابتة
 لذا فانصافا الى حد ما ان معجم رجال الحديث للسيد الخوئي هو كتاب ضبط أكثر مما هو كتاب تحليل رجالي وهو معجم دراية الحديث أقرب منه من كونه معجم للرجال وهذا أمر مهم جدا
 ومتن الرواية هو قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) لا بأس بالاقعاء في الصلاة بين السجدتين وبين الركعة الأولى والثانية وبين الركعة الثالثة والرابعة واذا أجلسك الامام في موضع يجب ان تقوم فيه تتجافى ولايجوز الإقعاء في موضع التشهد الاّ من علّة لأن المقعي ليس بجالس وإنما جلس بعضه على بعض والاقعاء ان يرى الرجل اليتيه على عقبيه في تشهده وأما الأكل مقعيا فلابأس به لأن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قد أكل مقعيا
 وقد مرّ بنا ان فهرست كتاب الحديث هو من الاجتهاد وان تبويب وترتيب فصول أبواب الحديث في هذه الكتب هو اجتهاد من أصحابها سواء كان كتاب التهذيب أو الاستبصار أو الكافي أو البحار أو الوسائل أو غيرها من كتب الحديث فكل ذلك اجتهاد من مؤلفي هذه الكتب وان من تابع هذه الكتب فمعناه انه قد تابع أصحابها وقلّدهم في اجتهادهم من حيث يشعر بذلك أو لايشعر