بحوث خارج الفقه

الأستاذ الشیخ محمدالسند

33/12/04

بسم الله الرحمن الرحیم

 الموضوع: حرمة السجود لغير الله تعالى
 كنّا في المسألة 24 من حرمة السجود لغير الله تعالى
 وقد ذكرنا توجيه الماتن والفقهاء لسجود الملائكة لآدم وسجود النبي يعقوب وولده ليوسف في سورة يوسف وخروا له سجدا فمرّ بنا رواية تكاد تكون معتبرة الطريق عن الامام الهادي (عليه السلام) قال: لم يكن ليوسف إنما كان ذلك منهم طاعة لله وتحية ليوسف كما كان السجود من الملائكة لآدم كان ذلك منهم طاعة لله وتحية لآدم فسجد يعقوب وولده ويوسف معهم شكرا لله الا ترى انه يقول في ذلك الوقت ربي قد آتيتني من الملك فالانحناء التام أو الإنحناء السجودي اذا لم يكن بقصد انه مألوف بالذات فبالدقة هو ليس سجود بل هو تحية
 وطائفة اخرى تدل على تقريرهم (عليهم السلام) لتقبيل أرجلهم مارواه الصدوق في العيون المجلد 2 ص 230 الحديث الأول وقد رواه الوسائل في كتاب العشره الباب 129 الحديث الأول مسندا الى صفوان بين يحى الجليل الثقة قال سألني أبو قرّة ان اوصله الى الرضا فستأذنت بذلك فقال أدخلوه عليّ فلما دخل على الامام الرضا قبّل بساط الامام الرضا وقال هكذا علينا في ديننا ان نفعل باشراف زماننا والامام (عليه السلام) هنا لم يستنكر عليه تقبيل البساط الذي هو تحت رجلي الامام (عليه السلام) ولو كان مخالفا للعبودية لاستنكر (عليه السلام) أشد النكير
 وقد يستشكل البعض اشكالا واهيا من ان القدماء يبنون على استحباب تقبيل تراب القبر ولكن ذلك لأجل ورود الروايات المستفيضة في ذلك فكثير من هذه الروايات مشتمل على آداب الزيادة وقد ذكر في عرض آداب الزيارة تقبيل تراب القبر وتعفير الوجه بل تعفير كل الجسد بتراب القبر الشريف وفي ذلك روايات متعددة صحيحة السند في الزيارة وان هذا نوع من التوسل بصاحب القبر لغفران الذنوب وهو نوع من التواضع الى الله بالتوجه الى بابه
 فان أحد معالم زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) بل زيارة جميع الائمة الاطهار (عليهم السلام) هو إقامة الصلاة ومعلم آخر من معالم زيارة المعصومين (عليهم السلام) هو نفس زيارتهم وان حقيقة الزيارة وهو غاية المعلم هو ان الزيارة هي تجديد البيعة ووفاء العهد للامام (عليه السلام) وقد ذكر هذا المعنى في زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) كما وقد ذكر في زيارة سيد الشهداء (عليه السلام) ايماننا به وتسليما له وطاعته
 وهنا غاية أكبر لزيارة الائمة الأطهار (عليهم السلام) وهي أكبر غاية للزيارة هي زيارة الله تعالى عز وجل فان زيارة المعصوم (عليه السلام) هي وسيلة وطريق وباب لتحقق الوفادة على الله تعالى
  وان سورة النور نفسها تبين هذا المعنى وهو ان زيارة نور الله في هذه البيوت في بيوت أذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه ونفس هذا التعبير في سورة البقرة إني جاعل في الأرض خليفة وهو يعني المرآة
 فتعفير الوجه والخد والجسم عند زيارتهم (عليهم السلام) هو باعتبار ان زيارة أئمة أهل البيت (عليهم السلام) هي زيارة الله تعالى باعتبارهم باب الله و وجه الله وعين الله وجنب الله ولذا نرى التعبير اللهم اني لو وجدت شفعاء اقرب اليك من محمد وأهل بيته لجعلتهم شفعائي فزيارتهم في الحقيقة أعظم شيئ فيها هي زيارة الله تعالى
 ولذا لايصح كلام بعض المعاصرين من ان التقبيل هو لأجل تراب القبر لالتقبيل مايحيط بالقبر ولكن هذا الكلام غير تام باعتبار ماتقدم من الروايات تذكر تقبيل البساط الذي تحت الامام (عليه السلام)
 الرواية العاشرة مارواه الصدوق مسندا في كمال الدين ج2 الصفحة 503 الحديث 25 فقد روى تشرف وفد من مدينة قم لرؤية الصاحب (عجل الله فرجه الشريف) في الغيبة الصغرى والتعبير في الرواية فخررنا سجدا لله عز وجل شكرا لما عرفنا وقبّلنا الأرض بين يديه ولم يذكرالشيخ الصدوق بأن هذا من الشرك
 وفي الوسائل عقد في كتاب الحج باب في أبوب العشرة الباب 35 في عدم جواز السجود للنبي ولا للامام (عليهم السلام) في الزيارة ولافي غيرها وذكر في هذا الباب وقد استدل برؤية ابو حمزة الثمالي لمجيئ السجاد (عليه السلام) لمسجد الكوفه حيث فيها فأكببت على قدميه اقبلهما فرفع رأسي بيده وقال لا يا أبا حمزة إنما يكون السجود لله عزوجل وقد حملها جملة من الأعلام على التقية لأنها في مقابل عشرات الروايات من تقبيل الناس لرجل المعصومين بحيث هو صار من السيرة فهذه الرواية واضح فيها ملابسة التقية
 الرواية الحادي عشر ماروي باسانيد صحيحة في الصحاح عند العامة رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه باسانيد صحيحة عن صفوان قال: قال يهودي لصاحبه اذهب بنا الى هذا النبي فاتيا رسول الله صلى الله عليه واله فسألاه عن تسع آيات بينات وذكروا الحديث الى قوله صلى الله عليه واله فقبّلوا يده ورجله وقالوا نشهد انك نبي وقد ذكر النووي هذا البحث في ج 4 ص 639
 ومن باب انصاف صاحب الوسائل فانه لديه في أبواب العشرة الباب 129 فقد عنون حكم تقبيل البساط بين الأشراف وهو يعني تردده في المسألة ومنه يظهر عدم وضوح الرؤية عنده في هذا البحث
 الرواية الثانية عشر مارواه الكليني في الكافي ج6 ص 39 بسند معتبر عن أبي هارون